هذا هو الجزء الثاني من محاضرة مصممة الأزياء سهى شويحة التي قدمتها في مديرية الثقافة بحلب وهي تحت عنوان “تطور الأزياء عبر التاريخ”، وكنا قد استعرضنا في الجزء الأول الأزياء في فترة ماقبل التاريخ أما في هذا الجزء فسنستعرض:

         
الأزياء عبر التاريخ جـ2

هذا هو الجزء الثاني من محاضرة مصممة الأزياء سهى شويحة التي قدمتها في مديرية الثقافة بحلب وهي تحت عنوان "تطور الأزياء عبر التاريخ"، وكنا قد استعرضنا في الجزء الأول الأزياء في فترة ماقبل التاريخ أما في هذا الجزء فسنستعرض:

مراحل ما بعد الميلاد

التأثير الروماني               
64  ق.م – 335 م
التأثير البيزنطي                335  م –  636 م

التأثير الإسلامي               636 م= 15 هـ 

التأثير الروماني   64  ق.م – 335 م

هو امتداد للتأثير الإغريقي وظهرت باعتناق الإمبراطور قسطنطين المسيحية في الإمبراطورية الرومانية.. وتواكبت تلك الحقبة بحكم زنوبيا ملكة الشرق.


فتميزت الأزياء بمنتج Stol مستمر من الأيوني الإغريقي، فستان درابية وفوقه شال ملفوف عدّة ثنيات إلى أثواب طويلة مستقيمة بدون أكمام مع نقوش وزخرفات عمرانية، مع أغطية للرأس
وعصبات متنوعة الحجم ووشاح طويل. وكذلك منتج (الدالماشيا)، و(البلا) الذي يشبه لحد كبير العباءة الإغريقية واستخدمت العباءة الكبيرة فوق القلنسوة التي تسمى
Hood
للسفر والأجواء الباردة .

أهم الأقمشة المستخدمة الأصواف والحرير والزخارف الهندسية وأشكال الأغصان والأوراق النباتية والطيور وموضوعات الصيد. أما الألوان فهي الأبيض والبنفسجي والقرمزي.


التأثير البيزنطي  335 م – 636 م

وهو نهاية للتأثير الروماني التي تحولت بعد اعتناق المسيحية إلى قسمين: غربي عاصمته روما "كاثوليكي"، شرقي عاصمته قسطنطينية "أرثوذوكسي"، وانحسر نفوذها على بلاد الشام بعد معركة اليرموك عام 663 م.

 وكانت غنية جداً ذات ازدهار اقتصادي ، وجمعت تأثيرات من الشرق أرض الديانات السماوية، فكان لهذه الأزياء تأثير ديني قوي..


فهي ثياب احتفالية وبعضها ما زال مستخدماً ليومنا الحالي… وتميزت أزياء النساء بمنتج palla الثوب

الطويل متعدد الأشكال مع شال وكاب ودرابيات ووشاح للرأس



وفخامة في تيجان الرأس من مجوهرات وأحجار كريمة، والأثواب من طبقتين ثوب ضيق طويل ساده وفوقه ثوب أقصر ملون ومطرز، وظهرت ألوان متنوعة جداً ميزت زي الملكة بغناءه المطرز مع الأوشحة الملفوفة والأحجام الفضفاضة والمخنصرة…
وظهر منتج البنطلون المأخوذ من السروال من الفرس مع تأثيرات عليه.. والأقمشة الرقيقة كالحرير والكتان ثم الصوف والجلود للشتاء وأيضاً ظهرت الأقمشة الوبرية كالمخامل واستخدم البروكار(أول نسيج حياكة في العالم ونسجه السوريون) بألوان متعددة ورسومات نباتية وهندسية مع ألوان غنية جداً.

التأثير الإسلامي  636 م = 15هـ

بظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت الأزياء بسيطة جداً، تميل للزهد، بألوان ترابية بسيطة استمرت لعهد الخلفاء الراشدين.. فكانت من الجلباب الفضفاض والسروال والعباءة والبالطو..

وكانت أزياء النساء محتشمة فضفاضة يغلب عليها اللون الأبيض رمز الطهارة والوقار.

المرحلة الأموية   40 هـ – 132 هـ
ميزت بأزياء بغاية من الأناقة والفخامة بسبب الازدهار الاقتصادي والنفوذ السياسي وتبادل التجارة مع الشرق الأدنى والغرب، إضافة لظهور الفن العمراني والبيئة والطقس المساعدان على الإبداع



لا نملك وثائق كافية لكن التاريخ يذكر الأقمشة الحريرية، البروكار بخيوط الذهب والفضة، الحرير، القطن، الصوف، الأقمشة الوبرية، التيل من النباتات، مع غنى وفخامة في الأزياء، وعمامة الرأس تداولت بشكل يعطي الهوية الإسلامية مرصعة بالأحجار الكريمة للفخامة.

المرحلة العباسية   132 هـ – 656 هـ

تشمل الفاطمية – الحمدانية- الأيوبية.

حضارات عرفت بالترف والفخامة وغلبة اللون الأسود خاصة على العمامات.. ولم يكن لها أية دلالة على نوع الطبقة.. وأُخذ اللون الأسود شعاراً للدولة العباسية على الرداء أيضاً.
ودمج تأثيرات متعددة من الهند والصين فأخذت الأزياء تأثير القبات الصينية. الألبسة: الرد، عدة قطع للزي الواحد، مزركشة، مطرزة، نسيج مفنن، وألوان متعددة…

المرحلة الفاطمية  132 هـ – 656 هـ

تميزت مواكب الخلفاء الفاطميين بفخامة وعظمة لم تعرف في التاريخ، كان اللون الأبيض شعار الفاطميين وتنوعت أزياء العيد، الخليفة، الاحتفالات. وميزت بأنسجة مدموجة بخيوط من الذهب والحرير ومطرز بالمجوهرات أحياناً.



فهي مرحلة ترف بالأزياء، فكانت المنتجات من السروال، القميص، الثوب ذو أكمام واسعة فضفاضة. أحزمة فخمة مرصعة بالمجوهرات مع عصبات مختلفة الألوان والأحجام وأوشحة حريرية كتب عليها قصائد شعرية. فظهر تعاون بين النساج والشاعر لإخراج منتج مميز..أي عصر عرف الترف والبذخ في الأزياء.. 

المرحلة المملوكية  656 هـ – 926 هـ

ترافق مع العصور الوسطى في أوربة، وقسم إلى قسمين: مماليك الأتراك، مماليك الشركس.   




كانت الأزياء متطورة جداً نظراً لوجود المجتمع الطبقي وميز بحجم عمامة الرأس التي كلما كبرت دلت على عظمة وجاه الفرد.



كثر ظهورالجبة، الدراعة والرداء نوع من الجلباب، والعباءة التي ارتداها السلاطين والشعراء ورجال الدين، والسيدات الملاءة الفضفاضة التي تلف نفسها بها المرأة، وأثواب غالبيتها فضفاضة

وظهر  القباء(المشلح حالياً) وظهر البرقع – البخنق، الخمار، الطاقنة، الطرحة، العصبة، القناع لتغطية الرأس والوجه وتفننت النساء بنقوشهن وتطريزهن. وشاع استخدام المينا لأول مرة في المجوهرات.

المرحلة العثمانية  1516 م – 1918م

تعتبر حلب ثاني مدينة عثمانية بعد اسطنبول  ولهذا كثرت أنواع المنتجات وازداد إنتاج النسيج من بروكار، كتان، حرير بأنواعه وألوانه، حيث بلغ عدد النول لإنتاج الحرير في هذا العصر /18000/ نول وهذا ما ساعد على ظهور الصاية بألوانها المختلفة.



 

        وأخذت الأزياء الطابع المدني من قميص وسروال غني  ومطرزة نهايته، جاكيت فوقه مطرز يدعى أنتثاري، وثوب من الساتان المقلم وفضفاض مع أغطية مختلفة للرأس.
ظهرت التنورة بأحجام متنوعة، القفطان الملفوف رد ويدعى (الجبة) و/الحبرة/ عبارة عن عباءة فضفاضة عريضة تلبس عند الخروج من المنزل، و(اليلك) منتج كالمشلح بدون أكمام يلبس فوق القميص والسروال، والحزام ذو أحجام مختلفة وتأثيرات متنوعة.

 

أما أغطية الرأس فتنوعت أقمشة العصابات وأنواعها وأحجامها حسب طابع المنطقة والبيئة.. وكذلك الطرحة والطاقية المصنوعة من القطن أو الحرير وأحياناً من الذهب والفضة ويطلق عليها القرص(وهذا مستمر ليومنا الحالي زي السويداء).

أما الزخارف والنقوش فكانت ئملأ غالبية الزي، والفنان المسلم عمل على ملء المساحات والفراغات بالزخارف النباتية، والهندسية، والزخارف الكتابية التي أصبحت من ميزات الفنون الإسلامية في الأزياء والبناء، ونجح مهرة الفنيين المسلمين في العمل على تخفيف ما في الألوان من تنافر بتصغير المساحات الملونة وتكرارها فتقاربت الألوان غير المتقاربة بهدوء وجمال بعد أن خفت حدتها.

متابعة: أغيد شيخو_ عالم نوح