الأب اسبيردون فياض والأيقونة
- فبراير 20, 2011
- 0
الأب اسبيردون فياض، أبونا المفعم بالإنسانية، أبونا المحب الحاني على الإنسان والأيقونة، ولقاء مع شادي نصير لعالم نوح و ترميم الأيقونات القديمة. نوح
الأيقونة وترميمها
يقول الأب اسبيريدون فياض بأنه في أثناء ترميم الأيقونة لا يتدخل في تفاصيلها لا من حيث الرسم ولا من حيث الألوان كي لا يضرب القيمة التاريخية للأيقونة وهو الذي أقام في عام 2001 معرض لرسم الأيقونة وفي عام 2003 خضع لدورة ترميم الأيقونة في اليونان في تسالونيكي وخضع لدورة مكثفة عند مرمم في المتحف البيزنطي ومن ثم عاد وافتتح مركز ترميم الأيقونة في اللاذقية وهو اليوم يقوم بترميم كنيسة القديس "مار نقولا" والتي هي من أقدم الكنائس في اللاذقية وتعود للقرن الخامس الميلادي وتحتوي على أيقونات تعود لعام 1722 بنمط يتبع لليونان ولوحات لحنا وعيس قدسي والذين عملا على هامش المدرسة الحلبية وقد كان لموقع عالم نوح معه هذا الحوار:
ما هو سبب تعلقك برسم الأيقونة؟
تعلقي برسم الأيقونة تعلق قديم جداً ولكن بالترميم جاء بالمرحلة الثانوية وصار عندي حب وتعاطي مع الأيقونة، وهذا الحب جعلني اتجه نحو البحث عن أسرارها، وعن عمرها موادها وللأسف في بلادنا وفي اللاذقية تحديداً يوجد رسامين كبار لكنهم جميعا لا يتعاطون في رسم الأيقونة البيزنطية والتي تعتبر منهج دراسي قائم بحد ذاته، وأخذت مادة الفن الكنسي في معهد اللاهوت في البلمند فصار عندي عشق وشوق وبعد التخرج من البلمند صار لي فرصة بأنني سافرت إلى اليونان إلى تسالونيكي وهناك انتسبت إلى مدرسة تابعة لراهب كان في الدير يعلم رسم الأيقونة وهناك درست وتابعت الدورات وهناك شعرت الفرق بين أن تأخذ المعلومة من أصحابها أو أن تقوم بالبحث عنها بالمراجع، ومن 1989 -1990 أمارس رسم الأيقونات لأشخاص أو لكنائس وأقمت عدة معارض ومن بينها معرض الأيقونة الذي أقيم في مكتبة الأسد بدمشق عام 1987 ومعرض الجامعة الأمريكية ببيروت تحت رعاية وزيرة الثقافة السورية الدكتورة نجاح العطار ووزير الثقافة اللبناني ميشيل ادة والذي أقامه رابطة الطلاب السوريين في الجامعة الأمريكية ببيروت ومعرض للجالية اليونانية في اليونان برعاية السفارة اليونانية وإضافة لمعارض متنوعة والتعاطي مع الإيقونة لا يزال مستمر ولا يزال الاكتشاف النواقص مستمر مع الوقت.
هل حبك للأيقونة هو الذي دفعك لدراسة الترميم ؟
الترميم عملت دورة في تسالونيكي عند أستاذ في المتحف البيزنطي وهو مرمم ورسام وهما يترافقان مع بعضهما البعض ويسهلان بعضهما ويعطيهم إمكانيات مهمة للمرمم، وهناك أشخاص يرمموا ولا يتعاطون الرسم والذي دفعني لتعلم الترميم هو افتقاد الأشخاص المختصين للترميم الحقيقيين وبسبب المشاهدات المؤلمة لحال بعض الأيقونات السوداء نتيجة مسحها بالماء والمواد التنظيفية والعدو الأكبر للأيقونة هو الماء "الرطوبة" وطالما أنني لدي إمكانية لتعلم الرسم والترميم وهو شيء أحبه قررت البدء به ومع العلم أنني دخلت بصعوبة لتكلفة الدورة لعدم توفر المواد وتكلفتها المادية وأعطي انطباع أنني مارست الرسم والترميم وبتعبير آخر كالمرأة التي يتكون في داخلها جنين ويتحول إلى طفل وهكذا الأيقونة تسير بمراحلها حتى تكتمل ولادة الأيقونة أما شعور الترميم لا يوجد فيه ولادة بل هو إقامة ميت وشعرت به فكان هناك أيقونات للحرق وبالترميم أنت تحيي أيقونة وتعيد رسام للذاكرة وتعيش حلاوة القيامة، وهذا الرسام في العادة غير معروف وعملي في الترميم دفعني للقيام بدراسة الدكتوراه في الفن البيزنطي والآن في تسالونيكي أقوم بجامعة كلية اللاهوت قسم الآثار المسيحية ضمن الفن البيزنطي الكنسي عن احد الرسامين لم يكن معروف في السابق ولكنه عاد للظهور كرسام من خلال الأيقونات التي ظهرت له وببحثنا عنه في الكتب لم يذكر عنه شيء وهو الرسام ميخائيل الفتريوس وهو يوناني.
بالإضافة إلى أن الترميم فتح مجال أمام علم التاريخ فالأيقونة هي وثيقة تاريخية وهي في بعضها تتحدث عن حرائق أو حوادث وأحداث وعائلات اختفت من المكان وذلك من خلال الرجوع إلى "إيقاف" الأيقونات للكنائس.
ما هو الفرق بين الأيقونة الشرقية والغربية في الترميم ؟
بما أن التقنية تختلف فتختلف بالتالي تقنية الترميم. وأبدأ بالأيقونة البيزنطية التي انتشرت حتى بعد سقوط القسطنطينية 1453 وهي منتشرة في المنطقة البيزنطية في سوريا ولبنان وفلسطين. والغرب كان يتبع الأيقونة البيزنطية ولكن في عصر النهضة بدأ التحول وأصبح عندنا عودة إلى الجمالية الإغريقية القديمة "عودة إلى جمال ومفاتن الجسد" وهذا أعيد مر ة ثانية في عصر النهضة الأيقونة البيزنطية أخذت جمال الجسد وحولت هذا الجمال إلى جمال الروح وجردت الجسد من المفاتن كالعضلات والخدود المنتفخة وأعطت أبعادا أخرى، وهذا سبب أننا لا نقول بأننا نشاهد الأيقونة بل نقرأ الأيقونة، ومن خلال الأيقونة نستطيع أن نعرف هل الرسام كان ضابط أو جندي أو شهيد ومن خلال تقاطيع الوجه هل كان معلم أو صوام لان كل تعبير أو لون له معنى فالأنف المستقيم يرمز إلى استقامة التعليم الكنسي والجبهة العريضة انه معلم والفم الصغير يرمز إلى أمرين انه كان صوام لا يأكل كثيرا وضد الشهوة وليس ثرثارا والأذنان الملتصقتان انه يستمع إلى صوت الله في داخله ولا يتلهى بأمور الناس والعيون الواسعة التي تدل على رؤية الإلهية أي انه عاين الرب يسوع، واللون الذهبي يرمز إلى المجد أي أن القديس يطل علينا من المجد الآتي أي انه خارج الزمان والمكان والفرق الأساسي بين الإيقونتان البعدين والأبعاد الثلاثة فقي الأيقونة البيزنطية لدينا الطول والعرض فقط لا يوجد عندنا سماكة ولا يوجد تجسيم ففي التجسيم تستطيع أن تحيط بالشخص والقديس لا يحاط لأنه دخل في الأبدية والأبدية غير محدودة أما في عصر النهضة فقد بدا التجسيم أي دخلنا في المحدودية ومن هذا المنطلق وبدأ الفن الغربي نحو الجمال وهذا سبب وجود لوحات في متاحف أيقونات للعذراء ونراها نفسها في متحف في ألمانيا للرسام الفلاني وكتب عليها السيدة العذراء وفي لوحة أخرى هي عشيقة والسبب أن الرسامين غي عصر النهضة كانوا يبحثون عن نماذج بشرية ومثال ذلك عندما أرادوا أن يرسموا الرب يسوع بحثوا عن طفل جميل جداً شعره أشقر وعيونه زرقاء وهو شخص عادي ففي الأيقونة البيزنطية غير موجود.
هل يقوم مركز القديس لوقا بترميم الأيقونة الشرقية في سورية فقط؟
مار_نقولا-اللاذقية
قام المركز"مركز القديس لوقا بترميم عدد من الأيقونات في لبنان وفي سورية وفي أيقونات لأشخاص مغتربين في أمريكا وقبرص والعمل الأساسي في لبنان وسورية.
كيف يتم اختيار طلاب معهد القديس لوقا؟
في سنة 2001 تم افتتاح المركز كمدرسة لتعليم الرسم حيث أن الكثير من الناس طلبوا وتمنوا وبعد أن أصبح هناك وعي للأيقونة فهناك أربع مستويات تبدأ من النقطة بقلم الرصاص والثاني التلوين الخشبي ليعرف التقطيعات والثالث هو تلوين بالمائي لكل القديسين مع الخلفيات، والمتممات للأيقونة والرابع هو للوجه ومن ضمنها يأخذون طريقة تحضير الخشب إلى أن خضعت في عام 2003 وكان معي شخص استمر من صف العاشر وفي الجامعة كان لديه عشق للأيقونة ولديه موهبة وأراد أن يستمر بالعمل وهو المساعد الأول لي واعتمد عليه وهو يدرس معي في الدورات ويعطي ملاحظات وفي الترميم ومن خلال تواجده معي ولديه تقنية تذوق للأيقونة تعلم الترميم وهو الآنسة هلا مخائيل نصار.
ما الفرق بين كلمة معلم أو الفنان حيث نرى بتوقيع الأيقونات كلمة المعلم كذا؟
المعلم هو الذي أصبح له "مدرسة خاصة" في رسم الأيقونة وهو يعلم التلاميذ ولدينا اليوم الكثير من الأشخاص يتعاطون في رسم الأيقونة في الأديرة ولكنهم تعلموا النمط البيزنطي في اليونان و لا نستطيع أن نطلق على أي منهم معلم لأنهم استقوا من عدة مصادر واليوم دير ما ر يعقوب هو الدير الأول في الرسم البيزنطي الأصولي وهو في طرابلس ببيروت.
وفي الختام نشكر الأب اسبيريدون فياض على وقته الذي منحه لنا وعلى هذا اللقاء آملين له النجاح والتوفيق في مهمته الإنسانية والفنية ونشكر الصحفي شادي نصير كونه أحد أعمدة موقع عالم نوح. نوح
وللصور بقية