اسهامات الأرمن في الحياة السورية
- مايو 2, 2012
- 0
أقامت مديرية الثقافة بحلب ضمن برنامجها الشهري بتاريخ 30/4/2012 ندوة حوارية تحت عنوان “إسهامات المواطنين الأرمن في الحياة العامة في سوري” للدكتور أليكساندر كشيشيان.
اسهامات الأرمن في الحياة السورية
أقامت مديرية الثقافة بحلب ضمن برنامجها الشهري بتاريخ 30/4/2012 ندوة حوارية تحت عنوان "إسهامات المواطنين الأرمن في الحياة العامة في سورية" للدكتور أليكساندر كشيشيان.
ولا شكً أن للأرمن أثر خاص في الحياة العامة السورية طول فترة استقرارهم في سورية وبالأخص في مدينة حلب، وأصبح هذا الإندماج طاغياً إلى حد التلاحم، وقد كانت العلاقة بين العرب والأرمن علاقة تأثر وتأثير متبادل، عن يقول الدكتور "ألكسندر كشيشيان":
لا شك في ذلك، فقد تأثر الأدباء الأرمن مثلاً بالمقامات المسجعة والأوزان الشعرية والقافية بالإضافة إلى العديد من المصطلحات في جميع مناحي الحياة العامة والعلمية، وقد دخلت مصطلحات عربية عديدة جداً إلى اللغة الأرمنية في العديد من المجالات كمجال الطب والكيمياء وصيدلة وحقوق وكلمات أخرى في الحياة العامة حتى وصل الأمر إلى تبني بعض هذه الكلمات ككنية للأشخاص مثل "قصبيان، حدديان، قصبيان وغيرها.
وحول الأدباء الأرمن الحلبيين الذي أبدعوا في اللغة العربية يقول الدكتور "كشيشيان":
يتبوأ الأدباء الأرمن الذين أبدعوا باللغة العربية مكانة خاصة في أدب الدول العربية، إذ تركوا بصماتهم على الثقافة العربية إنطلاقاً من سورية ووصولاً إلى لبنان، مصر، فلسطين، العراق، بريطانيا والأمريكتين، ونجد بينهم الشاعر والقاص والباحث والصحفي ورئيس التحرير واللغوي والمفكر بالإضافة إلى اختصاصيين في جميع فروع الأدب وأشكاله، ويذكر الأدباء الأرمن الذين تتراوح مستوياتهم وحجم إنتاجهم الفكري والأدبي بشكل متباين إلى حاولي /400/ أديباً، فقد ارتقى بعضهم إلى مستويات لعبت فيها دوراً كبيراً في زمنهم وتمكنوا من تسجيل أسمائهم في تاريخ الأدب العربي، وتحتل مدينة حلب الحصة الكبرى من هؤلاء إذ يصل عددهم فيها إلى حوالي /100/ أديباً.
أما عن تواجدهم في المجال الفني والمسرحي، يتابع الدكتور "كشيشيان":
عندما جاء التلفاز الثريا ففتحتا مجالات واسعة لذوي المواهب والوجوه الجديدة، ومن المسرحيين الأرمن المخرج الفنان "كريكور كلش" الذي هو عضو اللجنة العليا لنقابة فناني حلب وعضو اللجنة الفاحصة للفنانين، بالإضافة للفنان "مانويل جيجي" الذب ترأس الوفد السوري في بعض المؤتمرات والمهرجانات العربية والدولية، وقد حاز على الميدالية الذهبية لنقابة الفنانين في سورية عام 1985 بالإضافة إلى دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وهناك أعداد كبيرة من الممثلين والممثلات الأرمن اشترك بعضهم في الأفلام السورية المعرفة كالفنان سلوم حداد ونادين وهما من المحترفين بينما هنالك الكثير غيرهم من الهواة كالفنان "هاغوب ميكائيليان" الذي شارك في "إكليل الشوك" وفي فيلم "الليل" لمحمد ملص وفي "تراب الغرباء" لسمير ذكرى، أيضاً هنالك الفنان "سنباط قسيس" الذي شارك في"تراب الغرباء، الثريا و أخوة التراب" بالإضافة إلى آخرين كثر غيرهم.
وحول اسهامهم في مجال التصوير الضوئي يقول الدكتور"ألكسندر كشيشيان":
الأرمن هم أول من أدخل تقنية التصوير الضوئي "الفوتوغرافي" إلى منطقة الشرق الأوسط بالإضافة لامتلاكهم ناصية هذه المهنة والسيطرة عليها بشكل مطلق لفترة طويلة جداً في كافة بلدان المنطقة وخاصة بعد ازدياد الاهتمام بالصور القديمة من قبل الباحثين الاجتماعيين والمؤرخين، وأول صورة تم التقاطها في المنطقة كانت لحاكم مصر محمد علي باشا، ويعتقد أن أول احتفال للأرمن بالتصوير الضوئي كان في عام 1856 من قبل الشاب "فيكين عبدليان" الذي تعلم المهنة من أحد المصورين الألمان في القسطنطينية وأصبح مع شقيقه لاحقاً مصورين رسميين في بلاط السلطان عبد العزيز، وقد وصلت شهرة الأخوين إلى حد تلقي الدعوات من ملك ألمانيا "فريدريك الثالث" وملك هنغاريا "فريدريك جوزيف" بالإضافة إلى محمد علي باشا في مصر لتصويرهم.
وقد أدخل الأرمن فن التصوير الفوتوغرافي في المدن التالية: القسطنطينية 1856، القدس 1857، خربوط 1880، مرعش 1884، أضنة 1894، حلب 1880، الموصل 1892وبيروت 1893.
وأضاف ختاماَ:
منذ أن وطأت رجل الأرمن على هذه الأراضي المباركة بعد طردهم من أرض أجدادهم لم يقفوا متفرجين سلبيين يائسين أمام محنتهم الكبرى، فقاموا بتنظيم حياتهم اجتماعياً ولم ينسوا حياتهم الثقافية حتى في أحلك سنواتهم عندما كانوا يسكنون في مخيمات مزرية التي كانت بيتها مصنوعة من الخشب والصفيح، فقدموا بعض المسرحيات الصغيرة التي تتحدث عن شجاعات بعض الأبطال الأرمن التاريخين وذلك لرفع معنويات المهاجرين وشحذ هممهم والتخلص من عقدة الإنسان المهاجر والاشتراك في الحياة العامة للبلاد، وكانت الحصيلة ظهور العديد من المسارح الأرمنية بين عامي 1920 إلى عام 1990 التي تستمر في نشاطاتها حتى يومنا هذا.
أما الأستاذ الدكتور بشير الكاتب فقال:
إن العلاقات العربية الأرمنية لم تنشئ بعد نزوح الأرمن من الأناضول إلى سورية وإنما هي ممتدة منذ فترة الخلافة العباسية والأموية، وبعد انحسار الطب اليوناني من العالم دخل الطب العربي فوصل إلى الولايات الأرمنية وامتد إلى القرن الخامس عشر، فالطبيب الأرمني "أمير دولت" مثلاً كان جرّاحاً للسلطان العثماني "محمد الثاني"، ولا شك أن العلاقات استمرت دائماً بين الولايات العربية والأرمنية ولكن مما لا شك فيه أن نزوح الأرمن عام 1915 إلى سورية كانت بداية لزيادة توثيق وتقوية العلاقة الأرمنية السورية، وحلب بشكل خاص فتحت للمواطنين الأرمن أبوابها وتلقتهم بصدر رحب، وهم رغم اختلاف اللغة فإنهم استطاعوا في فترة قصيرة نسبياً أن يثبتوا وجودهم في هذه المدينة.
أغيد شيخو_ عالم نوح