صراحة تعد مسرحية “آلة الزمن” إحدى المسرحيات المميزة التي حضرتها في الفترة الأخيرة على الرغم من بساطتها في العديد من النواحي إلا أنهم اعتمدوا على إيصال فكرتهم حول الإيمان ومآل الخطيئة بأسلوب كوميدي مميّز عن طريق شخصية “الجني” التي أداها الشاب “طوني شطر” وهذا ما قد نختلف عليه أو نتفق حول مناقشة القضايا والشؤون الدينية

آلة الزمن وطغيان النص على الممثل

 

صراحة تعد مسرحية "آلة الزمن" إحدى المسرحيات المميزة التي حضرتها في الفترة الأخيرة على الرغم من بساطتها في العديد من النواحي.
فقد اعتمدوا على إيصال فكرتهم حول الإيمان ومآل الخطيئة بأسلوب كوميدي مميّز عن طريق شخصية "الجني" التي أداها الشاب "طوني شكر" وهذا ما قد نختلف عليه أو نتفق حول مناقشة القضايا والشؤون الدينية بطريقة كوميدية، ولكنهم على الرغم من هذا التطرق إلا أن المضمون الفعلي للنص لم يأخذ منحى الإساءة إلى أحد وإنما كان أقرب إلى التوجيه والنصيحة، وهو بهذا لم يكن مختصاً بالأطفال فحسب وإنما كان لسائر المجتمع، فيجد الطفل فيه الألوان المزركشة والنكتة الخفيفة بالإضافة إلى بعض الحركات التي قد تلفت إنتباههم، فيما قد يجد الشباب فيه الابتعاد عن النمط التقليدي في طرح القضايا الدينية والتي باتت روتينية وبحاجة لدم جديد كالذي رأيناه في عرض "آلة الزمن"، وهو بتركيزه على الأطفال والشباب لا يلغي مكانة كبار السن إذ لا بدّ لهم من إيجاد الموعظة والحكمة العميقة في مجمل ما يحدث على خشبة المسرح من خلال صراع الخير والشر.

ولعلي  أجد أنه من المفروض علي ذكر لمحة عامة عن العرض الذي يتحدث عن شخصية عادية في مجتمع ساد فيه عدم الإيمان وعدم الاكتراث والاقتناع بمجيء المسيح، فيلتقي هذا الشخص بالشيطان الذي يطرح عليه ثلاثة أسئلة وعليه إيجاد أجوبتها، وبمساعدة التاريخ تبدأ رحلة هذا الآدمي في البحث عن الأجوبة التي فيها خلاصه من "الهاوية" وخلاص البشرية، ولإيجاد الأجوبة كان لا بدّ له من مقابلة بعد الأنبياء كسيدنا آدم عليه السلام وإبراهيم الخليل ليصل في النهاية إلى مقابلة عيسى عليه السلام، وبعد هذه الرحلة الشاقة ينوّر الله له قلبه بالإيمان ليجد الأجوبة على أسئلته فيخلص وتخلص البشرية من الهاوية.

وإن أردنا الحديث عن أداء الممثلين فصراحة يمكن القول أن النص طغى على كل شيء كان على خشبة المسرح من ممثلين وإضاءة وموسيقى وحتى ديكور على الرغم من تكلفه، بالإضافة إلى أن عرض "السلايد شدو" في بداية المسرحية والذي كان عبارة عن بطاقة تعريف بكادر العمل أساء كثيراً للعرض الذي اعتمد في بدايته وختامه على وجود أحد الممثلين بين الجمهور وصعوده للخشبة لتبدأ رحلته في الهاوية وفي نهاية العمل أثناء ظهور السيد المسيح من الباب الخلفي للمسرح، فالعرض المرئي والتعريف بالشخصيات عرّفنا مسبقاً بالممثلين الذين كانو بيننا وبالتالي كنا عارفين بالخطة المتبعة مما أفقد عنصر المفاجأة في العرض، بالإضافة إلى أنّ الممثلين بدوا غير جادين كثيراً في العمل وخاصة أثناء الحوارات الخارجة عن نطاق الكوميديا في حين أن الموسيقى أخذت أبعاداً أخرى كونها كانت موسيقى معروفة عالمياً وخاصة بصور متعلقة في أذهان الناس وبالتالي أثر ذلك على العرض وعلى المتلقي الذي يحاول محو الصورة الأصلية للموسيقى وتقبلها في هذا العرض، أما الإضاءة فقد كانت في كثير من الأحيان وخاصة أثناء الانتقال بين المشاهد أو أثناء استدعاء أحد الأنبياء كانت تكشف المسرح تماماً أثناء تغيير أو إضافة ديكورات على المسرح حيث عمدوا على استخدام الفلاشر في هذا الانتقال وليس على الإعتام التام.

في النهاية فإن هذه الأمور التي ذكرناها سابقاً كانت بناءً على اختيار وقناعة تامة من قبل المخرجة ولم تكن أخطاءً "من وجهة نظرها" إلاّ أنها أثرت برأيي على العديد من النقاط التي يجب الانتباه عليها أكثر أثناء قيادة أي مخرج لأي عمل مسرحي.

نذكر أن العمل من إخراج "يارا سلّوم" وتم تقديمه في كنيسة النبي إلياس بحلب بتاريخ 22/4/2012

رابط المسرحية

أغيد شيخو_ عالم نوح