في أمسية ثقافية.. قدّمت الأديبة ضياء قصبجي كتابها “أدباء في حياتي” على مسرح دار الثقافة بحلب، مساء الإثنين 19-9-2011 و ذلك ضمن المنتدى الثقافي الشهري الذي تقيمه مديرية الثقافة

في أمسية ثقافية.. قدّمت الأديبة ضياء قصبجي كتابها "أدباء في حياتي" على مسرح دار الثقافة بحلب، مساء الإثنين 19-9-2011 و ذلك ضمن المنتدى الثقافي الشهري الذي تقيمه مديرية الثقافة. و بحضور الأديبة و الأستاذ غالب البرهودي مدير الثقافة بحلب، و عدد من المثقفين والأدباء، قدّم الأستاذ عبد القادر بدّور الأديبة ضياء قصبجي، حيث قرأت بعده عدة صفحات من كتابها، ثم تلاها الاستاذ محمد قرانيا .. فـالناقد محمد غازي التدمري.

 

 الحضور

ولنلق نظرة على الكتاب

ضياء قصبجي

أدَباءٌ في حَيَاتي

دار الإرشاد للنشر
الكتاب : أُدباءٌ في حياتي
المؤلّفة : ضياء قصبجي
حقوق الطبع محفوظة للمؤلفة
الطبعة الأولى : 2011
لوحة الغلاف من الأعمال الفنية للأديبة الفنانة ضياء قصبجي
النّاشر : دار الإرشاد – حمص – هاتف 2456987-2456789

التنفيذ الطباعي
مطبعة اليمامة
حمص -2478500-2239088

 

 

حيث نقرأ في بداية الكتاب كلمة الأستاذة ضياء:

ثمة ينابيع تتفجر في نفسي … قناديل كأنها كوكب درّي, يوقد من شجرة مباركة .. حبّات من المسك و العنبر .. تُنثر لمن يقرأها عبير الفكر.
ذاكرتي تسجّل ما مضى و تودعه في ركنٍ قصيٍّ من أركانها … تمضي الأيام و يمضي معها بريق الشباب, فتُخرج الذاكرة ما اختزنته و تعيد بكلّ الوفاء و المحبة, تلك الذكريات العذبة.
ذاكرتي لا تنسى أولئك الذين قدّموا لي غصن زيتونٍ أخضر, حين كنت أخطو خطوّتي الأولى … و الذين أخذوا بيدي و أنا أعد قمة جبل وعر, و الذين باركوا لي جهدي بعد أنّ أفنيت الكثير من السنوات مخلصة لأفكاري و مبادئي.
كتابٌ عانيت في تأليفه الكثير, خاصة في البحث عن الكتب الذين أكتب عنهم, و عن الكلمات التي قالوها في كتابتي؛ فجاءت نوعاً ما من أنواع القصَّ … ولو أنها ليست قصصاً , بل مذكرات أدبية استوحيتها من خلال معرفتي ببعض الكتّاب, أحاول من خلالها أن أعمّق العواطف الإنسانية و الأخوية بيني و بينهم, و أن أعرّف القرّاء بطبيعتهم الشخصيّة, و عاداتهم اليومية وما يميز كلّ أديب عن غيره, عرفاناً بتشجيعهم لي.
هل ما كتبتُه سيرتي الذاتية ..؟ أو قصصاً واقعية… أم دراسات أدبية..؟!
الحقيقة هي أنَّ ما كتبته في (أدباء في حياتي) مزيجاً من كل هذه المعاني, حزمة ريحان بين أزهار قدموها إليّ … وشموع أشعلها في طريق الذين ما زالوا يواصلون قطف رؤاهم و أفكارهم, لإثراء الفكر و الأدب في هذا البلد الطيّب
و شموع لأولئك الذين ضمتّهم ظلمة القبر, و عانقَتهم أحجار الشواهد.

ثم نقرأ تقديم الأستاذ محمود فاخوري:

هذا كتابٌ جديد للأديبة ضياء قصبجي, لا لأنه آخر ما أبدعه يراعها فحسب, بل لأنه امتاز بنكهة خاصة بالقياس إلى ما كتبته من قبل أيضاً.

لقد خاضت قبلاً ميدان القصة و الرواية و الإيحاءات , وهاهي ذي اليوم ماضية في طريق التجديد كما هو شأنها دائماً , و هي التي لا تعرف التقليد فيما تنحوه , ولا المتابعة فيما يشغل بالها من أمور , بل تطمح كل حين إلى المزيد من الإنتاج على أن يكون فيه الجديد المتجدّد الذي يخرج بالقارئ عمّا ألفه من "أجناس" وينطلق به إلى آفاق أوسع مدى و أبعد غاية و يكون له صدى كبير في الأوساط الأدبية و الثقافية.

ولا أدري بم أصف هذا الكتاب الذي بين يديّ و الذي طلع على القراء بأسلوب طريف و طريقة لم نعهدها عند أحد آخر من قبل, إنه عالم واسع الإمداد متآلف الأجزاء على اختلافها و تناثرها خارج هذا العالم ففيه القصة و فيه السير الذاتية وفيه النقد فضلاً عن أدب المذكرات و ما تشاء من ألوان امتزج بعضها ببعض ليتوّج ذلك كله بجنس أدبّي جديد و طريف يشد القارئ إليه و يحرضه على متابعة القراءة و الانهماك فيها بشوق و جاذبية و لا عجب في ذلك فالأديبة ضياء متمرسة بما هيأت نفسها له من ثقافة واعية و تأملات يقظة, و نظرات دقيقة في كل ما حولها, حتى صارت ذاكرتها تختزن الكثير من ماضيها و حاضرها. و من ثم جاء هذا الكتاب أسبه بحديقة غنّاء واسعة الأرجاء متنوعة الألوان في تآلف و انسجام ينتقل فيه القارئ من خميلة إلى خميلة و من أيكة إلى أخرى, بلا سآمة و لا كلالة, يمده في ذلك أسلوب رهيف تلفه غلالات حريرية شفيفة من العذوبة و الجمال و الخيال المجنّح بالصور, و المعاني التي تفيض بالصدق و العفويّة و الصفاء و الصراحة المحبّبة التي تدنو من (أدب الاعتراف) و المتأمل في هذا العنوان الشاعري للكتاب (أدباء في حياتي) يدرك أن الحياة يضم ركنين أساسيين يتجاريان و يتباريان في التكافؤ و التناظر و في الجرأة و العفوية خالصتين أولهما شخصية الكاتبة و ثانيهما الشخصيات التي تتحدث عنها و عمّا تختزنه ذاكرتها و ذكرياتها عن كل شخصية من تلك الشخصيات التي جمعتها بها مناسبات شتّى.

في الحل و الترحال و في الإقامة و الأسفار و من ثم تعددت تلك الشخصيات بحسب البلدان و الأوطان , ما بين سوريا و مصر, و فلسطين و غيرها حتى أصبحوا أكثر من عشرين ما بين باحث و قاص , مما يدل على اتساع مساحة التعارف لدى ضياء و شهرتها في عالم القصة و الرواية وغيرهما , حتى المرآة كان لها نصيب من تلك الكوكبة من الأدباء الذين ينتمون إلى أجيال شتى ولكل منهم طرقة أو أسلوب جديد تفتتح به حديثها , و يكون مفتاحاً لولوج عالم كل شخصية قبل الإفاضة في الحديث عنها سيرة و ذكريات , و كتباً و أبحاثاً , و تحليلاً للنفسية و الطباع , وقد يكون لضياء نفسها في ذلك كله أو بعضه سهم وافر يدفعه الصدق و الوفاء و الصراحة بحيث تكتمل الصورة من الطرفين معاً.

و بحيث تتعرف في الوقت نفسه أيضاً إلى شخصية ضياء مرسومة بلا تكلّف و لا تصنّع بل تترك لقلمها العنان يوجهها أنّى شاءت, ومتى شاءت, و كيفما شاءت و كل ذلك عرض في قالب أقرب مما يكون إلى القصّ و السيرة مع كثير من التحليل و الانطباع و التأمل.

و من المشاعر الدافئة و بالأحاسيس النابضة بالحركة و الحيوية, بطريقة فريدة تتداخل فيها الأطياف و تتآلف في يسر و سهولة.

و شفافية رقيقة لتكشف عن دخيلة جمهرة ممن أخلصوا للقلم و الفكر و المبدأ و وهبوا للأدب نفوسهم و أفئدتهم, و استطاعت ضياء أن تجمع بينهم على صعيد واحد, في عقد نظيم سُلكت حباته في خيط متين تجلت فيه أديبتنا ناقدة مجيدة, و قاصة بارعة, و قارئة متذوقة, في لغة شعرية و تناول يتجدد بعيداً عن رتوب و التكرار المملّ, بل هو جذاب شائق منذ البداية التي تشد اهتمام القارئ و تثير فضوله ليتعرّف إلى الشخصية التي ستكون موضوع حديث, و غاية التحليل بما فيها من طباع و ما لها من عادات و أفكار, و ما حملته من آراء و قناعات و أهم ما تتركه من آثار و مؤلفات مع نماذج من هذه الآثار إلى غير ذلك مما تقتضيه طبيعة التناول من جهة و تدخل موهبة الكتابة من جهة أخرى , و هي تعرض لنا لقاءاتها أو مراسلاتها مع أولئك الأدباء الذين تحدثت عنهم و انطباعاتها عن كل واحد منهم بأسلوب أدبي وسلاسة تعبيرية … و هذا كله يسّبغ عليها قيمة إنسانية و حضوراً بارزاً يطل علينا بين حينٍ و آخر.

و في الختام أقول : لعلي استطعت أن أقيّم بعض الصّوى و الأعلام أمام قارئ هذا الكتاب المشوّق ليكون بما فيه على حبل الذراع , أو على طرف الثُّمام و حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.

حلب ـ 16-10-2011
محمود فاخوري
عضو مجمّع اللغة العربية بدمشق
عضو اتحاد الكتاب العرب

ونقدم فهرس السادة الأدباء الذين التقت بهم الأديبة ضياء 


قناديل إشبيليه ( عبد السلام العجيلي )
ثم أزهر الحزن ( فاضل السباعي )
باب الجمر ( وليد خلاصي )
عود النعنع ( فاتح مدرس )
خيوط الغمام ( عبد الله يوركي )
الستائر المخملية ( محمد قرانيا )
ما وراء الأشياء الجميلة ( إلفة إدلبي )
الدخول في شعب بوَّان ( محمد عمران )
الركض تحت الشمس ( محمد الراوي – مصر )
السيدة ذات اللطف (علي بدور )
حرق الفصول ( محمد كمال )
دوران النور ( عصام ترشحاني )
طائرات ورقية ( حسني سيد لبيب – مصر )
سنابل الحرمان ( جلال قضيماتي )
كهف الرماد ( أحمد دوغان )
جسر بنات يعقوب ( حسن حميد )
فكرة القصة ( عبد الله أبو اللطيف )
فن القصة ( محمد غازي التدمري )
زمن البوح الجميل ( ليلى مقدسي )
شحاريرٌ بيضاء ( مصطفى أحمد نجار )
عالم القمر ( علاء الدين وحيد – مصر )
غروب الآلهة ( محمد الراشد )
المقامة الغجرية ( هيثم يحيى خواجه )
نظرية المحاكاة ( عصام قصبجي )
سفينة الشعراء (محمود فاخوري ) 

وكلمة الناقد محمد غازي التدمري

كلما قرأت عملأ إبداعياً جديداً للأديبة السيدة ( ضياء قصبجي ) أشعر أنها تقف موقف تحدي الشديد الثقة مع نفسها , و قارئها وما تنتجه , سواء في القصة أو الرواية أو القصة القصيرة جداً , وفي معظم الحالات تأتي النتيجة لصالح التحدي الذي يدفعها كل منج تبدعه إلى مدار جديد من مدارات الإبداع الناجح و المتألق.

انتابني هذا شعور و أنا أقرأ كتابها الجديد ( أدباء في حياتي )

وقد أوقفها التحدي أمام ثمانية وعشرين مبدعاً , لهم باعهم الطويل و المتميز في مختلف الأجناس الأدبية , فجمعت قواها , و استنفرت قدراتها , و شحذت أدواتها و تغلغلت بمهارة الغطاس الواثق و الحاذق في أعماق كل واحد منهم , فنشط قلمها , نقداً و سيرة و توصيفاً وجمعت ذلك كله في كتاب جديد في أسلوبه , متقدم في منهجه , متألق في أدواته عظيم في بيانه , جميل في وسائله , وكانت النتيجة انتصاراً على نفسها و إبداعها.
و يبقى السؤال , من أين ؟ و كيف وصلت إلى مفاتيح تلك الشخصيات المتنافرة في إبداعها و حياتها , حتى أبدعت في نقدها , و وصفها , و تدقيقها في معظم ما كتبوه , أليس هذا التحدي عينه ؟
ثم التألق … و الانتصار نفسه.

 

 الأستاذ محمد قرانيا

 

السيرة الذاتية للأديبة ضياء قصبجي