مساء أمس؛ الثلاثاء 5/7/2011 , كان موعدنا مع الأمسية الأدبية الموسيقية للأديبة الدكتورة شهلا العجيلي و لعازفة الكمان مارييلا شاكر اللتين زينتا أرض المعهد الثقافي الفرنسي للشرق الأدنى بانسجامٍ مقتطفاتٍ من رواية “سجاد عجمي” مع أنغام عزف الكمان, عالم نوح كان هناك و قمنا بالمقابلات التالية..

مساء أمس؛ الثلاثاء 5/7/2011 , كان موعدنا مع الأمسية الأدبية الموسيقية للأديبة الدكتورة شهلا العجيلي و لعازفة الكمان مارييلا شاكر اللتين زينتا أرض المعهد الثقافي الفرنسي للشرق الأدنى بانسجام مقتطفات من رواية "سجاد عجمي" مع أنغام عزف الكمان, عالم نوح كان هناك و قمنا بالمقابلات التالية :

مع الدكتورة الأديبة …… شهلا العجيلي


هلا حدثتنا عن الرواية بشكل عام؟

هي رواية تاريخية، قمت بالعودة بالتاريخ من خلالها حيث تدور الأحداث في القرن الثاني الهجري و تتضمن قصة حجب والي واستقبال والي آخر بالإضافة إلى حدوث فتني بين أهل ذلك العصر, كما تتناول قصص لشخصيات موجودة في ذلك الزمان حيث نراهم يحبون و يتخاصمون ويستمرون في حياتهم الطبيعية على الرغم من حدوث الفتنة و تشمل الحكايات أيضاً شخصيات نسائية من مدينة الرقة بالإضافة إلى ما يقابلهن من رجال يرتبطون بهن بعلاقات قرابة وحب وكل هذه الأحداث تدور ضمن الحدث الجلل الذي يصيب المدينة و التي تعتبر مركزاً مهماً من مراكز الدولة الإسلامية آنذاك.

روايتك كتبت قبل الأوضاع التي تمر بها سورية و لكن قد تحمل شيء من المعاصرة والإسقاط المباشر على الأزمة الحالية, هل من الممكن للأديب من خلال كتاباته أن يتنبأ بمستقبل أمة ؟

إن الأديب يستشف وهذا لا يسمى تنبؤاً ولا يمكن القول أن التنبؤ غير موجود لدى الأديب ولكنه نسبي، أما بالنسبة للنص لا نستطيع أن نقول أنه مطابق للأوضاع الحالية فالفتنة في الرواية تتفق مع الوضع من حيث الحيثيات ولكن التفاصيل مختلفة.

هل يكون الإستشفاف عقلياً أم حسياً ؟

يجتمع العقل مع الإحساس في الرواية.

لاحظنا شرح لتفاصيل نسائية في روايتك كما يفعل الكثيرون, هل بإمكاننا القول بأن المرأة أقدر على وصف تفاصيل المرأة؟

يمكننا القول بأن للمرأة تفاصيل أكثر من الرجل بطبيعة الحال, و في الرواية هناك تفاصيل للرجال كما للنساء ولكنني لم أدخل في سردها لهذه الأمسية ومن أهم الشخصيات الرجولية التي تحدثت عن تفاصيلها هي شخصية "سليمان".

هل يشترط في الروايات إدخال الذات الشخصية بالنسبة للكاتب؟

أعتقد بأن شخصية الكاتب تكون موزعة على شخصيات الرواية بشكل عام، ففي روايتي قد أتوافق مع شخصية "سليمان", ولكن الكاتب يرى نفسه أكثر نجاحاً عندما يكتب عن الآخرين أكثر من كتابته عن نفسه لأن السرد يقوم على حديثك عن الآخر بينما في الشعر تظهر الذات بشكل أكبر ففي الرواية أنت بحاجة ماسة للآخرين إلى تفاصيلهم .

 هل يمكن للتاريخ أن يعيد نفسه من خلال رواية؟

لا يمكن أن يحدث هذا فلا يتكرر التاريخ بفصوله كاملة بل في بعض جزئياته وحسب كالحب والكره و الخيانة والحرب و الفتن الطائفية الموجودة عبر التاريخ.

كيف ترين مستوى الرواية في حلب وبالأخص الرواية النسائية ؟

هناك تطور ملحوظ , و من خلال ملاحظتي أستشف وجود روائيات مغرقات في السياسة أو في فن تعرية الجسد , أما بالنسبة لي فإن تعرية المحظور والفجاجة في الفن لا تعني شيئاً ولكن أرى أن المهم أن تعمل بفنية على القضايا التي تكون بأعين الناس عادية ولكن الفن يحولها إلى قضايا غير عادية على الإطلاق, فمثلاً هناك الكثير من التفاصيل التي لا نعير لها اهتماماً عادةً ولكن عندما نراها من خلال فنان نقف كثيراً أمامها و أنا أرى أن هذا الأمر هو مبعث ووظيفة للفن فبإعتقادي لا يوجد أي أمر لم يتكلم أحد عنه عبر التاريخ ولكن اجتهاد الفنان يكون في مقاربة ومواربة الأشياء و ليس في اقتحامها.


هل يمكننا أن نقول بأن رواية "سجاد عجمي" واقعية؟

بالطبع, لكن الرواية فن وليست مقالة تجسد الواقع و حسب , و في روايتي تحدثت عن مدينة الرقة التي أهملت كثيراً في الأدب مع أنها كانت عبر التاريخ عاصمة من العواصم الإسلامية ففيها من الأطباء والأدباء و الأبنية التاريخية كالأديرة الكثير.

تعتمد الأديبة بشكل عام على الإحساس أكثر من الأمور العقلانية البحتة, لكن هنا نلاحظ ذكرك لأماكن كثيرة ودخولاً في السياسة، فما السبب؟

إن طبيعة وقت و ظروف الشخصيات تتطلب ذكر هذه الأماكن فذكرت العراق وبغداد لأنها كانت مقر الخلافة و الرقة لأنها كانت عاصمة هامة وقتها.

كلمة أخيرة…..

أنا أشكر وجودكم و كنت سعيدة باستماع الأصدقاء والمتابعين لي في حلب لهذه الخصوصية من الرواية ,كما أتمنى انفراج الأوضاع وتحسنها بشكل عام .

مارييلا شاكر …… عازفة كمان


هلا تعرفنا عن مارييلا شاكر أكثر؟

أنا خريجة المعهد العربي للموسيقى "صباح فخري" بمرتبة الأولى على المعهد و هذا الكلام منذ ست سنوات ثم تابعت دراستي تحت إشراف خبير روسي , ولدي ثلاث حفلات صولو في رصيدي الفني و عضو في نقابة الفنانين , بالإضافة إلى أنني طالبة في كلية الاقتصاد في السنة الرابعة.

ماذا تعني لك تجربة المشاركة في أمسية مع الدكتورة شهلا العجيلي؟

كانت تجربة جديدة بالنسبة لي حيث حاولت جاهدة إيجاد المقطوعات التي تتناسب مع جو الرواية التاريخي.

هل سبق أن شاركت في أمسيات أدبية كعزف منفرد؟

نعم , هناك مشاركات متفرقة على هذا الصعيد و هي مع مبتدئين في الأدب وكانت المشاركات تحت ظل اتحاد شبيبة الثورة.

هلا حدثتنا عن المقطوعات الموسيقية التي تم عزفها اليوم؟

عزفت العديد من الأنماط فقد كان هناك مقطوعة تتناول مقامي لونغا و الشهيناز بالإضافة إلى وصلة حجاز "هالأسمر اللون" و وصلة فيروزيات. كما أحببت أن أعزف العديد من المقطوعات الغربية المشهورة كـ "love story" .

ما هي المشاريع المستقبلية لمارييلا؟

أنا بصدد التحضير لحفلة كلاسيك صولو في العام القادم .


أغيد شيخو – جلال مولوي – عالم نوح
تصوير : نوح حمامي