
الأربعاء الأدبي الخامس والثلاثون
- أغسطس 21, 2013
- 0
أعزاءنا في عالم نوح، يسعدنا في هذا الأربعاء الخامس والثلاثون أن نقدمه لكم خاصا بالاعلامي أغيد شيخو، يتضمن قصيدتين و مقالة، و يزيّن صفحتنا أعمال تركيبية للفنان رابي جرجس ومن تصوير الفنان نوح حمامي
أعزاءنا في عالم نوح، يسعدنا في هذا الأربعاء الأدبي الخامس والثلاثون أن نقدمه لكم خاصا بالاعلامي أغيد شيخو،
يتضمن قصيدتين و مقالة، و يزيّن صفحتنا أعمال تركيبية للفنان رابي جرجس ومن تصوير الفنان نوح حمامي
ثورة السكون
ليلة قمراء تمطي جفني
تهمس إليّ بوردةٍ..
تحتسي الأقدار..
تحتسيني..
ركضت يوماً…بسكينِ خمرٍ..
يوماً بقبلةٍ بلهاء..
ويوماً أوصدتْ فكري..
بفانوسٍ…بكرّاسٍ.
بقلبِ زنجيّ من الصومال..
أيقظتْ..
كلّ سهولِ الجمر..
والمفاتيحَ الصغيرة.
لفلفت أشلاءها
تكوّرتْ في خاتمٍ…وتناثرت..
كالحلم في قارورة عجفاء
كالصمت في وَسْطِ الذخيرة.
تقلّبت كلؤلؤٍ على سَرج الغراب.. وتنبأت:
من هنا الأصداء تعوي بالجليد
تُذبح المرايا وتُخطف الأقلام
من هنا..
تمرّ الآه في فرحٍ
وتسبقها الشظايا…
يُقطف الأموات فصولاً
ويُرجم التاريخ..
مالكم من غفوة تقتات من جيد الخنوع
من سكرةٍ نبتت ذراعاً..
فكبرها الركوع..
من صوت عاهرةٍ تأنّ
فتلهثها المآقي والخواصر..
أيها التين ترجّل
دكّ أبواق الكلام…
فالبشر أشباهُ نعلٍ
تَذلهم بيضُ الأيادي..
وتجلّ قدرهم….
القدم…
شيخ الحديد
30/8/2012
مراوح
أصبحنا مراوح تحصدها الرياح كما تشاء ولم تستطع أي شفرة من شفراتنا أن تهزمها وتعلن الحداد عليها، نحن من يريد التأرجح على الهواء ولا أحد يحركنا ومهما بلغت قوّة الريح فسنبقى محافظين على الجذر والأرض التي ننتمي إليها، لم يسبق للطاعون أن مسّ جسدي هكذا ولم يسبق لي أن شعرت بغربة فظيعة عن نفسي وأنا داخل زنزانتي نفسي لعلي كنت أرجو الأمل أو أن الدخان الصاعد كنت أحسبه أبخرة لسجائر رجال يحتسونها في إحدى المقاهي القريبة وهم يثرثرون حول فن وثقافة وأحوال أولاد وزوجات غير مطيعات وشحاذين قد كثروا ولا أحد يدري من أين أتوا وماذا يريدون، كنت أنوي أن استمع إلى ماء يتدفق من بين يدي ذلك الطفل الشاحذ للكفن ولكن الوقت استباح ما بين يدينا وأصبح لليل أنشودة يومية توقظنا في ساعات متأخرة رغماً عنا وتدعي أنها تتقمّص ديك الصباح، لم أعد أكترث لهؤلاء ولا للذين يصنعون السحب من مناديل ورقية أو حتى من يبّشر بعودة المسيح وقيام الساعة فالوطن ينزف ولم يبق من الدم سوى كأس نشربه يومياً لنعيد الحياة لعروقنا وعروقه، في كل بيت جثة تنتظر على العتبة ولكن يبدو أن جامع القمامة أتى باكر على غير العادة وعن طريق الخطأ…رمى الشهيد في القمامة، على حائط مشلول نرسم فراشة وندعي أنها ستطير يوماً وأن أجنحتها ستلامس خدنا ونحن نشعر بتلك النشوة الرهيبة في تذوٌق حياة تداعب ملمسنا ناسين تماماً أن نفتح الباب وننظر إلى الفراشات وهي تحلٌق في سماء الله، ربما كل هذا ترهات وأقوال لا تجدي نفعاً ولا تمتّ بصلة لأي عقل سليم ولكن هذا فقط أشعر به وأنا ملقى على طريق لا أعرف أين وأرض لم أعهد ملمسها سوى تراب يبدو مألوفاً لي ورصاصة في صدري تقول أنها تعرفني وأبدو مألوفاً لها في حياة سابقة…
كم استغرق من الوقت لأفهم ما يدور في خلد ذلك الحجر الذي كنت أجلس عليه دائماً وتلك الأشجار التي كنا ندعي ببراءتنا أننا نحفر عليها ذكرى لحب طفولي ، كم استغرق من الوقت لأكتشف أن لكل ساعة من حياتنا ونحن نكتب وزناً يضاهي كل رصاصة تقتل وكل قنبلة تنفجر ….ربما….بين يدي امرأة تعتقد أنها لعبة فتأخذها لأطفالها، هل لنا يا ترى أن نقفل الصمت ونترك بقايانا للريح تنثرنا على وادٍ ولد في القرن الواحد والعشرين أم لنا وجه يمكن أن يظهر في وقت ما من الزمن القادم …
كم استغرق للكسيح أن يتأقلم مع العكاز والكرسي وكم من صرخة قالها كلما حاول دخول المدائن وجوبه بالرفض..!!؟ ، أرجوك… هل لي بكأس ماءٍ أو قطرة تمحي ملامح تشوهي أم أن مائكم بطعمه السماوي يزيدنا عطشاً للماء……
شيخ الحديد 2013
لامنطقية المجهول
هو موعد لخطوة نحو الحريق
هَرَعُ الفراشة في الزمن
يقتفيها الشطّ
فتقتفي الهواء…
هو حنجرة…
أضاءت مسافة أخرى للريش
سحباً تتثاءب للنوارس
فيهطل النبيذ برقاً…. بارد الوصية
تقدّه ملامح النهار
ويخلعه النشيد…
فأتيه…
يعانقني الفراق فأكتمل
يصاحبني الغياب فأنتشي
فوق الظلال
فوق غبار أصفر القسمات
أحرس الليل وكأسي..
فلا أروي الحمام
ولا أنتشي بالنار…
هي الشقائق وحدها
تزغرد للنار…
صاعدٌ نحو الرثاء مشهدي
دمعٌ غريب واتجاهات عقيمة
خافت كالوشم قلبي
يمطر الروح
فتحسبها الحرائق…. وليمة
يقفز الصدى في خيطِ مرتعشٍ
يردد السفر
يرفع الجسد شراعاً راقصاً
فيعانق التيه…
رويداً….رويداً….
إلى أن يمرّ القدر غائماً
يلفّه قلب أخير
ويخفي صلعته شال غريب
قيل على مائدة بعيدة…
أنه كان المستحيل….
سيّدي…
يا قبّة الفصل الأخير
يا قلب القتيل
كيف تصلب الشهقة
ويغريها تدفّق الأشواك..!!؟
كيف نعانق السّر..
وننحني لصوتٍ ذابل الأرداف
يتكوّم في خوفنا بغتةً
ويعلن الحصاد..!!؟
متى شاء…. وأينما أرتوى
يأكل يوماً
وجناح بعض يوم
فنهرب من غيابنا إلى المساء
إلى قارئ للريح
أو شهوة الرصيف
لكنّا بأوتاد الهروب لا نرضى
لذلك…
فإنّا أعلنا الوداد سيدي..
أعلنا الوداد..
فأعلن الولاء سيدي..
أو..
فاحترق
في ظل خيمتك
كيفما تشاء…
23/9/2012
شيخ الحديد