الأربعاء الأدبي الرابع والعشرون
- أكتوبر 26, 2012
- 0
أعزاءنا في عالم نوح، نقدم لكم اليوم وفي أربعائنا الأدبي الرابع والعشرون نتاجاً أدبيا مميّزا للأديبة سنا صباغ في قصيدة و قصة قصيرة و لأول مرة في عالم نوح الشاعر فراس ديوب و يزّين صفحتنا لوحات للفنان حسام يوسف.
أعزاءنا في عالم نوح، نقدم لكم اليوم وفي أربعائنا الأدبي الرابع والعشرون نتاجاً أدبيا مميّزا للأديبة سنا صباغ في قصيدة و قصة قصيرة و لأول مرة في عالم نوح الشاعر فراس ديوب و يزّين صفحتنا لوحات للفنان حسام يوسف.
ونبتدأ مع الأديبة سنا صباغ و قصيدتها *صـــلاة ثـكلى*
أيــا شــــآم…..
يا وجعي المغمور
بالآه و البــخور….
يا جــرح روحـــي التي
نكـؤوا صلاتها في محراب قاســـيونك
فــأزهــرت الـمآذن بالهديـــل…
يا وطـــن الإلــه الســـاكن في الياسمين
قــدّسَ الرب تــرابـــــكِ
المعجــــون بالألــم….
المنــدّى بالأمــــــل…..
يـا قصــيدتنــا المترفــــة بالعطـــر
و الثــــكلــــى….!!!!!!
/ســــنا الصباغ/
ونقدم لكم الشاعر فراس ديوب في قصيدته هشيم المرايا
تلفت تَرَ الحزن ملءَ العيونِ
و دمعٌ تحجر ملءَ الجفونِ
تلفت تَرَ الجمر يسري بنبضي
و يوقدُ فيَّ لهيب الظنونِ
لماذا تغير حالُ الحبيبِ
سؤالٌ يثيرُ جنونَ الجنونِ
تمنيتُ ، كوني كما شئتِ ، كوني
و لكن أحبكِ ألاَّ تكوني
شظايا فتاةٍ ، و لحظةَ عارٍ
تكسِّرُ فيَّ بقايا يقيني
تصورتُ فيكِ الحياةَ بهاءً
لماذا انكسرتِ كنايٍ حزينِ
تأملتُ فيكِ خداعاً تصابى
و قلتُ لعلَّ الذي يحتويني
شَفيفُ الحسانِ على كبرياءٍ
و ضاقَ بِيَ الوهم ضيقَ الأنينِ
رسمتُكِ في الظنِ حلماً ندياً
فغابَ على الظنِ سوء الرنينِ
و كنتُ المعينَ على كلِ حالٍ
و ما كنتِ في العمرِ يوماً معيني
و قلتُ احتويني بلحظةِ حبٍّ
فهل ضاقَ منكِ بأنْ تحتويني
غريبينِ كنا ، وحيدينِ كنا
طريقينِ كنا ، و لن تسمعيني
تكسرتِ مثلَ هشيمِ المرايا
فمن ذا يلمُّ هشيمَ السنينِ
تمنيتُ لو أننا لا نغالي
بوهمٍ منَ العشقِ … وهمٍ مُهينِ
و لمتُ ، كما شئتِ، عوداً طرياً
لأجلكِ أنتِ ، ولا لمْ تليني
مللتُ الهدايةَ حتى مللتُ
هدايةَ منْ ساومتني بديني
فعودي لماضٍ مضى ، و انتهينا
فكوني و كوني كما شئتِ كوني
فراس ديوب
وعودة للأديبة سنا صباغ و هذه القـــــصة القصيــــــرة
الــحبيبـــة الأولى
سحب أصابعه من بين كفيها الدافئتين و همَّ بالانسحاب, لكنها استوقفته
– و الدمع يحرق جفنيها – قائلةً : متى سأراك ثانيةً ؟؟
– لا أدري .. لا اعلم .. – أجابها دون النظر لعينيها –
– و هل يجب أن أنتظر إلى الأبد؟ هل يجب أن أتألم؟… تعــال و ســـاعــد دموعي…
– أرجوكِ لا تعذبيني أكثر .. انا مضطرُّ للرحيل … إنها تنتظرني …
– و لكني أحبــكَ … افلا أســتحقُّ بقاءكَ من أجلي ؟ أوَلم تـَعـُـدْ تحبني ؟؟
– أقســم أني أحبـــكِ … و لكني أحبها أيضــاً ..اعذريني فقلبي لم يعد ملكي .. لقد رهنتهُ فدوى لعينيها … أنا راحــلٌ لأقدِّمَ قلبي قرباناً لها….
– و فلبي أنــا؟؟ هذا الذي ينزف بين يديكَ… لِـمَن ســأقدمهُ؟ من ذا عساه يقبل قلباً ينبضُ بحبكَ؟؟ أوَتحكمُ عليَّ بالموت بعدكَ ؟؟؟
استدار إليها فجأةً و عيناه تيضان دمعاً لسماع كلمة الموت , أمســكها من كتفيها و هزّها بقوةٍ قائلاً :
– كفـّي عن هذا الهراء .. فأنا راحلٌ لأبعد الموت عنك و عنها .. راحـــلٌ لأنها بحاجةٍ إليَّ .. لأدافع عنها … إنها حبيبتي .. ألا تفهميـــن ؟؟!!!
حاولت ان تحرر ذراعيـــها … حاولت أن تستجمع شجاعتها لتصرخ في وجهه معترضةً … لكن عباراتها أتت مفككةً … و كلماتها ضعيفةً … و حروفها كانت ترتجف و هي تعبر بحر دموعها الغزيرة لتقول :
– و أنـــا ؟؟ من يدافع عنـّي ؟ من يحميني في غيابكَ ؟ أنا حبيبة من ؟ و لمن ســـأعيـــش ؟؟
– عيشي من أجلي … من أجــل حبيبتي …
قاطعته مسرعةً من بين الدموع :
– وحبيبتي أنا أيضــاً .. سأحتمل فراقك لأجلها .. و ســأنتظركَ … ســأنتظركَ كل ساعةٍ .. كل دقيقةٍ .. و كل ثانية… و لكن عدني أنـّكَ لا شـــكَّ عـــائدٌ … عائدٌ مع كل الذين رحــلوا و تركوا حبيباتهم وراءهم .. عائدون مع الفجرِ الضحوكِ … مع ضحكة الوليــد … مع إشــراقة شــمــس النصر… عائدون مع تلك الحبيبة المشتركة الــحبيبــة الأولى *ســــــــــوريــــــــــــاا*
*ســَـــنا الصبــاغ*