أمسية النادي الثقافي الشبابي في الـ 20-11-2011 ، بمشاركة الشاعرة الشابة هبة ماردين و الشاعر مهند لبابيدي وعازف العود الأستاذ جمال صابوني

 

 

تحت ظلال وأنغام الموسيقا والبوح الشعري المتناثر

و نبدأ مع الشاعرة هبة ماردين 

أقام "المنتدى الثقافي الشبابي" أمسية شعرية موسيقية من خلال الإطلالة المميزة للشاعرة هبة ماردين والشاعر المتمرد على ذاته مهند لبابيدي

وعلى آلة العود العازف الفنان جمال صابوني الذي أدخل جو من الجمال والإبداع على الأمسية.

افتتح الشاعر محمود نايف الشامي الأمسية ببطاقة تعريفية للشعراء والعازف .

حيث قدمت الشاعرة هبة ماردين القصائد بعنوان: حكاية وطن، أهواك سكناً، صدى حواء ، زنزانة الصمت، كم أخبرتك

أما الشاعر مهند لبابيدي قدم قصائده التالية: حُمّى ،فصول الوله، حور العين، نهدك أم نهدها، أنثى لا تنتهي.

عن جو الأمسية والانطباعات التي دارت بين الجمهور:

*بشكل عام ساد إحساس الشاعرين وكان هناك جرأة بالطرح

* اشتراك الموسيقى مع الكلمة أعطى جو رومانسي جميل

* تجارب الشباب الشعراء قطعت مرحلة جيدة وعليهم أن يغذو هذه الموهبة للاستمرار

*ضبط التشكيل مهم جداً لكي لا يقع الشاعر في أخطاء

*التخفيف من السردية التي تضعف القصيدة

اختتمت الأمسية مع ترانيم العود للفنان جمال صابوني بمعزوفات للسيدة أم كلثوم.

مدير المنتدى أحمد بالوـ المسؤول الثقافي محمود نايف الشامي

 

 

حكاية وطن  

من قطرة الندى .. 

من بسمةِ صبية قد أشرقَ جبينها 

من نسمة صيف ٍ 

أطلَّ وطن …! 

من دمعة أمّ ٍ قدمتْ وليدها  

زهرة ً حمراءَ  

أسقطتْ أوراقَها رصاصة  

من كُحل عروس ٍ لطخَ الحزنُ ثوبها 

من دمعةِ السماء  

أطلَّ وطنْ …! 

من دوي القنابل  

وصرخةِ الحناجر  

وصهيل الخيل  

انبثقَ وطن …! 

من نبع الشهامة  

ودمع اليتامى  

وصرخةِ سهل نُقِعَ بالدماء 

تدفقَ وطن …! 

من شمعةِ عاشق ٍ كحّلَ الليل مقلتيه 

من سراج فلاح ٍ زرعَ الحُبَّ  

.. بيديه .. 

من شُعلةِ مقاتل ٍ 

أبصرَ النصرَ بعينيه  

أشرقَ وطن …! 

من أنين الناي  

وترنيمةِ العود  

ورقصةِ الأوتار  

لحن وطن …! 

من عرائش الياسمين  

وأشجار الصنوبر  

من براعم الفلِّ والشقائق  

والريحان  

اخضوضرَ وطن …! 

من قلبي وقلبك  

بصوتي .. بصوتكَ  

بأمانة ٍ نقصُ  

حكاية وطن  

**************  

أهواك سُكناً  

كنتَ … 

ترتشفُ سِحرَ مُقلتيَّ  

حتى ارتوتْ روحُكَ القاحلة  

وتستمدُ الطمأنينة … 

تهبُها لضياع ذاتكَ  

كنتَ… 

تشردُ في أفق ِ عينيَّ  

تبحرُ بزوارق ٍ ملونة ٍ … 

تزورُ جزري المنسية  

كنتَ … وكنتَ … 

حتى غدوتُ أنتَ …! 

أشعلتُ قلبي شمعة ميلادكَ  

ونثرتُ أهدابي تحتَ خطاكَ  

ملأتُ كؤوسكَ حباً  

فجعلتَ من نزفي نبيذاً … 

تحتسيه بين أحضان ِالغرور  

أضناني غرورُكَ – يا قدري –  

وأحرقَ صيفكَ مروجي  

دنوتُ من همسِكَ  

رأيتني … 

من ناظريّكَ أهوي … 

وعلى لسانكَ أتكسر ..! 

أنا لستُ مِمَنْ يعشقنَ زيفكَ  

دونَ الجوهرْ  

وينتظرنَ منكَ موعداً  

منتهياً قبل البداية  

أنا – يا سالبَ الروح –  

بهجركَ لا أقهرْ  

ولا أتساقط ُ على أرصفتكَ  

الملأى 

ولا أجهدُ نبضي شوقاً  

أنا – يا قريرَ العين –  

أهواكَ سُكناً … 

لروحي  

وأحتفظ ُ بكَ في قاع قلبي 

تباهي أنكَ تطفو في قلوبهن  

أرأيتَ جوهرة ً تطفو  

على سطح ماء ..؟! 

إنَّ اللواتي يخدعنكَ  

بعلوكَ … 

وسموكَ… 

ما هُنَ إلا بائعاتُ حروف  

أشجارٌ فارغة ُالفحوى  

أغصانٌ عارية ُالثمر ..! 

فاسمُ بعينيَّ حقَّ سمّوكَ  

واعتلي قمتي … 

" نسراً "  

أستمدُ من جناحيه شمسي  

وأرى من بصيرته قراري  

كلما دنوتُ منكَ … 

لسعَ وجهي لهيبُ الصدِّ !! 

وأدمَتْ مخالبكَ عنقي  

إنَّ التي تهواكَ حقَّ الهوى  

لا ترجو منكَ وصلاً … 

إنما… 

يكفيها أنكَ غاف ٍ بين ضلوعها  

" دُرَّة ً "  

" نواة ً "  

تربط ُ بين الروح والجسد  

********  

زنزانة الصمت  

أتسجنُك المشاعر …؟! 

وأنتَ الحرُّ في فؤادي ..! 

ويأسرُكَ الوجدُ …؟؟ 

وأنتَ نجمٌ سابحٌ في فضائي ..! 

لحُبِّكَ نكهة ُالقهوةِ المعتقة … 

أرتشفها مع بزوغ ِفجر ٍ ربيعي ٍّ 

.. يشبه عينيك .. 

ولهمسِكَ نفحاتٌ من المسك ِ 

يجعلني أتوه بين … 

الوجود واللا وجود..!  

لوقعكَ – يا فاتني – 

سحرُ النرجس … 

ولمحياكَ نضرة ُالبيلسان ..! 

يغريني طعمُ الحياة بقربكَ 

وتراني مرآتي أجملْ 

خذني بين ذراعيكَ … 

وانفثْ فيَّ الوجدَ 

لأخلعَ عني هواجسي 

انثرْ نجواكَ حولي …. 

ومن صمتكَ تحررْ 

أتبخلُ عليَّ ببعض ِشوقك ..؟! 

وأنا لرؤاكَ كلي لوعة ..!! 

خذني بين ذراعيك .. 

وأفضْ عليَّ بريقَ مقلتيكْ 

حررْ قلبكَ من القيودِ 

واغفُ بين شراييني 

أهدهدُكَ كلَّ مساء ٍ 

وأرفعُ الحزنَ عن قلبك الطاهر 

تحررْ من صمتكَ 

وارتم ِبين أوتاري لحناً 

يُطرِبُ روحي الوالهة 

************** 

كم أخبرتك 

أما زلتَ تتنفسُني … 

صُبحاً..؟! 

وتغزل من شَعري … 

ليلاً..؟! 

أمازلتُ أنبضُ بين ضلوعكَ… 

حُبّاً..؟! 

كمْ أخبرتكَ أنّي أخافُ الظلامَ … 

وألمَ البردْ 

كَمْ أخبرتك بلسعة الوحدة … 

و مرارة اليأس 

كم … وكم أخبرتك … 

لكنّي نسيتُ أنْ أخبرَكَ… 

أنّي أفتقرُ الحَظّ ..!! 

وأنًّ لديَّ قحطاً من السعادة 

وأنَّ حقلي مصفرّ ..!! 

نسيتُ أنْ أخبرَكَ … 

أنَّ فصولي تفتقدُ الربيع 

أتغفو بعيداً …؟! 

وقد فرشتُ لكَ أهدابي 

وتحلمُ بعيداً …؟! 

وتنتقي أمنياتك من سهري .. 

من حُرقتي … 

من مواجعي … 

أسترقُ النظرَ إليكَ … 

عبر الذكريات 

أبتسمُ … 

وأبكي …! 

أبكي الوقتَ الذي … 

مرَّ من دونك 

أعودُ لهمسكَ النديّ 

عندما وضعتني "قابَ وردتين" 

وأهديتني كلَّ الورود 

أعودُ … 

وتعودُ بي الذاكرة 

تصهرُني …. 

أحنط ُ قلبي ليخلّدَ اسمكْ 

أحنط ُ قلبي … 

ويا ليتَ النبضَ يُحَنط ْ 

&&&&&&&&&&

ومن الشاعر مهند لبابيدي نقرأ

الحـورُ الـعـيـن  

 

قـالـت: لا تـنـظُـر يا حبيـبي ..
كُـنْ فقط صـادِقـاً ..
ارسُـمْ بموسيقى الـمـاء ..
قِـفْ عندَ أوّلِ غـمـزة ..
قـبّـلـني إِنْ أهـمـلتْ ..
قـبّـلـني إِنْ أهـمـلتُ ..
ولا .. ولا تـرحَـمْ ..

قـال: هُـنـا ..
هُـنـا يا حبيبة عينايَ ..
سَـأَنْـظِـرْ ..
سَـأَنْـظِـرُ مُـتْـرَفـاً ..
آدمُ لا ..
ولَـنْ يركـعَ لأوّلِ قُبْلَةْ ..
اعفي عَنِّـي ..
اعفي عَـنْ الكبرياءِ الـمُشاغِبْ ..

قـالـت: مَـنْ أنـا ..
مَنْ أنـا يا حبيـبي في الـشِـعرِ ..
عيناكَ تَـصْـلِـبُ أنوثـتي ..
آهٍ .. آهٍ ..
كَـمْ هِيَ مـؤرِقـة تلكَ النظرة ؟

قـال: حورُ العينِ ..
عيناكِ يا حبيـبتي دعيني أذهب
.. دعيني أذهب قبلَ أَنْ أتلمّسَ حرارة نهديكِ آهٍ ..
آهٍ كَـمْ أنـا غبيٌّ صريح ..

قـالـت: ألـم ..
ألـم أقلّ لكَ قـبّـلني ..
دعني لـمرّة أشعر أنني أُنـثـى ..
ألـم أقلّ لكْ ..
هـيَّـا حبيـبي ..
قـبّـلني ولا تـرحـم ..