روادنا الأعزاء، وفي أربعائنا اليوم، نقدم هذه الباقة من النتاج الأدبي الجميل، مع الكاتبة منى وفيق و نصوص من كتابها com . لُعَبْ . www و أيضاً نصوص للرائع مجد كردية، و يزين صفحتنا اليوم النتاج الفني للشاب ابراهيم محمد وهي صور بالأبييض والأسود ضمن مجموعة صور باسم “انتظار”. نرجوا أن تستمتعوا معنا.

 

 

 

 

 روادنا الأعزاء، وفي أربعائنا اليوم، نقدم هذه الباقة من النتاج الأدبي الجميل، مع الكاتبة منى وفيق و نصوص من كتابها  com . لُعَبْ .  www  و أيضاً نصوص للرائع مجد كردية، و يزين صفحتنا اليوم النتاج الفني للشاب ابراهيم محمد وهي صور بالأبييض والأسود ضمن مجموعة صور باسم "انتظار". نرجوا أن تستمتعوا معنا.

 

الكاتبة منى وفيق

حوضٌ للإيجار

داخل أحواض السّمك خاصّتي تسترخي قصاصاتي الورقيّة ، عباراتها الكثيرة تحشرني في الزّاوية الأضيق. لا تفسح لي مجالا كي أفلت منها .تستدرجني لعراك متكافئ على نحو مّا.
هذه الأحواض كبيرة الحجم تطالعني بنظرات مثيرة للرّيبة . تتفحصّني ببلاهة خافتة ، وتكاد تمتدّ إليّ لتجرّني إليها، تتقربّ منيّ بشكل مفضوح ، ألمح رغبتها السّافرة في أن أكون المستأجر الجديد.
أتقدّم نحوها مثلما تتقدّم قرحةٌ ملعونة مــن – و فــي – جبهة اللّوز..

أمدّ يدي لأصافح جملة أولى :
"رغباتي الّتي تضحك منيّ صحبة النهر ملحٌ يتوغّل داخل عينيَّ و يزيدهما احمرارا.وهذا القلب أجفّفه بإتقان حتى يغدو وردا ذابلا يحفظُه الخلود."

أتشكّل آلة شفط لن ترحم أيّ نقط ماء في العبارة تلك .قبل أن أفعل ، تتقاذفني جمل أخرى قبل أن ترمي بي إلى حفرة قريبة لا أريد أن أراها..

" النّحلة النّحيلة المجنّدة في الفصل المذنب والمجهول تتعرّى أمام ذاكرتها بمنتهى العنف."

"مضجعك أنـــتِ ، اركني إليه ولا تبرحيه."

"جسدي حقيبة جلديّة لا تصلح لغيري."

" قبالتكِ حنين معتّق وعتب أقلّ اعوجاجا منه."

"أنتِ ومراوحهم الهوائيّة قريبون من أن تتحابّوا في دعة."

"لستُ نباتيّة ، لن أحبّ البازلاء و سوف أتجاهل الماء مستقبلا."

"ماذا لو كنتِ الصّورة الجانبيّة للضّجيج الذي بدأ يعلو ويعلو …"

"نعم أنتِ .. أنتِ الزّيت الذي يستقبل القبلات غير الدّقيقة للقنديل.."

تتقاذفني العبارات تلو العبارات .. تنخفض حرارة القذف..أحسّ أنّني قريبة السّقوط في الحفرة ..يخرج إليّ الماء من أحواض السّمك ..أبتلعه لا إراديّا . يبتلعني لا إراديّا. أسترخي بعد أن تحوّلت إلى حوض أكبر وعبارة أكبر ..


سيكون ما سيكون ..

قوارب من الحكايا والصّبر والتّشابه اللّعوب ، من الضّوء والنّسيان و ورقةُ عمل جديدة مُقدَّمة للبُوط المعتاد على الدّوس على فريق عمل كامل متى ما نبت ..

كان يا ماكان ..

أسهم متدرّجةُ اللّون والهدف ، أوبرا تقليديّة جدّا ، رسائل تهنئة من البكتيريا التي تظهر عند الإغفاءة الاختاريّة للذّاكرة ..

يكون ما يكون ..

بين ما سيكون وما كان .. متعةٌ نبضُ مؤشّرِها ضعيف، أجندة ملئى بكثير مكرّر ، تيهٌ يطير فوق الرّؤوس..

 

 

 


  مجد كردية

الشّك:
بأسماءِ الشوكِ الأكيد، كتبتَ سيرة آلهةٍ واكتفيتْ.
يُغريكَ السؤالُ، من أنا؟ ولم قبل سماعِ الجوابِ اختفيتْ؟
مثلكُ أنا، لم أتأكّدْ بعدُ من أيِّ شيء.

الخوف:
حينَ حاولتُ لمسكَ طِرتْ، وحينَ حاولتُ وصفكَ خِفتْ.
فيكَ ارتجافُ الذقنِ ساعةَ البُكاء، وتموّجُ الجبينِ ساعةَ الغضبْ.
لستَ إحساساً لأعرفَكْ، أنت اندثارُ البشريِّ تحت رُكامِهِ، وعباءةٌ فُصِّلتْ أحكامها بجلودِ الفئرانْ.
لستَ امرأةً فأهجُرَكْ، لستَ رجُلاً فأقتُلكْ، أنتَ المخنّثُ، ضاجعتَ نفسكَ بنفسكَ، وولدتَ كلَّ البشر.
أنتَ زغبُ الخِرافِ جمّعها صوتُ ذئبٍ، وحيرةُ الذئبِ حينَ سَمِعَ عِواهُ مُنكسِراً بصدرِ الجَبَلْ.

الصبر:

صَبرُكَ إبرةٌ حاكَتْ جبينكَ للأرضْ، ارمي الإبرةَ بكومةِ قشْ.
صبرُكَ ليسَ مِلحاً، لوكانَ…… ما تعفّنتْ شِغافُ القلبْ.
مهما تشابهتِ الحروفُ بين الصبرِ والبصرْ، تبقى البصيرةُ أجمَلْ.

 


الجرح:
إلعقْ جُرحكَ كما يليقُ بوحشٍ جريحٍ، هُشَّ الذبابَ الأخضرَ عن عيونِ الأطفالِ، اقطع ذيلَ الليلِ، اطعنِ الشمسَ بمسمارين، ثبّتها بكبدِ السماءْ.
إن نزفَ الجرحُ عُضّهُ، اجمعْ طرفيه بأسنانكِ، واترُكِ القُطنَ لطقوسِ النساءْ.

الحقد:
يا لون الجُرحِ حين اختلجَ ونزّ، بما أُسَمِّكَ وكلُّ أسمائي فرّتْ حين سمعتْ أزيزَ صوتكْ، أيُّها الشاحبُ، مهما امتصصتَ من دمنا لن تَحمَرَّ شفتاكْ، تسلل بين أجمات المشاعرِ، داري سوءتكَ بورقِ الظلمِ، هذي ظُلمتُكَ، ضِعْ بها، وراقب صدرَ الغريمِ قُبيلَ موتهِ كيفَ اهتز.

الكراهية:
مؤنّثةُ اللفظِ أنتِ، مِنْ أينَ أتيتِ بالسّوادْ؟
مهما اتضحتْ أسبابُكِ كالحُبِّ أنتِ، تدخلين بلا سببٍ، ولا تخرجين إلا بكلِّ الأسبابْ.
يا نقطةَ الخمرِ التي حرّمَت بحيرةَ ماءْ، بما أُعرّفكِ ولستُ مُعتاداً هِجاءَ النساءْ؟

الانتقام
أيُّها البليد كشمس الشتاء، لستَ بعجلةٍ من أمرِكَ، بحكمةِ فيلسوفٍ تُراقِبُ ضعفَ الخصمِ، تُحَدِّدُ أشهى موضعٍ بصدرهِ لتصنعَ منهُ لحمَكَ المُقدَّد.
أيُّها المهملُ سيفُكَ أكلهُ الصدأ!
قالَ:
لي قانونٌ واحد: كلّما كان النصلُ صَدِئً كان الموتُ أَبطأ.

 


الغضب:
كُلّمَا اِقتَرَبْتَ مِنْ كَلِماتي، نَأَيتُ بِمُخَيّلَتِي عَنكْ، واِختَبَأتُ، قُلتَ لي حينها: عَناقيدي التي خُمِّرَتْ بِجَوفِ الذاكرةِ، ذاكَ هو الحقدْ، أَمّا الآن، سأكتبُ عنكْ.
الغضبْ،
غضاريفُ زُجاجٍ تَنَاثَرَتْ شظاياها بجوفِ العظمْ.
وُحوشٌ عَضّتْ، ثمَّ بَصَقَتْ ما نهشتْهُ من لحمْ.
وألفُ شدّةٍ اجتمعتْ بذاتِ الاسمْ.
الغضبْ،
حبيبةٌ نَتَغزَّلُ بها، نفتّقُ براعِمَ رَبِيعها، لتُضَاجِعَ رجلاً سوانا.
أسماكٌ لا تستطيعُ الصراخَ ألماً من سكينٍ تنزعُ حراشِفَها، تَفتَحُ اتِّساعَ عَينيها، آهٍ لعيونِها حين صرخت: كفانا.
الغضبْ،
أصنامٌ نُحِتَتْ بعظامِ الذئابْ.
آلهةٌ من ذُبابْ، تُصارِعُ زُجاجَ نافذةٍ، ولا تدري أنَّ الزجاجَ مهما شفَّ يبقى فاصِلاً بين حرُيّةٍ وسرابْ.
برقٌ سَنَا بعقيمِ السحابْ، قالَ للأرضِ ها أنا، أثارَ رُعودَ نهديها، أغلقَ السماءَ خلفهُ وغابْ.
الغضبْ،
قبلةُ الحبِّ الأولِ، إنْ أَفلتَتْ منْ شفتيكَ، مهما قَبَّلتْ من نساءِ الأرضِ، لن تُعَوَّضْ.
خيولٌ مروّضةٌ على ألّا تُرَوَّضْ.
الغضبْ،
روحٌ تُحلّقُ عالياً بزُجاجةٍ مُغلقةٍ، تُحاوِلُ خلقَ شيءٍ ولا تستطيعْ.
عُمرنا الذي مهما حاولنا إمساكهُ بشباكِ الوهمِ، سيضيعْ.
الغضب،
بحارٌ تتصارعُ على ملكيةِ فراغٍ بكأسِ ماءْ.
نسورٌ رَبِيَتْ بِحَظَائِرِ النعَاجِ، لم تتعلمْ إلا الثُّغاءْ.
أيُّها الغضبْ:
ذاكَ أنتْ.
ذاكَ أنتْ.
أمّأ أنا المُنهكُ بوصفِكَ،
بي تعبٌ إليكْ!

مجد كردية