حاولتُ التجديد في كتابة القصة القصيرة ، فألَّفت مجموعة للقصص القصيرة جداً عـام 1995 بعنوان ( إيحاءات ) ولقد حظيت بالإعجاب ، و كتب عنها محمد الراوي في مصر أنها من أفضل الكتب لعام 1995 ، تابعت التجربة في مجموعة أخرى ( إيحاءات جديدة ) ، ولديَّ مجموعة بثمانين ق.ق.ج عنوانها ( لمستُ يوماً رداءها ) أرسلتها للنشر

السيـرة الذاتيّــة للـ أديبـة ضيـاء قصبجـي

ولدتُ في حلب المدينة القديمة المتجدّدة، التي تتوسطُهـا القلعة فتزيدها جمالاً و بهاء.


في حيٍّ من الأحياء الأثريّـة ( حي الجلّوم الكبرى ) في حارة ذات بوّابات ضيّقة، وجدران عاليــة، بيوتها مكشوفة للسماء، تنهض فيها أشجار الكبّاد والنارنج.

في بيتنا العربي، كان هناك القبو، وله نوافذ عميقة تطلُّ على فناء الدار، توضع فيها شربات الفخّار والجرار الصامتة، وأصص العطريّة، في صدر القبو حفرتان للفحم فيهما مجرفة، وفي القبو الطاحونة، ومنضدة حجرية عالية حولها عدّة كراسي، في البيت، غرفة عالية تُسمّى المربّع نصعد إليها بسلّم خشبيّ، أمامها سطح ممتلئ بالزهر، .. القرنفل والورد، و الثلجة و الهرجاية .. و من أرض الدار يتسلٌّق الياسمين إلى السطح .. وعلى السطح عريشة ظليلة تعطي عناقيد الحصرم والعنب، وتُفرش على أرضه الحنطة المسلوقة ) لتجفَّ، وتُنقَّى من الشوائب. المطرُ والثلج يهطلان على أرض الدار بشاعريّة ومتعـة.

أذكر طفولتي ، لأنَّ لها كبير الأثر في نفسي، وطالما استوحيتُ منها قصصاً، بل حتى روايتي الأخــيرة
( اختياراتي والحب ) هي في معظمها عن هذا البيت وهذه الحارة.

ولدت عام 1939 في 15 آب ، ضمن أسرة متوسطّة الحال، وكنتُ المولودة الأولى لأمي المتفرّغة لشـؤون المنزل وأبي الذي بدأ بتجارة العطـر .. في سوق المدينة الأثري في حلب.

أخوتي وأخواتي .. هشام ( حقوقي ) د. عصام ( أدب الأندلس ) د . حسام طبيب نسائية .. ثنــاء ( مهندسة ) هناء ( أدب انكليزي ) وفاء ( أدب عربي ).

حصلت على الثانويّة العامة ( الفرع الأدبي ) وانتسبت لكليّة الحقوق في حلب .. نجحت في مسابقة
للتدريس في السعودية و درّستُ عاماً في ( الإحساء ) برفقة عمي الذي كان يعمل طبيباً هناك
ودرّستُ عاماً آخر في الجزائر ( اسطيف ) عام 1967 .

عدتُ إلى حلب، أتابع دراستي، ونجحت في مسابقة ( المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان ) وعيِّنت
فيها موظفة عام 1968.. ومن المؤسسة تزوَّجت السيد موفق كنيفاتي الذي كان رئيس شعبتي ، حامل إجازة في الحقوق .. أنجبت ابنتين ( لولوة ) و ( إيغار ) حصلت لولوة على إجازة في الأدب العربي، وإيغار تخرَّجت من معهد ( السكرتارية ) و لقد ورثت موهبة الأدب، و تكتب القصة القصيرة.
استقلت من عملي في 1990، تعلّمتُ على الحاسوب وتفرَّغت للكتابة، وأحيانا الرسم، الذي أحبه وأقمت معرضين للوحاتي وبعض أغلفة كتبي.

زرتُ من البلدان العربيـة :

لبنان – السعوديّة – الجزائر – مصر – تونس – قطر .

ومن البلدان الأجنبيـة :

تركيا – رومانيا – بلغاريا – أوكرانيا – روسيا .


بعض نشاطي الأدبي :

في صغري، في الستينات نشرتُ في مجلّة ( الأديب ) اللبنانية ، و( الأسبوع العربي )، وفي سوريا ( الثقافة الأسبوعية )، و ( الضاد الحلبيّـة ) – ( جريدة الجماهير ) .. و في إذاعة حلب كان لي تمثيليتان ، و كلمات شعريّـة . أول قصّة لي، شرت في ( الضاد ) عام 1965 بعنوان ( القوقعة ) هذا مقطع منها :
" لشيءٍ ملوّن الجوانب ، جذّاب المعاني ، مدفوعة أنا بكلِّ ما أملك ، أيّة وشوشة ناعمة تُداعب أوتار قلبي بلحنٍ ملائكيٍّ عذب ..؟ قصَّتي معه ، هي قصة إنسانة 
جعلت مشاعرها سداً منيعاً، وصنعت من جمالها وثناً ليعبـده من أحبـَّه دون أن يمسَّه " .

فزت بجائزة ( أحسن قصة لعيد الأم ) عام 1957 وسلّمني الجائزة الأديب فاضل السباعي الذي كان يعمل في حلب .

نشرتُ قصصي في أغلب البلدان العربية ، سوريا – لبنان – مصر – الكويت – الأردن – العراق – قطر – تونس .. تُرجمت بعض قصصي إلى الفارسية .

نشرتُ قصصي في مصر في السبعينات، وحين زرتها قابلت كبار الكتّاب، منهم الأديب الكبير نجيب محفوظ ، الذي أجريت معه حواراً نشرته في سورية .. وكانت لي مقابلات إذاعية مع د. رشاد رشدي و الأديب أنيس منصور، وقابلت من الأدباء كلّ من يوسف السباعي، مجيد طوبيا، محمد الراوي، فتحي سلامة، عبد العال حمامصي، إبراهيم سعفان، يوسف القعيد، يوسف إدريس. وغيرهم .


الجوائز التي حصلتُ عليها :


جائزة أحسن قصة لعيد الأم عام 1963


= مسابقة للقصة القصيرة في مجلة ( الموقف الأدبي ) السورية 1980
= = ( جيل الثورة ) = 1982
= = ( الحسناء ) اللبنانية ، وكانت قصتي الأولى على 420 قصة .

جائزة ( الباسل ) السنوية التي يمنحها مجلس مدينة حلب عن روايتي ( اختياراتي والحب ) عام 1996

النقــــد :

حظيت مجموعاتي القصصية، بعددٍ وفير من الآراء النقدية التي أفادتني في مسيرتي، وكان يُكتب عن كل مجموعة قصصية تصدر لي حوالي عشرة بحوث نقدية ، لنقاد من سورية ومصر وتونس و الكويت، والأردن.

بعض المعلومات العامة :

– انتسبتُ لمركز الفنون التشكيلية عام 1965 ، وتعلَّمت الرسم على ريشة الرسّام ( اسماعيل حسني ) والد الفنان المخرج هيثم حقي .

– أقمتُ أول معرض رسم عام 1984 وعرضت فيه 40 لوحة زيتية ، في صالة ( إيبلا ) .

– أقمت ثاني معرض رسم عام 1998 = لوحات زيتية ومائية ورسوم تجريدية في صالة ( إيبلا )


الأدباء العرب الذين قرأتُ لهم :

نجيب محفوظ – محمد عبد الحليم عبد الله – جبران خليل جبران – فاضل السباعي – مجيد طوبيا – محمد الراوي – ضياء الشرقاوي – نزار قباني – وليد إخلاصي – زكريا تامر – حنا مينة – عادل أبو شنب – حسن حميد – عبد اله أبو هيف – قمر كيلاني – غادة السمّان – ليلى العثمان – أحلام مستغانمي .


الكتاب الأجانب :

كازانتزاكي – نيقولا غوغول – تشيخوف –
الكاتبتين فرجينا وولف – ناتالي ساروت
جان جاك روسو – كافكا – دستوفيسكي – بابلو نيرودا ، إميل زولا .
ومن الكتاب الفرنسيين .. فرانسوا ساغان . وغيرهم .

حاولتُ التجديد في كتابة القصة القصيرة ، فألَّفت مجموعة للقصص القصيرة جداً عـام 1995 بعنوان
( إيحاءات ) ولقد حظيت بالإعجاب، و كتب عنها محمد الراوي في مصر أنها من أفضل الكتب لعام
1995 ، تابعت التجربة في مجموعة أخرى ( إيحاءات جديدة ) ، ولديَّ مجموعة بثمانين ق.ق.ج عنوانها
( لمستُ يوماً رداءها ) أرسلتها للنشر .

لم ألقَ معارضة من أهلي في نشر القصص مع صور لي ، فكان أبي مثقفاً ثقافة ذاتية وله ذاكرة قوية ، ونعود إليه لنتأكَّد من معلومات نسيناها ، أمي أيضاً كانت بعد أن كبرت تفتخر بي .. ومع ذلك لم ألقَ التشجيع الكافي في بداياتي .. و تتميَّز تربية أهلي بأنهم لا يفرقون بالمعاملة بين الأنثى والذكر .. على عكس جدي لأبي، الذي كان يدلِّل أخي وينساني.

في أوّل مجموعة لي ( العالم بين قوسين ) التي نُشرت عام 1972 والتي انتسبت بعدها لأكون عضو اتحاد الكتاب العرب عام 1973 كنت أكتب الأدب المغرق في الرمزية والفلسفة، لكي أثبت جدارتي وسمعة طيبة .. ثم ابتدأت شيئاً فشيئاً أبسِّط أسلوبي، لكنني لم أتخلَّ عن اللغة الشعرية في قصصي.

ما أزال والحمد لله أواصل الكتابة والتأليف و هواية الرسم، حتى يتوقَّف بي الزمن .. وأكون قد تركت لغيري من بعدي ما تمنيتُ أن أقولَه في حياتي وما بعد الحياة.