أمسية جبريل عبد الكريم 28-7-2011
- يوليو 30, 2011
- 0
أمسية جبريل عبد الكريم في أثر الفراشة يوم الخميس 28-7-2011 امتزجت فيها الكلمة فيها الكلمة المعبرة مع أنغام غيث مزيك على الجيتار.. وهذه بعض الأشعار وبعض الصور.
جبريل عبد الكريم (كابي)
ولد في حلب ـ سوريا
1-1-1988
وهو من أصل تشادي
يدرس هندسة الاتصالات ـ سنة رابعة
بدأ الكتابة في المرحلة الثانوية
شارك في أمسية "حنين" مع الشعراء ثائر مسلاتي وطه عرب
يهوى شعر نزار قباني حتى التعصب
يجد الشعر متسعاً لترجمة أحاسيسه
يكتب الشعر ويحب أن يسمّيه " سطور الحياة "
• جبرائيل
Gabreal Adam
ومضة من حياة شجره
- اقتلعني أبي من جذوري الرقيقة
بعد أن أصبحت في تلك التربة
مع صغر حجمها عتيقة
..
فجأة
وضعني في مشتل ..
غريبة مختلفة فيه انواع الأشجار
القوية الكبيره
الضعيفة الصغيره
الغنية منها والفقيره
هكذا فتحت عيني في ذلك المكان العجيب
مع مرور الأيام بدأت جذوري حياتها من جديد
ومع الشهور المتتالية تعالت وارتفعت أغصاني
حتى تضاربت مع
سور المشتل البعيد
…….
كانت العواصف والرياح قويه
تمر علي بسرعة الطيور
تكسر أغصاني ويمتد أذاها للجذور
تصر على اذيتي
كلعنة من لعنات القبور
……
وفي هدوء الليل كنت ارى اناسا طيبين
يضمدون أغصاني المكسورة
يعتنون بجذوري الصبورة
لقد كانوا ببسمة الأمل يتضاحكون
كل فراغات الكون كانوا يملئون
ومع ظهور شمس النهار
كنت أرى قمرا غير كل الأقمار
قمرا مبتسما ضحوكا من شدة أمله
يطل في النهار
يطل دائما بحلة البدر
ويأبى ان يكتسيه شكل الهلال
يطغى على قسوة الشمس ببرائته
بصفائه بجبروت مفعم بالدلال
بعد حديثي معه كنت أنسى الآلام
بت مع رفاقي ومعه لا اخاف حتى كوابيس الأحلام
وفي اقسى الظروف
تجدنا نغني
………..لكن العواصف كانت اكبر مني
حين وضعني أبي هناك
قال لي تمايل مع الرياح
لا تقف في وجهها دون انزياح
لكنه لم يكن يعرف شيئا عني
اقتلعتني الرياح
وطرت معها في السماء
في صحوة الصباح أو في غطه المساء
لا ادري
لم أدرك نفسي
إلا في حضن أبي القوي
قائلا لا تأبه للرياح لا تأبه للماضي ولا للزمان
سأضعك في أجمل مشاتل الدنيا من جديد
مرت الأيام ووضعني كما قال في مكاني الجديد
ولكنك يا أبتي
لاتستطيع أن تعيد لي من كان يرعاني
عيناك لم ترى صفاء قمر النهار
ولا تدرك الم الجذور إذا تعاني
أهكذا قدر كل الأشجار
والى متى تعصف الرياح بمن تشاء
وكبير الأساقفة هو الذي يختار
اين ذهبو عني
أين ذهبوا
……
يعتقدون إني الأن مرتاح
و لا يعلمون أنهم وحدهم السلاح
الذي يؤرق راحتي ويشعل في النار
لكني أستطيع نسيانهم
لا استطيع جمع صورهم على جدار من جدران ذاكرتي
وببساطة رشقها بالغبار
انمو الأن ولم اخسر الا بعض جذوري وأغصاني
لم اخسر الا من اعتنى بي وداواني
ولكن هل اثار جذوري مازالت هناك
هل يذكرني الفلاحون لباقي الأشجار
هل يحنون لي ويمسكون
اوراقي التي اسقطها هناك
هل يفتقدني قمر النهار
هل يذكرني لباقي الورود والأزهار
سيظل هذا هو السؤال
او قد يكون الأمل طوال سنين التجوال والترحال
………
لقد حفرتم في ساقي واغصاني
دفئا مشاعرا واحاسيس بحبر صوتكم المتين
الذي لم يمحى
ولن يمحى مهما مرت عليه السنين
لقد علمتموني ان احفظ اسوء معاملة في الوجود
ها انا ذا اعامل الفلاحين الجدد بكبر
بنفس حاقدة وروح عمياء
كي يبتعدو عني او يلتزمو معي كل الحدود
ها انا ذا امزق اصول الصداقه وكل العهود
لأن يداي لن تقوى على رثاء جديد
لأن قلبي لن يحتمل استقبال ووداع العديد
رجاء مني ان تذكروني طوال العصور
يامن تخلقون من الصحراء
واحات مليئة ب الألوان
مليئة بـ الزهور
اذكرو من جبريل هذي السطور -
Gabreal Adam
o كلمات عن نفسيأشعر للحظاتٍ بشيء مفقود
بيني وبين نفسي
ولا أؤمن بالبحث أبدا
لأني لا أرى شيئاً بقدر نفسي
أو أن نفسي ملّت كبريائي
فجفت وابتعدت
وقررت زيادة حيرتي مني ومن نفسي
على الرغم من أنها لا تدعني
بل تقفز مشرئبةً من ضلوعي لتردعني
إن اقتربت مِن .. مَن تصفهم بالأطياف
مِن .. مَن حين أكون حولهم
توحي لي أنها أصيبت بالارتجاف
وتقول لي
إنهم لا يضحكون حتى ولو كانوا يضحكون
تقول لي .. إنك لن تدرك أبداً
كم نوعا من الدموع تحتوي تلك العيون
لن تفهم ما الغاية من اللوحة
ما هي حقاً معانيها
ولم غريبةٌ تعاريج ألوانها
لن تفهمها كما من رسمها يعيها
تربت على كتفي قائلةً
إن الحياة سريعةٌ بكل أحاجيها
سهلةٌ إن ركضت معها دون أن تفكر فيها
لا تعتقد يوماً أن من خَلَقَكَ
خَلَقَك كي تكشف أسرارهاَ
أو تجد حلولاً لألغازها
عليك فقط أن تجري فيها……..
وأجدها محقةً دوماً
لأني أرى متأخرا
أو أكتشف لاحقاً
أن الابتسامات لم تكن كلها فرحاً
أن الدموع لم تكن كلها ترحاً
أن كل الألوان بلحظات تغير معانيها
حتى ولو لم أبتعد عنها
مازلت أمامها أُمعن النظر فيها
فأتأكد من بصيرة وإحساس نفسي
وأسلم لها وأؤمن فيها
لكنها أيضاً إن رأتني تناثرتُ
وتَخَلخَلت قواي أمام عشق
لم تستطع أن تحكم عليه
تبتعد وتدعني لجبروتي وعبثي
وتعود لتزيد حيرتي مني ومن نفسي
فأقف لبرهةٍ متسائلاً
أأبتعد عن نفسي
أم أبتعد بنفسي عن التي قد تكمل نفسي
…….أمضي وأتوجه لسجائري وكأسي
وبعد أن أرتقي وأعتلي عرشي
أُنصت فأسمع صراخاً صاخباً
يدور بين عقلي ونفسي
أحاول بتركيز استراق السمع أكثر
فأعلم أن الجدال يدور حول نفس التساؤل
ويتصاعد الصراخ بدل أن يهدأ
حين تبدأ الكلمات بالتماثل
أشعل سيجارةً أُخرى وأُعيد ملئ كأسي
فينخفض الصراخ قليلا
وتهدأ الأصوات
أعيد الكرة مراراً وتكراراً
فيعم الهدوء
ولا أدري
هل حلّوا نزاعهم أم بنوا بين آرائِهم جداراً
لا أدري إن أنا غفوت
لكن الليل يمر كأنه لحظات
أرى فيه حياة غير هذه الحياة
يختلط فيها الإنسان بالحيوان بالنبات
يتبادل الأحياء فيها أدوارهم مع الأموات
وفجأةً
أصحو صباحاً وفمي مليءٌ بالعِبَر
و عينيّا قد صفت أمامهما الرؤيا
وتبدلت فيهما كل الصور
أمضي وبهدوء أفرغ الكلام
عن بداية تاريخنا وعصورنا
عن الاقتراب أو الفراق
عن الأهازيج أو تنكيس الأعلام
لا أدري
لكني وفي كل أحوالي
أبقى راضياً عني وعن نفسي
لا أحاول أبدا أن أوحي أني رجل عظيم
لكني ببساطة مؤمن بوجود الرب
وأعلم أنه مهما قسا تلك حكمته
وهو رب حليم
وعلى هذا أبقى بكل أحوالي
راضياً عني وعن نفسي
فأحيى بها ومعها
مترئِساً خوفي وقلقي
جبروتي وقوتي
قسوتي وحتى يأسي
فلا قدوةً أرى في هذه الدنيا
إلا أنا بنفسي
ولا مثلاً أعلى ألاحقه إلا نفسي
ولا انتماءً إلا لنفسي
ولم أحلم أبدا أن أكون نفساً غير نفسي
ولن أكون يوما إلا أنا
فقط أنا بنفسي
-
وطبعاً عرفتوا أن المكان هو مقهى أثر الفراشة والمضيف هو الشاعر الشاب ثائر مسلاتي والمقدم هو محمود الشامي