أقام مقهى أثر الفراشة أمسية شعرية للشاعر والفنان والصحفي أغيد شيخو وذلك ضمن أماسي أسرة تراكم للأداء والأدب وضمن مشروعها الذي سيستمر في المقهى ذاته خلال الأسابيع القادمة

أغيد شيخو في أثر الفراشة

 

 

كان يوم الثلاثاء 13/3/2012 أمسيةً مميزة شعراً وحضوراً وإلقاءً، حيث سعدنا بحضور أمسية الفنان والصديق أغيد شيخو الذي قدّم ستة قصائد مليئة بصور حالات استثنائية ومفردات…تمكن من صياغتها لتخدم فكرته الشعرية، وقد امتازت القصائد بتصاعدها اللغوي والحالاتي من الصعب إلى السهل الممتنع، نتمنى للفنان أغيد شيخو الاستمرار والنجاح في شعره الجميل والتقدم في مختلف مجالات الفن التي يتطرّق إليها.

وهذه بعض القصائد التي ألقاها الشاعر في الأمسية:

 ليلة في الشارع

أفرش الجفن رصيفاً ورغيفا

لشجرة خضراء…

وفتاةٍ أظنها…. تحتسيني

أشم جيوش الليل…. تأتيني…

شهوةً في زقاق أملس…

فيتدفق الله و الجواري من خشب المطر

وتشهق الأذرع…نغطي بعضنا

ألمح قمراً يسقط من ثغرها

فنتآكل …ونرحل

إلى ذيل شارع …

مكسورٍ…قارس الجبهة…بتول..

لم أعد أشحذ خصل المقاهي

ولا أقراط النادلات…

لم أعد أهجر..

قطيع يديك…

وأنا المدينة المطوية فيك…

 

فجأة…

يصلب ذلك اللحن الجريح…

يتبعثر العطر في ظمأ الريح..

فأعلم …أنّ..

امرأة بحجم الله…مرّت من هنا…

 جريمة في الذاكرة


يا سكرة الشفق الرتيب

يا رغوة الريح…وانحناءات القصب

مالي أجدّل زند الحطام

أرضاً للصدى…

حيث تنثرنا المقابر

أشرعةً صقيعٍ…

تسير بخوراً …في تكبرنا..

مالي أوزّع اليقين في جعب المخامر

وطيفي فيّ يدور…

فأسه جرحٌ وجمر..

يهديني في كلّ ترتيلة…

عرش خطيئة..

ومنجماً من طينٍ…وصلاة..

………………….

مات بالأمس خنجر في حلقه…

ظنّه النوم رجفة من قدر تعثر

فغاص في جسده….تدحرج

وكلما مدّ الهواء يديه..

كبر فيه الغريق..

وظنّه الموت ملاذاً..

_طفله العجوز…

كفن يلتهب ويطير..

في حصى عينيه

أفعى ودميّة تبول

وخيط في قعر عمرها يقول:

كلما رقص الموت في أضلاعنا

كبر فينا الله أكثر..


نوح حمامي_ عالم نوح