ـ الأدب الاستنبائي السوري ، والفنجان ، من ـ فن الجان ـ عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo « أدب التنبؤ » وتلطيخ عتبة الباب العليا بدم الذبيحة في المعتقدات العربية الأمورية والعربية الآرامية السورية .

عامر رشيد مبيض مؤرخ‏

ـ الأدب الاستنبائي السوري ، والفنجان ، من ـ فن الجان ـ

عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo

« أدب التنبؤ » وتلطيخ عتبة الباب العليا بدم الذبيحة في المعتقدات العربية الأمورية والعربية الآرامية السورية .

ـ كانت القرابين في المعتقدات الوثنية العربية الأمورية والعربية الآرامية السورية ، تقدم لأغراض مختلفة : للتكفير عن الذنوب ، أو اكتساب رضا إله المعبد ، أو تدشين معبد جديد أو صنم جديد . وكان الحمل والجدي أكثر الحيوانات استعمالاً .

وكان القربان من الأضاحي أو غيرها يوضع على مذبح أمام صنم الإله، ويبدأ الحفل الديني بالصلوات تصحبها بعض الطقوس العملية والرش بالماء المقدس . وكانت أجزاء معينة من القرابين مخصصة « للإله »، « تحرق أو تسكب » تكريماً له ، وكانت أجزاء أخرى تؤول إلى الكهنة ويرد الباقي إلى صاحب القربان . وكان هناك فيما يبدو كهنة مخادعون ، يجنون الربح من غير جهد بالاستيلاء على القرابين التي يؤتى بها إليهم وإحلال قرابين أخرى أقل قيمة محلها .


ـ التنبؤ بوساطة فحص كبد الحيوان :

كان التنبؤ يتم خاصة بفحص كبد الحيوان . فقد وجدت نماذج من الصلصال عليها بيانات مفصلة لجميع مناطق الكبد . فإذا أراد الملك مثلاً معلومات عن المستقبل دعا الكاهن العراف « نبو = المتنبىء » فيذبح الكاهن قرباناً من الحيوان هو عادة من الغنم ، ويرد على الملك حسب ما يراه من دلالات في كبد الحيوان . وكانت بقية أعضاء الحيوان تفحص أيضاً للاستعانة بها في العرافة . وكان هناك أيضاً أدب استنبائي عريض ، يحتوي على النداءات والصلوات الخاصة التي كان يتجه بها الأمراء إلى الآلهة يستنبئونها عن المستقبل ، ولاسيما فيما يتعلق بالمشروعات الحربية . وإن طرد الأرواح الشريرة هو الغرض أيضاً من تلطيخ عتبة الباب العليا وقائمته بدم الذبيحة بعد ذبحها عند الباب .

 

ـ عبادة الجن في المعتقدات القديمة ، وفن الجان : الفنجان :

لقد استمد العرب الأموريون والعرب الآراميون من أسماء الأشهر، الجن Génie .
وإن أهم مواطن الجن ، في المعتقدات العربية الآرامية السورية ، هي المواضع الموحشة والأماكن المقفرة التي لا تلائم الصحة ، وسبب ذلك ، هو أن الإنسان يخشى هذه المواضع ، ويحس بشيء من الخوف والوحشة من الدخول إليها ، فقد يتعرض فيها إلى التهلكة، فأوحى هذا الإحساس إليه بأنها « مسكونة » وأن سكانها من الجن ، ونسب العرب الآراميون إلى الجن إحداث الأوبئة والجنون وعالجوها بالتقرب إليها بالهدايا. ويفهم من بعض آيات القرآن الكريم أن بعض العرب الوثنيين عبدوا الجن ، قال الله تعالى : « قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون » سورة سبأ ، الآية 41 .