أحمد عبد الفتاح في تكوينات تعبيرية
- أغسطس 3, 2010
- 0
أول الطلاب المتخرجين من أول دفعة في قسم الرسم والتصوير في كلية الفنون بحلب
إلى من ذلت القلوب لعظيم سلطانه..
ودانت الخلائق لسابق حكمه وقضائه..
إلى من أشرف الأنوار في قلوبنا.. حتى عرفنا ووجدناه..
إليك ربنا لوجهك الكريم
أحمد عبد الفتاحوفي نهاية المشوار الأكاديمي كان لا بد من كلمة شكر ووقفة امتنان وتقدير لكل المدرسين الذين قاموا بتعليمنا على مر سنوات, والذين كوّنوا شخصيتنا الفنية خصلة حتى وصلنا لآخر المحطات..
والشكر والتقدير الأكبر لعميد كلية الفنون الجميلة والتطبيقية ورئيس قسم الرسم والتصوير .. الذي تفانى بالعطاء ولم يبخل علينا بالمعلومة.. وكانت توجيهاته الحكيمة ونقاشاته البناءة سبباً رئيسياً لما توصلنا إليه.. والتي أثمرت فينا الإبداع..
جزيل الشكر والامتنان.
أ.د. علي سرميني
والشكر كل الشكر للذين لم يبخلوا علينا بوقتهم والذين أغنوا مشروعنا بنصحهم..
أ.محمود محايري أ. سعيد الطه
مع تمنياتنا لكل الزملاء والزميلات بالتوفيق والمستقبل المثمر نجاحاً وإبداعاً وتفوقاً.
في البداية أود أن ألفت انتباه حضرتكم على أنني أريد التحدث بشفافية وصدق لما مرّ بي خلال فصل التخرج من مراحل, وكيف وصلت في النهاية إلى ما وصلت إليه.
في بداية مشواري في الفصل الثاني من السنة الرابعة تهت ككثير من الطلاب في الوصول إلى أسلوب فني خاص بي, أو بالأحرى بأسلوب وتكنيك ينقلني إلى رصيف التخرج, لأننا كما نعلم أن الكثير من الفنانين يطول بهم الوقت لكي يجدوا أسلوبهم الفني بعد تخرجهم فيترتب عليهم ويكون على عاتقهم ترك بصمة في هذا الوسط الفني الضخم؛ فما بال طالب تخرج.
بدأت بالعمل ضمن المدرسة التعبيرية؛ ففي التعبيرية كما نعلم سيطرت المخيلة والذاكرة وعادة الفنان إلى مٌحترفه بدل الرسم في الهواء الطلق, بل وأحياناً يأخذ أصحابها مادتهم من الواقع ثم يغيرونها ويصبغون عليها صورهم الشخصية, فالفنان التعبيري يتدخل في العمل الفني ويفعل به ما يفعل, فيحول الطبيعة والإنسان حتى يكاد ((يشوههما)).. أما أنا فقد لجأت من خلال التعبير بالاعتماد على المخيلة والذاكرة؛ ومن النادر ما كنت آخذ المادة من الواقع فيتم القيام بتغييرها ضمن سياقي الشخصي, بل بأغلب الأعمال اعتمدت على ما أملك من مخزون بصري ومخيلة.
اعتمدت في عملي على استخدام ترابات الإكريليك .. في البداية بدأت بتوزيع الألوان الحارة والباردة دون الدخول أو التطرق إلى تونات لونية عديدة كنت أقوم بتوزيع الألوان المتواضعة على سطح اللوحة, فلا أقصد حينها تشكيلاً معيناً وإنما يظهر هذا التشكيل بشكل عفوي من خلال اللون؛ أي من خلال صدفة آنية ولحظة معينة.. أي في بعض الأحيان كانت عملية تنفيذ العمل تظهر بعفوية خارجة عن النظام العقلاني فتكون انفعالات حرة بعيدة عن الديكارتية في التنفيذ.. وفي أغلب الأحيان كانت عملية التنفيذ وما أشعر به في لحظة تنفيذ المشروع هو الموازنة بين الجوانب العقلانية والجوانب التعبيرية العاطفية.
كنت أعتمد في بداية المشروع على خطوط عشوائية وعنيفة ثم أقوم بتوزيع مساحات لونية شفافة على هذه الخطوط, ثم العودة للخط أو اللون حتى يظهر المشروع.
أما في المراحل المتقدمة فقد حافظت على توزيع الخطوط؛ ولكن تارةً يكون اللون شفافاً وبمساحات, وتارةً يكون اللون بجينة لونية مشبعة وبلمسات ريشة ناعمة يٌشكل من خلالها الكتلة المؤلفة للعمل مع لمسات مرتعشة للفرشاة تترك بصمات حركية على السطح ولمسات بارزة, وهذا ما ظهر في عملي ((بورتريه لرجل)).
قد أكون دخلت في حالتين في التنفيذ متقاربتين ومتتابعتين متنقلاً بين كلاهما ولكن حافظت على نفس المجموعة اللونية, وأرجو أني قد وفقت في الحفاظ على الروح الواحدة للعمل .. هذا فيما يتعلق بالمضمون التشكيلي ((التصويري)) والتكنيك.
أما بالنسبة للمضمون الفكري فعنوان مشروعي هو تكوينات تعبيرية تشمل حالات إنسانية وأعمال طبيعية,وفي بعض الأعمال محاولة المزج بينهما, فيلاحظ في أعمالي حالة إنسانية مع آلات موسيقية بالإضافة إلى بورتريه لشخص واحد في لوحة أو عدة وجوه في لوحة وكأنهم يأخذون صورة تذكارية يجّمدون فيها الوقت ويسرقون فيها لحظة من هذا الزمن العابر..
بالإضافة إلى بعض الأعمال التي تحتوي على مناظر طبيعية..
لم أتأثر بأسلوب فني معين؛ إنما عملت ما أملاه عليّ عقلي وعاطفتي ..
أرجو أن أكون قد وٌفقت في عناصر العمل الفني في مشروعي من علاقات خطية وشكلية وانفعاليو وفراغية وعلاقة الموسيقى اللونية وما يتعلق باللوحة من تصميم وتعبير..
والله ولي التوفيق
لي ولكم
أحمد عبد الفتاح