الأربعاء الأدبي السابع والعشرون
- نوفمبر 20, 2012
- 0
أصدقاءنا في عالم نوح، معنا هذا الأسبوع في الأربعاء الأدبي السابع والعشرون كل من الشاعر السامر غريوي بـقصيدتي “مريم” و “دموع عاشق” والكاتب طارق سلمان بقصته القصيرة “الطيور المهاجرة” وتزيّن صفحتنا لوحات الفنانة التشكيلية تيريز كركجيان.
أصدقاءنا في عالم نوح، معنا هذا الأسبوع في الأربعاء الأدبي السابع والعشرون كل من الشاعر السامر غريوي بـقصيدتي "مريم" و "دموع عاشق" والكاتب طارق سلمان بقصته القصيرة "الطيور المهاجرة" وتزيّن صفحتنا لوحات الفنانة التشكيلية تيريز كركجيان.
قصيدة مريم للشاعر السامر غريوي
أذابَ الـــحُــبُّ قــافــيــتــي
فــأضــنانــي وأرهـــقنـــي
كــلامُ الـــعشقِ مُلــهــمـتـي
ســــلاحُ الــعبدِ و السَّــادةْ
أنــا الأمــيــرُ بــأشــعاري
وعــبدُ شـــهدِ ســَــاحرتي
قــتيــلُ الـقـلبِ يــا أبــتي
قـتيــلٌ لــحظِ مـَنْ سـَــادَ
أيـــا ورداً بــذاكــرتــي
ويــا قــلــبي وقـافــيتي
أيــا حُــبَّاً مــن الماضي
ويَــا عـشقاً مـن الآتــي
أيــا كلِّــي ويــا بعـضي
ويــا وردي و ورقــائي
لــعدلُ الــحبِّ أنصفني
فـأمـلــكني ومـلَّــكنــي
لــقلــبِ أميرتي انـقـادَ
فــأمســى القلبُ متبولا
وبــاتَ الـعقـلُ مشــلولا
وصــارَ الليلُ معــلولا
بــلحظٍ ظــلَّ مســلولا
عــلى لــغتي وقــافيتي
فشـــعري صارَ مجنونا
ودائــي ظــلَّ مــجهـولا
وحُــبِّـي بــاتَ مـبـذولا
فـيا حـزنـي ويـا ألـمي
ويـا تُعسي ويـا قدري
ســوادُ الليلِ قــافيتــي
وطــعمُ عــلــقمٍ قلمي
فــلا علمي ولـا أدبي
ولـا نثري ولـا شعري
يُســاوي ظفــرَ فاتنتــي
فــأنتِ حــبيبتي الـأغلـى
وأنتِ قـصيدتي الـأعلـى
وأنت السِّـحرُ يـحملــني
علـى وردٍ مـن الـجُّوريْ
لـأنَّ قــصـيـدتي أنــثــى
جــعــلتُ قـصيدتي أنــتِ
فـأنتِ ســِرُّ تــكــويــنــي
وأنتِ الشَّــهـدُ يــحـويـنـي
عــشــقـتُ الـمـيـمَ قــافيـةً
لــأنَّ حــبيبتــي أنـــتِ
صـلـبتُ الــشِّعرَ في قلمي
لـأنَّ حــبيبتــي …
أمِّــــــــــــــــي
هـــيا أمِّــــــي
أيـــا مـــريـــمْ
أيـــا بـــرداً علـى نــاريْ
ويــا لـحـنـاً لـأوتـــاريْ
ســنيــنُ الـقهـرِ تـكـويني
وقلــبي صــارَ نســـريني
فــأمِّي كــلُّ مــا أمــلــكْ
وأمِّـي فــرحـتي تُضحكْ
ومــريمُ نــردُ جـلـســتنا
ومــريمُ بــدرُ ســهرتنـا
ســحقتُ جميع أسـفاري
هــشــيمُ مشاعري ناري
تُنيــر جـمـيـع أفــكـاري
تُحمِّســـني تُشــيّــعــني
تُجمِّـــدنـي تُســمِّـرنـي
فــتـمـلـكُ كـلَّ أقـداري
عــشقــتُ الميم قـافيـةً
لــأن حــبيبتـــي …
أمِّــــــــــــي
جـــعـــلـــتُ
الـــمـــيــــمَ
أغــنــيـــةً
لــــأنَّ
حــــبيبتـــي
مـــــــــريمْ.
السامر غريوي ـ مريم ـ حــــــلـــــب 15-8-2009م
ومن الكاتب طارق سلمان هذه القصة القصيرة: الطيور المهاجرة
الطيور المهاجرة
لون شعرها أذهله ، أدخله عباءة السراب، وعبث بأطياف عروشه، واختبأت وراء ضحكتها أزهار ألف نهار ونهار ..
رآها كعطر عصور غضة، التبس ماضيها وراء الغياب ..
استفاق في هزيع الليل الأخير على زعقات الرصاص..، دارت عيناه حول محجريهما، وطافت في البناء المتمترس خلف الهضبة، أذناه لا تصدقان الصوت الذي يسمعه. عبس بأضواء المدينة البعيدة ،والتحف سلاحه البارد إلى صدره المتعرق.
أصوات اللقالق ملأت رحب السماء في الصباح، وكأن صداها مازال يتردد في أرجاء الأشجار الملتفة حول نفسها والمعسكر. لاشيء يحدّ السواد في نفسه إلا تلك الذكرى ذات اللون الخرنوبي.
رن الهاتف خارقاً سكون الليل كمطرقة حداد .
– انتبه .. ابق يقظاً
حرك ذقنه متلقياً أوامر معتادة أكثر من اللزوم، وانحنى مسترخياً، وكأن تلك الكلمات قد أشعرته بالراحة، وملأت صدره المتيبس بقليل من الضوء. حاول إغماض عينيه والتقاط براعم الذكرى، أو حتى بعض يقظاتها، لكن صوت الليل انتشى في رأسه، وسكن.
لأول مرة شعر بخوف من هذا الهدوء. لاشيء .. حتى همسات الأغصان هدأت. حرك أذنيه بطريقته التي ميزته عن رفاقه، وجعلت منه موضوع سخرية لأيام بعيدة ..
تمنى لو أنها تلمس بأصابعها الرقيقة أذنيه الحمراوين، وهما تتحركان نحوها تتمايلان لاختلاجات العروق في نحرها الأبيض ..
صفرت رصاصة مخترقة الزجاج، واستقرت في كتفه الأيمن، شعر بوهج يتدفق من أسفل رقبته .. لتتلقفه أخرى لكنها لم تصل إلا لحدود شعره .
أصابعه القابضة على المخزن المربوط بشرائط حمراء تشبثت بالزناد، وعينه الغابشة التقطت أخيلة القادمين، رأت أرجلاً تقتحم الخلوات وتواصل الزحف نحو المعسكر.
مقبض الهاتف الأسود كان متدلياً وقد شهق آخر أنفاسه ، والصدى حفيف أقدام، وهمهمات .. وقليل من الصرخات ..
لأول مرة شعر بالخوف عليه ، ذلك الجسد البارد الذي أضحى جزءً منه لطالما خاف منه ومن أفعاله وأزيزه وهو يرهب العصافير فوق أغصان الصنوبر ..
صورتها بين عينيه تشظت، وكتفه النازف أضحى قطعة من نار تلتهم الأصابع وتتقاطع مع الزناد في طلقات تحذيرية، ما لبثت أن اخترقت الأجساد المهاجمة ..
لم يعد هناك عصافير تزقزق، أو ترفرف بعيداً، كان هناك أجساد تنازع الأنفس بروية وصمت.
أمسكه بقبضتيه وهو يشده إلى قلبه الخافق، ذاك المقبض البارد أضحى ساخناً ، وكأنه أخرج كل مكنوناته، آلامه وأحزانه … وشهقاتها وهي تندس بين الجموع الهاربة.
طارق سلمان ـ الطيور المهاجرة
4 2011
… الشاعر السَّامر غريوي …
دمــوعٌ عـــاشــــــقــة
دمــوعُ الـعيـنِ
نــازلــةٌ
بـــلا ســــببٍ
ولـا مـعـــنـى
تـُراني الأبلهُ
الـــشـَّــاكــي
أمِ الـأشــواقُ
تـــذبــــحــنا
أحِنُّ لصوتِ
بـــُلـــبـــلــنـا
لــزهـرٍ كانَ
يـــجـــمــعنا
لـــحـــاراتٍ
تــجــوَّلــنــا
أزقــتَـــهــا
لـأمــطــارٍ
بـتـــشرينٍ
نــذكـرهـا
وتــذكُـرنا
أحِنُّ لشمسِ
تـــمـــوزٍ
وشــدَّتِها
لـــكــفٍّ
داعـبـتْ
كــفـِّـي
لـــذاكَ
الــمــشهدِ
الــبـَّـاكــي
قُبيلَ البُعــدِ
صـــادفــنا
أحِنُّ لـبسـمةِ
الـــأ نــثـــى
الـتي رسمتْ
ربـيعَ الـشِّعرِ
في شــــفتي
فرُحـــمــاكِ
أيـــا أنـثـى
ســُـويــدا
الــقـــلــبِ
مـــسـكنُها
ورُحـمـاكِ
أيــَـا أنـثـى
تـُــعـــذِّبني
فأعـــشقُـها
كــمــدمــنِ
نــشــــــوةِ
الـــخـــمرِ
لــأقــســـمُ
أنَّني أنسـى
مَـنايا الـدَّهرِ
قــاطــبـــةً
وما أُنسـيتُ
مَــــا أحــيا
عشــــــيقةْ
اسُــــــمها
قَ
مَ
رِ
يْ
…..
…الــســامر … حـــلـــب