أحبك قرندشيات أصل فالنتين من سوريا
- فبراير 17, 2010
- 0
في تقدمته لكتابه أحبك … قرندشيات، يقدم لنا الكاتب سمير طحان أن أصل الكلمة سوري، والاحتفال سوري، وبضاعتنا ردت إلينا.
عيد الحب = عيد القرندش
سمير طحان ـ عالم نوح
في 14 شباط و أنا في مدريد والعالم يحتفل بعيد القديس فالنتين أو يوم العشاق أو عيد الحب، لفت انتباهي المستشرق الأب سلفادور نوغالس إلى أنّ عيد الحب هذا ذو أصل سوري بحت، وأنّ اسمه القديم (عيد الشعلة)، على أساس أن النفس تظل في ظلمة إلى أن ينيرها الحبّ.
ومن الذي يحمل شعلة نور الحب هذه. ومن الذي يحمل شعلة نور الحب هذه؟ أنه طير نوراني لا يُرى و لا يُصاد اسمه القرندش.
ولماذا يكون في الرابع عشر من شباط بالذات عيداً لشعلة الحب؟
ولماذا يحمل طير هذه الشعلة ولا يحملها كائن حي آخر؟
ولماذا يحمل طير هذه الشعلة ولا يحملها كائن حيّ آخر؟
والجواب هو: أنه في الرابع عشر من شباط يبدأ موسم سفود الطيور.
وبعد أن أنهى الأب نوغالس كلامه، عدت بالذاكرة إلى حلب وتذكّرتُ أن ستّي كانت تقول لعمّي الأصغر حين يكثر من الخروج والدخول: اشبك عمبتخفّق متل القرندش؟ وأنه كان معي في الجيش حلّاق مجند اسمه مصطفى، وكان قائد السريّة يسمّيه القرندش لكثرة حركته ودورانه بين البرّاكات والخنادق والدشم، وأن أرمن حلب يحرقون الشتاء في الرابع عشر من شباط وتراهم يخرجون من الكنائس وبيد كلّ منهم شمعة شاعلة وهو يحاول أن يوصلها إلى البيت دون أن تنطفئ.
وفي اللقاء التالي مع الأب نوغالس سألته أن يزوّدني بمعلومات أكثر عن القرندش فقال: القرندش أو إيروس إله الحب الإغريقي وجدّ كيوبيد إله الحبّ الروماني وقال: الإغريق والرومان حسيّون غير روحانيّين، ولذا تركوا جناحي القرندش وبدّلوا جسمه بطفل وبدل أن يُوشوش بالحبّ، حمّلوه قوسا يرمي سهام الحبّ في القلوب، ثم إن الإغريق والرومان مولعون بالغزو العسكري، ويرمزون لقوّتهم بالطيور الجارحة كالصقر والشاهين ولذا أبّت نفوسهم أن يتّخذوا طيراً غير جارح رمزاً للحبّ فجعلوه طفلاً مجنّحاً مسلّحاً محارباً. مع أن أسطورة العصفور الأزرق أي عصفور الحب ما تزال تعيش في عقول وقلوب الغربيين. وهنا تذكّرت فلماً فرنسياً لإدي كوستانتين وأظن أن عنوانه الطفل والرجل أو العكس، وفيه يغنّي الطفل متسائلاً:" قل لي يا سيدي، يا سيدي الطيب، هل الأرض مدوّرة؟ وإذا كان هذا صحيحاً، فالعصفور الأزرق أين يوجد في العالم؟
وسألته إن كان يعرف معنى كلمة قرندش، فأجابني إنها كلمة سوريّة رافدينيّة، فينيقية سومرية، وتعني، الذي يُقْرِن أي يجمع وتتألف من فعل (قرن) و (ده) لاحقة تحوّل الفعل إلى اسم فاعل والشين تصغير للتحبّب. ولقد صادف في القرن الثالث الميلادي أنّهم قطعوا رأس الكاهن الطبيب فالنتين في روما، بعد أن شفى إبنة حارسه، في الرابع عشر من شباط، فطوّبته الكنيسة قديساً وحدّدت عيده في هذا اليوم بالذات، وهكذا اقترن اسمه بعيد الحب وأصبح شفيعاً للعشّاق. ثم صفن وزاد: إن طير الهدهد المذكور في سورة النمل هو صورة من صور القرندش. وجاء في الآثار العربية: فلان أبصر من هدهد: لإنهم يزعمون أنه يرى ما في القلوب وما تحت الأرض.
وحين رجعت إلى حلب استشرت موسوعة حلب المقارنة لأستاذي الطيّب الذكر: العلّامة الأسدي فوجدت ما يلي: القرندس" طائر وهمي يزعمون أنه يعلو في الجوّ ويدعو: الله يجيب الولف لولفو. (من أمثالهم): القرندس يخفّق ليوفّق.
ومذئذ وأنا أهتم بعيد الحب والقرندش. وقد أتضح لي أن الطقوس الاحتفالية بعيد الحب تقوم على إعطاء الحبّ للمحرومين من الحبّ وعلى تأكيد الحبّ بين الحبين وذلك أولاً بتبادل رسائل أو كتب عن الحب وثانياً تبادل نباتات خضراء وخاصة ذوات الأزهارالحمراء وثالثاً تبادل الحلويات خاصة المارصبّان ومعناها: القدّيس العاشق ورابعاً حلى مكتوب عليها شار عيد الحبّ: اليوم احبّك أكثر من الأمس وأقل من الغد. وقد أقمت مع مجموعة من الصديقات والأصدقاء عام 1987 أول احتفال بعيد الحبّ في حلب وذلك في صالة حفلات نادي الحرية. وليلتها وزّعنا قلوباً ملوّنة وعلّاقات مفاتيح عليها شعار عيد الحبّ وتاريخ أول احتفال. وقد أعجبت الفكرة وحيد توما فتبنّاها وأقام حفلات في نوادي حلب في العام التالي وهكذا درج الاحتفال بعيد الحب في حلب وسائر سورية. كما أصدرتُ في عام 1998 بالإشتراك مع الملحن سمير كويفاتي والمغني ميشيل اشقر مجموعة: القرندش. وفيها أحاول بعث طير الحبّ السوري.
كل عام وأنتم في حب تام طام
حلب شباط 2008
سمير طحان
أحبك قرندشيات
تأليف سمير طحان
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
العنوان البريدي الدائم:
النيّال ـ الأميري ـ ب ـ يوسفوط. /2/. حلب ـ سورية
الهاتف الثابت: 4463199 21 00963
الهاتف المحمول: 232364 933 00963
البريد الألكتروني: areft@scs-net.org
الناشر : دار النور
للطباعة والنشر
بيروت ـ تلفاكس 3385001 00961
لوحة الغلاف والرسوم الداخلية: المهندس هاكوب دولمه جيان
تصميم رمز القرندش: المهندس هاكوب دولمه جيان
تصميم الغلاف: سالبي بغده صاريان
يمكن الاطلاع على كتب الدار ومنشوراتها
على صفحة الشبكة التالية:
www.darkanaan.com