أمسية طائر النار لفريد نظريان
- أغسطس 30, 2010
- 0
كان ذلك في إحدى أماسي رمضان “الدافئة” يوم الجمعة 20-8-2010، والملقى الذي ضم العديد من الكتاب والشعار في مقهى الشباب ليلقوا بعض الإضاءات على الديوان الأول للشاعر فريد نظريان “طائر النار” …. وهذه بعض القصائد مع مختصر الإضاءات.
بعض قصائد الشاعر فريد نظران من ديوانه "طائر النار"
أنا طائرٌ جدّ الزمان بحرقِه
فألفاه من تَحْراقهِ يتجدّدُ
الإهداء
إلى العصافير الّتي علّمتني كيف أغنّي..
إلى الجداول العاشقة التي سكنت قصائدي..
إلى حزني الّذي لقّنني أبجديّة الحبّ والتحوّل؛
لأصير سيميائّي الألم..
إلى أبوي.. وإلى التي طرّزت تخوم عمري بالورد والقمح والياسمين
إلى حبيبتي أمّ إدوارد أهدي باقةً من أزهاري
فريد
إلى قارئي
أيَا قارئي إن أتاك كتابي
يُذيع الأسى من ندى مَدمعي
فأنشدْهُ كيما تعود الحياة
إلى ضحكة الجدول المسرعِ
أذوبُ لتحيا عراسُ شعري
ويورق رغم الأسى مربعي
أنا إن جَفَتْني أغني الربيع
خلقتُ المواسم في أضلعي
وغرّدت حتى يموت الظلام
لتحيا الأزاهير في البلقع
غداً سوف أمضي ويبقى صداي
على شَفَةِ النهر والمشرع
وفوق كتابٍ لطفلٍ تهجّى
وفي بسمة السّحُب الهُمَّع
وفي أيكة الحب أحيي صباها
لأبقى صداها وتبقى معي
طائر النار
المؤلف : فريد نظريان
حقوق النشر محفوظة
تنضيد وإخراج: دار نون4
الغلاف رائد خليل
الصورة Borris/1988
دار نون4 للنشر والطباعة والنشر
هـ:212332 ـ 0944889078
اعترافات ولد
أبي
وبعد انتظار كبرتُ..
وعاد فؤادي بساتين وردٍ
وعادت حياتي قناديل نور ونار..
وصرت بحبي أكبر
وصارت عناقيد روحي خبزاً…
تصور!!
وأصبحت أدرك أن دموع الأبوة
مثل دموع الإله
ومثل دموع المطر
وأنك كنت تذوب كشمع أمام العيون
وتقضي كطيرٍ من البجعِ
وكم كنت تلثم جرحي كيما يطيب
فمنذا بعيدك يلثم جرحي؟
ومنذا يرد على غطائي؟
إذا ما عريت
غريب أنا في صحارى
أباه غريب
غريب بقلبي…
غريب بحبي…
بكل الذي في كياني غريب
وهأنذا خلف هذا الجدار
أدق…أدق
فكيف أحطم صخر الجدار
وكيف أجوز مسافات هذى الصحارى..
فقل لي: أبي…
فبالأمس حين حلمت
رأيتك مثل ملاك تخاصر
تنسل من بين أهدابها..
فتطوي غليك الذراا
تحوم.. تدفدف جنحاً من النور
تعنق فوق المروج وتنداح مثل الدوائر في الماء
وتطلع مثل الأزاهير من رحم ذاك الشجر
وفي عيون العصافير تبقى هناك
هناك حيث تذوب المسافات كنت
وحيث يذوب الجدار..
فدعني أقبل عينيك هذا المساء وأتلو على القبر آيات حبي
وأنثر في الكون عري اعترافي
لعلي أبصر صحوا الطريق
عفرين (1)
وأراك خلف مدامعي ومتاقي
فتُهمهمين بأوبةٍ وتلاقِ
وأمدّ للقر اليدين يشدنّي
مسدٌ من الذكرى وشوق عناقِ
"عفرين" يا عرشَ الجمال إذا هوى
عرش الجمال، وعاد بالإملاقِ
آياتُ حسنِك يا عفيرة جمة
كم آيةٍ في نهرك الدفّاق
قدّستُ باسمك حرفَ كلّ قصيدةٍ
وجعلْتُ رسمك مسكنَ الأحداقِ
(1) المدينة التي نشأ فيها الشاعر وهي تقع على بعد ستين كيلو مترا إلى الشمال من حلب
اغتــــــــــراب
لم يعد هذا العالم يتسع للمحبين فماذا
يفعل العاشق حين تضيق به الأمكنة…؟!
إلى أين أمضي…؟
وهذي الحياة سجون رهيبه
وقلبي جناحا فراش
يرف على هينمات عجيبه
يقض رقادي, ويحرق زادي
ويردي هواه وجيبه
إلى أين أمضي..؟
وأبواب طيبة (1) تطلسم عمري
وروحي غريبة…
وهذي الدروب احتراق وعصف
وأحلم موتى تعدت حدود البلاد البعيده
وساحت وراء المسافات أخفت
بريق النجوم, ولون البحار
رماد,رماد،رماد
تناثر شرقاً, وغرباً
تناثر عرض البلاد, وطول البلاد
عرفت ضمير الرياح, ولغز المطر
ولجت كهوف الخزانى
سكنت خلايا الحجر
أنا قبل ميلاد(طيبة) خلقت
ولدت (سيزيف) يسكن جلدي
وآماله الحلم المنحر
فلا تفرقي في ملامة روحي
فماذا أنا إلا بقايا بشر
أحبك رغم ضياع الرؤى,
ورغم انمحاء الملامح, رغم تلاشي الصور
ورغم سلاسل روحي الرهيبه
(1) طيبة: مدينة إغريقية اسطورية وقف عندها الملك أوديب يحل لغز الهولة
شــــــوق
أطلي على روض حلمي الصدي خيالا يموج بلحنٍ شدي
خيالاً يعيد على مسمعيها نشيداً من الحب والموعدِ
وهبتك عمري فهل كنت إلا سراجاً يضيء ظلام الغدِ
حبيبة أنت ومن خافقي لظلمك مهد وفيء ندي
فمن بسمة الثغر كم صغت شمساً ومن رفة الهدب والعسجدِ
أمازال في القلب طيف لحبي أم الحب بات كحلم ردي؟
شدونا فغنت طيور الجنان وأعشب قفر المنى الأجردِ
وما كنا غير فمٍ للجمال وغير لسانٍ الهوى المنشدٍ
أحبك لم أدر كيف افترقنا ولا كيف فر الهوى من يدي
أيطوى الهوى بعدنا جانحيه؟! فيا صحوة الحب لا تبعدي
حنانيك يارب قد أجديت حياة بلا شدوهٍ المسعدٍ
ألا يا هوى فانتشر في البقاع ولوح لمن شئت بالموعدِ
وأيقظ مواعيدنا والأماني ضياء من الطهر لم يوءدِ
وطهر من الكون ظلم العبيدِ ومن كل جبارةِ سيدِ
وغنَ تجدني جوارك لحناً تهاديت من أدمعٍ الموجدِ
وغرد فللحب سر الحياةٍ ونفخة إلغازها السرمدي
أفقنا المخملي
لنا الصبح من دهرنا يسفر لنا الله في حبنا يسهرُ
لنا أفقنا المخملي تهادى على جنحه النغم الأخضرُ
لنا كل هذا الوجود نطير عليه كما تحلم الأزهرُ
فصبي يديك شذاً في يدي فإن فؤادي بها يشعرُ
حبيبة خلف الرابي الحواني لنا موعد بالندى يسكرُ
أكاد أحس الدنا في يدي قصائد شعر بنا تزهرُ
سيبقى هوانا أريجاً سيبقى
ويبقى على عهده السكرُ
فصبي يديك شذاً ف يدي
فإن فؤادي بها يشعرُ
طيف من عطر
والمح طيفك حيث المساء يرتل أنغامه الناعسة
نحو كين خيط الشعاع الضئيل يطرز جبته البائسة
وتغدين طيفاً وريف الظلال يموج بأوراقه الواجسه
حبيبة من نحن غير الأماني, وغير طموح الهوى والشباب؟!
وغير انعتاق الرؤى من دناها تقدس في الحب نخب الشراب؟!
دعيني أطر في علاك وأسمو على الناس في خصاتِ الترابِ
****************************
وقد حضر في الجزء الأول كل من السادة
من اليمين لليسار: محمد بشير دحدوح، سلوم الياس سلوم، وضاح قره بللي، محمود أسد، محمد سرميني، عبد الرزاق معروف، فريد نظاراريان، فواز حجو، أسامة مرعشلي، عبد القادر حمود، عبد الرؤوف دقاق، مصطفى نجار
ثم اتسعت دائرة الحوارلتصبح كالآتي:
محمد بشير دحدوح، سلوم الياس سلوم، وضاح قره بللي، محمود أسد، وليد رضوان، محمود وهب، محمد سرميني، عبد الرزاق معروف، فريد نظاراريان، د. جمال طحان، فواز حجو، أسامة مرعشلي، عبد القادر حمود، عبد الرؤوف دقاق، مصطفى نجار، ناهض الحسن (فايز العراقي)
احتفالية أدباء حلب بصدور ديوان طائر النار للشاعر فريد نظريان في مقهى الشباب مساء الجمعة 2082010م
بعض آراء و ملاحظات الأدباء: – الشاعر فواز حجو: كلمة ترحيب و تعريف بالشاعر و ديوانه الأول باكورة أعماله، و اعتزازه بصداقة الشاعر الخجول المبتعد عن الأضواء، و عشقه للغة العربية، رغم لغته الأرمنية و طفولته في عفرين حيث اللغة الكردية و حفاظ الشاعر على تقاليد القصيدة العربية العمودية التي وجد نفسه فيها، و يصرُّ على قراءة الشعر واقفاً احتراماً للشعرو العربية، و يقرأ حجو بطاقة تعريف بالشاعر.
يلقي بعده الشاعر فريد قصيدة ترحيب بالأخوة الأدباء الحاضرين.
– الناقد الأدبي أسامة مرعشلي:
لفت نظري اهتمام الشاعر بالمكان حيث ولد و استحضار ذكرياته فيه، ووفائه لأصدقائه في شعره، و غزلياته العفيفة الرقيقة.
– الشاعر عبد القادر حمود:
الجانب الغزلي في الديوان يغلب عليه الحياء و الغصَّة و ملاحظة تحول الألم إلى سيمياء إنساني.
إنه طائرالظروف المختلفة بشفافية الشعراء العذريين و ليس ألمه فجاعياً بل ملهماً … و قرأ بعض أبيات الديوان.
– الشاعر مصطفى النجار:
إن صورة الغلاف لا تتلاءم مع قصائد الديوان. و الشاعر مرهف الحس لا يكتب إلا في تجربة عاشها و هي مزيج من الحب و الألم، و اندماجه في طبيعة عفرين الساحرة حيث طفولته الأولى، رغم أنه من مواليد حلب.
كما أني لم أر في القصائد ما يؤيد إسم الديوان. – الشاعر بشير دحدوح: أهدى الشاعر شعره إلى أبويه و زوجته و الطير الموحية، و هذه علاقة أسرية و كونيةعالية المقام.
تجربته واقعية و ليست حسية و نحن هنا نرى أن أعذب الشعر أصدقه لا أكذبه.
و الشعر هنا دقيق العبارة و ربما عدم استقرارها أحياناً, و هاجسه هو الكلمة الدقيقة.
أتصور أن الشاعر لم يفرغ أحاسيسه كلها في قصائده بشكل أعمق.
و الشاعر صادق يشبه التماهي في حبه للشعر. – الشاعر سلوم الياس سلوم: هنأ الشاعر بديوانه و قرأ بعض أبياته من الشعر المحكي يمدح بها الحاضرين و الشاعر فريد.
– الشاعر وضاح أربلّلي:
يذكرني الشاعر بالفنان طوروس عاشق الطبيعة، و الشاعر يتعامل مع الطبيعة كأنها كائن محسوس.
– الشاعر محمود أسد:
وفاء الشعر للمكان و الأسرة و الأصدقاء و الحزن و الشعر عامة.
لوحة الغلاف حسنة و معبرة.
و الإخلاص للطبيعة إخلاص شعري عفوي و اختزال للكم من خلال الكيف.
الشاعر يريد أن يجدد, و هو موفق في بعض قصائده, إنها ثورة الشابي.
– الدكتور وليد رضوان:
أهنئ الشاعر بديوانه، و أتمنى ديواناً جديداً فيه تجديد و تطوير, و أنا لا أتدخل بالأمور الفنية.
– الأستاذ محمود الوهب ( ناشر الديوان و صاحب دار النشر ):
تهنئة و تحية للأخوة الأدباء الحاضرين و هي ظاهرة إيجابية حيوية في حلب، و أنا لا أنشر ما لا يعجبني و للدار هيئة استشارية، و أنا أهنئ الشاعر بباكورة أعماله، و اللوحة معبرة عن التحليق الشعري، و قد تركت للشاعر حرية تبديل اللوحة. – الدكتور الأديب جمال طحان: أنا أقترح الإعلان عن الاحتفالية باكراً.
الشاعر وراء هواجسه و صدق تجربته، و لغته مرنة.
– الشاعر فايز العراقي:
اهتمام الشاعر باللغة واضح، و أصدق الشعر أكذبه أي الشعر تخييل، و هذا جميل.
– الشاعر فريد:
يشكر الحاضرين على ملاحظاتهم و يبدي إعجابه بصورة الغلاف لأن التجدد لطائر النار، و لا بد للشعر من الانزياح اللغوي و هو موجود في الديوان.
– الشاعر عبد الرزاق معروف:
الديوان يذكرنا بتعريف الشعر الأولى، أنه بوح الفطرة الغنائية في مواجهة العالم، و يتسم بالحس الإنساني و ظاهرة الحزن غيرالقاتل للشاعر, مع أمنيتي أن يشكّل هذا الألم رؤيا فلسفية أو روحية أو واقعية للشاعر.
ونشكر الشاعر عبد الرزاق معرف كونه من سجل هذه الإضاءات من أفواه أصحابها، وله الشكر.