أمسية مجد كردية 10-8-2011 في أثر الفراشة
- أغسطس 10, 2011
- 0
يسعدنا أن نقدم بعض أشعار الأمسية الشعرية التي قدمها الشاعر والفنان التشكيلي الشاب مجد كردية في مقهى أثر الفراشة. وكان ذلك منذ قليل من يوم الأربعاء 10-8-2011 على الساعة العاشرة مساءً.
يسعدنا أن نقدم بعض أشعار الأمسية الشعرية التي قدمها الشاعر والفنان التشكيلي الشاب مجد كردية في مقهى أثر الفراشة. وكان ذلك منذ قليل من يوم الأربعاء 10-8-2011 على الساعة العاشرة مساءً.
في البداية كلمة ترحيبة من الشاعر ثائر مسلاتي ثم كلمة التقديم من الشاعر محمود نايف الشامي:
مجد كردية، نما بين سِباخ الفرات تحت قبة سماء المُزدانة بكل نجوم الطفولة. أتى لحلب ليكون كالسمكة بين إسمنتها ونهرها الهزيل.
هو:
طالب بكلية الفنون الجميلة.
تولد 1985
2009 معرض فردي في ناي آرت كافيه ـ اللاذقية
2011 معرض فردي في أثر الفراشة حلب
الحركة الأولى
لِمَ تجلس قرب النهر و تغني وحدك؟
أغني للأسماك حتى تغمض أجفانها وأستريح من نظراتها الزجاجية.
قلت:
ضع الرمز جانبا و غنِّ لحبيبتك حتى تضمك لصدرها و تستريح من نظرات نفسك إلى موتك.
نص ذكوري
مُتَوَحِّداً كإلهٍ عجوز، يكتبُ هجاءً للبحرِ المتردِّدِ بين مَطْلَعَيْنِ من قلقٍ وسكون، مُتَوَحِّداً كأوَّلِ الغيثِ، تُقشِّرُ تفاحةً وتطعم خجلها لخيالك، أمّا أنت فتكتفي بالقشرةِ الشمعيّةِ الملمّعةِ بصوفِ الصبرِ والشهوة، تكفيكَ قشرتُها، ليقول لَكَ النّهدُ: كلُّ الخيول لَكْ، ودماؤها التي امتلأت بذئابها العطشى لَكْ، وأعنّتُها التي جُدِلَت بجدائِلِ ملوكِ البدوِ لَكْ، وغبارُ سنابكِها صارَ كُحلاً للفراشاتِ حينَ صهلتْ: ما أصعبَكْ.
أيُّها الخيال ُـ الخيلُ لا تنكسِرْ أمام هَولِ السماءِ ولا تنبهِرْ، ما زالت نجومٌ مهملةٌ تنتظرُ من يوسّعُ مكاناً لها في السماءِ لتمارسَ هوايتها بإصابةِ طفلٍ بِحَيرَةِ العَدِّ، وتصيبَ عاشقاً سيّئ المطالعِ بالنّعَسْ.
أيّها الصعبُ الساجِدُ أمامَ إلهةٍ علّقتْ على قوسِ قلبكَ أكاليلَ الفلفُلِ المجفّفِ المُعَدِّ لِحُرقةِ القلب.
مُتَوَحِّداً كإلهٍ عجوز يُصوِّلُ صحنَ العدَسِ أمام بابِ السماءِ ليطعِمَ نبيّاً ما طلبَ معجزةً في زمنِ الأحماض النوويّةِ، مُتَوَحِّداً تبحثُ عن أكاسيد الذهبِ الأكيدةِ، ولا أكيدَ سِوَاكْ.
مُتَوَحِّداً كإلهٍ عجوز نسي مواعيدَ القيامةِ وطقوسَ التكوين، صادفَ ذات مساءٍ نفسهُ فلم يصرخ، نأى بنظرِهِ عنها وتمتمَ بكُلِّ برودٍ: هذا ليس أنا.
وما همَّ أنّهُ كان وحيداً، لكنّ الليلَ لا يؤنِسُ وحشةَ الوحشِ الخرافيِّ الذي مدَّ جناحيهِ بعيداً في عمقِ عينيهِ، يفتحُ نافذةً ويسألْ: أكلُّ هذا الليلِ لا يكفي!
مُتَوَحِّداً كإلهٍ عجوزٍ يقرأُ صحيفةَ الأمسِ ويسأل الشيطان عن اسمِ عاهرةٍ استعصت في حلِّ كلماتٍ متقاطعة، يبتسمُ الشيطان، يقول: تعبتُ وتعبتَ من لعنةِ النّصِ الأكيدِ، لكن ما شبعتُ وما شبعتَ من زغب الطيور الخفيف، قال لهُ: أصادفتَ امرأةً لا أعرفها؟ قال: لا، لكن إن أفلتت حلمتها فستطير يا صاحبي، لمِّعْ جلدها الشمعيَّ وقشِّرْها، ثم ارمي بالباقي إلى العدمِ.
وبعيداً في قعرِ المشهدِ كانت أرضٌ وبحارٌ وبعوضٌ خارجٌ عن النّصِ.
وبعيداً في قعرِ المشهدِ كانت أرضٌ مَلُولَةٌ، حسبُها أنّها الراسخةُ تحت أقدامِ عُشاقِها، وأمّا ما جرى عليها وسيجري فهو كالبعوضِ خارجٌ عن النّصِ.
وصف السرو
يتوقف المطر، تشرق الشمس، يشعُّ اخضرار السرو، يا ابن الطفولةِ ما أجملكْ! كم لون لكْ؟
عند الفجر تسوَدُّ كأنك قضيت الليل كلّه في امتصاص سواده أو كأن زجاجة حبرٍ انسكبت عليك ولمّا رآك الله وبّخكْ.
في ظهيرة الصيف تحتسي كأس غبارك كإله شحيح الظلِّ يسحب عباءته المطرزة برياح السديم ولما رأتك زيتونةٌ ركعت أمامك …. ما أعدلكْ.
في مساء الصيف تشع برودة المعدن من مسامك يا رمحُ الفارس الذي كلّما أمالتك ريحٌ قوّمك.
والآن في ظهيرة الشتاء والماء ينسدل ستارةً بيني وبينك وأنا متفرّج ينتظر بدء المسرحية ليقتلك، ما أجملك، ما أجملك.
حلم
في البداية عرفت أن الحلم خيال محض , أما الآن أتساءل : ماذا لو كانت صحوتنا خيالية و نومنا هو الواقع الأكيد ؟
كي لا أقع بشرك المفردات أمسكت طبشورا و رسمت امرأة على أبواب الحلم علي أميزها , لكن مطرا خبيثا هطل ومحاها, وبقيت كالكلب يحرس أبوابا لا يعرفها و يعوي :
ليتني لم أرسم نساء ً .
وفي الختام دار النقاش الثقافي الحضاري البناء مع كلمة مميزة للشاعر بكري حنيفة
صورة أحببتها من الجو الذي ساد الأمسية