أثر الفراشة من أليسار عارف
- أغسطس 23, 2011
- 0
وتقدم لنا الأستاذة أليسار عارف موضوعاً شيّقا عن أثر الفراشة في أثر الفراشة، وكان ذلك يوم 21-8-2011: فحدث بسيط في أي مكان في نظام الغلاف الجوي قد يؤجل سقوط المطر
أو في تغيير مسار الإعصار و قوته.
وتقدم لنا الأستاذة أليسار عارف موضوعاً شيّقاً عن أثر الفراشة في أثر الفراشة، وكان ذلك يوم الأحد 21-8-2011
أثر الفراشة نظرية فزيائية و فلسفية لتفسير ظواهر الترابطات
والتأثيرات المتبادلة والمتواترة التى تنجم عن حدث أول،
قد يكون بسيطا في حد ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات
المتتالية والتى يفوق حجمها بمراحل حدث البداية ،
وبشكل قد لا يتوقعه أحد، وفى أماكن أبعد ما يكون عن التوقع
: احدى النظريات الرائعة التي يمكن اعتبارها
احدى جوانب نظرية الفوضى التي ابتكرها الرياضي الفيزيائي
إدوارد لورينتز عام 1963
لاحظ علماء الفيزياء هذه الظاهرة عند التنبؤ مثلا بحالة الطقس.
ألا تلاحظ أن التنبؤ بالطقس بشكل دقيق مستحيل؟؟؟؟
فحدث بسيط في أي مكان في نظام الغلاف الجوي قد يؤجل سقوط المطر
أو في تغيير مسار الإعصار و قوته.
شيء صغير كما قال أحد العلماء كفراشة قررت أن تطير من على زهرة.
فرفرفة أجنحة الفراشة الصغيرة في جنوب أفريقيا
قد تؤثر بشكل غير مباشر على حركة إعصار في الكاريبي.
كان ذلك مثالا دقيقا لمدى ترابط الأشياء في الكون.
هذا ما يعرف بتأثير الفراشة.
يتضح هذا القانون جليا في الأنظمة المعقدة كالحالة الجوية
وهو ما عبر عنه مفسروا هذه النظرية بشكل تمثيلى يقول ما معناه :-
أن رفـّة جناحي فراشة في الصين قد يتسبب عنه فيضانات
وأعاصير و رياح هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو افريقيا
فهل تصدق بأن إطلاق منبه سيارتك قد يُؤدِّي إلى انهيار أحدِ الجبال؟! نعم، فما يفعلُه البعضُ من إطلاق مُنبِّهات السيارات في داخل الأنفاق الجبليَّة هو خطأ جسيم يُؤدِّي إلى تصدُّع الجبل وانهياره، وما ذاك إلاَّ لأنَّ الصوت الصادرَ عن المنبِّه هو في الأصل عبارة عن مَوجات صوتيَّة تنتقل في جُزيئات الهواء، ثُمَّ في جوانب الأنفاق، وتَخترق الجدار؛ لتنتقلَ في ذرَّات الصخر المكونة للجبل؛ مما يُؤدي إلى تخلخُلها وتشقُّقها، ومِنْ ثَمَّ تصدع الجبل، الأمر منطقيٌّ جدًّا، ولكنَّه بعيد المدى، فلا يتصدع الجبل فَوْرَ إطلاقك لمنبه الصوت، ولكن سنوات من تَكرار هذا الفعل كفيلة بإحداث الأثر، فكن على حذر.
يُمكن للإنسان التفكير في الكثير من الأمور التي يُمكن أن تتغير حياتُه لو اختلف شيءٌ من أحداث حياته في فترةٍ منها، وتصور النَّتائج التي كان من الممكن أنْ تنتج لو اختلفت الشروط الابتدائية، فلو تخيلتَ مثلاً أنَّ القِطَّة أَكَلت الفأرَ الذي تحتفظُ به لاختبارِ الغَدِ في مادة التشريح، ولم تتمكن من الحصول على بديلٍ له، لتَسَبَّب ذلك في رُسُوبِك في المادة، ورُبَّما تأخرك في التخرج، وربَّما لاحقًا تأخُّرك في الوظيفة، من الطَّريف أن تتخيل ذلك، ولكنَّ الرائعَ حقًّا هو أن تدرك أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولأنَّنا مُؤمنون بالقَدَر نعلم أنَّ كلَّ ما يحصل قد قدَّره الله لنا، فلا نسترسل في الخيال كثيرًا، ونغرق في قولنا: ماذا لو.
ومن الأمثلة الفعليَّة لهذه النظرية ما تسبَّب به عددٌ من الأرانب المستورَدة من بريطانيا إلى أستراليا عام 1859 من اختلالٍ خطير للنِّظام البيئي؛ حيث تكاثرت تلك الأرانب بسُرعة هائلة مُحدِثَةً أضرارًا بالحشائش والمراعي والمحاصيل الزِّراعية، ولم تُفلح الوسائل في القضاء عليها، فكانت النَّتيجة سيئةً للغاية، فقد فاق عددُ الأرانب عددَ السُّكان، وأقفرت مناطق مُتسعة من المروج، وتَحوَّلت إلى براري قاحلة، ولحقت بالمنطقة أضرارٌ مادية هائلة، فهل كان من الممكن التنبُّؤ سلفًا بما قد تفعله عِدَّة أرانب في قارة كاملة؟
وقد لوحظت بعضُ الظواهر الجويَّة في مناطق معينة، يليها ظواهر من نوعٍ آخر في مناطق أخرى بعيدة، كالعواصف الرَّعْدية فوق المحيط الهادي، والتي لوحظ أنَّه دائمًا ما تسبقها عواصف رعدية فوق القارة الإفريقيَّة.