الأبواب المفتوحة لمحمد كرزون
- أكتوبر 22, 2011
- 0
يرسم الكاتب محمّد بن يوسف كرزون في كتابه الأبواب المفتوحة عوالم جديدة لشخصيّات يمكن أن نطلق عليها عبارة الكاتب العربي الراحل عبد الرحمن منيف (تاريخ مَنْ لا تاريخ لهم). فترى في قصصه أنّه يعايش شخصيّاته بتفاصيل دقيقة، لأنه يتركها تُنبئنا ببوح من النادر أن تسمح لنفسها أن تبوح به.
عن المجموعة القصصية "الأبواب المفتوحة"
يرسم الكاتب محمّد بن يوسف كرزون في كتابه الأبواب المفتوحة عوالم جديدة لشخصيّات يمكن أن نطلق عليها عبارة الكاتب العربي الراحل عبد الرحمن منيف (تاريخ مَنْ لا تاريخ لهم). فترى في قصصه أنّه يعايش شخصيّاته بتفاصيل دقيقة، لأنه يتركها تُنبئنا ببوح من النادر أن تسمح لنفسها أن تبوح به.
هذه المجموعة تضمّنت قصصاً قصيرة عددها ثلاث عشرة قصّة، وأخرى قصص قصيرة جدّاً وعددها خمس عشرة. وهذه العناوين هي: الأبواب المفتوحة، الأبواب المفتوحة، كتاب جدّي، عباءة جدّي، هل سيقرؤها؟ مفيد وتغريد، من هنا سيأتي، حكاية الموت والحياة، الحَكَم، رسالة غير قصيرة، عصفور تائه، بكرة خيطان، شمس الغد، نصائح أمّي. أمّا القصص القصيرة جدّاً فعناوينها: شجر بلا ثمر، مع بالغ الاعتذار، أنا والقطة، مع خالص الشكر، ظلٌّ ظليل، رفّة شعر، أنين.. وحنين، عودة أخرى، من غير المعقول! الحساب عليّ! القمح أطيب!! القـدس، حَـوْشُنا، احتيال، حبر.
إنّ اللغة البسيطة التي امتاز بها الكاتب (ما عدا بعض القصص القصيرة جدّاً)، تجعله يقترب من قارئه، ليقدّم المجتمع من وجهة نظر أخرى غالباً ما نغضّ الطرف عنها.
نموذجان من قصص المجموعة
رفّة شعر
كتبتْ قصيدة.. خبّأَتِ الورقةَ في دفتر.. خبّأَتِ الدفتر في صندوق.. خبّأَتِ الصندوقَ في خزانةٍ كبيرة.. قفلتْها.. خبّأَتِ المفتاح…
قالت لي: عندي قصيدة لن أُطلِعَ أحداً عليها…
قلتُ لها: إذنْ، أنتِ تخنقينها حبساً.. في ظلام أسود…
قالت: سأطلق سراحها لساعات فقط أطلعُكَ عليها… ثم أعيدها إلى مخبئها…
في اليوم التالي قرأْتُ القصيدةَ مرّات.. كانت تتصاعد من الورقة لتشكّل فضاء مشاعرَ وأحاسيس.. وكلّما أعدْتُ القراءة كان الفضاء يصبح أجمل…
وعندما انقضّتْ صاحبة القصيدة على يديّ وانتشلت الورقة كانت القصيدة تخاطب الشاعرة معلنةً:
– لقد حصلتُ على حرّيّتي.. احبسي الورقة أنــّـى شئْتِ وكيفما شئْتِ!!!
في اليوم التالي قرأْتُ القصيدةَ مرّات.. كانت تتصاعد من الورقة لتشكّل فضاء مشاعرَ وأحاسيس.. وكلّما أعدْتُ القراءة كان الفضاء يصبح أجمل…
وعندما انقضّتْ صاحبة القصيدة على يديّ وانتشلت الورقة كانت القصيدة تخاطب الشاعرة معلنةً:
– لقد حصلتُ على حرّيّتي.. احبسي الورقة أنــّـى شئْتِ وكيفما شئْتِ!!!
ظلٌّ ظليل
أخذ غصناً من أغصان كرمته في أواسط الشتاء.. زرعه إلى اليمين من غرفة محرسه.. وإلى اليسار كانت غرسة الزيتون منتشية بالفرح لما يحيطها به من عناية…
جاء الربيع الأول.. ضحكت الكرمة وتبسّمت الزيتونة.. ورقّصتهما طرباً نُسيمات الهواء العليلة..
جاء الربيع الثاني.. كبرتا.. صارت العصافير تحطّ عليهما.. وصار يقضي كلّ الليل في التسلية معهما…
جاء الربيع الخامس.. وبعده الصيف والخريف.. قال له آمر الحرس وهو يتفحّص الكرمة بعناقيدها:
– احسب حسابي من محصولها…
مرّ أسبوع أمضى الحارس فيه إجازته.. عاد.. رأى شجرة الزيتون مجرّدة لا حبّة فيها.. متكسّرة الأغصان.. سألَ مَنْ سأل.. قالوا له: إنّ المدير قد أمر بعض حجّابه بقطفها.. وحُمِلَ القطف إليه…
استند إلى جذع الزيتونة.. وراح يمسح دموعها الصادرة عن وجعها.. قبّلها.. ووعدها بسماد جديد…
وقد جاء في إهداء الكتاب:
إلى أولادي…
الحياة جميلة رغم كل صعابها
وكم تتحول إلى نجاحات!
لا تخافوا من الفشل فإنه لحظات عابرة
سيتلوها النجاح إن شاء الله
عيشوا حياتكم بحب وتفاؤل..
ولكن لا تنسوا الموت..
فإنه-أيضاً- ذكرى مهمّة…
محمد كرزون
ويذكر أن "الأبواب المفتوحة" صادرة عن دار الوعي العربي، حلب- سورية، والطبعة الأولى عام 2011 ، عدد النسخ/1000/ نسخة.
أغيد شيخو_ عالم نوح