أقامت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بالتعاون مع مديرة الثقافة في حلب ـ أماسينا الأدبية 3 – قصة-شعر ـ يوم الأثنين 2-1-2012 الساعة 8.30 مساءً بمشاركة كل من السادة: إياد محفوظ – محمد بشير دحدوح – محمد داية – مهند ميري

 

 أقامت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب

أماسينا الأدبية (3)-( قصة – شعر)

يوم الأثنين 2/1/2012 الساعة 8.30 مساءً

 

شارك فيها الأدباء:

إياد محفوظ محمد بشير دحدوح محمد داية مهند ميري.

إدارة الأمسية الأستاذ :عبد القادر بدور

 

 محمد بشير دحدوح

 

 – حاصل على إجازة بالهندسة الميكانيكية من جامعة حلب

وحاصل على مرتبة الرأي

-أديب شاعر ينشر أعماله في العديد من الصحف والمجلات وله العديد من المشاركات في المهرجانات والملتقيات الشعرية

-أصدر ديوان (عود رند يحترق)2008- لقب بــ النابغة الرندي
– كتب عنه العديد من الأدباء 

– له مشاركات أدبية وفكرية كثيرة في البرنامج الثقافي للجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون وهو عضو في الجمعية العربية المتحدة.

من مشاركاته في هذه الأمسية:

 

 

بِعكسِ عقاربِ السّاعةْ

بَكيْتُ

كلُعبةٍ حُرمتْ قبيل النّوم طفلتَها

وألقتها يدٌ قوَّامةٌ أرضاً

بجانبِ لعبةٍ أخرى

فتُسلِمُها رياحُ العرشِ

للأمطارِ

كي تَرفو ملابسَها

وللغِربانِ

كي تحشو ضمائرَها

 بأنّا قد توحدْنا

بأرحامٍ تَميميّة

وأصبحْنا

أمامَ مقاعدٍ زرقاءَ

أعداءً
يُلاحي بعضُنا بعضاً
ببطّاريِّةٍ فَرَغتْ 

 

تكملة القصيدة

محمد داية


– درس في كلية الآداب جامعة حلب
– أديب شاعر ينشر أعماله في الصحف المحلية
– صدر له عدة دواوين شعرية منها(اشراقات) (جمر يتلظى)
(أرقى الأنام)
-له مشاركات عديدة في البرنامج الثقافي للجمعية المتحدة
وهو منسق المهرجان الشعري في الجمعية وعضو فيها.


"سفين النجاة"
بموت الحب تنعدم الحياة ستفنى، سوف تشقى الكائنات
سيذوي الورد مكتئباً حزيناً وعنا سوف تنأى الصادحات
فلا صدقٌ ولا عدلٌ سيبقى ولا نورٌ ستخبو النيرات
* * *
ستحسبنا بلاشلءٍ وحوشاً بلا قلب كأنا الجامدات
سيجرفنا التفرق ثم نغدو شتاتاً ليس يعرفنا الشتّات
ولن يبقى هنالك من وجود ستمرح في مرابعنا الغزاة
* * *

فعود للمحبة والتآخي فدرب الحب آخره النجاة
هو الإسعاد للدنيا جميعاً هو الإصلاح تعرفه البناة
* * *

مهند ميري

– خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة حلب وهو مدرس في مديرية التربية في حلب
-يكتب الشعر والمقالة والقصة
– صدر له مجموعة قصصية( قصص قبل النوم)
– منسق الشباب في جمعية تنظيم الأسرة
-مسؤول العمل التطوعي في منظمة الهلال الأحمر
-له العديد من المشاركات في البرنامج الثقافي للجمعية العربية المتحدة
-عضو مجلس إدارة الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون.

إياد جميل محفوظ

– من مواليد حلب عام 1956.
– تخرج في كلية الهندسة المدنية بجامعة حلب عام 1986.
– درّس مادة التربية الرياضية في إعداديات وثانويات حلب خلال دراسته الجامعية.
– مارس رياضة كرة السلة في نادي الاتحاد ونظراً لقوة بنيانه ولياقته الجسدية لقب بـ (أبو حديد). وكان من المجموعة التي حققت لنادي الاتحاد أول بطولة للدوري السوري عام 1970. وشارك في العديد من البطولات والدورات العربية والدولية .
– اعتزل الرياضة في سنة (1986) واتجه للعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن اختصاصه .

لوحة صغيرة… قصة قصيرة

لوحة صغيرة كتب عليها مخرج.. تنتصب تحتها بوابة.. بلمسة بسيطة تنفرج إلى الخارج.. يطالعك الهواء النظيف حين عبورها.. في أول الممر بوابة أخرى.. تفضي إلى الردهة الرئيسة.. بينما يقبع السيد محظوظ في وسط الدهليز الذي يربط بين البوابتين.. وقد تناثرت حوله أشياؤه الخاصة بشكل منتظم.. وكأن هذا المكان بات مستقراً لجسده الذي غزاه الوهن وكساه الشيب.
بغتة.. وبينما كان يمسد لحيته البيضاء.. لمعت في خياله ومضة.. جعلته يسترد المشهد الأول.
فجأة.. ظهر قبالته أربع فتيات فاتنات.. متشحات بأجمل ما توصلت إليه خطوط الموضة.. تعلو وجوههن ابتسامات ساحرة.. بادرته إحداهن بصوت رقيق:
– السيد محظوظ.
التفت نحوها.. رد بدهش:
– نعم.
تابعت بلهجة ناعمة:
– لقد وقع الاختيار عليك من القاعة النهائية رقم (4) للانضمام إلى الآخرين الذين تم اختيارهم من القاعات النهائية الأخرى لحضور الحفل المميز الذي تحرص إدارة المطار على إقامته سنوياً.
هتف بصوت مرتبك:
– ولكنني أنتظر موعد إقلاع الطائرة.
كانت تنساب الكلمات من شفتيها كالعسل.. أضافت بغنج لا يرد:
– سيد نبيــه محظـوظ.. الحفـــل تقليد رمــزي.. لا يستغــرق سوى عشر دقائق فقط.. يمنــــــح المشـــــاركون فيــه هـــدايا ثمينـــة.. إضــــافة إلـــــى التقـــــاط بعـض الصــــور لأهـــم المؤسســــات الإعلاميـــــة.. وينتهـــي بعدهــــا كل شيء.. عشر دقـــائق فقط يا سيدي.
امتزج العرض المغري مع الجاذبية الفاتنة التي اخترقته كعطر فواح.. دونما تفكير حمل حقيبته اليدوية..واندفع خلفهن بصدر مفعم بالبهجة والنباهة.. فضلاً عن أن نفسه منحته الثقة والشطارة حين همست له أن بوسعه العودة قبل إقلاع الطائرة.. فمازال هناك ساعة على موعد مغادرتها.
وبينما كان ينسحب من القاعة النهائية رقم (4) كانت الساعة الجدارية تشير إلى الرابعة عصراً.
رفعة وسخاء اللقاء استولى على حواسه.. إلى الدرجة التي جعلته يتمادى في الاستمتاع والاستغراق في الحدث الذي اجتاحه كعاصفة من السحر.
تلك كانت رحلته الأخيرة.. لقد قرر العودة إلى بلده بعد رحلة اغتراب طويلة.. لطالما تباهى بأن عنوان حياته هو الدقة والنباهة.. فقد أنجز أموره كلها مسبقاً.. كما أن أسرته غادرت قبله بعدة أيام.. وأمتعته شحنت منذ فترة.. ولم يكن يحمل في هذه السفرة سوى حقيبة صغيرة وكأنه ذاهب في رحلة عمل قصيرة.
لم يبد أدنى امتعــــاض حين رجـــع إلـــى القــاعة النهائيـــة رقـــم (4) ولم يجــد فيها سوى عمـــال النظـــافة.. فقـــد كـــان محلقاً في حالة من السرور تتنحى دونها أشد المنغصات.
جعل يفكر.. هدته نباهته إلى أنه لابد من أن تتولد منفعة ما إثر هذا التأجيل الطارئ.. وكأنه يؤكد المثل الشعبي " كل تأخيرة وفيها خيرة".. ربما القدر وفر له هذه الفرصة كي يزور ويطلع على خفايا هذا المطار الذي كثيراً ما شده.. دون أن يسعه تحقيق ذلك.. فضيق الوقت في كل سفرة كان سبباً كافياً لتؤجل الرغبة دائماً إلى مرة لاحقة.. إلا أنه الآن لم يعد ثمة مرة أخرى.
الرضا والامتنان سريا في عروقه.. ابتسامة رائقة طفت على قسماته حين شرع بالتجوال في أرجاء المطار بعد أن ثبت حجزه في الرحلة القادمة.
تسلى بالفرجة.. غازل البائعات الأنيقات.. ذوات التنورات الضيقة والقصيرة.. ارتشف القهوة الأمريكية المفلترة.. تناول وجبات وحلوى دسمة دون اعتراض من أحد.
آنذاك.. همس لنفسه هازئاً منها:
"كم ضيعت وهدرت من الزمن وأنا أركض خلف سراب زائف.. هكذا كان ينبغي أن أنفق أوقاتي في الأماكن الجميلة".
بينما كان يتابع صعود وهبوط الطائرات لمحت عيناه على جبهة الزجاج انعكاس صورة رجــل يجلس فـــي ركن منزو.. وقد تبعثرت حـــــوله عدة حقائب صغيرة وأكياس بلاستيكية.. استرعى انتباهه هيئتـه التي استبدت بهــا الفوضى.. ولا سيما لحيته التي يبدو أنها لم تحلق منذ فترة.. رمقه بنظرة ساخرة لا تخلو من إشفاق ومضى.
استمر في تسكعه وقد غمرته المسرة والنباهة.. ألقى ابتسامات متكلفة هنا وهناك.. أرسل نظرات متلصصة إلى الفتيات ذوات القوام الفاتن وهن يجلسن بعبثية جذابة.
لم ينتبه مثل هذا الشعور البهيج منذ أمد بعيد.. ها هو ذا يتحكم بوقته ويصرفه كيفما اتفق.. كمـــا أنه أدرك فــي هـــذه التجربة الغنية والفريدة أن الزمن يمضي سريعاً في الأوقات السعيدة.
وقع بصره على أشخاص كثر.. حالات متنوعة وغريبة.. إلا أن ذا اللحية الطويلة الذي كان مستغرقاً في نوم.. يبدو للناظرين إليه أنه هانئ.. أثار في صدره نوعاً من الريبة حين مرق بجواره وهو متوجه صباحاً إلى القاعة النهائية رقم (4) .
لن ينسى هذا اليـوم إطلاقاً.. مر هذا الخاطر في ذهنه وهو قاعد ينتظر موعد إقلاع طائرته.
بغتة.. تناهى إلى سمعه صوت أنثوي مرهف يردد اسمه ويرجوه أن يتوجه إلى إدارة السوق الحرة.
استفسر عن الأمر.. أصابه الدهش والفرح معاً حين علم أن قسيمة مشتريات السوق الحرة قد فازت بجائزة قيمة.
لا شك أن نباهته كانت مؤمنة بأن الحظ قد وهبه يوماً آخر من المتعة والفرجة في هذا المكان الساحر.
هدية فاخــــرة.. إضافة إلى قبلات التهنئة من شفاه مكتنزة.. بعض الصور للذكرى.. انتهى كل شيء بسرعة.. غادر تلك اللحظات السعيدة دون أن يعتريه أدنى شعور بالندم إزاء هذا التأجيل الجديد.
غير أنه أصيب بشيء من التوتر حين أخبرته مسؤولة الحجز أن عليه الانتظار ثلاثة أيام حتى موعد الرحلة التالية.

للقصة بقية…

الشكر الجزيل من عالم نوح للمنسق الإعلامي الشاعر محمود نايف الشامي