
الأربعاء الأدبي السادس والثلاثون
- أكتوبر 30, 2013
- 0
وفي هذا الأربعاء الأدبي السادس والثلاثون مع كل من الأساتذة زياد حمامي و الكاتب عبود سعيد و أحمد عبد الرحمن جنيدو
وفي هذا الأربعاء الأدبي السادس والثلاثون مع كل من الأساتذة زياد حمامي و عبود سعيد و أحمد عبد الرحمن جنيدو
الكاتب زياد حمامي
* تنويعات في جســــــد الغربة : ( 58 ). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كم من ليالي الهوى والهجر عشناها أنفاساً وأشجاناً ..؟! واحيرتاه !؟ يا حبيب الروح ، يا أخَا القهر والشتات والإغتراب ، هل تشفيِكَ حروف البوح والجروح النازفة ، وكلانا في جمرات الشوق نرسم الأحلامَ ألواناً؟! كم تشتاق الروح لأحبابنا ، ولورود الدار، ولأزقتنا وحوارينا، وسهراتنا ، وأغانينا ؟! إذ كيف يغيب الحبيبُ عن الحبيب أزماناً ، ولا يكتوي بنار البعد هجراناً ؟! لولا الموت ذبحاً وقصفاً واغتصاباً ، و دماراً ظلماً وبهتاناً ، ما هاجر الجسد، والروح باقية تسعى سلواناً، متى تعود القلوب في ـ سوريانا ـ مغردة بالحب والأفراح، وتنشد فوق أغصان الوئام والوداد ألحاناً ؟! وترفضُ الروح التي فيني هجركم ، ما أقسى أن تنأى القلوبُ عن اللقاء الجميل أحياناً ؟! إن الحبَ حبٌ حيثما كان الحبيبُ ، وكنتم ، وحيثما كنّا ، والهوى صبرنا .. وحلمنا .. ودنيانا .
* زيــــاد كمال حمامي
Ziad Hammami
الكاتب عبود سعيد Aboud Saeed
على حجر أسود وضعتني أمي وقالت لي: نم، سأعود لك بالخبزِ والزيت..
خبز وزيت يُمه، ونمتُ..
كنا صغاراً، وكانت أمي تغني لي " عيونك زرازير البراري…."
وأنا أبكي وأقول لها: أخاف من الجنة.
كنا صغاراً,وحين يريد الكبار تخويفنا نضحك، في الظهيرة عندما يريد أبي أن ينام يحبسنا في غرفة لا مروحة فيها ولا شباك, أنظرُ في عيون أخوتي ونضحك.
نضحك حين تثلج ليس لأن الأرض تبدو كعروس بل لأن الطريق إلى المدرسة
يصبح غير سالكاً.
في عيد الشجرة هدمنا الدالية
وفي عيد المرأة شربت أمي 18 سيجارة
وحين قالوا الفاتحة: حركنا شفاهنا لثوانٍ قليلة ثم مسحنا وجهنا
وكنا نضحك..
نضحك على الجن على العفاريت على نار جهنم على الموتى..
وعندما قصفت الطائرة ومات الكثيرون. اتصلت بصديقي قال لي: نجوت وضحكنا..
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
سيفُ(آخيل)
(آخيلُ) يرقدُ،
والحصانُ يشوّهُ اللوحاتِ في(طروادة)المحروقةِ،
الحبُّ المقدّسُ يتركُ الأطفالَ دون رؤوسهمْ،
فتعودُ مجزرةٌ تسمّى الصبرَ،
في موتِ الحقيقةِ يا ضميرُ.
يتعرْبشُ المخنوقُ في رئةِ الجياعِ،
ويبصقُ الآثامَ من جسدِ الرتابةِ،
يصفرُ الإحساسُ،
يبقى في المدى شيخٌ يغيرُ.
من لمسةِ في شعرِها يفنى السؤالُ،
وكلُّ بارقةٍ بلا وطنٍ تنيرُ.
(آخيلُ)يسقطُ،
والرياحُ تسيطرُ،
النيرانُ تنهشُ لحمَهُ،
في قبلةٍ من زينبَ اكتملَ السعيرُ.
يترفّعُ الممسوسُ عن شجرِ الذنوبِ،
وسوءةُ الأوراقِ تهوي في رداءٍ،
تشْعريني بالقزامةِ يا جراحاً،
صوتُنا الملعونُ في كَلَبي شخيرُ.
في الأرضِ عنوانٌ لمذبحةِ الصغارِ بلا صورْ.
قالوا:القدرْ.
سننامُ ننتظرُ التفاهةَ من تلعْثمِ أمّةٍ،
ستعيدُ موتاً منتظرْ.
ماتَ الشجرْ.
ماتَ البشرْ.
ماتَ الحجرْ.
قالوا:قدرْ.
والموتُ يلعبُهُ البطرْ.
(آخيلُ)كانَ المختصرْ.
يصحو على سكراتِهِ،
يحبو صغيرُ.
يتمزَّقُ المولودُ من بطشِ الرحى،
وطحينُهُ الممزوجُ بالنكرانِ يغدقُ،
يَشْرعُ التلميحُ من قرفِ الندمْ.
صمتَ الجميعُ على هواني،
من خِصالِ الردْحِ شيطانُ الألمْ.
سقطَ القناعُ من اللحاءِ،
أنا المطاردُ في العدمْ.
(آخيلُ)في غرفِ المهانةِ لا يبولُ،
ودرعُهُ المصنوعُ من لحمي هَجَمْ.
قالوا:غنمْ.
قلتُ:النغمْ.
وهنا يصيح الوقتُ:
يكفي مسرحيّتُنا تدورُ.
يغفو على قسماتِهِ ألفٌ،
وياءُ السهوةِ السوداءِ،
قبحٌ يسردُ الأحداثَ،
(آخيلُ)الأخيرُ.
روما حريقٌ،
والهراءُ مدينةٌ،
ودمارُها عنوانُها،
ودمشقُ عاريةٌ،
فكمْ من ذلَّةٍ،
هذيانُها نسيانُها،
في حاضرِ التشريحِ يبقى خالداً وجعٌ مريرُ.
(آخيلُ)يدخلُ بابَها الثاني بأحصنة الرعاعِ،
ويربطُ الآتي من الغادي،
يسافرُ وحدَهُ،
وعلى دوائرِهِ يطيرُ.
عذراً يطوحُ المجْدُ في قصْمِ الظهورِ،
هناكَ عاشرةُ السكوتِ،
وموتُها ركْبُ الذممْ.
قلنا:ومازلنا نقولُ على المدى عجباً،
فهلْ خَرِسَ القلمْ.
هلْ نامَ آذارُ الحزينُ على خرافتِنا،
و(آخيلُ)الكسيحُ يبيعُ ذاكرةَ الأممْ.
مازالَ في الظلِّ الملوّى هاربٌ،
وإلى مناجاتي يشيرُ.
هربَ الجميعُ من الحصارِ.
وأنا أميلُ على انتظاري.
ويشمّعُ الموتُ القبيحُ ملامحي سرَّ انكساري.
وهنا أخافُ،يبيضُ(آخيلُ)الغريبُ،
حصانُهُ المجنونُ يركبُ رقبتي،
وعلى معاناتي يسيرُ.
رفعَ اليدَ اليمنى،
وسارَ إلى الورى المعلومِ دونَ درايةٍ،
قطعَ الخيانةَ في الثمانينَ الفرزْدقُ،
صاحَ في خوفٍ جريرُ.
نامَ الفراتُ،
وقبلَهُ في النومِ نيْلٌ،
بَعْدَهُ في الشرْخِ عاصٍ،
يا بلادي،يا بلادي،يا بلادي،
من أتى؟!
وطني الأسيرُ.
ـــــــــــــــــــ
6/6/2012
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
سوريا/حماه/عقرب