لن أتكلم عما دار بيننا من حديث، ولكنني سأنقل عدة فقرات عن قول هذه الأم العظيمة، قالت لي: “الله يسامح كل من حاول أن يتاجر بدم ابني”

 

 

 

2012/07/15 مقالات بالتشارك مع موقع عالم بلا حدود

 

الأقزام لا يلعبون كرة السلة بقلم المهندس باسل قس نصر الله

كان الباب مفتوحاً قليلاً، فدققت عليه ثم أكملت فتحه ودخلت.

كان الوقت ظهراً في بيروت، من يوم الثلاثاء، في ذكرى الجلاء في سورية، وكانت الغرفة صغيرة وفيها رجل جالس وآخر يصلي وإنسانة شابة، حييت وعرّفت عن نفسي واتبعتها بـ "يسلم الدين والإيمان" فحياني الرجل الجالس وشكرني وقال لي أن والد الشهيد هو الذي يصلي أما أنا فعمه وهذه أخته.

كان بعض الإعلام اللبناني قد هاجم سورية وأتهمها بأنها قتلت مصور قناة الجديد علي شعبان، وبدأ هذا الإعلام بحملة على سورية وحشد الطاقات الإعلامية الهائلة، وهو مصرٌّ على أن إطلاق النار حَدَثَ عن عمد.

أنهى أبو علي صلاته ثم قدِم مصافحاً، فقلت له "تَقبَّل الله" وأجابني "منا ومنكم صالح الأعمال" قدمت له نفسي وقلت له: "إن الشيخ أحمد حسون مفتي سورية أرسل لك مصحفا تم طبعه لذكرى ابنه الشهيد سارية، وقال لي، لن يوجد أفضل من كلام الله ليكون رسولا بين عائلتَيْ شهداء" فأخذ أبو علي المصحف الكريم المغلف مني وأخرجه وقبله، ثم جاءت إلينا أم علي فأحنيت لها رأسي وقدمت لها واجب العزاء، وجلست مقابلي.

لن أتكلم عما دار بيننا من حديث، ولكنني سأنقل عدة فقرات عن قول هذه الأم العظيمة، قالت لي: "الله يسامح كل من حاول أن يتاجر بدم ابني" و "لقد حاولوا توريطي أمام التلفزيون" " أنا ابنة المقاومة ونحن لا نتهم أحدا".

هذه الأم العظيمة من لبنان، العملاقة بكلامها البسيط، القوية بقوة جرحها، علمتني معنى أن نتجاوز أنفسنا لمصلحةٍ أعلى منها، أن نسموا على جراحنا لنضمد جراح الوطن.

كم نحن بحاجة إلى عمالقة مثل السيدة أم علي، لنتجاوز مشاكلنا التافهة أمام مشاكل الوطن؟

وكم نحن بحاجة إلى إيماننا بالوطن، مثل إيمان أم علي بالمقاومة؟

نركض وراء المناصب لاهثين.

نلعب – في هذا الوقت بالذات – ونتاجر بصفقات لمصالحنا.

نتكلم عن حقوق الأقليات والتوزانات، وهدفنا تحقيق المكاسب الشخصية لنا باسمهم.

نخرب الدنيا ولا نقعدها لأنه لم يتم تمثيلنا في مجلس للشعب أو في الوزارة، ونستخدم الطائفة مثل قميص عثمان.

نؤكد أننا إذا لم نكن موجودين في المناصب فمعنى ذلك أن الأمور لن تسير بشكلها الصحيح.
عيوننا على المناطق العالية، ونحن أقزام.

فهل يلعبُ الأقزام كرة السلة؟؟؟؟

في الأدبيات الإسلامية قيل : تخيروا لِنُطفكم فان العِرق دساس

وفي الإنجيل يقول السيد المسيح : أعمى يقود أعمى، كلاهما إلى خراب
ووووو

اللهم اشد أني بلغت