أمسية شعرية موسيقية بعنوان حنين
- مارس 21, 2010
- 0
أمسية شعرية موسيقية للشعراء ثائر مسلاتي طه عرب جبريل عبد الكريم
حنين امسية شعرية موسيقية للشعراء الثلاث ثائر مسلاتي و جبريل عبد الكريم وطه عرب
على الغيتار غيث مزيك
المكان مقهى نهر الفن
الزمان 14 أذار
الحدث: أمسية شعرية موسيقية للشعراء ثائر مسلاتي , طه عرب , جبريل عبد الكريم .
الأستضافة :ساغتيل باسيل وهاروت
الفن :يحمل نفسه ليكون على أنغام فنان فلمينغو تفنن فأبدع, عزف بحب فأسمع ماتسمو اليه الطيور والعصافير في ذروة النشوة إنه الفنان غيث مزيك .
هناك في مقهى نهر الفن أمسية شعرية موسيقية للشعراء ثائر مسلاتي وطه عرب وجبريل عبد الكريم على الغيتار غيث مزيك
أمسية تحكّم في صياغتها جو حميمي يغرق الشعر في فوضوية الترتيب الأنساني الذي صاغ نفسه في زوايا المكان ..
حضر الأمسية عدد كبير من الأصدقاء والفنانين والأقارب الذين حملو بقدومهم غاية واحدة هي الأصغاء للوصول الى الاستمتاع بجو حميمي وانساني أدبي.
الشاعر ثائر مسلاتي : أشكر كل من حضرني في هذه الأمسية وأشكرا الأستاذ ساغتيل باسيل وهاروت على استضافته لنا ولقصائدنا .. وأشكر الأستاذ والفنان نوح عمار حمامي على تقديمه لي كصحفي تارة وكشاعر تارة أخرى فأنا ما زلت صغيرا أسطع رهبة من وهل هكذا تعابير فهذه مهن عظيمة أتمنى ان أنالها يوما بشكلها الحقيقي فالعظمة سلم عريق طويل ولا يستحق الصعود عليه إلا من تلبس بحلة العظماء ..
قصائدي هي تعبير عن وقائع عديدة فالشعر بالمجمل هو إسقاط للواقع وأتمنى ان أكون قد قدمت عبر أمسياتي السابقة وأمسيتي هذه المستوى المطلوب وشكرا لكل من أستمعني أمتعني وأستمتع…
الشاعر طه عرب : أوجه كل تحيات وكل السلام للأستاذ ساغتيل باسيل على استضافته وللأستاذ هاروت أيضا كل المودة والأحترام .بأسمي وبأسم موظفي بينيتون أتمنى أن أكون قد قدمت المستوى المطلوب .
الشاعر جبريل عبد الكريم :انا كشاعر يحق لي أن أشكركم فالشكر كل الشكر لكل من حضرني وأستمع شعري , ومازالت كلمة شاعر كبيرة جدا علي فما انا الا هاوًّ أحب أن يقدم مالديه ويفرغ عواطفه على مرئى ومسمع الجميع..
قصائد الشاعر ثائر مسلاتي
حنين
حليب الحنين يرثيني
أما ان لي ان ارسل نفسي حريق لتشربيني
دخان…
اما ان لي ان اضل يداي
في البيلسان
وأسيل
هناك
مع الحمام الحنين
يطير الحمام..
ويغني الخريف
الجنين المتكور في رحم الشتاء
ّكل في عبثية المكان يغني
الة الطباعة مصنع الورق
ويغني
الرصاص لواط البارود
واغني الأنتظار
ألا تزال شهيتي لراء فرنسية هاربة تخلق الدخان
ويعاتبني التبغ
بعرس عود ثقاب
قد مل مضاجعة القرين
أعلنت على عقلي الأغلاق
واستنسخت نافذة لي من درب التبانة
لأسير
بدون ثوب ممرغ بالأرض
بدون دوار
يحكيه الضعف
بدون جاني
يرد السعال صدى لي في اوربا
يرد نار التبغ
وقلب عاكف على احدى أبواب الصالونات
درب التبانة
كم انتي كريمة معي
لقد علمت انك حين منحتيني شاطى لبحر العالم
استنسختي مياه المد من بردى
والجزر دمشق
دمشق
كظل الخيط في الأبرة
كم انا بعيد عنكي
وكم قلبي بعيد
وكم تقتربين
لتكوني استعمار
او تلبس لجاني اضل الوجود
الفرنجية الفرنسية
كيف هربت من قمقم صلاح الدين..الموؤد في ميناء عكا
كيف خرجت من زحام سفن الحملة العاشرة
الم تعلمي انك حين جعلتي من كتفي وسادة تكفي اللعاشق
لتراث العود العربي
ان يعلق بساط لسندباد صليبي فوق احدى الكنائس
الكثوليكية الفرنسية
هنا
عند رواق ضائع في فوضوية المدينة
يغزو المطر
ليتشرب في كنزة الصوف
هناك…
يستل عوده العربي المعشق بأبجدية العالم
ليعزف شال وتبغ وطفلة ..
هذا كل ماعملته يا بيتهوفن؟
قطة
أضاعت صحن الحليب
ام فلاح
يأخي التين واليقطين
علمناكيف دمشق ارسلت المفاتيح في الشرق
عراق
بيروت فلسطين
سمائي
ارضي
الرباط عمان الحنين
كل الحنين
مكان اجمل للوجود
موسكو برلين تهدم جدارها
بجانب عرس دمشقي
وتسرق حجارة السور نطاف للذكرى وأضيع..
دمشقي أنا ..
كيف أضيع؟
كيف؟
كيف أغادر بعيدا عنكي
مع امرأة تجدل شوارع المطر
في شعرها
تجدل زنوبيا
والقاهرة…. قاهرة
انا بعيد عن نفسي
بعيد عنك يا ابي
وعن قبعة جدي
افرغ قصيدة في المتوسط
واغرق الموج
في البحر والكلمات
الى متى ستبكي هنا
في الطريق وحيدا
ودرب التبانة تأبجد على السفر والرجوع
وكأنه صنديد مبتكر للهروب
اضاع سيفه عذرا
في احدى معارك الثبات
والثبات على الدرب خنوع
انا كما انا
سألملم
تبغ الارض
من وحل الأرض
وسادفن سيجارتي في برادات الموتى
واضيع امام علبة تبغ أجنبي
أو صواريخ
من طراز أف ستة عشر
لايهم فكلاهما حريق يوقد للذكرى
استقظي حبيبتي
فانا لا اتكلم الفصحى الا في راس السنة
والثلج يطفئ زهرة البنفسج
وقبعة المسافر
وسروال الفقير
لا اتحدث الفصحى
الا والثدي الفلسطيني يبكي الحليب
الصاعد من الحلمةالى الله
لاأتحدث الفصحى
الاومدافئ الارض تستنشق انبوبة الغاز
من البيمارستانات القديمة
لا اتحدث الفصى
لانه من صك مفتاح الضاد
نسي الراء
وراح من ارض بودلير
هناك ازهار الشر
انا..
من اراد ان يحول عشتار
لعشتار تضع الحجب على شعرها
وتختبئ في الممرات وراء الكواليس
احبك بكل لغات النظافة
أهب لك صابونا اغسلي به الماضي
ارفضي به عشتار
ونبيذ ابو نواس
صابونا على مسرح العرائس
ويصفق العالم…
ثائر مسلاتي
غزة
هوامش على دفاتر غزة
غزة …
عزة الموت فيها رثاء
الدم ينوح من بؤرتها غناء
سم فيها الحياة يغشى
يلعق الأرض
يصف فتاة شهداء
أكبادهم تعتصر
وصلت رقابهم السماء
كتبت اليوم بأيد باردة
اسطورة وشتاء
طفل يبكي في مستشفاه
يسترضع العشاء
يسترضع المخاض
مخاض الموت
يولد الموت
فارا من اناء
من قوارير سليمان جوار
مشطو جدائلك ياغزة
ا
بعيد عن غزة
أوطان العالم في دمار
تشهق في دوار
دار الأرق فيها وصال
ظلم فيها
حزن فيها
صافح مرمى السهام
المكان مسرح الأعدام
الزمان وضح النهار استبيحت النساء
وهم في وهن
تعيش
تموت
صباحها ظلام
مساءها ظلام
باردة تنام
ساخرة تنام
مئاتم لها من ربها سلام
الواشي بها ينام
قد ألف النار كتب بيعت في غزة
كتب تقول
قالت غزة
منكودة مثخونة بلغة الدم
تبكي حزن
اعماها عن ليل
معشى بالظلام
ساجدة في ظلام
تسبح الرب
تسنزف رزنامة التاريخ منه
تاريخ الإغتيال
المنسوج بالأغتصاب المشروع كماقيل
انهكوها
عقروا أرحمها المعشاة بالدم الأاسود القاتم سئم المخاض
في كل يوم مخاض
في كل نعش مخاض
أعياها الألم
تلد …
والدم محلا بصرتها القدس
وعويل المخاض نطفة لمخاض جديد
سماق فلسطين حزن
أماته الحزن
الذل المذبوح صمم
في جذورك فلسطين
فلسطين تبكي
صحوتكم أحبائي
كتبوني…
قطعوني….
كبلوني أوسمة من رصاص
قدسي نائت بحزنها
تبكي ليمونها المسروق
حيفا …يافا..غزة
أه غزة…
حقنوك أولاد الحرام بوابل من نار
عار غزة غار
أسفل الأرض
غزة طار
…أعلى السماء لينادي الجوار
لينادي الخرفان…
العرجاء…
والقرناء…
اجترو ذلكم..
أجترو صمتكم المرصع بالظلام
فالذبح قريب ياعرب
وجلادهم سئم السيف
سله من غمده
زير الموت
يأكل اظافره
يلعق شفتيه …
يقول :اقترب ياعربي آن..آن..
اقترب لذبح سلم
فأنا والموت نتوقان للسلام.
ثائر مسلاتي
أنشودة من نار
في صمت الطبيعة
في حزن الليل
في السكون
أسافر للنجوم
أغامر في طيفها المنثور
على أعمدة السماء
مشهد وسط الغيوم
توقف للزمان عن المرور
نظرة جمود
طعنة في الظهر
اغتيال عصفور.
نزاع شاعر
أضحى جريحا
يلفظ أنفاسه
يموت
يمد يده للسماء
يموت
يعاود للنظر
يموت
*****
يلتم الناس من حولي
من ذلك المعتوه؟؟؟
نائم على الطريق
مجنون…..
أحدهم مجلود
وعلى معصميه آثار قيود
فارا من السجن؟؟؟
أم موعود…
بالموت الذي حلق فوقه
تلمس للقلب
جمود؟؟
ينعيه تساءل
أنه ميت ولا أحد يدري ماالحكاية
*****
أزاحوني عن الطريق
ألبسوني كفن أبيض منقوش
ملطخ بنظراتها
مستودع لحكاياتها
مغسول…
بماء شفتيها
التي بصقت بهما في اللقاء الأخير
حملوني على الأكتاف
بعدما أودعت السلام الأخير
من بين غياهب لفافتي البيضاء
أمرتهم بالمسير
من دون كلام
سارعوا المسير؟؟؟
*****
على الطريق
غنوا وغنوا أنشودة الرحيل
أنشودة حبي لها
عند اللقاء الأخير
حين قادتني إليها
قدميّ اللتان
خلقتا للركض ورائها
من مكان لمكان
وكأنهما ثعبان…
حكم عليه بالإعدام
فارا من فأس صاحبه
ربما؟؟؟..
لكن هما قدما إنسان…
وقع عشها
وأمتطى صهوة حزنها
إلى أن بات في البرزخ يثور
من دون حراك
يمشي بين القبور
ليغني قصة الانتحار
المنثور بين رحى قدميها
*****
أوصلتهم أقدامهم قبري
من بين أكتافهم أنزلوني نحري
بهدوء وضعوني
بعدما حثوا الشعر فوق وجهي
بهدوء أنزلوني
بعدما علقوا على رخامة قبري
سنفونيتي المعتادة؟؟
بت وحيد
لاصديق لا خليل
لاأم لا حبيب….
أنفضوا من حولي
إلا ملاك حزين
يغني لي كي لا أفيق من سباتي الدائم؟
*****
ريح للنسيم
وإكليل عطر
يغلي خارج المقبرة
ورقة تطير
وكناري يغني فوق برعم
للحظات؟؟..
فوق قبري الصغير
تأتي من بعيد
أراها من جديد
لأصدق؟؟
في يدها إكليل زنبق طويل
وعلى شعرها شال أسود يميل
على جبين خيط من حرير
تقفز بين القبور
بصفاقة تمر باحتقار جهور
تلطم عارضة القبر
وقلبها مفعم بالسرور
تقول وتقول
تفكر لليوم مجنون
ألم تزل تقرئ الناس حارس التنور
مجنون مجنون…
لما لاترد؟؟
مغفل…
مغرور…
لساني مفعم بالكلام
والصمت في داخلي يفور
لكن لاأقول؟
*****
على نعلها تراب منثور
يغضب من صمتي
يقول؟؟
ألن تنزلي الغيث لحفرة
صاحبها منكود
لقد أقرئ الأحياء
حارس التنور…
واليوم يحكي للأموات
عن بصيص نور
نسجه داخل خيط العنكبوت
عشق تامار..
وكتب لتامار..
وباسمك طوق رخامة قبره المنهار
تتطأطأ على قدميها
تبكي ويبكي
تجلس بعدما أسندت ركنها
لا تأخذني يا صديق
فقلبك فان الآن
وقلبي لحب الرجال مختار
أأنظر إلى عاشق قدره الموت
أم أبصر خارج القبر
لمن ينتظر
بطوق ياسين
وعقد لؤلؤ
وإكليل غار
قل لي ياصديق
لقد فاتتك الحياة
ولم تترك لك سوى مزمار
تربط به كفنك الحزين
*****
يرد التراب
والحزن في قوله مزمار
إذهبي تامار..
وقبل الرحيل
تفوهي بكلمة عربية واحدة
تتحذلق الكلمات من شفتيها
لتقول بلسانها العذب البتار
أبجدية قدت نفسها من نار
*****
يرد التراب
والدمع يفيض بالقبر
أين صاحب الدار؟؟
ينضح جرحه
يذرف بصمت
قال ….
عاش لحبك
ومات لحبك
واليوم قد صاغ القرار
تقول بصوت المطر
بعدما خيمت فوق المكان غيوم آذار
إلى أين سيقوده حمقه اليوم؟؟؟؟
لجنّة جال خيرها السماء
أم لأرض طالها الكفرة والفجار
يقول التراب؟
بعد أن بللت أوصاله غيوم آذار
إن مالك القبر
انبرى في جرحه .. طار
إلى عالم ظلام وحزن وعقاب
أراه اليوم سجين مزمار؟؟
يغني فيه بصبر..
تحت عرش حزين في النار
ثائر مسلاتي
قصيدة الشاعر طه عرب
وحيدا
بعد موتي الرياح
يبدأ الجمال نحيبه
بحياة أخرى
يبدأ القلب ترحيبه
حياة مرة
دون أمل
دون حب
حياة أخرى
بحارها من دموع
هواءها من عذاب
أحببتها حتى تغلل شعرها في ثنايا عروقي
أحببتها حتى أحبتني ورحلت
أحببتها حتى تركتي وحيدا
أناجي كل شيئ
بأسم كل شيئ
وحيدا
طفل بلا أم
عبد بلا رب
صوت دون صوت
في ليل بلا سماء
كنت أمشي تائه
أفتش عن وجهها
وأحاول نسيانها بصمتي
واحسب أن جراحي لجراحي تنسي
نور حياتي قد أنطفى
سحر حياتها قد اختفى
في عالم لا معنى له ضعت بين الا المعاني
بكت موتها السماء
فاقسمت الا مطر
بكى موتها البكاء
فبكى بكائه القدر
بموتها أقسم ملائكة الضياء أن تنتقم
بموتها انتحرت ملائكة الضياء
بموتها جن الاه الشعر
طه عرب
قصيدة الشاعر جبريل عبد الكريم
عني وعن حب
حب هي فتاة هكذا أجمع على تسميتها الناس
آملة حالمة…ليست بصافيه الذهن
لكنها إن أرادت صادقه الإحساس
حب فتاة فارعة الجمال
واعية رزينة ومليئة بالدلال
دون أن تشعر بنفسها
هي دائماً تتصرف كالأطفال
في جسد حب تتركز براءة وأنوثة إن جمعت
فهي قادرة على إذابة الجبال
التقيت معها في محطة من محطات الزمان
لن تتصوروا كم تعلق قلبي بذلك المكان
كنت وحيداً هناك انتظر
أحاول أن أكون جديراً وأنتصر
أحاول أن ارضي حتى الأضواء والجدران
ومصيبتي أني دون أن اشعر
أقع دائماً في نفس الخطأ ولا أعتبر
أصبح منارة عالية في السماء وأعود لأنكسر
لا أستطيع كبت تعاطفي مع الناس أو محبتي احتكر
**********
اقتربت حب ورأيتها عن كثب
كانت ملامحها شيئا من العجب
كانت خصائل شعرها..جيشا مليئاً بالجنون والصخب
أما عيناها فلوحة فنية فيها مكوكان من الذهب
لدى حب وجنتان سمراوتان إن احمرتا خجلاً
لن تكفي لوصفهما أطول الخطب
في ثغرها كميه من اللآليء المجتمعة المرتصة بانتظام
كأنها فصيلة من جيش تخاف أن تقلل من الاحترام
كأنها العاب ضوئية تتبعثر في الليل
لتثير الفرح في القلوب وتمسح الغضب
**********
هكذا تأملت حب تلك التي أصبحت صديقة
نعم صادقتها وصادقتني
في غابر الزمان أضحكتها وأضحكتني
أرضيتها وشاجرتني
خففت عنها وكدرتني
أحببت حب … نعم أحببتها
ولكن ليست محبتي كما تظنون
فقد إقتلعتُ جوارح العشق لدي منذ زمن
وسورت ضلوعي بغابات من الإخاء
ليس تبريراً فهذا يعلمه كل من يتابع فصول مسرحيتي
أما أنتم فلم تألفوا هذه الخشبة وجديد عليكم العرض
إذاً فهو فرض عليَّ تعريفكم بالممثلين والأدوار والأداء
أحببت حب حبَّ الآباء للأبناء
حبَّ الأمهات للعطاء
حبَّ المريض للدواء
حبَّ الفقير للثراء
حبَّ العامل الساعي وراء الهناء
حبَّ الغارق الشريد في أعماق البحار لنسمة من الهواء
عاهدت نفسي أن اخلص لها إخلاص الخريف للشتاء
عاهدت نفسي أن أخلص لحب …كما تخلصون للرب
من محبة لتمسك لتقديس ودعاء
في إحدى الفترات إلتصقنا كالتصاق الثعلب بالفراء
ولكني لم أعد أحدد لاحقاً
أيهما أنا وأيهما هي وهل سألتزم بالوفاء
**********
في بادئ الأمر كتبت لها شعراً معسولاً
من أشعاري الجميلة
قدمت لها طلباً أن أكون أخاً عزيزاً
وتكون أختي الخليلة
تنازلت وطلبت منها أن تكون الأخت
عرضت عليها أن أكون الميناء وتكون اليخت
حاربت بها وحوش الأرض والبحار وحتى النسمات العليلة
دافعت عنها بكل ما أوتيت من حيلة
في بادئ الأمر قالت إنها
تخاف أن تكسر معي الحدود
ويجب أن تلتزم بالرسمية وتلك القيود
وأنا ببراءتي طبعاً أردت أن أذيب ذلك الجمود
أعطيتها الحرية في العتاب والكلام
في المزاح والسآم .. في القتال والسلام
حتى الخلود
وفي النهاية شعرت حتى بنظراتها بذلك البرود
أصبحت بنظرها خيالاً مرسوماً على الكرسي
طيفاً على الأرض والجدران ممدود
ذبحتني بلا إذن ولا رحمة
وحتى لم تكن تريد أن تسمع الردود
**********
صحوت على هذا الحال ولكني تمنيت أني لم افعل
تمنيت أن أغفوا ثانية ثم اقتل
تمنيت لو كنت مصلوباً والطيور من جسدي تنهل
أبهذا يعامل الإحساس
أو بهذا القبح أصبحت الناس
أهكذا يا أختاه تكون النهاية ويكون الأمل
أهكذا الإخلاص يا براقة المقل
أهذا ما تعرفينه عن الصدق..عن الحلم
وهذا تقريرك للأجل
**********
قررت حفظ كرامتي قررت الإنسحاب
فما هي إلا أيام قليلة
وسأعود للسفر سأعود للغياب
فالعتاب في هذه الأمور ألغيه بدافع الحياء
النقاش هنا ممنوع محظور
في كافه قواميسي التي تعرِّف الكبرياء
شعرت حب بابتعادي وتساءلت عن السبب
مراراً وتكراراً حتى تضاءلت قدرتي على التمثيل
وبانت جلياً لها التغييرات
حتى جف بئري وخرج فارغاً دلو التبريرات
اقتربَتْ قليلاً ثم ابتعدت
ساحبة بيدها كل ما على صدري من أوسمة
وكل ما رفع كتفي من رتب
**********
حطم جدار صمتي غضب شقيقي الكبير
الذي لا أريد أن أخسره
أو أن يضغط عليَّ لأبتعد عن سمائه وأطير
اعترفت له فكان الرسول
ودقت ساعة الإعتراف والإمساك بالفلول
قالت أنها سألتني وأرادت دوماً إيجاد الحلول
قالت أنها لم تفعل شيئاً وقد كانت مصابة بالذهول
قالت لي أنت من قرر تركي
وأنا رضخت للقدر وقررت القبول
قلت لها وقد أمعنت
الآن أصبحت القصة ذكرى وقد أعلنت ما أعلنت
ولكن لا تعيديها إن كنتِ تعنين ما تقولين
لا تفعلي ثانية ما كنتِ تقترفين
ولا تحزني إن أنا ذكرتك هنا
ونثرت غبار الأوراق القديمة
ولكن أعلمي وطء الأشياء التي إعتقدت أنها فارغة
وكم أعطاك قلبي من قيمة
**********
جبريل عبد الكريم