مجموعة من الشباب من سورية حاولوا تقديم فنٍ رغم كل ما يعانوه، حتى وإن كانت البلاد مكاناً غير آمنٍ لتقديم الفن فإن السبل لم تقطع بهم، فعملوا على تقديم أفكارهم كلّ في البلد الذي استقر فيه، وها هو المخرج نبيل السايس بعد تجربته الطويلة في المسرح في سورية استطاع تقديم عمل فني مميز في لبنان والذي لاقى استحسان من

مسرحية "أحلام معلّبة" للمخرج نبيل السايس

مجموعة من الشباب من سورية حاولوا تقديم فنٍ رغم كل ما يعانوه، حتى وإن كانت البلاد مكاناً غير آمنٍ لتقديم الفن فإن السبل لم تقطع بهم، فعملوا على تقديم أفكارهم كلّ في البلد الذي استقر فيه، وها هو المخرج نبيل السايس بعد تجربته الطويلة في المسرح في سورية استطاع تقديم عمل فني مميز في لبنان والذي لاقى استحسان من الصحافة في بيروت، ويكون بذلك أحد الأشخاص الهامين في جعل الوطن… نابضاً بالحياة رغم كلّ جراحه.

حاور عالم نوح المخرج نبيل السايس صاحب فرقة تساؤل المسرحية حول عرضه المونوداما ، انفرادية "أحلام معلبة" الذي عرض في "زيكو هاوس" ببيروت بتاريخ 10/8/2013 .



فعن العمل بالمجمل قال المخرج نبيل السايس:

العمل يعرض تداعيات معتقل ضمن زنزانته الانفرادية أحلامه كبيره كأي مواطن وتكبر أكثر مع أمله بالخروج
لكنها معلبة ومحاطة بأربع جدران يقرأ ما كتب على تلك الجدران لمن سبقوه، العمل لا يحكي حكايته، ولكنه يميل لنرى ماذا تفعل الوحده بالفنان وكيف تطور أحاسيسه ومشاعرة بشكل درامي مع مرور الوقت ليمر بلحظات جنون وحلم يصحو خلاله على واقع أليم ألم بوطنه، فيحاكي حبيبته التي باتت رمزاً للصمود ويحاكي طفله الذي لم يولد بعد.

وفي نهاية العرض يرسم وجه على جدران سجنه ليشعل شمعة الأمل لمن سوف يأتي بعده.

 

وحول إصراره على تقديم الفن المسرحي قال "سايس": لأن المسرح لم يعد هواية بل هو نافذتي الوحيدة في الوقت الراهن التي أستطيع أن أعبر منها عن فكره تدور وتدور في عقلي الذي باتت تنهكه الأحلام والآمال العريضة. برغم ابتعادي قسرياً عن وطني الغالي المسرح هو روح تحضر بالالتقاء مع آخرين يكبتون نفس الألم ويختلطون بما يعرض على الخشبة الصغيرة جدا بالحجم والكبيرة جدا لتستوعب الألم والحب والانتماء.

وعن كون البيئة جديدة عليه للعمل الفني ومدى صعوبة ذلك فيما قدّم أضاف:

وجودي في بلد كلبنان فجأة جعلني أحتاج إلى كثير من الجهد كي أحصل عل شيء بسيط من الاستقرار لكي أبدأ العمل دون أي وارد مادي عدم معرفتي بالوسط الفني هنا ساهم في وجود عقبه أساسيه في إيجاد مكان للعرض بالإضافة إلى ذلك حالة الرفض العامة نوعا ما للوجود السوري في لبنان.

أما حول ردّ فعل الجمهور اللبناني فقال:

كانت ردود الفعل مدهشة بالنسبة لي؛ حيث أني تفاجأت شخصياً بأداء حمود مع إنها كانت تجربته الأولى وأيضا وجدت آراء نقلت استياء البعض لأن العمل نقل مأساة طرف واحد وليس كل الأطراف باختصار كانت ردود الفعل تتناسب مع ما يكمن داخل المتلقي من أفكار وآراء مسبقة عن الأزمة في سورية.

مع العلم بأن أعداد الحضور كانت قليله مما دفعني إلى التفكير بشكل جاد إلى إعادة العمل ليصل إلى عدد أكبر،

كان الجمهور متنوع الجنسيات..

 

 

 

وعن إمكانية القيام بنشاطات أخرى في بيروت خاصة بعد النجاح الذي حققوه في عملهم الأول فقال:

بالتأكيد يجب أن نكمل الطريق ونستمر برغم كل الظروف لنصنع عروض جديدة تعبر عن تطلعاتنا إلى المستقبل وتنقل ما مررنا به.

وأضاف ختاماً: أريد أن أشكركم وأشكر كلّ الذين يحاولون تغطية هكذا نشاطات

ويبقى الشباب الروح التي تنعش الوطن وتغذيه، ولا يبقى الوطن وطناً …دون شبابه الغائرين في العطاء…

ويبقى الشباب… ليبنوا أوطانهم…

نذكر ختاماً أن العمل

من تأليف وإخراج: نبيل السايس.

تمثيل: حمود الحسن.

غرافيك: ميساء الأحمر.

تنفيذ صوت وإدارة المنصة: محمد عارف.

الإعداد الموسيقي: جوزيف عرق تنجي.

الإعداد الفني: عقيل أحمد.

تصوير سينوغراف: رامي زغيب.

أغيد شيخو_ عالم نوح