إضاءات لبشير خرده جي
- ديسمبر 2, 2014
- 0
حلب في 2 و 3 و 4 من كانون الثاني لعام 2014
مسرح نقابة الفنانين
مسرحية إضاءات
من تأليف : فرقة مسرح حلب الجامعي
إخراج : بشير خرده جي 2122014
لقاء: جوزيف الشامي
تصوير: طريف مغامس
حلب في 2 و 3 و 4 من كانون الثاني لعام 2014
مسرح نقابة الفنانين
مسرحية اضاءات
من تأليف : فرقة مسرح حلب الجامعي
إخراج : بشير خرده جي 2122014
لقاء: جوزيف الشامي
تصوير: طريف مغامس
حلب ـ عالم نوح
((حلقة بإدنك !
أعجب لمن يريد أن يبدأ (مسيرته النقديّة) بالتسرّع والتهجّم والتطاول معتقدا أنّ ذلك هو الطريق الأقصر والأنسب نحو الحظوة بمقعد مريح في المشهد الثقافي يضمن له الهيبة والكلمة المسموعة والدخول المجّاني لعرض مسرحيّ دون أدنى احترام لجهود صنّاعه.
إذا قلنا إنّ غياب المنابر المتخصّصة تجعل فئران النقد المزيّف تمرح وتعبث على هواها في غياب الرادع المعرفي والأخلاقي يفهم حديثنا على أنّ النقد هو ما يصنع في أنابيب المخابر وليس تلك الملكة الإبداعيّة التي تناظر وتقارب الأثر الإبداعي ولا تلاحقه وقد تعلو عليه ولكنّها ترعاه.))
واليوم شهدت حلب بقعة أمل مهمة في تاريخها المسرحي وذلك عبر العرض الذي قدمته فرقة مسرح حلب الجامعي التي تحمل اسم (فرقة الفنان الراحل نضال سيجري )
و سألت المخرج بشير خرده جي عن تسمية الفرقة ب هذا الاسم : قال إن الفنان نضال سيجري كان أستاذي في عام 2005 و له فضلُ كبير علي … و هذا أقل ما يمكن لأقدمه له.
و سألته أيضا عن القضية الرئيسية التي تطرق اليها العمل المسرحي قال: الهدف من العرض نشر السلام باختصار شديد و إحياءه بيننا … و تربية مسرح شعبي غير ذلك الذي يستغل حاجات الناس و يتسلق لكي يظهر موهبته فيتطرق إلى فكرة تقبّل الآخر بكل سيئاته و التكاتف بين أفراد الشعب لكي نضرب من جاءنا من الخارج …
أما عن مرجعية العمل منهاجاً و مدرسةً: رفض الأستاذ خرده جي انتماء المسرحية لمنهاج واحد قاصدا أن يكون هناك تماذج المدارس والاتجاهات … … فيصنع قطرةً من بريخت و قطرةً من ستانسلافسكي و يقدمها مائدة للجمهور الذي أعتقده أنه اعتاد على نمط معين في جميع المسرحيات.
خرده جي ينقل صورة الأزمة بطريقة رمزية فيضع مثقفاً في زاوية المسرح و يبقى صامتاً إلى حين أن يسيل الدم في هذه الحرب فيحمل كرسيه و يودّع قلمه و يخرج و يجلس بين الجمهور … و هنا توريط للمشاهد.. (و قد بُني العرض تفاعليا بريختياً و كلاسيكياً و جميع الخلطات في كأسٍ واحد)… و لكن يأتي طفل .. و هو رمز الجيل القادم يأخذ المثقف و يرجعه على الخشبة ليحّل النزاع … فيذهب و يأخذ الاسلحة من الفريقين و يدعهم يتكاتفوا ليرفضوا الخارج.
وفي الأخير سألته .. أستاذ بشير هل حلب مناسبة لهذه المادة الضخمة من المسرحية
قال : إن جمهور حلب راقٍ جداً و الأن في مرحلة ولادة يجب أن نخرجه مما اعتاد عليه الذي لا يمت للمسرح بآيَّ صلة !
باسل زين الدين ممثل في العمل المسرحي : يأتي عرضنا هذا لنقدم رسالة ….رسالة سامية رسالة سلام و حب رسالة للشعب و القضية دائماً هي السلام و الحب لأن دورنا كمسرحيين هو أن نقدم عروضا لكي نوصل فكرة السلام لهذا الشعب و التعايش و التكيّف.
رهام بدر خان ممثلة في العمل المسرحي : وضحت الممثلة رهام الرسالة اتفق عليها جميع الممثلين ألا و هي الحب و إنها أرسلت رسالة السلام عبر فن كوميديا الموقف و الكوميديا السوداء.
عمير بادنكجي ممثل في العمل المسرحي: دوري كان كمثقف في أحد مشاهد (الفرن للحصول على خبز ) أنه يتكلم كثيراً بأدب و ثقافة و يضيع حقه … و حينما أراد أن يقول أن هناك فساد أخرسه الجميع.
قال الفنان الشاب بادنكجي أن مرجعية العمل هي ستانسلافسكية وهذا هو المسرح الملتزم الذي يمتلكه أي مسرحي .. و لا يعرف استخدام غيره
جورج تيلبا : رسالتنا كعائلة و كفرقة أن نوصل السلام للوطن عن طريق هذا الفن و هو المسرح و إن مسرحنا من الشعب و قدمنا أغلب المشاكل و نحن لا نكتب شيئاً من الفضاء انما نكتب مشاكل الشعب وآملٌ أن يسمعنا أحد
رشيد زين الدين : كان دوري هو الفساد و كان هدفي كممثل تسليط الضوء على الفساد لحلّه و ليس لمجرد ذكره و الفضل يعود لاتحاد الطلبة في سوريا زملائي في العمل.
آية بركات ممثلة في العمل المسرحي :مسرحيتنا قضيتها السلام لكل الطوائف و لكل الشعب السوري وكان سلاحنا الرقص التعبيري للتعبير عن الحياة التي نعيشها.
محمد فاضل : إن ما قدمناه هو مسرح بقعة و يجمعها مشهدٌ واحد وهو المثقف الذي بقي صامتا و حاول أن يحّل هذا النزاع ولكنهم أبعدوه و أخرجوه من حربهم و مسرحيتنا لا تُختصر أن النزاع بين معارض و مؤيد .. إنما بين طرفين لا يتفقون مع بعضهم بعيداً عن السياسة.. آيَ طرفين !
أنهى كلامه ( إن المسرح رسالة …. يجب إيصالها بصدق و حتى أنه يعتبر مادة تعليمية )
ولاء طلس أيضا ممثلة في العرض المسرحي : إن خلفية الأدوار التي خضتها هي أن الأنثى تحصل على كل شيء بسهولة في مجتمعنا كما حصل (في مشهد الفرن )
الرقص التعبيري الذي قدمناه كان يعبر عننا … عن النزاع بين الطرفين
و لكن التقبل هو آمرٌ عائدٌ لكل شخص و آملٌ أن نكون عبرنا عن مشاكل الناس في مسرحيتنا.
الآن أريد ان أتكلم بصفتي مسرحيا … وملاحظتي على حضور هذا العمل الراقي والرائع …. لماذا يدخل بعضهم إلى المسرح مقطّبين وكأنهم جاؤوا ليأخذوا بالخاطر و ينظرون بازدراء إلى من تفاعل و حضر بروحه ووجدانه, ما أجمل البسطاء من العامّة وممّن حافظ على بساطته من النخبة.
التجهّم سهل والمعاداة سهلة والشعارات سهلة ولكنّ البهجة تبقى أجمل هديّة يقدّمها قلب دامع في زمن العبوس والتولّي.
لماذا نجفل من الأعمال التي تشبهنا ونبحث عن مساحات الفصل والأمان الزائف بيننا وبين الحياة ؟!
الذين كرّسوا هذا الفهم الزائف للثقافة وجعلها لا تشبهنا هم جماعة من المرضى وعشّاق الغموض تبحث عن التميّز الأجوف, آن الأوان أن ندينهم من الكتب والأسفار التي يحملونها…إقرؤوا جيّدا ومن جديد : بريخت وغرامشي ولوكاتش وتشومسكي وبارت وفوكو وحتّى( بروك) إن أردتم أن ترفعوا هذه الأسماء على أسنّة الرماح في مواجهة الأعمال التي لم تخلع محبّيها وانتمت إلى الناس وراهنت على الناس. .الناس الذين يلزمكم الكثير من الكتب لتصلوا الى بساطة الناس و ضحكتها.
جوزيف شامي
حلب
2 122014