نقدم لكم كتاب الرائع سمير طحان والذي أصدره تحت عنوان “أراك” والذي يتناول فيه الغزل بأدب شعبي شعري و نثري يسرد مجريات حدث ما أو خلاصة تجربة ما أو حيثيات أحد ما …

 

 

سمير طحان
أراك
مجراويّات

حلب: تشرين الثاني 2008
8 شباط 2011
تأليف: سمير طحان
العنوان البريدي القائم:
النيّال – الأميري – ب – يوسفو ط./2/ . حلب – سورية
الهاتف الثابت: 00963-21-4463199
الهاتف المحمول: 00963-933-232364
البريد الالكتروني: aref@scs-net.org
الناشر: دار كنعان
لدراسات والنشر والخدمات الإعلامية
جميع الحقوق محفرظة للمؤلف
دمشق – ص.ب 443 تلفاكس: +963 -11 -2134433
e-mail 1: said.b@scs-net.org
w-mail 2: kanaanbook@yahoo.com
الطبعة الأولى: 2012/عدد النسخ 1000
الغلاف والرسوم: المهندس هاكوب دولمه جيان
إخراج: لبنى حمد
الإشراف العام: سعيد البرغوثي
يمكن الاطلاع على كتب الدار ومنشوراتها
على صفحة الشبكة التالية:
http://www.darkanaan.com
http://www.neelwafurat.com

شكر خاص لمن يدعمونني بإخلاص
رجل الأعمال جورج فيليب حسني
رجل الأعمال منصور فرجو خباز
الفنان نعمت بدوي
سوريا الغد – مجموعة البيان – ديري أخوان
الموسيقي الجهبز فتحي الجراح
الفنان العالمي عابد عازريه
رجل الأعمال ظافر أمين عبد الخالق
الأستاذ سامر يوسف مؤسس ومدير إذاعة شام f.m
المهندس جورج إنطوان عضومية
الفنانة رغدة


مجراوية الحبّ الإضاربي

وشعرها بإحساس عميق وميل رقيق، فعرف أنه أحبّها وأحسّها بشعور كثيف وانجذاف عنيف وعلم أنه يرغبها فهزه تعارض الوجدان وهدّه تناقض وهمه أن الجنس في النفس وراء دافعي البقاء والفناء واستعصى عليه التفريق أو التوفيق بين المحبة والرغبة فمعلوم وعنده غير مفهوم أن كثيراً من الرجال لا يقدرون أن يرغبوا المرأة التي يحبونها ولا أن يحبوا المرأة التي يرغبونها ومما زاد الغم أن للحبيبة موقع الأم وبالتالي لها احترام يمنع الصبابة والغرام ويضيع المحبوبات في دائرة المحرمات وبالتالي المحرمات وهاله أن المحبة والرغبة خطّان متوازيان وبالتالي منفصلان لا يتصلان ولكال أطواره وأدواره فكما أنك أنك اليوم ترغب وغداً قد لا ترغب والعكس صحيح فكذلك اليوم قد تحب وغداً قد لا تحب وطبعاً هذا غير مريح وبما أن الرغبة استقلالية وحفاظ على الشخصية والحب تبعية وهدر للذاتية وطالما الرغبة قد تنقلب إلى الرفض والمحبة إلى بغض يعني مادامت قطعة النقد قد تنقلب وينقلب الود إلى صد فسيبقى يُضرِب عن الحب إلى آخر حد يعني سيظل يرغب ولا يحب.


أراك حرفاً مهموساً بلا فم
أراك فرحاً مغموساً بالدم
أراك مرحاً مطموساً بالهم
أراك فتحاً بكسر بلا ضم
أراك مدحاً بصيغة الذم
أراك حتفاً بالغم

أراك على الشرفة
بالصدفة
يرف جفناي أيما رفة
وتعتريني رجفة
أيّما رجفة
وتصبح الدنيا عليا
ويسحبني انخطاف
إلأى عالم من ألطاف
فلا أعود أخاف
وفجأ أنهار
وأفقد السلام
أين شمس النهار؟
ما أقسى الظلام!
الحب وهمٌ يغذي الواقع
وكن كبر الرقع على الراقع
فقم وتابع
ولا تكن تابع
يا أيها القالب الواقع

مجراويات الحب والتلوث
غداً لن يبفى أشجار
فأين نكتب أسماءنا يا صديقي؟
غداً لن يبقى أنهار
فكيف نسقي أزهارنا يا صديقي؟
الخطر حقيقي … الكل يتحسس
الخطر حقيقي وكل شيء يتلوث
الخطر حقيقي بصعوبة نتنفس
الخطر حقيقي إلام نتريث؟
يا صديقي يا صديقي … الحب الحقيقي لا يتلوث
طريقك طريقي … والحب الحقيقي لا يتريث
حريقك حريقي … والحب الحقيقي لا لا يعبث
الحب آه … ألا واه
خبئني في كفك واختبئ في كفي
الحب يشفي … للكل يشفي
الحب في صفك والحب في صفّي
والحب يكفي … للكل يكفي
الحب آه … ألا واه
الحب ينقي … الحب يوقّي … الحب يرقّي
الحب من حقّك … الحب من حقي
الحب من حق الجميع … وبالحب لا نضيع

مجراوية المشعلانية
وتتبنطل وتتسنبل أمامك وتتقندر وتتغذر قدامك وتتبختر وتتشفتر بأصرح الكلمات وأفصح البذاءات وأوضح الإشارات، مسترسلة مستبسلة في سبيل المطارحات ومستقلة على الغراميات فإذا دنوت وقاربت باعدت ونأت فشم ولا تدوق ولا تذوق وثبت لئلا تقع على هذا الدلع وعلى هذا الولع في أن تشوق ولا تذوق وتخبط ولا تروق إنها تحرض لتمرض وتحرك وتغيب وتنبه ولا تستجيب وتستثيؤر وتستدير وتحض وتفض وتغليه وتغويه وتكويه وتجذبه وتعذبه وتعلله ثم تفلفله وتبلبله. في البداية تدله وتدلهه بعدها تذله وتضلله وتأسره وتأمره وتفتنه وتحثه على الفجور بعدها بفتور وتؤكد أن هناك استحالة في أن تبطل عادة الاستمالة ومحال أن تتخلى عن إشعال الرجال فالاستهياج عندها مزاج وطبيعة عفوية غير قصدية وتقول: أنا أغري بلا خبري وتقول أنها غير مغرورة ولا موترة ولا كذوب ولا لعوب ولا منحرفة ولا منجرفة ولا فصامية ولا ذهانية بل طبيعية مية بالمية وستظل هكذا مادامت لا تسبب أي أذى ولأنها تشعر بأنها حين تشعل. حين تثير تنير. ذاك أن طبع الرجال الخمول وفي الفحول كثير من الضحالة وعليها أن تهيجم لتؤججهم فتفجر فيهم البطولة.

المجراوية كما يقول مؤلف الكتاب سمير طحان جنس أدبي شعبي شعري أو نثري أو شعثري يسرد مجريات حدث ما أو خلاصة ما أو حيثيات حياة أحد ما.
في كتاب أراك/ مجراوية شعثرية من خمسة وسبعين مقطعاً تعرض المجريات عاصفة عاطفية بين حبيبين تتخللها ست عشرة مجراوية نثرية وشعثرية تعطي خلاصة تجارب واقعية عايشتها وتشكل ظواهر اجتماعية تستحق الدراسة.
ويتشابه أراك ,أحبك في أنهما من مدرسة الغزل ما بعد نزار قباني ويوحدان لغة الغزل بين الجنسين وصدرا في عيد طير الحب السوري: القرندش ويتبانيان في أن أحبك كتاب بسيط منسوج من خيط واحد أما أراك فكتاب مركب منسرج من سداة وست عشرة لحمة.
هذا التركيب يعين القارئ وسببه أنه يحاكي الواقع ففي الواقع ما من مجراوية تجري إلا وتعترضها مجراويات تتداخل بها وتتشابك معها فتؤثر عليها سلباً أو إيجاباً ويضيف طحان مأربي أن يتلون ذكاء القارئ فيتلولب بين الأساسي والثانوي دون أن يفقد خيطاً من الخيوط.

 

 

 متابعة: زكريا محمود_عالم نوح