الأطفال في الـ SOS
- يوليو 1, 2010
- 0
قرى الأطفال، عمل ومحبة واعتماد على التبرعات….. ووزارة الكهرباء تحاسبها كمؤسسة ربحية. حوار مع السيد ماجد الابراهيم مدير قرية الأطفال SOS في قدسيا ـ دمشق و ريما ديبو.
هكذا يعيش الأطفال في ال SOS:
ريما ديبو:
المؤسسة الإيوائية هي دار رعاية جماعية أو جمعية خيرية، لها لوائح و أنظمة تحكم وتوجه العاملين فيها و المستفيدين منها. وتختلف طبيعة هذه الدور و الجمعيات من دولة لأخرى في طريقة عملها لرعاية الأطفال و المراهقين المحرومين من الرعاية الأسرية الطبيعية، مع محاولة تنمية جوانب النمو لإشباع حاجاتهم الضرورية لتكوين شخصياتهم، ولسد جانب النقص الذي يعانون منه. وفي هذا الإطار قمنا بحوار السيد ماجد الابراهيم مدير قرية الأطفال SOS في قدسيا ـ دمشق:
ما هي مسؤوليات القرية تجاه أطفالها؟
الطفل مسؤوليتنا بمرضه ودراسته وحياته وسلوكه ولباسه وتدفئته خلال مدة إقامتهم في القرية نأخذ على عاتقنا رعايتهم و تدريسهم من عمر السنة حتى عمر الثمانية عشر، وإذا أراد أحدهم إكمال تعليم ما بعد الثانوي فإننا نرحب به و نتابع معه في القرية الفترة الجامعية و نقدم له رسوم الجامعة أو المعهد بحسب الاختصاص الذي دخله ومسؤولية النقل والسكن علينا في القرية ونعتني به لعمر 26 سنة. وحتى الشباب الذين يؤدون خدمة العلم يظل ابننا ويظل تحت جناح القرية حتى بعد 6 أشهر من تخرجه من خدمة العلم. أما الذي توظف بمهنة فتصبح المهنة هي معيله. أما بالنسبة للزواج، فنحن نقدم رأينا لأبنائنا وبناتنا في القرية بحسب كل حالة و لا ننكر أن الأهل هم أصحاب الرأي الأخير. وتقوم الجمعية بتقديم مساعدات لهم تعينهم في بناء حياتهم الجديدة ككساء بيت، أو فرش بيت، أو دفع 6 أشهر أو سنة من أجار البيت.
كيف يقضي الطفل حياته داخل الجمعية؟
الميزات التي عندنا: إذا لاحظت عندما دخلت الباب الرئيسي مفتوح دائماً، والطفل يدخل ويخرج دون أي رقيب ودون سؤال، ونتقصد ذلك والفكرة من ذلك أن يندمج الطفل مع محيطه، والدليل أنهم منتشرين في (17) مدرسة حكومية. ونحن عندنا (12) بيت. أما بالنسبة للباس فينزل الطفل مع (أمه البديلة) إلى السوق ليختار اللباس الذي يعجبه ضمن المخصصات المدروسة له لأن الطفل عندنا له مخصصات صيفية وشتوية وللأعياد.
من أين تأتي القرية بالأموال لرعاية الأطفال؟
تعتمد الجمعية على التبرعات ليس لها ميزان محدد، متفاوتة. وأطفالنا بحاجة لمصروف كبير، فبعد أن يعودوا من المدارس هم بحاجة إلى رعاية علمية فهم يأتون بأوضاع علمية سيئة جداً، ونحن بحاجة لأموال كثيرة في هذا المجال رغم أن الأساتذة في القرية يعتبرون جزءاً من عملهم تبرعاً للجمعية وأطفالها… فهم لا يأخذون إلا الأجور الرمزية على ساعات تدريسهم الإضافية من هذه القرية.
ما هي المشاكل التي تواجهكم في القرية؟
تتواجد عندنا مشكلتين أساسيتين: فبالنسبة للأزمة العالمية لا يستطيع أحد أن ينكرها والناس بالتالي خفت تبرعاتها للقرية، فنحن نتمنى و لو فكرة كمبلغ( 200) ليرة سورية من كل رب أسرة وأنا أجد أن هذا المبلغ لمن عنده دخل مستقر لن يشكل عبأ عليه.
وكيف يستطيع المتبرع أن يوصل لكم هذا المبلغ؟
يستطيع أن يوصله إما بالمجئ فوراً إلى القرية ، أو أن يذهب إلى إدارة الجمعية في منطقة شيخ محي الدين بالجبة هاتف (9240) فيمكنه عن طريق هذا العنوان أن يتبرع .
وماهي مشكلتكم الثانية؟
أننا نعاني من وزارة الكهرباء داخل القرية في موضوع ساعة الكهرباء (ساعة صناعية) التي يحاسبوننا عليها في وزارة الكهرباء كل دورة ما يقارب ال300 ألف ليرة سورية، والسؤال هنا لوزارة الكهرباء: نحن هنا نقوم بترية أطفال ولسنا منشأة صناعية و (300) ألف ليرة سورية يعني مليون و 200 ألف ليرة سورية بالسنة. فأليس من الأجدى أن ينتفع أطفال القرية من هذا المبلغ بمساعدة من وزارة الكهرباء؟ وأنا لا أتهرب من دفع الفاتورة ، ولكن أتمنى ان يعاد النظر بالنسبة لهذا الموضوع فأنا في القرية لا أملك منتج صناعي أو تجاري ليحاسبوني عليه. فأرجو أن تحل هذه القضية بتركيب ساعة كهربائية على النظام العادي .
كيف تبقون الرابط موجود بين الأيتام وذويهم خارج المبرة؟
نحن حريصين على دوام زيارة الأهالي للفتيات حتى تبقى العلاقات الأسرية قائمة فيما بينهن ولا يجدون صعوبة في العودة للعيش مع ذويهم من جديد. ففي النهاية الأيتام سوف يخرجون من عندنا في سن معينة وسيعودون إلى بيوتهم أخيراً، فنحن نؤكد على زيارة الأيتام أيضاً لبيوت أهاليهن أيام العطل ممن كفلهن سواء أكان الخال أو العم أو العمة أو الجدة.
كيف تنمّو عند الأطفال في القرية روح الحياة الاجتماعية فيما بينهم؟
بدأنا بتجربة فريدة من نوعها باعتقادي لم يسبقنا إليها أحد من باقي المؤسسات الإيوائية، حيث خصصنا يوم في الأسبوع وهو يوم الخميس وعلى فترة الغداء يبقى ثلاثة أطفال ويخرج ثلاثة أطفال من كل بيت في القرية وهؤلاء الأطفال الثلاثة الذين يخرجون من بيتهم يتوزعون على ثلاثة بيوت في القرية لمشاركتهم الغداء، والهدف من ذلك هو زيادة الاندماج بين الأطفال في القرية، وكسر الحواجز الفاصلة فيما بينهم، وبذلك يصبحون أكثر ألفة ومحبة وتقارب.
كيف يقضي السيد ماجد الابراهيم يومه داخل القرية؟
في نظام القرية SOS أعتبر نفسي (أب) لهذه القرية ويوجد بيت مخصص لي ولعائلتي في هذه القرية أي سكن دائم لنا.
وأبدأ يومي هنا حوالي الساعة السادسة صباحاً فأطمأن على أن كل الأطفال قد خرجوا بمظهر معقول إلى مدارسهم بعد تناولهم وجبة الفطور طبعاً، وأن كتبهم وضعت داخل حقائبهم مع سندويشاتهم و مصروفهم اليومي (المصروف الشهري المخصص نقسمه على 30 يوم) حتى يصعدوا إلى باصاتهم ويذهبوا إلى مدارسهم.
نتابع الأطفال داخل مدارسهم
بعد ذلك استمر في مهمتي الإدارية في القرية ونتواصل مع المدارس وعلاقتنا جيدة مع مديري المدارس ونهتم بملاحظاتهم الإيجابية والسلبية، وإذا كانت هناك مشكلة دراسية تخص أحد طلابنا في المدارس فممكن حينها أن نرسل الأم في القرية وهي المسؤولة بشكل مباشر عن ذلك الطفل في البيت وقد تذهب معها أخصائية في الشؤون الاجتماعية حتى تساعد الأم في مناقشة المشكلة وتقرب وجهات النظر وتكتب لنا تقرير عن وضع الطفل في المدرسة، ويوجد لكل طفل ملف خاص به يتضمن كل المعلومات التي تطرأ خلال المراحل التي يتواجد عندنا فيها.
وبالنسبة للزوار عندنا علاقتنا المستمرة مع كفلاء الأطفال يأتوا ويتابعوا أحوال الأطفال و عندنا علاقات مع المحيط ومع المتبرعين و المتطوعين وهذا كله نقوم به في غياب الأطفال في المدارس. وفي هذا الوقت أيضا تنزل الأمهات إلى السوق لتجلب حاجات البيت من منظفات أو خضار للطبخ أو أي شئ يحتاجه البيت كأي حياة بيت طبيعية.
بعد الظهر..
بعد الظهر نستقبل الأطفال الذين يأتوا من المدارس، وإذا كانت هناك أوراق مذاكرات أنا أوقعها باسم أولياء الأمور لكل الأطفال.
وبعد الغداء تبدأ دراستهم في الساعة الثالثة ظهراً، والذي عنده دروس تقوية يتجه إلى الصالة ليأخذ درسه ومن ثم يعود إلى البيت ليكمل دراسته. وقبل أن يناموا اطمأن عليهم ، وعلى تدفئتهم إذا كنا في فصل الشتاء. وعملياً قبل الساعة 12 ليلا لا يمكن أن أدخل بيتي حتى اطمأن على سير العمل كله في القرية.
سامية في الصف الخامس قالت لنا: أنا أسكن في بيتنا في القرية مع أختي التي في الصف الثالث مع أخيين توأم رضيعين وأربع أطفال من عمري تقريباً، واعتبرهم كلهم أخوة لي. وتساعدنا أمنا في الدراسة و شراء حاجاتنا وملابسنا وعندنا دروس تقوية لمواد مثل اللغة و الرياضيات و العربي. وأثناء العطل نذهب إما في رحلة أو نستقبل أهالينا الذين يأتوا لزيارتنا، أو نقوم بنشاطات متنوعة وجماعية مع باقي أخوتنا في القرية. طموحي أن أنهي دراستي وأعمل مربية أطفال في نفس القرية.