اتركني حراً نص للفنان أحمد كردي
- يوليو 25, 2010
- 0
أولى الحالات التي يقدمها الفنان التشكيلي الشاب أحمد كردي للمشاركة في موقعنا…. هامساً لنفسه عن نفسه.
بين بدائية أفكاري وحداثة الوقت الذي أعيش فيه أسمع صوتك وأنت تقرأ أفكاري من بين لحظات العشق المتضاربة التي تجتاح خيالي الوحيد في ليلتي المملة بكل تفاصيلها , تجتاحني بغرابة أطوارك وتخبرني بسرك الصغير , بحكمتك اللامتناهية في الحياة , تقرأني كصفحة متميزة في كتابك الشهير , تدخلني بهدوء عنيف بصخبك الهادئ , بحنيتك الثائرة وتقول لي من هنا سأبدأ قصتي الأسطورية معك .
أنت هكذا كما أحببتك يوما , تمر كالطيف , تلاحقني باستمرار , تأسرني كحدث صغير لا يستطيع أن يبوح بسره للعالم الخارجي بكلمة واحدة , تتركني بين زحمة هواجسي ضمن مفترق طريق ما وحيدا هناك أتأمل جسدي الذائب بين يديك النحاتتين لتفاصيلي التي لطالما كنت المميز في تشكيلها , منك أنت بدأت حلمي الصغير وأرسلت عيناي لجبينك العريض لترى ما تراه بشموخك الأبدي ذو الطبيعة الفروسية , ما لم ولن أنساه هي تلك الأمسية التي تجعل الفراغ بين الموجودين معدوما , ما قد تركته كذكرى على صفحات ذاكرتي الطفولية المحتوى , ما قد رسمته بتفاصيل وجودك بين ناظري كلوحة سوريالية , تركتني أقف حائرا في تفسير التفاصيل المشكلة لها , لا أزال اشتم رائحتك من بعيد وهي توحي برمز حضورك الآسر فتتهيأ جوارحي لغمرة قوية تجعلني أنسى برد الجو وأتذكر دفء اللحظات , عبير مقامك كان كافيا تنتشلني من زحمة الطريق وتوصلني بخلودك اللحظي إلى برّ الأمان , وتراني هناك منتظرا أن أخطف بصرك من الأشكال المحيطة بي لتتوقف عندي وأبدأ قصتي بتعابير وجهك الغربي الملامح والصافي في حدوده وأنا أقرأ ما تكتبه لي عيناك من أخبار لأعلقها على الصفحة الأولى وبالخط العريض واللون الأحمر في شريط أخبار حياتي .
مازلت عاجزا عن ترك تلك التفاصيل القوية في ملامح شخصيتك القوية , على الرغم من أني اعشق القوة المتوازنة بقراراتي إلا أنني عشقت ضعفي في توقيت وجودك بخطواتك الواثقة بنظرتك اللامعة بعينيك المملوءتين بالأسرار , وتبقى أنت تشد ذاكرتي بلحظة اجتماعنا للمرة الأولى , وكيف أنسى اللحظة التي عرفت أنني أسير من النظرة الأولى وأنا أرى ذلك الهيجان في بحر عينيك وهدوء موجاته , يا إلهي كم أنت مثير للقراءة ككتاب متميز بغلافه وعنوانه , أحب أن أقرأك وأتمعن بما بين السطور , أتفرد بنرجسيتي حينما أبدأ بقراءتك من الكلمات الثائرة التي تخرج من شفاهك , حينما أشعر بأنني من يتكلم وأبدأ بتخمين الجملة التي سوف تنطق .
مع أنني سعيد بقيودي القوية التي قد أحكمت شدّها بساعديك القويين , على الرغم من أن الحرية هي المطلب الأول الذي طالما كنت أنادي به إلا أن حريتي عرفت حدودها عندما اخترقت حياتي عنوة واحتللت الصدارة في قلبي دون أية مقاومة مني أو رفض أو حتى ثورتي المعتاد على إشعالها في لحظات الضعف , إلا أنني كنت مغرما بقوتي الكامنة بك , بقفصي الذهبي الذي صنعته بأصابعك الطويلة التي اخترقت شعري الطويل المنسدل بنعومة وتطلق العنان للشعيرات بالغيرة من بعضها , أرجوك أتركني حرا , أعد لي عبثية أيامي وثورة الوقت الضائع , أرحني من هم الالتزام بك وبقوانين وجودك بحياتي الصارمة دعني وحيدا في ظلام الكلمات أقرأ نفسي وأنا استشهد باللحظات , دعني لنشوة الحرية من جديد وابدأ بكتابة قصة جديدة عن تجربة وجودك في جسدي في ليلة يحسدني عليها القمر .