يسعدنا دائما تقديم النتاج الأدبي للشاعر أحمد عبد الرحمن جنيدو.
لملمْتُ أرصفة َالحنين ِ بدمعتي,..
وحملتُ أجنحة َالسقوطِ,..
وقلتُ في نفسي تصبّرْ,..
كلـّما زادَ العناءُ،..
ستولدُ الأحلام ُمن قهرِ العناءْ.

شعر

أحمد عبد الرحمن جنيدو

الأخير المستجير

لملمْتُ أرصفة َالحنين ِ بدمعتي ,
وحملتُ أجنحة َالسقوط ِ,
وقلتُ في نفسي تصبّرْ ,
كلـّما زادَ العناءُ،
ستولدُ الأحلام ُمن قهرِ العناء ْ.

فأعودُ من نفسي البريئة ِ ،كلـّما زادَ الأنينُ،
أعانقُ النسيانَ ،
أغواني الصراع ُ،
سقطتُ في فلك ِالضياع ِ،
أدورُ مثلَ سحابة ٍ ، أرضي فضاءْ .
يا موطناً للخطوة ِالأولى ، ويا شتويّة ً،
ترخي ظلالَ السحر ِصارمة ً،
لأحسبَ في السراب ِ،
وجدتُ أسباب َ الهناء ْ .

يا وجه َ من عبروا بذاكرتي تعالوا ,
هذه ِ الأحلام ُ روحي زادُ أيّامي ،
حديثٌ غائرٌ بالجرح ِ،صوتٌ موغلٌ،
يا كلَّ من باحوا بأسرار ِالطفولة ِفي الخفاءْ .

أينَ العناوينُ التي كنـّا لها وطناً ؟
وأيُّ بدايةٍ لنهايةٍ كنـّا لها خط ُّ ابتداء ْ .

كانونُ يأخذ ُ لونـَه ُمن لوعتي،
وأنا احتضارُ البيلسان ِ،أنا الرجوع،
أنا الأخيرُ المستجيرُ، فهل أعود ُ؟
وهلْ أجيبُ ؟
فقدْ تكسّرَ من ضلوعي شاهدٌ ،
إذ ْ مات َ في كسري الوفاءْ .

حتى اشتعالُ الحزن ِ في جسد ِ الكمان أنا،
فصولُ الخوف ِ،أشكالُ العراة ِ،
وجملة ٌ نسيتْ تراكيبَ الرجاءْ .

أحجمتُ عن قلمي قرابة َ زفرة ٍ،
زادَ احتراقي ألفَ داءْ .

هاج َ النفورُ بخاطري،
أمسي كخيط ِ ربابة ٍ
والقطعُ في الأوتار ِ،
أشبع ُ مهجتي من زيْفها ،
أنسى بمعمعتي الغناءْ.

وحبيبتي منسيّة ٌفي القهر ِ،
نائمة ٌ على أرض ِ تغطـّيها الدماء ْ .

عذريّة ُ مفضوضة ٌ لغتي،
بلا ألفٍ ولا أنّات ِ ياء ْ.

يا غادة َ الحسن ِالبهيّة َ،
عارضٌ كفني عن الألوان ِ،
لونـُك ِ باهت ٌ ،
ولأنـَّه ُ مثلي سيعتمرُ الشرود َ قوامَه ُ،
مستاءة ٌ أفلا تخافينَ الحداء ْ.

سأقدّم َالحبَّ الطفوليَّ الجميلَ إلى القصيدة ِ،
يومَ ما ماتتْ على أسماع ِدرب ِالحلم حافية ً وشاحبة ً،
تنادي ،صاغـَها كبتُ النداءْ .

جرحتْ مخالبُها صباحاً،
والورود ُ تشاجرتْ مع بردِها،
سكنتْ مشاعرُها نصيباً ،
والسنينُ تعاظمتْ في سجنِها،
أمّا الغصونُ فتستحي من حملِها،
ويدي على الأوتار ِ غاضبة ٌ تغزُّ الجرح َ،
تدميه ..، فيلغيه ِ الثغاء .

بلـّغْ هواكَ تحيّتي وسلام َ شوقي،
أحضر ِ الكلمات ِ فوق شجونِنا كرصاصة ٍ،
وتعالَ نبدأ ُ قصّة َ العشّاق ِ،
نلعبُ في زوايا البيت ِلعبتـَنا،
هناكَ طفولتي نشأتْ ،
كما الأزهارُ دونَ وصاية ٍ،
وهناكَ أرغفة ٌ وماءْ .

مشتاقة ٌ ليلى وعاتبة ٌ،
ضفيرتـُها مع الأنسام ِ طائرة ٌ ،
مع الأشواق ِ سابحة ٌ،
تطيرُ إلى الأغاني ،تشبه ُالمزمارَ،
والراعي صغير ٌ،
والصخورُ بثوبـِها (القرقيش)
تعزفُ غربة َالمزمار ِ،
طفلٌ صدرُها يلهو بروحي،
ينجبُ الرعشات ِ في وجه ِ الحياء ْ.

هاتي يديك ِ فعمرُنا وقتَ الحضور ِ،
ولحظة ُالعشق ِ اكتمالٌ،
لا احتمالاً قدْ يزورُ مغاربَ الدنيا،
إذا كنـّا الضياءْ .

أنا وحدة ٌ هزمتْ صرامة َواقع ٍ،
شفتاك ِ نبع ُعواطفي، وسنين ُ حزني،
وحشة ُالغرباء ِ حين نقولُ لا :
يا أنت ِ:!

يا كلَّ الأماني،
يا محاكاة َ الضمير ِ بلحظة ِالذنب ِالكبيرة ِ،
يا شموخ َالصامدين َ،ويا عزيزَ الكبرياء ْ.

ألهمْتُ ساكنتي قصيدتها،
فباعتْ قصّتي،
والسامعونَ يشاركون َ قصيدتي ذاكَ الرثاءْ .
لملمْتُ أوراقَ الحنين ِعن الرصيف ِ،
وجئتُ أكتبُ أوّلَ الأشياء ِفي ورق ِاللقاءْ .
لكنـّني أخشى ظهوري برهة ً دونَ الغطاءْ.

فدع ِ الجمالَ ،
وخذ ْ (قراقيعَ) الغباء ْ.
فهنا ستـُرسم ُ لوحة ٌ ليصفـّقوا،
هذا زمانُ الأغبياء ْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
14-6-2007
(القرقيش):كلمة عامية في الريف السوري معناها مادة فطرية تظهر على الصخور
قراقيع : كلمة عامية من اللهجة السورية تعني الأصوات الغير منتظمة ذات الضجيج المزعج والعالي تصدر عن تصادم الأواني
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
سوريا ـ حماه ـ عقرب/
00963932905134
ajnido@gmail.com
ajnido1@hotmail.com
ajnido2@yahoo.com