و كان ذلك في أثر الفراشة يوم 23-1-2012، أحمد عثمان الشاعر الشاب و قصائد في حب الأرض و الحبيبة و الهم الانساني

 

 

 

 

(النص الفائز في مسابقة الجولان الشعرية 2009)

أحمد عثمان

أسفار الزوال الأخير

السفر الأول

سفر الرحيل

فلأمتشق جسدي إذاً

( وليتركِ الأحياءُ شعلتهم‘

تُضيئُ مَغاورَ الكهفِ الذي‘

نَحتوا على جُدرانهِ عَرباتِ آلهةٍ

تَجرُّ قَوافلَ الموتى إلى مَلكوتهم‘ )

فالصُّورةُ اتَضحت‘ جليَّاً

والنهايةُ مَحضُ وشمٍ في جبينِ الكهفِ

نَقشٌ آنسَ الأحياءُ بينَ رسومهِ

قَبساً يُنيرُ ظَلامهم‘

مُذ عبّئَوا بيدي‘ السَّوائلَ

والوريدُ يَدسُّ في حَلقِ المُخدرِ جُرعَةً

يتصدَّعُ الشّريانُ في قلبي

فألمحُ غصَّة النبضاتِ تخبو في جهازٍ

_شاشةٌ_

رسمَ المماتُ بها

بخطٍ أحمرٍ رعشاتِ عُمري‘

ثم ينفدُ حبرُ هذا العُمرِ

تَندثرُ الخُطوطُ كطَمسِ آثارِ الأيائلِ

حينما ينمو بُعيدَ مُرورها عُشبٌ طَريٌ

كلَّما انسدلت‘ على وجهي‘ الغِشاوةُ

حَملقت‘ بدمي‘ الأيائلُ

وامَتطى حُلمي‘ قَطيعٌ نَافرٌ

يمتدُّ مِن‘ جسدي‘

إلى موتي‘ المُؤكَّدِ

فِاضحاً ما خبَّئ الحُكماءُ في مُدنِ الجبالِ

إلى سراديبِ الطُغاةِ بمصرَ

للموتى اللذين تحنطوا ……………

( يُخفونَ في افواههم‘ قطعَ النقودِ ليدفعوها أُجرةً

ثمناً لنقلِ رُفاتهم‘ صوبَ البُحيرةِ

غاسلينَ ذنوبهم‘ بمياهها )

ألماءُ دلَّ على هشاشةِ خلقهم‘

أم‘ أنَّهم غبشٌ بها؟

إنِّي مُجردُ نُطفةٍ

مُزجَت‘ بطينٍ

أُلبِست‘ روحاً

فأخَّرتِ الدَّقائقُ حَتفها

إذ‘ شدَّني‘ مَلَكٌ على بابِ القيامةِ

صَافعاً وجهي‘

مُغلاًّ كفَّهُ في الضِّلعِ

مُنتزعاً بقايا شهقةٍ ضجَّت‘ صداها صارخاً:

ماذا اكتسبتَ من الخطايا؟

من قتلتَ؟

وهل‘ سفكتَ دَماً لتمتحنَ الوصايا؟

هل‘ ذرفتَ العمرَ مُمتداً على نعشٍ يجُّركَ

مصغياً للرَّفش

ينضحُ في جبينكَ ما تبقى من ترابٍ

حين يبقى من وريدكَ قطرةٌ

والنسغُ يَرشُفُ ما تبقَّى من دمٍ

تتخدَّرُ الأطرافُ

ينتفضُ الوريدُ مفرِّغاً أنيابهُ في القلبِ

طقطقةُ الضلوعِ تبوحُ بالرَّمقِ الأخيرٍ

النَّبضُ يبسطُ كلَّما انطفئت‘ بجوفكَ شمعةٌ كفَّيهِ

يستجدي‘ سدىً

نفساً تهاوى تحتَ أنيابِ العدم‘

فلديكَ وجهكَ

ساحةٌ خبَّأتَ فيها كُلَّ من‘ ضَاعوا

وليلٌ ينشرُ الأشباحَ في

قلقٍ وهم‘

والبردُ شَوكٌ نَاخرٌ في العظمِ

ذئبُ

كانَ يسرحُ في قميصكَ

حينَ راودكَ الألم‘

مُتسربلاً في ماء جُرحكَ

ظُّلك َالمَسكوبُ في صمتِ الزوايا

يخنقُ الجدرانَ متَّكأَ على درجٍ طويلٍ

يفتحُ الأقفالَ عن بابٍ فبابٍ

ثمَّ يُفضي نحوَ غُرفتكَ التي‘

احتضنت‘ صُراخكَ حينما

احتدمَ السَّقم‘

وكَما تغطَّى الَّليلُ مُتَّشحاً سوادَ ثيابهِ

اتشحت‘ ثيابُكَ في

– ائتلاقٍ ملفت –

بقعاً

ودم‘