احتفالية مرور 800 عام على تأسيس الرهبنة الفرنسيسكانية مار فرنسيس
- أبريل 14, 2010
- 0
… وبهذه المناسبة نسلّط في هذا المعرض الضوء على أهميته وجود الرهبان الفرنسيسكان… وكثير من صور الافتتاح وإن لم نذكر سوى بعض من أسماء السادة الحضور فنرجو المعذرة.
وقد جاء في بطاقة الدعوة:
بمناسة مرور 800 عام على تأسيس الرهبنة الفرنسيسكانية
برعاية نيافة المطران جوزيف نازّارو مطران اللاتين في سوريا
يتشرف الآباء الفرنسسكان في حلب بدعوتكم لحضور افتتاح معرض الباحثين
حسين عصمت المدرّس و أوليڤيه سالمون
الفرانسسكان في حلب
وذلك يوم الأربعاء 14 نيسان الساعة السابعة مساءً في صالة كنيسة اللاتين في العزيزية بحلب
ويستمر المعرض لغاية يوم الثلاثاء 20 نيسان 2010 (ضمنا) من الساعة 10.30 صباحاً وحتى 13.00 ظهراً ومن 18.00 وحتى 21.30 مساءً
الدعوة عامة
تحتفل الرهبنة الفرانسيسكانية التي أسسها القديس فرانسيس الأسّيزي بمرور 800 عام على تأسيسها، وبهذه المناسبة نسلّط في هذا المعرض الضوء على أهميته وجود الرهبان الفرنسيسكان وعلى نشاطاتهم في الأراضي المقدّسة ومدينة حلب وفلسطين حيث أنّهم كانوا ولا زالوا يتناوبون الخدمة فيها وبالأخص في كنيسة القبر المقدس (القيامة) في القدس الشريف وكنيسة المهد في بيت لحم. تشهد هذه الوثائق على قدم وجود الرهبان الفرانسيسكان في الشرق وعلى سموّ علومهم وأعمالهم في مجال تربية وتعليم الأجيال حيث كان دير ومدرسة الأرض المقدسة ـ الشيباني في حي الجلوم بحلب رمزاً لتلك المؤسسات الروحية والتربوية منذ عام 1859.
نقدم عميق شكرنا لجميع الآباء الفرانسيسكان في دير اللاتين بحلب وعلى رأسهم رئيس الدير الأب جورج أبو خازن والأب باسكال كاستيلانا والأب رامي بتراكي وكذلك نقدم خالص شكرنا للسيد بلانشار حلاّق ولجميع العاملين في مؤسسة فنون حلب على جهودهم الكبيرة ومساهمتهم في إنجاح هذا المعرض وهذه الاحتفالية.
حسين عصمت المدرس
أوليڤيه سالمون
وهذه لمحة عن حياة القديس فرنسيس كما وردت في موقع زهيرات وشبيبة مار فرنسيس
فرنسيس هو ابن بيترو برناردوني، أحد تجار الأقمشة الأغنياء في مدينة أسيزي الإيطالية. في أول شبابه كان فرنسيس يعيش حياةً دنيوية بالبذخ والترف وكان يحلم بأن ينتمي إلى طبقة النبلاء من خلال انتصاراتهِ في الحروب. وقد نال قسطه من التعليم، بحيث درس اللغتان اللاتينية والفرنسية واشترك في الحرب الدائرة بين مدينتهِ أسيزي ومدينة بيروجا، والتي فيها أُخِذَ أسيراً وأمضى سنةً في سجن تلك الأخيرة، عانى خلالها من مرضٍ شديد، ربما كان أحد أسباب تغيير حياته. في عام 1206 عاد إلى أسيزي ناسياً أحلام الماضي وشاغلاً نفسه بأعمال الرحمة نحو الفقراء والبرص. لكن هذا لم يكن يروق لوالده الذي كان يرى أمواله تُنفَق للصدقة، فثار على ابنه طالباً من أسقف أسيزي أن يقف حَكَماً بينهما. وهناك وفي ساحة أسيزي، خلع فرنسيس ثيابه، وأعطاها لوالده معلناً تخلّيه عن حقوقه البنوية وتكريسه الكامل للآب السماوي، وبأنه من الآن فصاعداً قد تزوَّج فضيلة الفقر. منذ ذلك الوقت اتَّخذَ لباس النسّاك وانتقل إلى جبل سوبآسيو ممضياً وقته في خدمة الفقراء والبرص. في عام 1209، وخلال أحد القداديس في كنيسة سيدة الملائكة (بورتسيونكولا)، وبعد أن اصغى إلى انجيل متى 10 / 5 ـ 14 هتف بفرح: "هذا ما كنتُ أريد، هذا ما كنتُ أبتغي بكل قلبي"، وطاعةً لكلام الإنجيل تخلّى فرنسيس عن ثياب النسّاك وقرر الرحيل دون أي ممتلكات كي يعلن بشارة الإنجيل للجميع.
بعد أن عاد إلى أسيزي وبدأ التبشير بالإنجيل متجولاً، تجمَّع حوله عدد من الشبَّان الذين تأثَّروا بنمط حياتهِ وبقداستهِ، فتمثَّلوا به تاركين كل شيء من أجل اتّباع المسيح. في عام 1210، ذهبت الجماعة الجديدة إلى روما لمقابلة البابا إنوشينسيوس الثالث الذي وافق على طلبهم في عيش نمط الحياة هذا (مع العلم بأن الرهبان في ذلك الوقت كانوا جميعهم نسّاكً في الأديرة). وهكذا وُلِدَت الرهبنة الفرنسيسكانية الأولى. وفي عام 1212 وبعد أن سمعت كلارا الأسيزية عظة فرنسيس قررت هي أيضاً أن تترك كل شيء لتعيش فضيلة الفقر لأجل ملكوت الله، وهكذا نشأت الرهبنة الفرنسيسكانية الثانية، أو راهبات القديسة كلارا.
في عام 1212 سافر فرنسيس إلى الأراضي المقدسة، حيث التقى في مصر السلطان الفاطمي ملك الكامل، لقاءً ملؤه الإحترام والمحبة في أيامٍ كانت فيها الحروب الصليبية ترسّخ التباعد بين الشرق والغرب. بعد سنتين عاد فرنسيس إلى إيطاليا لكنه وجد الجماعة منقسمة وقد ظهرت فيها خلافاتٍ حادة حول طبيعة الروحانية التي كان من المفترض عيشها؛ ففضَّل أن يستقيل من مهمَّته كخادم عام للرهبنة.
في أيلول (سبتمبر) عام 1224 اعتزل فرنسيس في جبل فيرنا ليُصلّي، وبعد صوماً دام أربعين يوماً، نال من الله نعمة سمات المسيح المصلوب أي الجروح المقدسة في يديه ورجليه وجنبهِ، سماتاً قد بقيت حتى وفاته بعد سنتين.
بعد حادث السمات نُقِلَ فرنسيس إلى أسيزي حيث مكثَ هناك قاضياً آخر فترة من حياته بعناء المرض وقد فقد بصره. وقبل موته طلب من رهبانه أن يذهبوا به إلى كنيسة سيدة الملائكة هناك حيث اكتشف الدعوة الإنجيلية للمرة الأولى، وأن يضعوه عارياً على الأرض العارية ليشابه المسيح الفقير والمصلوب في موته بعد أن كان شبيهاً له في حياتهِ، وهناك في جوٍ من التقوى الممزوجة بالألم والعزاء انتقل الأب القديس إلى السماء في يوم 4 تشرين الثاني (اكتوبر) من عام 1226. أعلن قداسته البابا غريغوريوس التاسع بعد عامين من وفاتِهِ.
في عام 1214 كتبَ فرنسيس "نشيد الخلائق" الذي يُعتَبَر أحد الوثائق الأكثر أهمية في تاريخ الأدب الإيطالي، حيث يُرجِع المؤرخون إليه بوادر نشوء هذا الأدب. وهو عبارة عن نشيد نثريّ فيه يدعو القديس كل الخلائق لتسبيح الخالق، مكتوب باللهجة إقليم أومبريا.
بعد إعلان قداسة فرنسيس نشأت نصوص أدبية كثيرة بهذه اللهجة والتي تتكلّم عن حياتهِ، وقد سُمّيت بزهيرات القديس فرنسيس.