فنان سوري شاب استطاع خلال فترة وجيزة أن يصنع له بصمة خاصة واسلوباً خاصة في عالم الفن، اسماعيل تمر، هذا الفنان الذي لا يكّل ولا يملّ في طرح قضايا الناس ومعاناتهم مهما كانت بإسلوبه الإنساني الثائر.

 

 

 

أغيد شيخو_ عالم نوح

فنان سوري شاب استطاع خلال فترة وجيزة أن يصنع له بصمة خاصة واسلوباً خاصاً في عالم الفن، اسماعيل تمر، هذا الفنان الذي لا يكّل ولا يملّ في طرح قضايا الناس ومعاناتهم مهما كانت بإسلوبه الإنساني الثائر.

للحديث أكثر كان لنا هذا اللقاء مع مغنّي الراب "اسماعيل تمر":

 

لماذا لم تقم بتسجيل أغانيك في بداية مشوارك وإنما اقتصرت على الحفلات وأعياد الميلاد فقط، هل يمكن اعتباره خوفاً من المجتمع؟

لا، ليس الأمر كذلك، ولكني كنت متفرغاً للمسرح والتمثيل أكثر من الراب، ولم أكن يأخذ تسجيل الأغاني حيّزاً من تفكيري.، ولكن بشكل عام فإنّ المجتمع الذي نعيش فيه لايتقبل هذا النوع من الفن بسهولة، وحديثاً لاكتشفت أنّ فكرة الراب مستساغة للناس ويمكن أن يتقبلوها، لذلك توجهت إلى تسجيل الإغاني وعرضها.

ما مدى الإنسانية التي يتحلى بها مغني الراب كون أغانيه تسعى إلى معالجة القضايا بشكل صريح أكثر من أي فن آخر؟

مغنّي الراب من المفترض أن يكون عبارة عن لسان الشباب  الذين لا يستطيعون التحدث عن مشاكلهم بشكل صريح.
فمن الواجب عليه أن يهتم بالقضايا الإنسانية ويبتعد عن الفن الهابط ليقدّم بذلك صورة جميلة عن شباب بلده، وأعتقد أن مغني الراب يجب أن يعايش المجتمعات الفقيرة ويتعامل معها ليستطيع بذلك الإحساس بهم أكثر وتقديمهم بالطريقة الصحيحة دون تجريح.

أي أنّ مغني الراب إن كان قد عاش حياةً مرفّهة فلا أعتقد وقتها أنه يستطيع أن يقدّم فنّه بإحساس من عاش هذه الحياة وعرف تفاصيلها ومشاكلها.

إلى أي حدّ يجب على مغني الراب أن يتصف بالحيادية والموضوعية والمنطقية في طرحه ومعالجته للواقع برأيك؟

لا أبداً، فمغني الراب حصراً لايجب أن يكون حيادياً، لأن الراب فنّ حرّ وصريح، وكل مافي قلبك يجب أن تقوله دون خوف، فالراب خُلق ليحكي قصة إمّا أبيض أو أسود، وهذا ماقد يسبب لمغني الراب بعض المشاكل أحياناً بسبب صراحته المفرطة، وقد يلاقي الكثير الأشخاص الذين ينقدوه، وفي الوقت ذاته يكسب جمهوراً معيناً ولكن ليس على نطاق واسع.

هل ترى فن الراب مقتصراً على الجيل الحالي أم أنّ تقبلّه موجود لدى الأجيال كافة؟

بشكل عام 80%  جمهور الراب هو من الشباب والصبايا في عمر المراهقة، ولكني لاحظت في أكثر من حفلة لي أن عدداً كبيراً من الحضور كانت أعمارهم فوق الـ35 سنة.

أهالي الشباب أسمعوني بعد الحفلة كلمات جميلة بمعنى أنهم  أحبوا الراب مني مع العمل أنهم لم يكونوا يسمعون هذا الفن سابقاً، وهذا ما أعطاني أملاً كبيراً بأمنّ الراب خلق لكل الناس وليس مقتصراً على جيل دون آخر.

ولكنه بالمجمل موجه لجيل الشباب أكثر كون الشباب يواجهون مشاكل كثيرة في حياتهم وخاصة في عمر المراهقة والأمور المتعلقة ببناء المستقبل وعلاقاتهم مع المجتمع.

خضت مجال التمثيل وعرض الأزياء والغناء، كيف تحب أن يعرفك الناس أكثر؟

بصراحة ودون غرور أو تكبّر، أشعر أن اسماعيل تمر يحمل شيئاً كبيراً داخله "راب، تمثيل، كتابة، إخراج" أي أنني بصراحة أحب كل ماهو فن حقيقي، لذلك لا أفضل أن أتميز بمجال دون آخر، ففي كل فترة أقدّم نوعاً من الفن للناس وإما يحبونه أو لا، أي، طالما أن الناس يتقبلون ما أقدمه في أي مجال كان فمن المؤكد أني سأتابع دون تخصص ودون توقّف.
وأفضل أن يكون نجاح أعمالي تحت اسم "اسماعيل تمر" دون أي لقب آخر.

كيف ترى الراب السوري بالمقارنة مع باقي الأقطار العربية؟

مؤخراً لاحظت أنه بدأ بالتطور أكثر من ذي قبل وذلك بحكم أن الأزمة في سورية اًصبحت هدفاً لها، ولكن فيه مشكلة تجعله يتراجع إلى المرتبة السابعة أو الثامنة في الوطن العربي، وهي أن الأطفال الذين من 10ـ12 سنة هم من يدخلون في هذا المجال ويتم احتسابهم "رابرز" سوريين.
وفي سورية هنالك ضعف كبير في إنتاج الراب أو حتى يمكن القول أنه معدوم، إذا لا توجد شركات إنتاج تهتم بهذا الفن وتطرح الألبومات وتسوق له، وهذا ما جعل الراب السوري يتراجع بدل أن يكون في المقدمة.

هل يمكن أن نراك في اللون الكوميدي من الراب أكثر من اللون الوطني كما رأيناك في البومك الأول "تحت التراب"؟

بالطبع، لأنني بشكل عام أحب الكوميديا وأحب أن أختم معظم مسرحياتي بأغنية كوميدية، لذلك فمن الممكن جداً أن يكون هنالك عمل كوميدي هادف في المستقبل.
فأغلب الناس الذين يتابعون أعمال فنان معين يريدون أن يروه في أكثر من لون واحد تفادياً للمل والتكرار الذي من الممكن أن يقع فيه الفنان، أي أني إن بقيت اغني للظلم والفقر والحزن فمن المؤكد أن الناس ستشعر بالكآبة والتشاؤم بمجرد أن تسمع إحدى عمل ما لي، لذلك من الضوروي أن يكون اللون الكوميدي موجوداً أيضاً ضمن ما أعمل عليه تفادياً للروتين وحتى في تحديد الجمهور.

الراب رسالة إلى المجتمع، ما الرسالة التي تريد إيصالها إلى المجتمع؟

بحب حط ايدي عالوجع …. بكلماتي .. وحلمي الوحيد الذي جعلني أدخل هذا الفن هو أكون عنصراً مغيّر وخصوصاً للشباب، وإن أصبح للفنان جمهور ومحبين فيجب أن يستغل محبتهم ليستطيع تغيرهم نحو الأفضل.

ماذا عن جديدك الذي تقوم بتحضيره؟

إنشاء الله خلال الأيام القريبة القادمة سنطرح أغنية جديدة لي  باسم " ساعي البريد" والتي سنقوم بطرحها على طريقة الفيديو كليب خلال رأس السنة 2014 بالإضافة إلى أنّ هنالك العديد من المشاريع الأخرى ولكن لم أتّخذ القرار فيها بعد وإنما هي قيد الدراسة.

كلمة أخيرة لعالم نوح والشباب الموهوب ؟أي شخص موهوب يجب عليه أن يعلم أن الله أعطاه هذه الموهبة أو محبة الناس ليكون عنصراً مغيراً للأفضل في هذا المجتمع، فيحاول بما يستطيعه، توعية الناس على أشياء قد تكون غائبة عنهم ليكونوا هم صنّاع القرار.

وإن شاء الله بالتوفيق لكل القائمين على موقع عالم نوح

مع حبي

اسماعيل تمر