أقامت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون وذلك ضمن نشاطها السنوي أمسية أدبية ضمت القصة القصيرة والخاطرة ضمت كل من الأستاذ عبد الغني مخللاتي:
2-3-2011

2-3-2011 حلب

أقامت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون وذلك ضمن نشاطها السنوي أمسية أدبية ضمت القصة القصيرة والخاطرة ضمت كل من:

مدير الندوة الأستاذ محمد داية:

تعرفه المنابر الثقافية شاعراً ومحاوراً ومشاركاً في تقديم الأمسيات والمهرجانات، يعتبر من الرسامين الأوائل في الثمانينات وهو عضو الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون.

 

 الأستاذ عبد الغني مخللاتي:
وهو خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية ومدرس لمادة اللغة العربية في مدارس حلب، عمل في المسرح ما بين عامي 200-2007 وله الكثير من المشاركات الأدبية.

عشر ليرات

_ إنها عشر ليرات….
ضحك الجميع ، لكن عيني حسين جمدتا وهو يتكلم…
_ نعم يا جماعة إنها عشر ليرات، عشر ليرات هي التي منعتني من إتمام دراستي، كنت في الصف الخامس…
دخل علينا لأستاذ وهو يكلم رجلاً كان يقف خارج الصف، كان يضحك، وحينما نظر إلينا، عبس وطلب منّا إخراج الكتب والدفاتر.
كان الجو حاراً يبعث على الكره، وكان الذباب يبعث بوجهي كيفما شاء…
وصديقي ياسين ، كان قد ثقب ظهري بقلمه، خرجت عن خوفي من الأستاذ ورجوته أن ينقذني من عبث صديقي
قلت لكم كان الجو حاراً… ويبعث على الكره، نسي حينها أن يلوم صديقي ونظر إليّ ملياً ثم قال:
اسمع يا حسين، أنت طالب مشاغب أنا أعرفك من العام الماضي وفوق ذلك لم تحضر التعاون والنشاط حتى الآن…بني، يعني…عيب،كم مرة يجب أن أطلب منكم دفع التعاون والنشاط، طلاب… من لم يدفع التعاون والنشاط حتى الآن فاليرفع يده…
أترى … لا يوجد احد غيرك.
أستاذ إن ياسين يضربني.
أجابني الأستاذ بعينين باردتين:
يا بني.. أنا أتكلم عن المدرسة والتعاون والنشاط، وأنت تكلمني عن ياسين..!!
لك يا بني عيب… متى ستفهمون، أنا آتي من آخر الدنيا لأعلمك وأنت تكلمني عن ياسين..؟
غداً، تحضر 7 ليرات للتعاون والنشاط، وثلاث ليرات لتصليحات المدرسة…عشر ليرات، أسمعت…عشر ليرات، وإلا سأعاقبك عقاباً شديداً.
الأستاذ معه حق أنا متأكد لكنه عاملني بقسوة ذلك اليوم…
عندما ذهبت إلى البيت، وكان القيظ شديداً، تعرفون بين تشرين وتشرين صيف ثان، كان أبي جالساً مع ضيوف حضر من قرية مجاورة، وقد صنعت أمي لهما شاياً، أيامها..تذكرون، كان الشاي أمراً عظيماً، فرحت بأني سأنال كأساً من الشاي، وإن كان بارداً، لكنه حلو يبل الريق.
– أبي الأستاذ يريد عشر ليرات.
– يريد عشر ليرات..!!..لماذا؟؟
– تعاون ونشاط.
– حسناً، سأعطيك في الغد" توجه إلى ضيفه بالحديث" وفي النهاية لا ثمرة ترتجا، على أساس التعليم مجاني، وكما ترى، عشر ليرات تعاون ونشاط، وبعد ذلك يطلبون لتصليح المدرسة نقوداً أيضاً..
– لا أبي، هذه العشر ليرات: سبع منها تعاون ونشاط وثلاث لتصليح المدرسة.
– أترى، ماذا سندفع حتى ندفع ، في الله…
– نعم..نعم..في الله" أجاب الضيف موافقاً".
عند الفجر همّ أبي بإخراج الدواب إلى المرعى..
– أبي العشر ليرات، للتعاون والنشاط.
– اسمع يا ولد، عشر ليرات ما معي، قل لأستاذك سأعطيه عندما يتيسر لي…
– ولكنه سيعاقبني..
– كفى، قل له مثلما قلت لك..
لكنه عاقبن ، عاقبني بشدّة ، كما وعد، وأرسلني إلى البيت قبل انتهاء الدوام…
وقال لي: لا دوام بدون التعاون والنشاط.
كان يمكن أن ينسى الموضوع بعد يوم أو يومين، لكنني خفت…
خفت أن أقول لأبي فيتشاجر مع الأستاذ ويعود ليضربني، وخفت أن أعود في اليوم الثاني إلى المدرسة فيعود الأستاذ لمعاقبتي…
لم أخبر أبي أني بقيت أياماً أخرج للعب في البرية مع بعض الأولاد في وقت دوام المدرسة..
ثم أضعت مرة كتبي..
بعد أسبوع أخبرت أبي أني أريد أن أخرج الدواب إلى المرعى فلم يعترض، وبقيت أسبوعين على هذا المنوال.
ويبدو أن الأستاذ قد نسيني، فلم يبعث ورائي أحداً من الطلاب…
ويبدو أن أبي قد نسي المدرسة فلم يسألني عنها…
والحق أن أبي تشاجر قبل عامين مع أستاذ سابق من أجل أختي التي لم يرغب أبي أن تستمر في المدرسة، ومنذ ذلك الحين وأبي يكره المدرسة والأساتذة، ولكنه لم يشأ أن يلومه أحد على إخراجي من المدرسة فتركني وشأني وحينما كان يسأل كان يقول أني لست فالحاً في المدرسة وأني أهربت من المدرسة لذلك لم يعد يرسلني إليها.
إنها عشر ليرات حكمت عليّ أن أبقى راعياً إلى آخر حياتي…
أما ياسين، ووالله أنا كنت أشطر منه وأقرأ أحسن منه، أصبح ياسين الآن أستاذاً، وأنا بقيت راعياً.

الآنسة رندة قدسي:
تعتبر من الٌلام الواعدة التي تتقن فن القصة ولها الكثير من المشاركات وهي أيضاً صديقة الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون.

تعى ولا تجي

سيفونية الغياب كانت تعزف على كورال آلاف العصافير الهاجعة.
هكذا إذا يأفل يوم ثان من المغيب
ضجيج السيارات المارة كان يصهل بصخب…لا جديد إنها نفس التفاصيل المتكررة لانتهاء أي يوم منذ عشرة سنين …لم يختلف شيء سوى لون السماء … لعلها قد كبرت تلك الشجيرات الثلاث المقابلة للشرفة …وازدادت معها حماسة تلك الأوبرا المتعالية للدوريات والحساسين.
لقد ازداد ازدحام الشارع …وأظن أن السماء قد فقدت بعضاً من فيروزها … إلا أنها الأحداث الوحيدة الهامة التي حدثت.
أيام مرّت جارة معها أيام و تلك الفتاة المنتظرة على الشرفة ما تزال تتأمل … مرّ عقد إذا ، والمسكينة ترقب الأفق قال لها سأعود يوماً …وأختفي مع الغياب … بقيت هي عند أطراف الوعد المنسي تنتظر لم تغير حتى تسريحة شعرها، كانت تخشى إن فعلت أن لا يعرفها .
كل يوم كانت تنهي إطعام والدها المقعد ترتب المنزل المرتب ، تنظف شرفتها وتنظم الكراسي وتجلس حتى ينساها النهار.
وكلما جن الليل كانت تتدثر بشالها المخرم الذي حاكته بدموع وحدتها، وتعدل صوت جهاز الراديو الصغير الذي اعتاد بوح فيروز في نفس الوقت من كل أمسية ، واضعة كاس الشاي الصغير على سور الشرفة وهي تدندن: تعى ولا تجي واكذوب عليّ…الكذبة مش خطيّة … بس أوعدني انك رح تجي…تعى ولاتجي.

 
الأستاذ مهند ميري:

خريج جامعة حلب وحاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها، يكتب الشعر والمقالة والقصة القصيرة وله مجموعة قصصية صادرة تحت عنوان" قصص ما قبل النوم".
منسق الشباب في جمعية تنظيم الأسرية السورية وهو عضو مجلس إدارة في الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون.

أغيد شيخو _ عالم نوح