وعندما بدأت بتعلم التاريخ فهمت ما الذي يحدو والدي – السوري حتى العظم – أن يضع صورةً للزعيم هنانو.
شذرة من ذكريات التاريخ السوري المعاصر يرويها المهندس باسل قس نصر الله

ابراهيم هنانو في بيتنا بقلم المهندس باسل قس نصر الله

(بالاشتراك مع عالم بلا حدود)


عندما كنتُ صغيراً كانت هناك صورة معلقة في بيتنا، بالابيض والاسود لرجل كبير في العمر، وكنت اعتقدها صورة جدي لأبي الذي لا أعرفه، حتى كبرت قليلاً وعرفت أنها صورة الزعيم ابراهيم هنانو، ولم افهم حينها مدى قرابته لنا حتى يتم تعليق صورته في منزلنا، وعندما بدأت بتعلم التاريخ فهمت ما الذي يحدو والدي – السوري حتى العظم – أن يضع صورةً للزعيم هنانو.
بعد دخول القوات الفرنسية الى سورية قام الجنرال غورو بتقديم عرض بتاريخ (نيسان 1921) مضمونه، اقامة دولة تضم لواء اسكندرون وحلب ينصب ابراهيم هنانو اميرا عليها، على ان تلحق اللاذقية بدولة لبنان، فأجاب ابراهيم هنانو : "لا استبدل تاجا وضعه ربي على رأسي منسوجا من قلوب الشعب بتاج مرصع باللآلئ تضعه يد جنرال فرنسي، ولا اقبل بتقسيم سورية".
وتتالت السنوات، ففي عام 1928 عين الفرنسيون الشيخ تاج الدين الحسيني رئيسا للحكومة، و دامت هذه الحكومة أربع سنوات، و دعا الفرنسيون لانتخاب أعضاء جمعية تأسيسية لتضع دستوراً جديداً للبلاد، فأعلنت الكتلة الوطنية قائمتها، وترشح إبراهيم هنانو وسعد الله الجابري وغيرهم من أعضاء الكتلة، و فازوا جميعاً، وترشحت أمامهم قائمة الموالين لفرنسا، فلم ينجح منهم أحد، رغم الدعم الفرنسي الكبير لهم، وكان يكفي للمرشح أن يكون على قائمة هنانو لينجح.

وانُتخب هاشم بك الاتاسي رئيسا للجمعية التأسيسية، و انتَخب المجلس لجنة لوضع الدستور كان هنانو رئيسها، وعندما تم وضع مشروع الدستور بشكل وطني، طلب الفرنسيين حذف ستة بنود من الدستور الوطني، و كلها تؤكد السيادة و تعارض الانتداب، و قد وقع النواب الوطنيين عريضة يطالبون فيها أن يكون إبراهيم هنانو رئيسا للجمهورية، ووقع بقية النواب عريضة مقابلة مطالبين فيها بان يثبت الشيخ تاج الدين الحسيني رئيسا للجمهورية، فما كان من تاج الدين الحسيني إلا أن خطب في المجلس مؤيدا لطلب لفرنسيين بحذف هذه المواد، و ما أن نزل من المنصة حتى وقف سعد الله الجابري ناعتا إياه علانية بالعمالة و الخيانة، وعندما أدرك الفرنسيون أن هذا المجلس لا يحقق أمانيهم، عطلوه لمدة ستة اشهر، ثم قرروا حله .

و انفرد رئيس الوزارة تاج الدين الحسيني بالحكم ، و أخذ ينفق على المشايخ لارضائهم من أموال الأوقاف، و يوزع الوظائف على رجاله، و يقيم المهرجانات التي تقدم له الشكر و الثناء، و بالغ في البذخ، فاقتنى السيارات الفخمة، و يقال انه قد استبدل أربعة سيارات خلال أربعة سنين من حكمه، واعتبر حينها مبذرا، خائنا لأموال الشعب، حيث أفرغ خزانة الدولة بسوء تدبيره وانفق ما يقدر بثمانمائة ألف ليرة ذهبية في ذلك الوقت هي احتياطي الدولة.

و قد كان رد الشيخ على هذه الاتهامات بأنه انفق هذه الأموال في إقامة المباني الحكومية في مختلف البلدان ( منها قصر الحكومة في حلب (السرايا جانب القصر العدلي) الذي بني في ذلك العهد، و مستشفى الرازي كذلك، و اتهم الشيخ بسرقة المال العام عن طريق المتعهدين الذين بنوا هذه الأبنية.

و عزل الشيخ تاج الدين القضاة النزيهين، و عين رؤساء الشرطة من الفرنسيين بدل السوريين، و أغلقت أية صحيفة معارضة، و صدر قانونا جديدا اسمه "قانون قمع الجرائم" و هدفه التنكيل بالوطنيين و إلصاق التهم بهم، و أمرت السلطات الفرنسية بتحويل الدعاوي ضد تجاوزات الدرك و الشرطة إلى المحاكم الفرنسية بعد أن يدفع المدعي مبلغا كبيرا كتأمين كي تقبل دعوته، فلم يتجاسر احد على الشكوى ضد هؤلاء .

ثم اصدر المفوض السامي الفرنسي آنذاك (عام 1930)، الدستور السوري و اسماه النظام الأساسي، كما اصدر دستوراً للاسكندرونة ودستورا ثالثاً للاذقية ورابعاً لجبل الدروز .
وأقالت فرنسا حكومة تاج الدين الحسيني، لِتوهِم السوريين أن كابوس الفساد قد زال، بعد أن استخدمت الشيخ تاج الدين لترويض الشعب.

و طرحت فرنسا حلاً وسطاً هو الوصول إلى حكومة وطنية عن طريق الانتخابات، و على أساس أن تتعاون هذه الحكومة معها لايجاد الحلول السياسية .

و كانت قائمة مرشحي الكتلة الوطنية مؤلفة من إبراهيم هنانو و سعد الله الجابري وغيرهم، و كانت القائمة المقابلة تضم صبحي بركات وسليم جنبرت وغيرهم .

و قد زور الفرنسيون النتائج، بعدما انفقوا كما قيل حوالي الأربعين ألف ليرة كرشاوى، و لم ينجح من الوطنيين احد في حلب، و فازت القائمة الموالية لفرنسا بحلب، و كان حظ الوطنيين أفضل بدمشق .

و انتخب المجلس الجديد، رئيساً للجمهورية محمد علي العابد ابن أحد باشاوات الفترة العثمانية، و المعروف بأنه ذي وجهين، و عرف عنه لاحقا رغبته في جمع المال من هذا المنصب، بعدما حاول النائب عن حلب صبحي بركات الحصول على هذا المنصب، و رفضه الوطنيين بدمشق .

و تشكلت الوزارة الجديدة، و شارك جميل مردم بك الوطني والمسمى ثعلب دمشق، في الوزارة الجديدة، و شارك معه النائب الوطني مظهر رسلان و هما دمشقيان، و كان في الوزارة من نواب حلب الموالين لفرنسا سليم جنبرت .

و قاطع الحلبيون النواب الموالين لفرنسا، و منعوا جماعتهم من الصلاة جماعة في المساجد، و شنت الصحف الوطنية هجمة شديدة عليهم .

فقام الفرنسيين بالقبض على زعماء الوطنيين بتهمة التحريض على سلامة الدولة، و منهم الشيخ الوقور الدكتور حسن فؤاد إبراهيم باشا، المحبوب من الناس، و الملقب بـ (أبونا حسن بيك)، و على شقيقه النائب السابق جميل إبراهيم باشا، وغيرهم الكثير، و لبثوا في السجن خمسين يوماً، خرجت المظاهرات خلالها لتنادي (بدنا أبونا حسن بيك)، ثم أفرج عنهم جميعا لعدم ثبوت الأدلة.

و كان لجميل مردم قصة تروى عندما حاول النواب الموالين لفرنسا استجوابه كوزير، أن التفت إليهم باحتقار و قال : من انتم يا أشباه الرجال … و ذهبت كلمته مثلاً، و لقباً التصق بهم .
وعَقدت الكتلة الوطنية في سوريا مؤتمرا عام 1932، و شكلت المكتب العام و انتخب لرئاسة مكتب الكتلة هاشم الاتاسي رئيساً و إبراهيم هنانو زعيماً، و سعد الله الجابري نائباً للرئيس وجميل مردم بيك وشكري القوتلي و د. عبد الرحمن كيالي و فارس الخوري أعضاء .

أما مجلس الكتلة الوطنية فقد ضم في صفوفه أهم زعماء سوريا المناهضين للانتداب الفرنسي و من حلب كان السادة :
إبراهيم هنانو، سعد الله الجابري، ميخائيل اليان، وغيرهم .

وعندما طرحت فرنسا مشروعا لمعاهدة مجحفة بحقوق سوريا، استقال الوزيرين الوطنيين الدمشقيين من الوزارة، والغريب أن صبحي بركات المعروف بموالاته لفرنسا وقف معارضا بشدة لهذه المعاهدة، مما لم يكن متوقعا منه و بناءا على موقفه الوطني هذا حاول البعض جمعه مع هنانو لإزالة الجفاء فيما بينهما لكن هنانو رفض رفضا قاطعاً .

عاد المفوض السامي و شكل وزارة جديدة، وضع نائبين حلبيين وزراء فيها، وهم من الموالين لفرنسا، سليم جنبرت المعروف بالمسالمة، و شاكر الشعباني وهو من رجال العهد العثماني، و يقال أن هنانو أجبر نواب حلب الوزراء الموالين لفرنسا على الاستقالة من الحكومة، و يقال أن الحاج مصطفى شبارق و معه أثنين سافروا إلى دمشق، و طافوا على النواب مهددين بقتلهم في حال اقروا المعاهدة .

و في هذه الفترة تعرض هنانو إلى إطلاق نار في قرية الحامضة التابعة لإنطاكية حالياً، عندما كان يهم بركوب حصانه، و أصابته الطلقة في قدمه، و انهالت برقيات التهنئة بالسلامة متضمنة الآية الكريمة ( يا نار كوني برداً و سلاماً على إبراهيم)، و خرجت صحيفة القبس لصاحبها نجيب الريس بعنوان (رصاص المتآمرين في قدم الزعيم)، و أتهمت فرنسا بالوقوف وراء محاولة الاغتيال .

و من مظاهر حب الجماهير لنوابها ان الوطنيون أعدوا استقبالا حافلا للزعيم هنانو عندما تحسن من مرضه في الجامع الكبير وأعلن الشاب الدكتور ناظم القدسي، رئيس سوريا لاحقاً، عن فرحة الجماهير بتحسن صحة الزعيم (إبراهيم هنانو) الذي كان مصابا بالسل .

ثم بدأ الزعيم هنانو يتكلم بصوت متهدج، يشكر الناس و يحي عواطفهم, ويدعوهم إلى التضامن و التماسك بالوحدة الوطنية لمواجهة المستعمر الفرنسي و قد شدد على دور النصارى في النضال ضد الفرنسيين بعدما حاول الفرنسيون بث روح التفرقة الطائفية بينهم و بين اخوانهم .

و من أقواله 🙁 النصارى في بلادنا هم إخواننا في العروبة والوطنية لهم ما لنا و عليهم ما علينا، أنا اربأ بهم أن يعتبروا أنفسهم أقلية فهم أكثرية مثلنا ، و كلنا نعيش في ضمان مشترك لا نحتاج معه إلى حماية أجنبية كما يدعي المستعمرون ) .

وعند انتهاء الحفل خرج الزعيم محاطاً بحراسة كثيفة من شباب الأحياء محمولاً على الأكتاف, حتى وصلوا إلى ميدان الجامع الكبير, حيث كانت تنتظره سيارة مكشوفة من نوع (فورد أبو دعسة), وكان ميخائيل اليان زعيم الحرس الوطني المسمى بالقمصان الحديدية ينظم الشباب, ويعطيهم التوجيهات والإيعازات, بأن يحملوا الزعيم في سيارته على أكتافهم، و يتجهوا بها من الجامع الكبير إلى منزله في الجميلية أمام مدرسة التجهيز ( المأمون حاليا) .

و في عام 1934 زار رئيس الجمهورية علي العابد و رئيس الوزارة الشيخ تاج الدين الحسيني حلب لرفع الستار عن تمثال المطران فرحات ( في ساحة فرحات حاليا ) و كان من المقرر أن يؤدي الرئيسين صلاة الجمعة في الجامع الكبير، ومن الطبيعي أن يؤدياها في المكان العالي المسمى بالسدة و المخصص للولاة و الحكام في الجامع .

و لكن إبراهيم هنانو تقدم مع الوطنيين في مظاهرة حاشدة، و دخل الجامع عازما على منع الرئيسين من الصلاة في السدة، و كان رجال التحري قد احتلوا السدة لمنع احد من دخولها تمهيدا لوصول الرئيسين، فما كان من هنانو إلا أن تقدم منها، فقام له رجال التحري إجلالا و منعوا البقية من اعتلاءها فتدافع الناس ضاغطين على رجال التحري، الذين اضطروا لإخلاء السدة .

و عندما وصل الرئيسان لم يجدا مكانا للصلاة إلا عند الباب، و عند الانتهاء من الصلاة بدأ الوطنيين ينعتونهم علانية بالخونة، و أُلقي عليهم إبريق من الفخار تحطم أمامهم، فساد الهرج و المرج.

وألقى الفرنسيين القبض على الوطنيين، و منهم سعد الله الجابري ومعه حوالي الأربعين وطنياً، وجرت محاكمتهم و دافعوا عن أنفسهم انه لا يوجد في الإسلام نظام تشريفات في الجامع، والجميع يصلون سواسية .

و عندما سُئل سعد الله الجابري عن جرمه أجاب بالاعتراف الكامل، و بأن ما دعاه إلى ذلك أن علي العابد و تاج الدين الحسيني لا يمثلان الشعب، و هما عميلان خائنان لمصلحة فرنسة .
أما المحامي ادمون رباط فقد قال في مرافعته موجها الكلام للقضاة الفرنسيين : إن هؤلاء الخونة ليسوا أمناء لكم أيضاً، فمن يخون بلده لا يكون أميناً لغيرها، و سيطلقون عليكم النار عند خروجكم من بلادنا، و لكن في ظهوركم، أما نحن فنطلق عليكم في وجوهكم بما لنا من حق ..

و حكم على الوطنيين بالحبس لمدد مختلفة، و استمرت التظاهرات، و إضرابات السوق و شعر التجار بضائقة مالية كبيرة مع استمرار إغلاق محلاتهم اغلب الأوقات .

و من الطرائف أن التاجر الذي كان يخالف تعليمات الكتلة ، و يفتح محله أثناء الإضراب ، يبدأ الناس بشتمه و الصراخ عليه ( سكر يا عر… سكر ) ، فيضطر للإغلاق فوراً .
و قد كان إبراهيم هنانو قد انفق كل ما يملك على الثورة و على الكتلة الوطنية و كان يرسل من يستدين له من التجار مبالغ كبيرة و يعطيهم سندات دين لقاءها، و لم يكن احد من التجار ليطالبه بمبالغ الدين لعلمه أنها تذهب للثورة و للنضال الوطني، و لكنها كانت طريقة لجعل التبرع شبه إجباري .

هذه كانت رسالته التي عاش لها، والتي ناضل من أجلها، غير مهتم بالداء الذي كان ينهش رئتيه، ويتسلّل إلى أنحاء أخرى من جسمه الطويل النحيل، لقد كان هنانو في أيامه الأخيرة، يدير معركة الجلاء من قريته (ستي عاتكة) قرب كفر تخاريم ، ومن جبل أريحا بعد تكلست إحدى رئتيه من مرض السل و بدأت الرئة الثانية بالتكلس .

وفي هذه القرية تحمّل الزعيم آلام مرضه وأعباء واجبه الوطني بصبر عجيب، و في صباح يوم الخميس الواقع 21 تشرين الثاني1935 م فاضت روحه الزكية، وانتقلت إلى أحضان بارئها.
و وصل الخبر المفجع الى حلب, بأن الزعيم قد توفي, وأخذت المآذن تردد آيات القرآن الكريم, كما كانت أجراس الكنائس تقرع في كل مكان, بكاءً وحزناً على زعيمهم, وخرج الناس منتظرين جثمان الزعيم, وكانت تسمع النساء يولولن في كل مكان, ويبكي الزعيم, إلى أن وصل الجثمان فسجي في المشفى الوطني حيث أعطاه الطبيب خالص الجابري دواء يؤخر تفسخه، و صب لوجه الزعيم قالب وقناعا من شمع كي يستطيع صنع تمثال له في المستقبل، ثم نقل الجثمان إلى مكتب الكتلة الوطنية المتواضع في حي السويقة .

وبعد تقاطر الوفود من الأقطار العربية والأجنبية والانتهاء من زيارة وتحية الجثمان , خصص يوم لموكب الجنازة, وقد وضع النعش على سيارة شاحنة صغيرة مجللة بالعلم السوري, يحيط به ستةٌ من الحرس الوطني ( القمصان الحديدية ) ، باللباس الموحد المتميز بالقميص الطويل الحديدي اللون و بالفيصلية ، (و هي القبعة التي كان يرتديها الملك فيصل ) , وتتقدمه موسيقى دار الأيتام الإسلامية وهي تعزف الألحان الحزينة, و ولاويل النساء تُسمع من كل مكان, تهتز لها أرجاء حلب كلها, و سار خلف الجثمان موكب ضخم من رفاقه الوطنيين, وكان الموكب يسير ببطء يتناسب مع قدر الجنازة وقدر الزعيم, والحياة توقفت في المدينة إلا الحشود المصفوفة بانتظام ليس له مثيل أبداً على جوانب الشوارع, بدون غوغائية, و يشرف على تنظيم الجنازة، الحرس الوطني بزعامة ميخائيل اليان .

و سار المحامون بالجنازة بأروابهم الرسمية على اعتبار أنها جنازة وطنية .

وقد استغرق الموكب قرابة أربع ساعات و الناس مشاة خلفه ، حتى وصل إلى حي الجميلية حيث انضم إليه شكري القوتلي من بناء يقع أمام مدرسة معاوية الحالية, وتوقف قليلاً هناك أمام منزل الزعيم, ثم اتجه إلى المقبرة, ودفن في موقع مخصص له , وتبدل اسم المقبرة إلى مقبرة هنانو، و ما زالت تحمل هذا الاسم حتى الآن بالرغم من إزالة القبور منها في وقت لاحق .
و كانت بداية الموكب قد وصلت إلى المقبرة بينما نهايته ما زالت في الجامع الكبير، ( كيلو مترات كثيرة ), وعشرات الألوف جاؤوا من أقطار الأرض, و كانت بيوت الحلبيين مفتوحة للضيوف، و كان الفرنسيون مشدوهين بذلك، وللأمن والهيبة التي رافقت الجنازة، مع العلم أن المنظمين الوطنيين لم يسمحوا أبدً للسلطات الفرنسية المنتدبة أو السلطات المحلية التي كانت تعمل لحساب الفرنسيين, بالمشاركة في هذه المناسبة التاريخية العظيمة .

ولا شك أن قلوبنا تحمل صوراً لزعماء وضعوا بصمة في تاريخ سورية.


اللهم اشهد اني بلغت