في صباح يوم الجمعة 7-10-2011 رحل ملبياً نداء ربه عن عمر يناهز الثانية والثمانين عام, إنه الأديب الأستاذ عبد الكريم الأشتر الذي نعيد نشر سيرته الشخصية في موقعنا عالم نوح

في صباح  يوم الجمعة 7-10-2011 رحل ملبياً نداء ربه عن عمر يناهز الثانية والثمانين عام, إنه الأديب الأستاذ عبد الكريم الأشتر الذي نعيد نشر سيرته الشخصية في موقعنا عالم نوح :

• وُلد في حلب عام 1929.
• نال إجازة الآداب ودبلوم التربية والتعليم من جامعة دمشق عام 1952.
• عُيّن مدرسا ًللغة العربية وآدابها في ثانويات حلب عام 1956.
• أوفد إلى القاهرة، فنال دبلوم الدراسات العليا من معهد الدراسات العربية العالية، وشهادة الماجستير في الأدب العربي الحديث، وعُيّن مدرّسا ًفي المعهد فور تخرجه، إلى أن أنهى الدكتوراه في الأدب العربي القديم من جامعة عين شمس عام 1962.
• عُيّن مدرّسا ًفي كلية الآداب بجامعة دمشق عام 1963، وأصبح عام 1968 رئيسا ًلقسم اللغة العربية وآدابها في نفس الجامعة، ثم أعير أواخر 1969 للتدريس في جامعة وهران بالجزائر.
• رّفع إلى درجة أستاذ عام 1975وأعيرإلى جامعة دولة الإمارات العربية المتحدة فقضى فيها سنتين من1979إلى1981، ثم استقال من جامعة دمشق وانتقل إلى حلب حيث درّس في جامعتها لأكثر من عشر سنوات.
• في عام 1992 اختاره مجمع اللغة العربية بدمشق عضوا ًمراسلا فيه.
• عام 1988 أحتفل مجلس مدينة حلب بمنحه شهادة تقدير في حفل أقيم خصوصا ًلهذا الغرض في دار الكتب الوطنية، وكُرّم بعدها أربع مرات بين سنتي 2002و2004 في دمشق وحلب، صدر عنه عدد من سلسلة أدباء مكرمون في اتحاد الكتاب العرب عام 2006.
• أشرف على عشرات الرسائل الجامعية أو اشترك في مناقشتها، في عدد من الجامعات العربية، واختير حكما ًفي جوائز عربية كبيرة:- جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي- جائزة سلطان العويس- جائزة الشيخة فاطمة آل نهيان للكتابة للأطفال، وزار مدنا ًعربية وأجنبية كثيرة، وألقى محاضرات على منابر عامة في شتّى الدعوات ولمناسبات.
أصدر إلى اليوم حوالي ثلاثين كتابا ًنذكر منها:- فنون النثر في المهجر (كتابان)(المضمون و الصورة، دار الفكر بدمشق 1983)(القوالب الفنية، دار الفكر الحديث بلبنان 1965)- التعريف بالنثر العربي الحديث وفنونه (جامعة دمشق1983)- معالم في النقد العربي الحديث(جامعة دمشق 1983)- نصوص مختارة من النثر العربي الحديث: أعلام الرواد(المكتبة الحديثة بدمشق1966)- شجرة الدر: دراسة صغيرة للرواية التاريخية (المكتبة الحديثة بدمشق1965)- دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل البيت(دار الفكر بدمشق1984)- شعر دعبل بن علي الخزاعي (مجمع اللغة العربية بدمشق1983)- المختار من كتاب الاعتبار لأسامة المنقذ (وزارة الثقافة بدمشق1980)(طبعة منقحة صادرة عن المكتب الإسلامي ببيروت 2003)- دراسات في أدب النكبة(الرواية)(دار الفكر بدمشق1975)
– نصوص مختارة من الأدب العباسي (المكتبة الحديثة بدمشق1969)- غروب الأندلس: دراسة صغيرة للمسرحية الشعرية (المكتبة الحديثة بدمشق)- الملتقى: دراسات في التراث الإسلامي(المستشارية الإيرانية بدمشق2001)
-الصدى: من أدب المذكرات(دار الثريا بحلب2001)- مسامرات نقدية(دار القلم العربي بحلب2002)- المقتطف من مجلس الوجد وأحاديث الألفة والسمر(دار الثريا بحلب 2002)أوراق مهجرية:بحوث ومقاربات،أحاديث ورسائل(دار الفكر العربي بدمشق)-فاصل صغيرة في قضايا الفكر والثقافة العربية(دار طلاس بدمشق2002)-في شعر دعبل بن علي الخزاعي : دراسة نقدية موسعة لآخر مجموعة من شعر دعبل صنعة الدكتور محمد يوسف نجم (دمشق 1963)- ألوان: قراءة في بعض المواقف الإنسانية والحركات الأدبية (دار الرضا بدمشق2003)- في ديوان العرب: أحاديث في الشعر والشعراء من عصر الجاهلية إلى العصر الحديث في ثلاثة أجزاء (الجزء الأول: العصر الجاهلي و العصر الإسلامي)(الجزء الثاني: العصر العباسي والعصر المملوكي)(الجزء الثالث: العصر العثماني والعصر الحديث) نشرت بدار الرضا بدمشق 20042006. -العربية في مواجهة المخاطر(المكتب الإسلامي ببيروت2006). وأصدر الكاتب مجموعة من الكتب المدرسية (بالاشتراك): دليل الإعراب الجزء الأول لطلاب شهادة الدراسة المتوسطة (بالاشتراك مع صبري الأشتر)(مطبعة المعارف بحلب1952)- دليل الإعراب الجزء الثاني لطلاب الشهادة الثانوية ودور المعلمين (بالاشتراك مع صبري الأشتر)(مطبعة طباخ إخوان بحلب1952)- التسهيل في دراسة الأدب العربي الحديث لتوجيه طلاب الشهادة الثانوية (بالاشتراك مع عاصم بهجة البيطار)(المطبعة الجديدة بدمشق 1959)- المنهج لطلاب الحلقة الإعدادية (بالاشتراك مع عاصم بهجة البيطار)(مكتبة الشرق بحلب، ودار الفكر بدمشق1961)- الدليل في دراسة الأدب العربي الحديث (بالاشتراك مع الهنداوي والبيطار وأبو صالح والمبارك)(مكتبة الشرق بحلب، ودار الفكر بدمشق1961).

كما ننشر بعد المقالات التي كتبت عنه وعن رحيله:

 

د. أحمد فوزي الهيب

في صبيحة يوم الجمعة 7-10-2011 فجعنا وفجعت حلب والأدب العربي برحيل الأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر رحمه الله تعالى رحمة واسعة بعد صبر جميل على مرض استمر قرابة أربعين يومًا، وأقول: صبر جميل، لأننا لم نره فيه إلا صابرًا راضيًا مطمئنًا، هو وذووه الذين أحاطوه بكل الرعاية والعناية.
كنا نزوره في مرضه باستمرار حتى رحيله، كما كنا نزوره في حال صحته. وفي جميع زياراتنا له ما عدا الأيام الأخيرة التي لا تتجاوز أصابع اليد، والتي كان يغيب فيها عن الوعي، كان مثال الإنسان والأخ الكبير والعالم الجليل والأستاذ المفضال الحريص على أن يزداد علمًا على غزارة علمه وأصالته من جهة، وعلى أن يعلمنا مما لديه من علوم وآداب وأخلاق بأجمل الطرق وأرق الأساليب بتواضع نبيل لم يتحلَّ به إلا هو وأمثاله من كبار الأساتذة.‏
وأذكر في آخر مرة زرناه فيها أنا والأخ الفاضل الدكتور صلاح كزارة، وكان إلى الغيبوبة أقرب منه إلى الصحو، أنه سأل الدكتور صلاح عن الجديد حول الشاعر العباسي دعبل الخزاعي، كما اطمأن من زوجته إلى أنها استلمت مني الحكم العطائية لتقرأها له، وكنت قد وعدته بإحضارها له في زيارة سابقة له من قبل.‏
ما هذا الإنسان والعالم الذي افتقدناه!! إنه يذّكر بأبي الريحان البيروني الذي سأل أحد تلامذته وهو في صحوة الموت عن مسألة علمية، فقال له أحدهم: وماذا تفيدك معرفة جوابها؟ فأجابه جوابًا ينبغي أن يُكتب بماء الذهب، لذلك بقي خالدًا خلود الدهر على مدى الأيام، وهو: لأن ألقى الله تعالى عارفًا بها خير من ألقاه جاهلًا بها!!‏
إن هذا الجواب هو الفيصل الذي يفرق بين العالم الحقيقي والمتعالم المزيف. هكذا كان فقيدنا الأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر رحمه الله تعالى مثالًا للعالم العامل المتواضع الزاهد بالمناصب وباحتفالات التكريم الذي اعتذر عن كثير منها في آخر سنوات حياته برقته المعهودة ولطفه المشهود له على الرغم من جدارته بها ومن صدق القائمين عليها.‏
كثير أولئك الناس الذين تعجب بهم على البعد فإذا اقتربت منهم تلاشى ذلك البريق الذي كنت تراه منهم، وبالتالي يتلاشى إعجابك بهم أو يخف، ولكن الأستاذ الدكتور عبد الكريم الأشتر رحمه الله تعالى كان على نقيض هؤلاء، إذ كان يزيدك القرب منه إعجابًا به علمًا وخلقًا، فكنا نتعلم منه في كل لقاء علمًا جديدًا وخلقًا حميدًا، واستمر ذلك حتى رحيله.‏
كان رحمه الله خميلتنا التي كنا نأوي إلى وافر ظلها ونحظى بعبير زهورها ونتغذى من طيب ثمارها كل أسبوع بُعيد ظهر كل يوم جمعة في مكتبه العامر الكريم، لقد كان صالونًا أدبيًا نلتقي فيه نحن تلامذته وأحبابه لنعرض لكتاب أو موضوع أو فكرة أو شاعر أو كاتب أو غير ذلك، ثم تحول هذا اللقاء إلى لقاء أسري شهري كنا نتنقل فيه بين منازلنا بشكل دوري، وبقينا على هذا المنوال سنوات كثيرة، حتى صار هذا اللقاء يشكل بعض العبء على كاهله بسبب العمر والصحة، فاعتذر بلطف شديد وطلب أن يتحول من شهري إلى غير محدد حسب التيسير، ومع ذلك استمررنا بالتواصل معه بالهاتف وبالزيارة اللطيفة بين الحين والحين من غير أن نثقل عليه مراعين ظروفه الصحية، وكنا كالعادة نجد لديه الوجه الرحب والضيافة الكريمة والفائدة الجليلة والود الصافي، وبقيت الحال على هذا المنوال حتى رحيله الذي شيعناه فيه إلى مثواه الأخير مع الكثيرين من أحبابه وأصدقائه وتلامذته.‏
إننا لم نشيعه وحده فقط، وإنما شيعنا معه الكثير الكثير من الآداب والنقد والكتب والأبحاث التي لم تزل مخطوطة ومشاريع الكتب والأبحاث التي لم تزل في بطاقاتها والكثير الكثير من الأفكار التي لما تزل في الفؤاد.‏
إنها لخسارة كبرى، خسارتنا بل خسارة القطر العربي السوري والوطن العربي لهذا الرجل العالم الإنسان على الرغم من كتبه القيمة التي زادت المكتبة العربية ثراء تأليفًا في الأدب القديم والأدب الحديث وبخاصة أدب المهجر، وتحقيقًا لكتب التراث العربي، وكتابةً لأبحاث رصينة في كثير من المجلات المرموقة مثل مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق والذي كان أول عضو شرف فيه، ومجلة المعرفة التي كان أحد أعضاء هيئتها الاستشارية والذي كان يتحفنا في كل عدد من أعدادها تقريبًا ببحث أو عمل إبداعي في فن السيرة الشخصية، فضلًا عن محاضراته لطلاب الدراسات العليا وإشرافه على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه والاشتراك في مناقشتها برحاب جامعة دمشق وجامعة حلب والجزائر والإمارات العربية المتحدة وغيرها وندواته التي كنا نجد فيها الفائدة والمتعة ثم عضويته في لجنة تمكين اللغة العربية وتمثيله لحلب فيها, وغير ذلك من الأعمال الجليلة التي تنوء بحملها العصبة أولو القوة، والتي جعلت منه أستاذًا لأجيال متلاحقة من الطلاب في سورية وفي جميع أقطار العالم العربي من المحيط إلى الخليج، هؤلاء الطلاب الذين تسنم كثير منهم المهام الكبرى فكن منهم الوزراء والعمداء ورؤساء الأقسام والأساتذة والدكاترة وأعضاء مجامع اللغة العربية وغير ذلك.‏
رحمك الله يا أبا محمد أيها الإنسان العالم المعلم العامل عن العلم وطلابه والأخلاق والمُثُل العليا والقيم النبيلة رحمة واسعة، وألهمنا وألهم الأهل والأحبة والوطن الصبر الجميل، فقد كنت قامة راسخة شامخة من قمم الأدب العربي والأمة العربية من المحيط إلى الخليج.‏


عبد الغفور الخطيب – البعث

بغياب العالم الأديب الدكتور عبد الكريم الأشتر تطوى صفحة خلاقة كبيرة من صفحات العلم الحقيقي والبحث الرصين والثراء المعرفي المميز في سورية، وكأن الأقدار تختبر صبرنا على الشدائد، والتي يشكل الفقد أصعبها على الإطلاق، فكيف إذا كان الفقد كبيرا بحجم الدكتور الأشتر؟ بالتأكيد سيكون غاليا وثمينا، وهنا تكمن الصعوبة.
وقبل أن ينعاه الناس من أهل وأقرباء وأصدقاء، نعته منابر العلم التي كان فيها مبرزا ومجليا، وبكته الكتب القديمة وساحات البحث العلمي الجاد.

ويحق لأمثال الدكتور الأشتر أن تكتب فيهم المراثي، فهم أكثر من يستحقون ذلك، فغياب واحد منهم يترك ثلمة لا تسد بزمن طويل.

يقول في (حوار مع النفس) الذي نشرته مجلة المعرفة السورية العام المنصرم في حديث روحي بعيد يعود إلى بداياته: " ما معنى الإبداع؟ وما حدوده؟ وما لوازمه الفكرية والنفسية؟

وما الثقافة؟ وما مسالكها؟ وما غاياتها؟ وكيف ينبغي أن يكون محتواها اليوم؟ وما صلتها بالماضي وبالحاضر وبالمستقبل؟

وهل لحرية الفكر حدود؟ وهل يكون الموقف من الفكر الأوربي بغير حدود؟ وما حدوده؟"

لعله وهو يتساءل أسئلته هذه في سنوات شبابه الأولى ينحو النحو الذي سار عليه في كل منجزه المعرفي ما بين النقدوالأدب.

ترك الدكتور الأشتر أعمالا نقدية مهمة، كمعالم في النقد العربي الذي تحدث فيه عن بعض مدارس النقد العربية في القرن العشرين، كمدرسة الديوان للعقاد والمازني، ومدرسة ميخائيل نعيمه، ومدرسة محمد مندور.

واشتغل على الأدب المهجري بحب وحميمية، وأي من الناس في ذلك الوقت ـ وحتى الآن ـ لم يستقبل ذلك الأدب الإنساني الرفيع بوله وعشق؟! فأصدر أكثر من كتاب كـ (أوراق مهجرية) الذي كان كاسمه قريبا من أدباء المهجر، أوراق ورسائل وأحاديث ومجالسات، من خلال علاقاته الوطيدة معهم وما كان يتلقاه منهم أو ما يسمعه في مجالسهم، وعبر بحوث ودراسات كتبها بهذا الشأن، وكأنه أراد أن يكون مشاركا رحلة الأدب المهجري وهو في بلده، وهو ما عمل عليه الأشتر بصداقاته مع أدباء المهجر ومنجزهم الأدبي والإنساني. وممن ضم الكتاب حديثا عنهم نذكر الشاعر القروي وميخائيل نعيمة وإلياس فرحات وعبد المسيح حداد وإلياس قنصل وغيرهم من أعلام المهجرين الشمالي والجنوبي.

ومن الكتب التي اتصلت بالأدب المهجري كتاب (النثر المهجري وفنونه) في جزئين صدرا في القاهرة عام 1961م اشتغل فيه على خصائص هذا النثر وفنونه وسماته، ما ميزه عن النثر العربي المعروف.

وإن اتجاه الأشتر إلى الأدب المهجري شعرا ونثرا إنما مرده كما يقول هو أن هذا الأدب"ما يزال مطلوباً، لأن الحاجة إليه، فيما يبدو، ما تزال قائمة. والقيم الفنية أو الروحية أو الإنسانية العامة التي طالعونا بها ما تزال نافعة. ولعلها أحياناً، فيما نعاني اليوم من تمزق، في عالم يهجس بالعدل والسكينة والسلام، ضرورية"

ولعله لم يتجاوز الحقيقة فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى تلك القيم التي بذرها أولئك الأفذاذ من أدباء المهجر في أرضنا العربية، لصدقها وقيمها النبيلة التي حملتها، ولرسالتها الإنسانية التي نادت بها، وصلتها بالإنسان في كل مكان، وبيننا وبينبدايات أدبهم في المهاجر الأمريكية أكثر من مئة سنة وما زال أدبهم يانعا طازجا لك من يحب الجمال ويرقى بفكره الإنساني.

وأيضا مما يتصل بأدب المهجر كتاب (( كتّاب الرابطة القلمية )) وهو في جزئين.

ومن كتبه المهمة أيضا "في ديوان العرب: أحاديث في الشعر والشعراء من عصر الجاهلية إلى العصر الحديث" والكتاب في ثلاثة أجزاء بدأها بالعصر الجاهلي والإسلامي، مرورا بالعباسي والمملوكي، وانتهاء بالعصرين العثماني والحديث، وذلك في مسعى منه إلى قراءة نقدية جمالية لهذه النصوص المختارة من عصور الأدب العربي. مستفيدا من عديد المناهج النقدية في قراءة النص وتأويله وفهمه، وإن كانت الغلبة كما قال في حوار أجري معه "للمنهج التأثري المسوغ بالمعرفة الموضوعية، لطواعية هذا المنهج وقربه من روح الحديث، وتأثيره المباشر فيه".

إلى ذلك اشتغل الأشتر بدراساته النقدية والأدبية التي جعلته واحدا من أهم النقاد السوريين الذين عملوا بهذا الشأن، والتي حملت همومه الفكرية والوجدانية، التي تساءل عنها شابا ومضت معه إلى شيخوخته.

مال في سني حياته الأخيرة إلى ما يشبه أدب السيرة والمذكرات والحكمة والمسامرة، بما يتصل بالأدب شعرا ونثرا وغير ذلك من فنون طريفة كما في كتابه "شعراء شاميون قدامى ومحدثون" وحديثه الطريف فيه عن الموال السبعاوي المنتشر في بلاد الشام وأنواعه وأماكن انتشاره.

أصدر الراحل ما يقرب من الثلاثين كتابا منها:

ـ القوالب الفنية، دار الفكر الحديث بلبنان 1965

ـ التعريف بالنثر العربي الحديث وفنونه، جامعة دمشق1983.

ـ فنون النثر في المهجر (كتابان) (المضمون و الصورة، دار الفكر بدمشق 1983)

– معالم في النقد العربي، جامعة دمشق 1983.

– نصوص مختارة من النثر العربي الحديث: أعلام الرواد، المكتبة الحديثة بدمشق1966.

– دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل البيت دار الفكر بدمشق1984.

– المختار من كتاب الاعتبار لأسامة المنقذ (وزارة الثقافة بدمشق1980)

– دراسات في أدب النكبة (الرواية) دار الفكر بدمشق1975. –

ـ نصوص مختارة من الأدب العباسي (المكتبة الحديثة بدمشق 1969.

– الصدى: من أدب المذكرات (دار الثريا بحلب2001.

– مسامرات نقدية (دار القلم العربي بحلب 2002).

– المقتطف من مجلس الوجد وأحاديث الألفة والسمر(دار الثريا بحلب 2002).

– أوراق مهجرية: بحوث ومقاربات، أحاديث ورسائل (دار الفكر العربي بدمشق).

– فواصل صغيرة في قضايا الفكر والثقافة العربية (دار طلاس بدمشق 2002).

– ألوان: قراءة في بعض المواقف الإنسانية والحركات الأدبية – دار الرضا بدمشق 2003.

– في ديوان العرب: أحاديث في الشعر والشعراء من عصر الجاهلية إلى العصر الحديث في ثلاثة أجزاء (الجزء الأول: العصر الجاهلي و العصر الإسلامي) (الجزء الثاني: العصر العباسي والعصر المملوكي) (الجزءالثالث: العصر العثماني والعصر الحديث) نشرت بدار الرضا بدمشق 2004-2006.

– العربية في مواجهة المخاطر (المكتب الإسلامي ببيروت 2006).

حصل العلامة الأشتر على جائزة ابن بطوطة للمخطوطات في عام 2007 من المركز العربي للأدب الجغرافي في أبو ظبي.

وكان عضوا محكما في أكثر من جائزة عربية مثل جائزة سلطان العويس، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وجائزة الشيخة فاطمة آل نهيان للكتابة للأطفال.

رحل العلامة الأشتر تاركا وراءه تراثا أدبيا ونقديا وإنسانيا عظيما، ولئن كان رحيله خسارة للأدب العربي فإن ما تركه من إرث معرفي سيبقي ذكره إلى أجيال قادمة تنهل منه، لأنه نتاج أصيل لباحث أصيل.

وسام طيارة – الأزمنة

بين جنبات الإبداع تتوقد قناديل العلم بشموع قامات نذرت حياتها لتضيء الحاضر والمستقبل، وفي برهة الزمن تتقاطر المعرفة لتسيّج تلك الحدائق الجميلة، وبين هذا وذاك نبحث في نظريات الإنجاز وبوابات الإبداع. نعم إننا محكومون بالعمل في محطات الحياة المتنوعة، ومطالبون بامتلاك ثقافته وتعزيز فهمه، لقد أدرك قلة قليلة تلك النظرية واجتهدوا وقدموا للإنسانية جواهر علمية وأدبية ستظل خالدة في ضمير شعوبهم. واليوم نتحدث عن إحدى القامات الفكرية العربية السورية التي غادرتنا مؤخراً بعد أن أثرت بفكرها المنجب المشهد العربي الأكاديمي والعلمي والثقافي والأدبي بروائع متفردة، إنه العلامة والمفكر والناقد عبد الكريم الأشتر (1929- 2011) الذي زيّن بفلسفته الوجدانية لوحات جمالية من العطاء على مدار أكثر من خمسين عاماً، قضاها في التدريس والإعلام والدراسات، لقد عمل الراحل ببصيرته الممتلكة للبصر والفهم بعد أن امتلك أسرار المعرفة ومكوناتها، وقدّم بتواضع الكثير من المؤلفات التي تعتبر مراجع بحثية في مجال الأدب العربي مثل: القوالب الفنية، (دار الفكر الحديث بلبنان 1965)- التعريف بالنثر العربي الحديث وفنونه، (جامعة دمشق1983)- فنون النثر في المهجر (كتابان) (المضمون والصورة، دار الفكر بدمشق 1983) – معالم في النقد العربي، (جامعة دمشق 1983)- نصوص مختارة من النثر العربي الحديث: أعلام الرواد، (المكتبة الحديثة بدمشق1966)- دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل البيت (دار الفكر بدمشق1984)- المختار من كتاب الاعتبار لأسامة المنقذ (وزارة الثقافة بدمشق1980) – دراسات في أدب النكبة – الرواية (دار الفكر بدمشق 1975)- نصوص مختارة من الأدب العباسي (المكتبة الحديثة بدمشق 1969)- الصدى: من أدب المذكرات (دار الثريا بحلب2001)- مسامرات نقدية (دار القلم العربي بحلب 2002)- المقتطف من مجلس الوجد وأحاديث الألفة والسمر(دار الثريا بحلب 2002) – أوراق مهجرية: بحوث ومقاربات، أحاديث ورسائل (دار الفكر العربي بدمشق) – فواصل صغيرة في قضايا الفكر والثقافة العربية (دار طلاس بدمشق 2002) ألوان: قراءة في بعض المواقف الإنسانية والحركات الأدبية – (دار الرضا بدمشق 2003)- في ديوان العرب: أحاديث في الشعر والشعراء من عصر الجاهلية إلى العصر الحديث في ثلاثة أجزاء (الجزء الأول: العصر الجاهلي والعصر الإسلامي- الجزء الثاني: العصر العباسي والعصر المملوكي- الجزء الثالث: العصر العثماني والعصر الحديث (نُشرت بدار الرضا بدمشق 2004-2006)- العربية في مواجهة المخاطر (المكتب الإسلامي ببيروت 2006). وغيرها.
يقول الراحل في (حوار مع النفس) الذي نشرته مجلة المعرفة السورية العام المنصرم في حديث روحي بعيد يعود إلى بداياته: "ما معنى الإبداع؟ وما حدوده؟ وما لوازمه الفكرية والنفسية؟ وما الثقافة؟ وما مسالكها؟ وما غاياتها؟ وكيف ينبغي أن يكون محتواها اليوم؟ وما صلتها بالماضي وبالحاضر وبالمستقبل؟ وهل لحرية الفكر حدود؟ وهل يكون الموقف من الفكر الأوربي بغير حدود؟ وما حدوده؟" أسئلة ربما تحمل إيقاعات لكل مساره ومنجزه المعرفي ما بين النقد والأدب.
لقد أيقن الراحل بأن كل ألقاب الدنيا لا تغيّر من مقامه، لذا سعى إلى الاستثمار في ثقافة بناء الإنسان وخدمة الإنسانية، وبرز كاسم مهم في مجال النقد الأدبي والدراسات اللغوية حيث سمّي عضواً مراسلاً لمجمع اللغة العربية بدمشق وعضو جمعية النقد الأدبي وعضواً في اتحاد الكتاب العرب. وانتخب الراحل عضواً محكّماًً في جوائز عربية كبيرة مثل جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية وجائزة الشيخة فاطمة آل نهيان للكتابة للأطفال وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وألقى محاضرات على منابر عامة في الكثير من المناسبات ونشر في أهم الدوريات العربية التي تعنى بمواضيع النقد والأدب العربي.
لقد كان الأشتر قامة علمية وإنسانية مرموقة، وبرحيله خسرت الساحة الأكاديمية والثقافية واللغوية العربية أحد أهم أعلامها، وسيبقى نتاجه في ذاكرة الأجيال القادمة نبعاً متدفقاً بالعلم والأصالة.

جمع وترتيب : جلال مولوي – عالم نوح