يمتلئ المنزل بالمشاعر والدفء الذي عادة ما تمثله المرأة … و على الرجل أن يلتفت إلى مسئولياته الجسيمة والعظيمة … على أن الأجدر بنا أن نقول أن المنزل هو ((مملكة الأسرة)) موضوع من اقتراح المهندس أسامة شريبا.

أنثوية المنزل وذكورته
يمتلئ المنزل بالمشاعر والدفء الذي عادة ما تمثله المرأة ، ولعل ذلك ما يجعل هناك اعتقاداً قوياً أن المنزل هو مملكة المرأة ، و على الرجل أن يلتفت إلى مسئولياته الجسيمة والعظيمة ، وأن يترك مسئولية المنزل كي تقوده المرأة . وكأن الرجل لا يمثل ذلك الاحساس بالدفء ، أو أنه ليس لديه عمل يؤديه داخل المنزل . الحوار هنا حول ذكورية المنزل أو أنثويته ربما يكون تواصلاً مع حوار إنسانية المنزل أو لا إنسانيته ، هذا إذا ما وضعنا في إعتبارنا أن الرجل والمرأة يمثلان الإنسان . على أننا لا نود أن نشكك في المرأة كملكة متوجة على المنزل ، بقدر ما نحاول أن نقول هل هذا الإعتقاد صحيح أم لا من الناحية العملية ؟ فالهدف هنا هو التقرب من القضايا التي تمس منازلنا ، وهذا الإنفصال الملاحظ بين دور المرأة والرجل فيها ، وكأن المسألة هي ردة فعل أو تحول من دور ثانوي كانت تقوم به المرأة في السابق ، ودور كلي تود أن تقوم به الآن .

من وجهة نظري الشخصية أن الإعتقاد بأن المنزل هو عالم المرأة فقط غير صحيح ، فقد يبدو ومن الوهلة الأولى أن المرأة هي المسيطرة ، وهي التي تقود مؤسسة المنزل ، وقد يرجع ذلك إلى نجاح المرأة في تفهم متطلبات الرجل ، وتلبيتها إلى درجة لا يحتاج فيها الرجل إلى تولي مهام المنزل ، من تأثيث أو تنظيم داخلي مثلاً . وهذه حالة نادرة ولكن في حالة عدم إستطاعة المرأة تفهم متطلبات الرجل يتدخل الرجال في كل الأمور التي تمس راحتهم ومكانتهم الإجتماعية ، مثل إختيار قطع الأثاث وتنظيمها ، وهذا هو الأكثر شيوعاً ، والأقل تأثيراً على صورة المنزل العامة .

ولعل القارئ والقارئة يوافقان على أن الأجدر بنا أن نقول أن المنزل هو «مملكة الأسرة» ، فالأبناء والبنات بمختلف أعمارهم لهم دور كبير ومهم في إضفاء الحياة على المنزل ، وبث ذلك الإحساس الغامر بالدفء والعاطفة الجياشة . وهنا نرى أن لكل منا دوره حتى أبنائنا وبناتنا الصغار ، ومن حقهم علينا أن نتصور كيف يرون ويدركون فضاءات المنزل ؟ وكيف يمكننا أن نجعلها ملائمة لهم ؟

من هذه الرؤية فقط نستطيع تطوير نظرتنا لقضايا المنزل ، أو بمعنى آخر رؤيتنا لتصاميم منازلنا . فالأمر لايخضع فقط لذكورية المنزل أو أنثويته بل (لأسريته). وهو ما يجعلنا نرى فكرة ترك إختيار التصميمات والزخرفة الداخلية للمرأة أنها فكرة غير شاملة ، وهي فكرة يعول كثير من المصممين الداخلين عليها ، وحتى الإعلام نفسه الذي يتوجه في موضوعات الديكور والتصميم الداخلي إلى المرأة ، فإنه يرتكب نفس الخطأ إذا لم يدخل في حساباته دورالأسرة بكامل تركيبتها في توجيه وإختيار أثاث المنزل وكذلك زخرفته . الأهم من ذلك هو أننا لا ندرى إذا كان التفكير في تخطئة هذا العرف السائد بأن المنزل هو مملكة المرأة قد جاء في توقيت مناسب أم لا ، خاصة في مجتمعنا الذي يحاول الآن وقبل أي وقت مضى أن يفرد للمرأة أدواراً تتميز بها عن الرجل.
وانت شو رأيك؟؟؟