دائماً ما ينطلق الشباب بفكرهم الواعد نحو الإبداع والتطوير وسعيهم دائم لابتكار كلّ جديد، “فلاش سوري كتير” أبدعه فكر شاب لينطلق منه إلى مجموعة من الشباب الذين تبنى هذه البادرة الجميلة لتكون مشروعهم وما يعملون عليه دائماً في خلق فكرٍ يمكن أن يكون أكثر تطوراً أو منظوراً آخر لرؤية ما يحدث في سورية

أول دراما للنت في سورية "فلاش سوري كتير"

 

 أغيد شيخو _ عالم نوح

دائماً ما ينطلق الشباب بفكرهم الواعد نحو الإبداع والتطوير وسعيهم دائم لابتكار كلّ جديد، "فلاش سوري كتير" أبدعه فكر شاب لينطلق منه إلى مجموعة من الشباب الذين تبنى هذه البادرة الجميلة لتكون مشروعهم وما يعملون عليه دائماً في خلق فكرٍ يمكن أن يكون أكثر تطوراً أو منظوراً آخر لرؤية ما يحدث في سورية وتقديمها عبر الشبكة العنكبوتية بسلاسة تصل إلى جميع الشرائح والأذواق، وهي دعوة إلى سلامٍ وخلق حالة حوارية أكثر أماناً ومنطقية لتجنّب الفوضى والتعامل برقي أكثر.

عن فكرة فلاش سوري يحدثنا المؤلف "علي وجيه":

الفكرة انطلقت من الأستاذ "وليد سلمان" سكرتير التحرير في "موقع بوسطة". بإمكاناتنا المادية المتواضعة، وبالمساعدة الممكنة من موقع "بوسطة" وأصدقاء آمنوا بالمشروع فعملوا بشكل تطوعي. بدأنا المشروع فأنجزنا عدة لوحات أو "فلاشات" هي الآن متاحة لمن يرغب بمشاهدتها على شبكة الانترنت عبر:

وأيضاً قمنا بإتاحتها للمتلقي من خلال موقع اليوتيوب وصفحاتنا وصفحات أصدقائنا على الفيسبوك.

ويتابع: إن الأفكار المطروحة في السلسلة ليست للإتجار السياسي بأي شكل من الأشكال، ولا تمثل وجهة نظر طرف محدد في سورية دون الآخر، فنحن لسنا بصدد الدفاع عن أحد ولا نقصد أن نهاجم أحداً. هي سلسلة موجهة للناس فقط، نرصد من خلالها انعكاس الأحداث الأخيرة على الشارع السوري. ندعو من خلال ما نقدمه إلى التعاطي بإيجابية مع ما يحدث من أجل الوصول لحل أو حلول ترضي الجميع.

أمّا عن الأفكار المقدّمة في اللوحات فقال:

في أول لوحة عرضت على الإنترنت بعنوان "ليس حلاً" رفضنا فيها الخيار الأمني كحل لتهدئة الأوضاع، وفي اللوحة الثانية "حوار وطني" دعونا فيها إلى الحوار بشكل صريح، أما اللوحة الثالثة "أجندة" فتتلخص مقولتها في أنّه ليس بالضرورة أن يكون من يخالفنا الرأي مرتبطاً بأجندة خارجية.. اللوحة الرابعة "جدل" فهي عن عدم إلغاء أي طرف للآخر وضرورة السرعة في العمل والإنجاز.. اللوحة الخامسة "اليوم السابع" عن مفهوم يوم الجمعة اليوم وضرورة أن يجمعنا لا أن يفرّقنا. اللوحة السادسة بعنوان «غداً» عن ضرورة تقبل بعضنا ووجود الآخر. اللوحة السابعة بعنوان "اتفاق" تحذّر من مغبّة اللاحوار وعدم الاتفاق، الحلقة 8 بعنوان "إرادة" عن مفهوم الشعب يريد الذي تحول إلى شعار لإقصاء الآخر، الحلقة 9 بعنوان: "صراع" عن خطورة تغييب صوت العقل اليوم، الحلقة 10 بعنوان "تعددية" عن حال هذا المفهوم لدينا اليوم،ومدة كل حلقة بين الدقيقتين والأربعة دقائق، وقد عرضنا إلى الآن هذه اللوحات العشرة.

وحول النجوم المنضمين إلى المشروع يقول "وجيه": بدءاً من الحلقة السابعة انضمّ ممثلون جدد إلى المشروع، منهم نجوم من الدراما السورية ومنهم شباب من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ومعاهد التمثيل الخاصة، إضافةً إلى الممثلين الأساسيين حسام جليلاتي ووئام إسماعيل.

في الحلقات الخمسة الجديدة المنجزة مؤخراً كان الضيوف: شادي مقرش، مازن عباس، علي صطوف، حسام سكاف، أريج خضور وسوزان سلمان.

يمكننا القول من الآن إنّ اللوحات القادمة ستشهد انضمام مزيد من النجوم والأسماء الجديدة.

وفي خصوصية هذه التجربة يتابع المؤلف قائلاً: «فلاش سوري كتير» هو أول دراما سورية للإنترنت أو أول دراما إلكترونية سورية، وكانت هناك تجارب عربية سبّاقة وناجحة مثل «شنكبوت»، استفدنا من هذه التجارب المبدأ فقط، فيمكن للعمل الدرامي أن يعرض على الإنترنت فقط وأن ينال نجاحاً ومتابعة بالاستفادة من ميزات الإنترنت من عرض وتلقي ردود الفعل مباشرةً من الجمهور، وإتاحة المتابعة أمام كل العالم حسب الوقت المناسب لهم وإمكانية الحفظ والتداول وغيرها.

أمّا عن عدم عرضها على القنوات فيقول: قمنا منذ البداية، بالتواصل مع القنوات السورية "التلفزيون السوري والدنيا" لنصطدم برفض رقابي للعرض.. ربّما لأنّ الفلاشات تتضمّن اعترافاً بالجميع، وهذا لم يكن ضمن الخطاب الإعلامي السوري آنذاك.. إلا أنّ موظفي رقابة العرض كان لها رأي آخر في تقريرها "السرّي" الذي رفعته لمديرة التلفزيون السابقة.. ومع العلم أيضاً أنّنا لاقينا ترحيباً في البداية من د. معن حيدر المدير العام للهيئة وعدّة مسؤولين آخرين، فكل هذا أبقى على الإنترنت كخيار وحيد لنا للعرض.

وحول موضوع التمويل لضمان استمرارية المشروع يتابع"وجيه" قائلاً: لا نخفي أنّنا ما زلنا نبحث عن دعم مادي للمشروع لكي يستمر، فالاعتماد على الإنتاج الشخصي والجهود الذاتية والتطوعية لا يمكن أن يستمر إلى الأبد، نتأمل أن تلاقي جهودنا نتيجة ملموسة، وأن تتصدّى جهة ما لإنتاج هذه الفلاشات.

وأضاف لعالم نوح:

إن المشروع لا يمكن أن ينتهي بانتهاء الأحداث في سورية بل سيكون مستمراً وسنتناول مواضيع أخرى لها علاقة بالإفرازات التي ستتركها هذه الأحداث في المدى الطويل على المجتمع والأفراد بالإضافة  لطرحنا للواقع السوري المتغير والجديد وهذا ما يضمن للمشروع استمراره وتطوّره ، ولكن يبقى التركيز على التمويل والدعم المادي الذي لا نزال نعاني منه.

أمّا مخرج "فلاش سوري كتير" وسيم السيد فيقول: المشروع مهم جداً بالنسبة لي لأنه يناقش انعكاسات الاحداث التي تشهدها البلاد على جميع اطياف الشعب السوري بعيداً عن التأطير أو النخبوية، وهو ليس للإتجار السياسي أو التسخير بين أي طرف وآخر.. هو للناس فقط.

هي التجربة الاولى لي على النت، وهي اول مشروع  للنت في سورية، لهذا الامر كنا نتحمس جدآ لهذا المشروع برغم اننا نحن المجموعة نعمل على هذا الفلاش مجانآ ليس لدينا أي ممول للمشروع أي أنه إنتاج شخصي من المجموعة.

وهي تتميز عن غيرها أنها  التجربة الاولى في سورية ونحن كفريق المؤسسين له ..وهي عبارة عن افلام لطرح وجهات نظر مختلفة.

أراها تجربة ناجحة جدآ حيث حققت استقطاب من المشاهدين وردات الفعل تؤكد ذلك بالاضافة الى المقالات والمواد الصحفية التي كتبت عن المشروع والموقع الالكترونية التي تناولت الموضوع.

أمّا منتج العمل الأستاذ "بشار سلمان" فقال عن المشروع: منذ انطلاقة مشروعنا في موقع «بوسطة»، حاولنا أن نستفيد من كل إمكانات الفيديو عبر الشبكة العنكبوتية، إيقاناً منا بأهمية "النيو ميديا" أو الإعلام الجديد الذي يتجه إلى احتلال الموقع الأبرز في عصرنا الحالي.

ومع انطلاق الأحداث المؤلمة التي تشهدها سورية، تبلورت فكرة "فلاش سوري كتير"، والذي كان خطوة هي الأولى من نوعها في سورية، وهو أول مشروع مواد مصورة قصيرة مخصصة للعرض على الإنترنت.

يناقش المشروع انعكاسات الأحداث التي تشهدها البلاد على أطياف متنوعة من الشعب السوري بعيداً عن التأطير أو النخبوية، وقد ركزنا ونوهنا أن مشروعنا ليس للإتجار السياسي أو الاستخدام أو التسخير بين أي طرف وآخر، وإنما هو للناس.. وللناس فقط.

الممثل حسام جليلاتي:

شخصيات فلاش سوري كتير شخصيات حياتية بحتة.. ولأن مشروعنا "فلاش سوري كتير "يتحدث عن المرحلة الحالية، فاعتمدنا في أداء معظم الشخصيات على الأداء الواقعي .. والحياتي بالشكل الأدق ..لتكون قريبة من الناس

 ابتعدنا عن شخصيات النمط لتمثل شخصياتنا جميع الشرائح بما فيهم النخبوي والشعبي

انا أمثل دائماً شخصية تدعى رجل 1 ووئام شخصية رجل 2

رجل 1 هو دائماً معارض للافكار رجل 2 نراه غالباً محركاً للاحداث التي تجري بينه وبين رجل 2

في أغلب حلقاتنا التي عرضت كان هناك بشكل مباشر أو غير مباشر دعوة للحوار بيت جميع شرائح المجتمع السوري.

الممثل وئام اسماعيل:

من خلال ما نقدمه لا يوجد أدوار أو شخصيات بحد ذاتها ولا يوجد استعراض للقدرات التمثيلية من خلال تجسيد شخصيات مختلفة، لأن الفكرة قائمة على إيصال مضمون الحلقة من خلال شخصيتين، والمهم في العمل هو نتائجه، والشخصيتان تمثلان طرفي الصراع القائم حالياً، وأنا أمثل الطرف المؤيد وحسام يمثل الطرف المعارض ونخوض في مجريات الأحداث بالاتجاه الحكيم من خلال مقاربتنا للوضع العام في البلد.  ولا تحمل شخصيتي أي طابع محدد بل تنطلق من عنوان الحلقة وتمثل شريحة كبيرة في المجتمع، لذلك ليس هناك سمة معينة للشخصية لأنها تتحدث بلسان الناس.

وقد صرّحت الممثلة سوزان سلمان المشاركة في إحدى حلقات هذا المشروع لعالم نوح قائلة:

ضمن ما يحدث في سورية  ووسط الجمود الموجود في الوسط الفني يحاول مجموعة من الشباب تسليط الضوء على الواقع السوري بشكل هادف ولطيف وناقد وذلك دون أن يؤذوا الطرف الآخر، فيعبرون عن أفكاره بطريقة يمكننا القول أنها إيجابية ومحترمة جداً، ولكن يبدو أن محدودية الانتشار على التلفزيون وأسباب أخرى قد جعلتهم يلتجئون لنشر هذه المواد ضمن شبكة الإنترنت والتي لا بد أن تحقق انتشاراً أوسع واستقطاباً أكثر للمشاهدين، وصراحة نحن نشجع هذه التجارب الشبابية لما تحمله من فكر واعٍ ومحترم وتسعى جاهدة إلى النهوض بالمجتمع وتفكيره بطريقة أو بأخرى، وأرى أن المتابع لهذه السلسلة لا بدً له أن ينظر للأحداث في سورية بطريقة مختلفة بعد متابعتها وهذه ناحية إيجابية جداً في المشروع.

 

طاقم عمل "فلاش سوري كتير":

تأليف: علي وجيه.

إخراج: وسيم السيد.

تمثيل: وئام إسماعيل، حسام جليلاتي.

مهندس الديكور: سامر السيد.

مدير الإضاءة والتصوير: ماهر الصحن.

تصوير: محمد عرموش.

موسيقا: شادي علي.

مخرج منفذ: عمّار تميم.

مدير الإنتاج: وليد سلمان.

الإشراف العام: بشار سلمان.