أفلام الكرتون بين براءة الماضي وعنف الحاضر
- يوليو 31, 2010
- 0
أصبحت هذه الظاهرة منتشرة جداً من خلال ترجمة الطفل لكل ما يشاهده إلى واقع وهدفها أن تدخله في غيبوبة، مقالة بقلم الآنسة رنا ماردينلي وهي مقالة تتبع مقالة “العنف الموجه في رسوم الأطفال المتحركة .. وأثره على الطفل.. ” بقلم ريما ديبو.
" أفلام الكرتون بين براءة الماضي وعنف الحاضر"
بقلم رنا ماردينلي
أصبحت هذه الظاهرة منتشرة جداً من خلال ترجمة الطفل لكل ما يشاهده إلى واقع وهدفها أن تدخله في غيبوبة (الطفل العربي) وتعنيفه وعدم اهتمامه بمواضيع تهم الطفل من الناحية العلمية وإبعاده عن أي معنى يتعلق بالطفولة… وحتى من خلال الألعاب التي يختارها تدل على عنف الطفل وضياعه، في الماضي كان أفلام الكرتون يفيد الطفل مثل /الراعي الكذاب/ بأن حبل الكذب قصير…وكان الشر وسلبياته أقل والخير أقوى أما الآن أصبحت حلقة الشر أكبر وحلقة القيم والأخلاق في تضاءل…
لقد بدا هذا الموضوع بغاية الأهمية فهو بدأ يشغل فكر الأهل من خلال خوفهم على أطفالهم وسلوكياتهم ومن خلال هذه الآراء نتمنى أن نكون قد سلطنا الضوء على موضوع بات يشكل خطراً على فكر الطفل العربي خاصة.
(ما بين الماضي والحاضر)
وكانت البداية مع معيد في كلية الاقتصاد جامعة دمشق الأستاذ آزاد قاسم، وبدأ حديثه: برامج الأطفال سابقاً كانت تؤدي رسالة تربوية، على سبيل المثال: سندي بل- ريمي- فله، و كانت جميعها تركز على الأخلاق والحب والحنان والقيم…… لكن الآن أصبح أفلام الكرتون أكثر عنفاً من أي وقت مضى مثل /أبطال الديجيتال/ هي أقرب إلى العنف وخالية من الحب.. أي حبه لأمه ولعائلته ولايوجد فيه أي مضمون لقيم أخلاقية وإنسانية هي فقط خيالية وفضائية….من عام 2006 وحتى 2009 بدأت الجرائم تزداد وهذا دليل على أن الطفل لاينسى ويبقى العنف في مخيلته حتى عندما يكبر.
وتقع المسؤولية على عاتق الأم خاصة بنسبة 99%من الأمهات يتركون أطفالهم أمام قناة سبايستون.. المهم أن يتلهى الطفل .. يجب على الأم أن تكون أكثر حرصاً…وتقنع طفلها بطريقة ترغيبية بان هذا الشيء جميل،ويجب على الرقابة أي" الجهات الحكومية والسياسية" بشكل عام تحديد نسبة العنف لأن /يد لوحدها لا تصفق/ أي يجب التشجيع على مشاهدة أفلام كرتون أرقى في النهاية هي حلقة كاملة( الأم والرقابة)……
(الأم مدرسة إن أعدتها أعدت شعباً طيب الأعراق)
كلشان رشيد مدرسة ابتدائي عبرت عن رأيها وهي تقول: سابقاً كان الطفل ذو شخصية حساسة بريئة… لا يتدخل في أمور الكبار بسيط جداً بسبب متابعته لأفلام الكرتون المجردة من العنف وعدم استخدامه التكنولوجيا , أما في الوقت الراهن للأسف أصبح الطفل يتقمص الشخصية التي يتابعها في أفلام الكرتون الحالية مثل شخصية سبيدرمان التي ترضي دافع السيطرة وتأكيد الذات لديه…
يجب على الأهل عامة ًوالأم خاصة ًمتابعة أطفالهم والاهتمام بهم وتنمية مواهبهم لكي لا ينصرفوا إلى متابعة أفلام الكرتون العنيفة….. /فالأم مدرسة إن أعدتها أعدت شعباً طيب الأعراق/لأنه حتى مشاهدة الطفل للتلفاز بغض النظر عن نوع أفلام الكرتون التي يتابعها تجعله عدواني ومنعزل وغير متكيف مع الآخرين.
(العنف يولد العنف)
عبد القادر حنان أستاذ علوم طبيعية في مدرسة قرقانيه في أدلب أبدا عن رأيه قائلاً: الطفل يعنف صديقه وأخاه بأسلوب ما حتى مع أباه وأمه ليثبت شخصيته… فالعنف يولد العنف وهو من خلال مقولة امتلك القوة أمتلك الشخصية أي/أمتلك كل شيء/ على سبيل المثال هناك أفلام كرتون إن كانت تمثل قوة خير أو قوة شر الطفل أحياناً لا يميز هذا الشيء يصبح المفهوم عنده متداخل.
هناك جهات تروج لثقافة الخوف وهي أوساط معروفة ومشبوهة لأغراضها الخاصة في المجتمع لكي يدخل الطفل العربي في تحييد من هموم أمته السياسية والاجتماعية.
(قبلة من طفلي بعد تأثره)
فاطمة زكريا أم لأربعة أطفال حدثتنا من خلال رؤيتها لأفلام الكرتون العنيفة: بأنه طابع يطبع في نفوس الأطفال. غداً سيصبح هؤلاء الأطفال شباب المجتمع ويتحول من مجتمع إنساني وراقي إلى مجتمع إرهابي… يوجد أقنية ذو حدين إيجابي وسلبي، منها تطرح أفلام كرتون بطريقة إيجابية وهذا جيد لأنها تطبع في نفسية الطفل هذا الشيء..وفي مرة من المرات شاهد طفلي الصغير حلقة لأفلام كرتون لا أذكر أسمه حينها أقترب مني طفلي وطبع قبلة على خدي… هذا يدل على أن الطفل يتأثر بالشيء الإيجابي والسلبي أيضاً فقد أصبح يطبقه بالواقع ونتمنى أن تزداد القنوات التي تروج التربية الدينية والأخلاقية مثل طيور الجنة وهذا الشيء يقع على عاتق الرقابة يجب الاهتمام والتشديد وحظر مثل هذه الأفلام.
( سماً قاتلاً )
الأب فهيم شباب كان له رأي خاص به حدثنا عنه وهو في حالة من الانفعال: منذ زمن كانت هذه البرامج توجه الأطفال إلى أفكار إيجابية تعلم الطفل على روح المرح والحنان والإنسانية وإعانة الشيوخ ورعاية الحيوانات والعطف عليهم… وعلى الإنسان سوياً، بينما نلاحظ في أيامنا الآن إن هذه البرامج أصبحت/سماً قاتلاً/ يزرع في نفوس الأطفال الصغار، ويتحول هذا الطفل الصغير من نفس بريئة إلى قاتل وفاحش باللسان والفعل وإلى أعمال الشغب والعنف وأصبح حماماً لغسيل الأدمغة البريئة ويمثل هذه الأفلام في الشارع والمدرسة والبيت ويجري العنف في دمه.
وتابع حديثه: نحن نرى أن غياب الرقابة هو السبب الرئيسي في انهيار المجتمع والابتعاد عن العلم وإلهاء الطفل عن دراسته… ويأتي دور الأهل في المنزل التركيز على أفلام التي تبعد الطفل عن هذا الجو العكر، نحن بدورنا كأهل يجب محاربة هذه الظاهرة بكل الوسائل المتاحة بالتعاون مع توجيهات الحكومة الرشيدة لأجل الحفاظ على مجتمع ناضج وسوي.
(الأقمار الصناعية أصبحت أمهات الأطفال)
عمر درباس مدرب تنمية إدارية حدثنا: برامج الأطفال قديماً كانت تحوي مشاهد عنف متساوية أو أقل بقليل من المشاهد التي تعرض حالياً…لكن التوجيه المنزلي كان هو الحد الفاصل لعدم اتخاذ الطفل الشخصية العنيفة قدوة له،ما نحن عليه الآن هو ليس إلا تطور عن السابق…… والجدير بالذكر إن مشاهد العنف المؤثرة بالأطفال غالباً تكون صادرة عن مسلسلات للكبار…مثال:مسلسلات (الجدعنة والفتوة- والأفلام التركية) المخصصة للكبار التي انتهجت أسلوب ذكي لتسويق أفكارها عن طريق التأثير من خلال العاطفة وكما قال وزير الثقافة الفرنسي(نحن لا نربي أطفالنا إنما هي الأقمار الصناعية أصبحت أمهات الأطفال)
وأكمل حديثه ملاحظة: من الممكن أن لا تعرف ما معناها GTA)))) لكن أسأل أي طفل ستكون إجابته هذه لعبتي المفضلة… فهي لعبة فيها ضرب وعنف ويجب أن يكون هناك رقابة على محلات ألعاب الكمبيوتر وعدم دخول أي طفل يقل عمره عن /16/ عام…اقترح وجود مرشد نفسي مرافق لمخرجي أفلام الكرتون والتوجيه الصحيح من الأهل وخاصة الأم….
(دولاب صناعي تجاري)
الأستاذ نوح عمار حمامي فنان ضوئي كان له وجهة نظر عبر عنها وهو يقول: "أفلام الكرتون الحديثة" هي صناعة متشابكة مابين أفلام الكرتون والروايات والرسوم المتحركة والألعاب المجسمة وألعاب البلاي ستيشن…وهو دولاب صناعي تجاري لا يقف أي شيء أمامه..
إن أفلام الكرتون هي أحد الحلقات من هذه الصناعة الهائلة، وليس العرب هم وحدهم المستهدفين بل جميع الشعوب…
(الغرب) عند تقديمهم لهذه الأفلام هناك متابعة نفسية وتوجيهية من الأهل والمدارس فهم لا يدعون أطفالهم وحدهم وهذا الشيء الصحيح، كما أنه يجب الاهتمام "بالدبلجة"من خلال إضافة بعض الحوارات وتحويلها إلى رسالة إيجابية لأنه من الممكن التحكم بالدبلجة, ويجب على وزارات الثقافة التدخل من ناحية شركات الإنتاج لمراعاة هذه الناحية.
(توم وجيري)
الطفلان محمد وجمال أصبحا في الصف الثالث تحدثا: بأنهم يحبون توم وجيري كثيراً وهم عندما يشاهدون الضرب بينهم يشعرون بحزن كبير لأنهم يريدان أن يكونا أصدقاء يحبان ويساعدان بعضهما البعض.
(عروس تبلغ من العمر عامين)
رصدت ردت فعل للطفلة سكينة ماردينلي التي تبلغ من العمر ربيعين: وهي تتابع حلقة من أفلام كرتون الباربي كانت تتحدث: عن حفل زفاف الباربي من الأمير وهي ترتدي الفستان الأبيض وعندما شاهدته الطفلة سكينة بدأت ترقص على أنغام موسيقى حفل زفاف الباربي وهي تضحك قائلة لي(ياي عمتو شوفي العروس حلوة) فأجبتها أنت كمان حلوة فأجابتني وعلامات الانزعاج على وجهها قائلة لا عمتو أنا عروس.
أصبحنا في زمن لم يعد هناك فرق بين أفلام الكرتون وأفلام العنف فكلاهما يؤثران على الطفل وعلى عقله وتركيزه…فتلك البرامج الهدف منها تشويش فكر الطفل العربي تحديداً …مما يجعل الطفل أكثر عدوانية فالكل يريد أن يتشبه بتلك الشخصيات, وهنا يجب على الأهل أن يكونوا على دراية ما يتابع أطفالهم ومنعهم متابعة تلك البرامج بطريقة واعية جداً…. وإقناعهم بمتابعة القنوات التي تطرح برامج تعليمية وثقافية وغنائية..بطريقة جذابة فهي تخدم الأهل بالدرجة الأولى والطفل بالدرجة لثانية.. للحفاظ على مجتمع قوي البنية خالي من العنف والشغب والانحراف الخلقي.
فالأطفال هم ملائكة الأرض وفرحة العمر ورجال الوطن الموعود….
(أدعو الله) أن يحمي الطفل من العنف الفكري والعنف الجسدي وليحميهم من كل شر.
رنا ماردينلي