أعزاءنا في عالم نوح، نقدم لكم اليوم وفي أربعائنا الأدبي الرابع والعشرون نتاجاً أدبيا مميّزا للأديبة سنا صباغ في قصيدة و قصة قصيرة و لأول مرة في عالم نوح الشاعر فراس ديوب و يزّين صفحتنا لوحات للفنان حسام يوسف.

 

 

 

 أعزاءنا في عالم نوح، نقدم لكم اليوم وفي أربعائنا الأدبي الرابع والعشرون نتاجاً أدبيا مميّزا للأديبة سنا صباغ في قصيدة و قصة قصيرة و لأول مرة في عالم نوح الشاعر فراس ديوب و يزّين صفحتنا لوحات للفنان حسام يوسف.

 

ونبتدأ مع الأديبة سنا صباغ و قصيدتها *صـــلاة ثـكلى*

أيــا شــــآم…..

يا وجعي المغمور

بالآه و البــخور….

يا جــرح روحـــي التي

نكـؤوا صلاتها في محراب قاســـيونك

فــأزهــرت الـمآذن بالهديـــل…

يا وطـــن الإلــه الســـاكن في الياسمين

قــدّسَ الرب تــرابـــــكِ

المعجــــون بالألــم….

المنــدّى بالأمــــــل…..

يـا قصــيدتنــا المترفــــة بالعطـــر

و الثــــكلــــى….!!!!!!

 /ســــنا الصباغ/

ونقدم لكم الشاعر فراس ديوب في قصيدته هشيم المرايا


تلفت تَرَ الحزن ملءَ العيونِ

      و دمعٌ تحجر ملءَ الجفونِ

تلفت تَرَ الجمر يسري بنبضي

      و يوقدُ فيَّ لهيب الظنونِ

لماذا تغير حالُ الحبيبِ

      سؤالٌ يثيرُ جنونَ الجنونِ

تمنيتُ ، كوني كما شئتِ ، كوني

      و لكن أحبكِ ألاَّ تكوني

شظايا فتاةٍ ، و لحظةَ عارٍ

     تكسِّرُ فيَّ بقايا يقيني

تصورتُ فيكِ الحياةَ بهاءً

      لماذا انكسرتِ كنايٍ حزينِ

تأملتُ فيكِ خداعاً تصابى

      و قلتُ لعلَّ الذي يحتويني

شَفيفُ الحسانِ على كبرياءٍ

      و ضاقَ بِيَ الوهم ضيقَ الأنينِ

رسمتُكِ في الظنِ حلماً ندياً

      فغابَ على الظنِ سوء الرنينِ

و كنتُ المعينَ على كلِ حالٍ

      و ما كنتِ في العمرِ يوماً معيني

و قلتُ احتويني بلحظةِ حبٍّ

      فهل ضاقَ منكِ بأنْ تحتويني

غريبينِ كنا ، وحيدينِ كنا

      طريقينِ كنا ، و لن تسمعيني

تكسرتِ مثلَ هشيمِ المرايا

      فمن ذا يلمُّ هشيمَ السنينِ

تمنيتُ لو أننا لا نغالي

      بوهمٍ منَ العشقِ … وهمٍ مُهينِ

و لمتُ ، كما شئتِ، عوداً طرياً

      لأجلكِ أنتِ ، ولا لمْ تليني

مللتُ الهدايةَ حتى مللتُ

      هدايةَ منْ ساومتني بديني

فعودي لماضٍ مضى ، و انتهينا

      فكوني و كوني كما شئتِ كوني

فراس ديوب


وعودة للأديبة سنا صباغ و هذه القـــــصة القصيــــــرة

الــحبيبـــة الأولى

سحب أصابعه من بين كفيها الدافئتين و همَّ بالانسحاب, لكنها استوقفته
– و الدمع يحرق جفنيها – قائلةً : متى سأراك ثانيةً ؟؟
– لا أدري .. لا اعلم .. – أجابها دون النظر لعينيها –
– و هل يجب أن أنتظر إلى الأبد؟ هل يجب أن أتألم؟… تعــال و ســـاعــد دموعي…
– أرجوكِ لا تعذبيني أكثر .. انا مضطرُّ للرحيل … إنها تنتظرني …
– و لكني أحبــكَ … افلا أســتحقُّ بقاءكَ من أجلي ؟ أوَلم تـَعـُـدْ تحبني ؟؟
– أقســم أني أحبـــكِ … و لكني أحبها أيضــاً ..اعذريني فقلبي لم يعد ملكي .. لقد رهنتهُ فدوى لعينيها … أنا راحــلٌ لأقدِّمَ قلبي قرباناً لها….
– و فلبي أنــا؟؟ هذا الذي ينزف بين يديكَ… لِـمَن ســأقدمهُ؟ من ذا عساه يقبل قلباً ينبضُ بحبكَ؟؟ أوَتحكمُ عليَّ بالموت بعدكَ ؟؟؟
استدار إليها فجأةً و عيناه تيضان دمعاً لسماع كلمة الموت , أمســكها من كتفيها و هزّها بقوةٍ قائلاً :
– كفـّي عن هذا الهراء .. فأنا راحلٌ لأبعد الموت عنك و عنها .. راحـــلٌ لأنها بحاجةٍ إليَّ .. لأدافع عنها … إنها حبيبتي .. ألا تفهميـــن ؟؟!!!
حاولت ان تحرر ذراعيـــها … حاولت أن تستجمع شجاعتها لتصرخ في وجهه معترضةً … لكن عباراتها أتت مفككةً … و كلماتها ضعيفةً … و حروفها كانت ترتجف و هي تعبر بحر دموعها الغزيرة لتقول :
– و أنـــا ؟؟ من يدافع عنـّي ؟ من يحميني في غيابكَ ؟ أنا حبيبة من ؟ و لمن ســـأعيـــش ؟؟
– عيشي من أجلي … من أجــل حبيبتي …
قاطعته مسرعةً من بين الدموع :
– وحبيبتي أنا أيضــاً .. سأحتمل فراقك لأجلها .. و ســأنتظركَ … ســأنتظركَ كل ساعةٍ .. كل دقيقةٍ .. و كل ثانية… و لكن عدني أنـّكَ لا شـــكَّ عـــائدٌ … عائدٌ مع كل الذين رحــلوا و تركوا حبيباتهم وراءهم .. عائدون مع الفجرِ الضحوكِ … مع ضحكة الوليــد … مع إشــراقة شــمــس النصر… عائدون مع تلك الحبيبة المشتركة الــحبيبــة الأولى *ســــــــــوريــــــــــــاا*
*ســَـــنا الصبــاغ*