وكان ذلك يوم الثلاثاء 9-8-2011 على مسرح مديرية الثقافة في حلب
للأديبتين نورة نحاس و سالبي بغده صاريان و تقديم كلا من الأستاذ مهند ميري و الشاعرة سامية رحماني و ذلك ضمن فعاليات الجمعية العربية المتحدة للآداب و الفنون

 

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء، بتاريخ 9-8-2011 ، وعلى مسرح مديرية الثقافة في حلب سطع نجم الأمسية التاسعة التي أعلنت عنها الجمعية العربية المتحدة للآداب و الفنون للأديبتين نورة نحاس وسالبي بغده صاريان.

وهذه مقدمة الأمسية التي قامت بإلقائها الشاعرة سامية رحماني :

 السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. أوقاتكم ورد ..كحضوركم الكريم ورمضان مبارك عليكم جميعاً. مع كل أمسية أدبية ترصع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون نجمةً تعلقها في سماء مسيرتها المثمرة , فجعبتها لا تضن و دربها لا ينتهي مع جميل الأدب والفن الراقي. في هذا المساء ستُطربُ القلوبُ بلغة الروح و يسرح الفكر بحكايا الخيال…حيث نجد في الأدبِ ملاذاً و هدفاً ينقل لنا دوماً رقيَ فكرٍ و حضورٍ يرتقي بمكانة كاتبه..

ولأن الروح لا تهيم إلا في عالم الشعر بين شموخ معنى و بهاء عبرات تسلب اللبَ بوهج و فتون.. بحرٌ من الملَكات ممزوجٌ بأحاسيس عميقة تبثها المشاعر فتستسيغها العقول.. و كأن قلمَ الشاعر غايةٌ تجتاز الصمت وتسبر المجهول.كما نجد في القصة القصيرة فناً أدبياً رائعاً يخاطب الفكر بحسٍ عميق و نسيج محكم..و كأنها أخذت من الشعرِ توتره وكثافته ومن الفن الدرامي حركته وسرعة إيقاعهلتتوغل في أعماق النفس بكل سلاسة و إمتاع.

أما بالنسبة لمقدمة أستاذ مهند ميري فكانت كالآتي:

 باسمي وباسم الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون ومديرية الثقافة نرحب بالحضور الكريم وبالأديبات المتألقات لنتموج على أنغام حروفهن الجميلة موجة إثر موجة … ثم قام بتعريف كل من الأديبات وذكر سيرتهن الذاتية بتفصيل موجز.. 
وكتب لنا الشاب زكريا محمود عن هذه الأمسية

ابتدأت الأمسية بتقديم مشترك تقاسماه كلاً من الأستاذ مهند ميري و الشاعرة سامية رحماني للأديبتين و بعد مباركةٍ كريمة بحلول هذا الشهر الفضيل,

بدأت الأديبة نورة نحاس بخاطرة تجسد بها الحب و تجسدت به حيث رأت أن الحب هو معنى و ليس إنسان و المقصود هنا أن الحب لا يقتصر فقط على الحالة العاطفية بين الرجل و المرأة و إنما يكبر ليحيط بجميع العلاقات الإنسانية.
و تبعتها بقصة قصيرة تحت عنوان "شاهد عيان" و ما أجمل أن يتمثل قلم أنثى شخصية رجلٍ متزوج في إحدى المواقف شبه الواقعية مع "شاهد عيان" التي تضاربت الآراء حولها. 


لتبدأ الأديبة سالبي بغده صاريان بقصائد حبٍ كتبتها أقلامٌ اختارت أناملها فكما كان الإحساسُ يتدفق سحراً و عبيراً من كلماتها كان لإلقائها دورٌ في إيصال عاطفة الأنثى العاشقة للعشق المعبّرة عن مشاعرها بكل شفافية و صدق فكانت كل واحدة من تلك القصائد النثرية مشروعاً مبهراً يمكن أن يترجم على مراسم الفن التشكيلي.
 
لتعود الأديبة نورة نحاس مع ثلاث قصص قصيرة جداً و هذا نوع قد أوجد حديثاً في الأدب العربي حيث يبدأ الكاتب قصته القصيرة جداً بفكرة ليختمها بفكرة أخرى معطياً للقارئ مساحةً من الوقت حتى يقرأ و يفهم ما بين السطور أي أنَّ الاعتماد ليس على الكلمات حرفياً و إنما على الأفكار المشار إليها في النص.

و من هنا عاد المنبر للأديبة سالبي بغده صاريان بقصائد عذبة انتقت كلماتها بعناية أو بتعبيرٍ أدق انتقت حروفها بعناية دون تعقيد و هذا ما يميزها و يمنحها شخصيةً متفردة في الشعر النثري. 

إلى أن اختتمت الأمسية بقصيدة نثرية غازلت بها الأديبة نورة نحاس هذا الوطن المعطاء, وعقبها كان للأديبتين كلمة شكر توجهتا بها إلى الحضور الذي بالكاد ملأ الصف الأول و نصف الثاني 
و هنا لابدَّ من التساؤل أين هم المثقفون والأدباء والشعراء أو حتى الذين اعتلوا خشبة هذا المسرح ؟ 

وقد وجد الحوار قبل الختام طريقه بين الأديبتين والحضور فشارك العديد ممن لهم أسئلة أو مداخلة أو نقاش في هذا الحوار و الكلّ أجمع على أن هذه الأمسية هي خلاصة إبداع وفن عميق متجذر. 

و لابدّ من ذكرِ غياب الأديبة ماريانا سواس واعتذارها مسبقاً عن الحضور .

ونقدم لكم بعض القصائد التي ألقيتها :سالبي بغده صاريان

بإمكاني أنْ أقول

بإمكاني أن أقول….
أن َّ هذه ِ الحـِبـَال َ جدائل
أن َّ الليالي للنهار بدائل …

بإمكاني أن ْ أقول
أن َّ الغيم َ يبيع ُ محار ْ!!
أن َّ المنارة َ بحـَّار ٌ محتار ْ …

بإمكاني أن ْ أقول
أن َّ الإجاص َ ابريق ْ
أن َّ الدُّخان َ راقصة ُ تشويق ْ ..
أن َّ الريح َ ساعي بريد ْ
أن َّ الأسودَ ثوبنا في العيد ْ…

بإمكاني أن ْ أقول
أن َّ البحر َ انـْسـَكـَب َ من كأسي…
أنَّ النهر َ قـَطـَّعـْتـُه ُ بفأسي …
و الفأس ُ ليس َ بيدي بل هي يدي …

بإمكاني أن ْ أقول ْ
أن َّ المـُر َّ عـَسـَل ْ ..
أن َّ أ َنـْفـَك َ جـَبـَل ْ ..
و الجـَبـَل ُ قـَمـْع ٌ مقلوب ْ ..
و قلبي ليس مسكوب ْ بيدك َ أنت ْ …
ليس مسلوب ْ بـِحـُبـِّك َ أنت ْ …

بإمكاني أن ْ أقول كل َّ ما أقول ..
فهل تصدق كل ما أقول ؟؟؟

حـُبـُّك َ آمـِـن ْ

حبك آمن ْ .. ..
أصدِّقك َ ..
كما أصد ِّق ُ أن َّ شجرةً تمشي خلف الأعشاش ِ لتـَسـْكـُنـَهـَا !
و أن َّ غيمة ً ترشي جـَمـْرَة ً كيلا تـُحـْر ِقـَها !
و موجة ٌ تسأل ُ سمكة ً ألا تـُغر ِقها !
و شمس ٌ ترجو شوكة ً ألا تثقبها ! !

حـُبـُّك َ آمن ْ..
لا أ ُكـَذ ِّبـُك َ ..
فأنا أصدِّقـُك َ
و أصد ِّقُ أن َّ النهرَ يلد ُ أجمار ْ !
و أن َّ الثـِّمـَار َ التي سـأقـْطـِفـُها ستقـْلـِب ُ أحجار ْ !
و باقة ُ الجذورِ التي تهديها باقة ُ أزهار ْ !
و أصد ِّق ُ أن َّ الأقلام َ تنتقي أصابعي !
و الماضي سيبيع ُ مضارعي إن لم ْ أشتريك َ
و أعلنَ أن َّ الصـَّحـْو َ … سـَكـْرَة
و الغـَفـْو َ… سـَهـْرَة ..
و علامة الرَّفع ِ ( كـَسْرَة ) !!!
قطعا ً .. حبك آمن ْ ..
و طبعا ً لا يوجد ُ على الأرض ِ قاطن ْ !!
و الثعلب ُ ليس بخائن ْ !!
و عطرك َ لا يـَنـْصـِب ُ كمائن ْ !!!
فحبك آمـِـن ْ آمــِــن ْ آمـِـن ْ
كحقيقة ِ وجود ِ يوم ٍ ثامن ْ ! ! !
 

و هنا نقدم بعض القصص التي ألقتها :نورة نحاس

(في انتظار توصلنا بها)