أمسية أحمد خالد السامرائي في أثر الفراشة 22-8-2011
- أكتوبر 16, 2011
- 0
التقينا بهم في الأربعاء الأدبي في عالم نوح والآن نقدّمهم من خلال الأمسية الشعرية التي أقاموها في مقهى أثر الفراشة الثقافي في 22-8-2011، حيث صبغت الأمسية بمفردات تتطاير ببساطتها ومعانيها العميقة وأعطت جوراً عراقياً أنيقاً وعبارات اشتاقت إليها أحاسيسنا، ونقدّم إليكم اليوم في هذه الصفحة الشاعر أحمد خالد السامرائي
التقينا بهم في الأربعاء الأدبي في عالم نوح والآن نقدّمهم: خالد عصفور و أحمد خالد السامرائي، من خلال الأمسية الشعرية التي أقاموها في مقهى أثر الفراشة الثقافي في 22-8-2011، حيث صبغت الأمسية بمفردات تتطاير ببساطتها ومعانيها العميقة وأعطت جوراً عراقياً أنيقاً وعبارات اشتاقت إليها أحاسيسنا، ونقدّم إليكم اليوم في هذه الصفحة الشاعر أحمد خالد السامرائي
الشاعر العراقي أحمد خالد السامرائي
لقاءٌ مع بغداد
بغداد هل تذكريني يا حبيبتي
وهل عَرَفتِني بعد الغيابِ
أنا أبن الرصافةِ قد أتيتُ أنادي
فأريحي يا بغداد لي جوابي
يا وجهاً حين يكون بجانبي
يُغيرُني يسعدني يزيدُ شبابي
مَابكِ يا بغداد لا تتكلمي
ونخلك المرصوف مِثلَ السرابِ
و مالهُ دجلة لا أراهُ جارياً
ذاكَ النهرُ الذي قد كان منهُ شرابي
لا أرى غير الدخان في الطريق
بعد ما كانت سماءنا من قبابِ
خطفوا السعادةَ من وجهكِ يا حبيبتي
و ما تركوا في الوجهِ إلا الخرابِ
لكنكِ رغم الحروبِ قد بقيت جميلةً
و مطالب الحروب لم تُستجابِ
دفنوا التاريخ تحت رخام خادعٍ
و زوروا حتى أشكال الهضابِ
تدخلوا بِكل حرفةٍ نعملُ بها
سرقوا الفأسَ من يدِ الحطابِ
أدعوا إنهم مُصلِحون و قد كذبوا
و بنوا لنا قصوراً مِن ترابِ
رُب ذليلٍ صار علينا والياً
و رُبَ عزيزٍ سقطَ تحت الكلابِ
أين العدالةُ يا مصلحون قولوا
هل العدالةِ وضعنا بين الذئابِ
بغداد تكلمي أرجوكِ
فصمتكِ هذا يزيدُ لي اضطرابي
أنا مُرهقٌ بغربتي و برحلتي
ولم يبق إلا الدمعُ في أعصابي
زينتُ بعضَ جروحي و مواجعي
ووضعتُ صورتكِ فوقَ كتابي
الحبُ يا أماه قد برى جسدي
و هو يبتعدُ عني في حين اقترابي
بعدكِ قد بقيتُ ضائعاً
أبحثُ عن حبٍ فمن هم أحبابي
حزنكِ يا بغداد ضيعَ شملنا
فكيف نلمُ شملاً في الاغتراب
أنا سأسافرُ يا بغداد فاعذريني
و قبلتُ منكِ.. حبيبتي أي عتابِ
إن الطير قد يبقى مهاجرا
للطيرِ أسباباً ولي أسبابي
لكنني عائدٌ يا حزينة العينين
و سأضعُ لكِ كُحلاً على الأهدابِ
انتظري سوف أعود فأصبري
مثلما صَبِرتْ على إيابي
أنا ولادتي كانت على أرضكِ
ومن أرضكِ سيكون مُنطلق غيابي
إلى زوجٍ هاربْ
لماذا رحلت؟ وكيف مضيت
كيف بصدري ناركَ أشَعِلتْ
و ترَكْتَنيْ وَحدي أداري
..ثلاثِ شمعاتْ ..وبيتْ
هجرتني وقتلت بداخلي أنثى
أتعرِفُ ماذا قَتَلتْ ؟؟
بناتُكَ كَبِرنَ فمن يحميهنَ
أجبني لِمَ هذا الصمتْ
و أنتَ تَقضي الوقت مع لذاتِكَ
ومع نسائِكَ هَلَا شَبِعْت
هل هنَ يغنوكَ عَني ..؟
وعن حبي الذي قَدَمتْ
كم حَلِمنا ..وزرعنا آمالاً
صنعناها معاً ..فنسيتْ !
و أذكرُ حين تغازِلُني وتَسمِعُني
كَلِماتً تُذوبني ولكِنكَ الآن اعتزلتْ
أينَ الحب الذي عودتني عليه
أين وفائك الذي بهِ وعدت ..؟ !
وصفتني وردةً وأنتَ شذايَ
و كم كذبَة لي قد وصفتْ
سألتْني أبنتُكَ في الأمسِ عنك
"أينَ..أبي؟" أتعرفُ ماذا أجبتْ
أبوكِ ماتَ.. لكنهُ حيٌ بِلا قَلبْ
و كم تمنيتُ لو إنك مُتْ
أتنكرُني ..وتنكرُ بناتكَ
اللواتي عنهنَ تخليت؟
ويحُكَ !! أنا زوجتكَ
وهنَ بناتكَ إن شئت أمْ أبيتْ !
أحمد خالد السامرائي و حسين عصفور