الألعاب الأولمبية والشعلة نشأةً وإبداعاً وانتشاراً من سورية بدأت في حلب لأول مرة في التاريخ في 1800 قبل الميلاد .
عامر رشيد مبيّض
أـ الألعاب الأولمبية بدأت في القرن الثامن عشر قبل الميلاد بحلب وانتقلت إلى عمريت وجبلة ودمشق وحوران ومارثون إدلب وماري .

 

 

 

الألعاب الأولمبية والشعلة نشأةً وإبداعاً وانتشاراً من سورية بدأت في حلب لأول مرة في التاريخ في 1800 قبل الميلاد .

عامر رشيد مبيّض

أـ الألعاب الأولمبية بدأت في القرن الثامن عشر قبل الميلاد بحلب وانتقلت إلى عمريت وجبلة ودمشق وحوران ومارثون إدلب وماري .
ب ـ الألعاب الأولمبية في جزيرة كريت نقلها العرب الأموريون السوريون من حلب في القرن السابع عشر ق.م .
ت ـ الألعاب الأولمبية في أثينا وبيرويا عربية آرامية سورية بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد .


عامر رشيد مبيض ، مؤرخ حلب عالم آثار Aleppo

مؤلف كتاب شمس سورية تسطع على أوربا


ـ قديمة هي حلب : الكهف والحرف والمعبد ، والرعد والقلعة ، العاصفة ورياح الشمال ، أعراس الخصب ، وأناشيد المهرجان ، وصبايا الحصاد ، أغاني الشجن ، وآهات الجوى . سالت بوديانها الأمطار ، وتشابكت تحت غيومها الغابات . سطع في غياهبها ضوء القمر ، وتألق في سمائها مجد الشمس. إنَّ رائحة القدم فيها كريح يوسف ترد البصر ، فيرى المرء ألوان الزهو في « يمحاض : يم حَدَد : إله المطر » ويسمع أناشيد الظفر في أرمان « حلب » ويصغي إلى رعود « حَدَد » في قلعة حلب . هو ذا إيقاع المجد ينساب من رعود حَدَد وبروقه ليسكن في كل زاوية ، وبيت ، ومعبد ، ثم يغدو شرعة الجمال مع آيات التوحيد يدعو إليها إبراهيم عليه السلام من المعبد ذاته ، فإذا « حَدَد » ، هو « أحد » الواحد الأحد ، وإذا لدعوته من البروق والرعود ما للأذان في مسمع الدهر لايفتأ يتردد أبداً . إنَّ التاريخ ليس نقلاً ، وإنما هو نقل عن عقل وقلب ، لأنَّه ليس حروفاً ، وإنَّما هو منطق الحياة . وإنَّ تاريخ حلب ليس رجماً بالغيب أو لعباً بالكلمات ، وإنَّما هو لوعة عاشق وجهد مؤرخ ، فالوثائق ماثلة للعيان ، والصروح حروف هذه الوثائق ، وأبجديتها .

ـ الألعاب الأولمبية :

تشير مصادر المستشرقين الغربيين أن « أثينا » لم تكن موجودة على الخريطة إلا بعد الغزو الفارسي لسورية في القرن الخامس قبل الميلاد. وإن العرب الآراميين السوريين « السريان » هم أول من سكن مدينة أثينا وشيدوا حضارتها ونقلوا إليها الألعاب الأولمبية « الطقوس البعلية للإله حدد وزوجته عشتار = ستار = النجمة » .
أما جزيرة كريت اليونانية ، فأول من سكنها وشيد قصر كنوسوس وحضارتها ووضع مسرحها ونقل الألعاب الأولمبية إليها هم العرب الأموريون السوريون ، في حوالي القرن السابع عشر قبل الميلاد كما سنرى لاحقاً ، وكانت قد بدأت بحلب وعمريت وجبلة ودمشق وحوران في القرن الثامن عشر قبل الميلاد .

ـ تهربا من مواجهة الحقيقة بأن العرب الآراميين السوريين « السريان » هم الذين شيدوا حضارة أثينا، وإمعاناً في تزوير التاريخ، قال الدكتور شارل سنيوبوس، أحد أساتذة كلية السوربون، في كتابه « تاريخ الحضارة »: « لقد نسي اليونان تطواف أجدادهم. فكانوا يقولون إنَّهم ولدوا من التراب كالصراصير. لقد فاخر الأثينيون لسكناهم. وادَّعى أجدادهم أنهم ولدوا من الرمل كالزيزان». أما الدكتور « كيتو » في كتابه « الإغريق » فقال: « إنَّ الأثينيين كانوا أحد الشعبين اللذين ادعيا أنهما نبتا من الأرض ». هكذا يكتبون تاريخهم .

ـ هذا هو أصل الشعب اليوناني كما يزعمون. ولكن أين هي الحقيقة؟ .
الدكتور « كيتو » وضع سؤالاً عن نشأة « كورنثا وأثينا » لكنه لم يجب عن سؤاله حيث قال في كتابه : « هل كانت كورنثا في أصلها مستعمرة أجنبية ؟ من الجائز ذلك ، غير أن الذي يثير العجب أكثر من كورنثا هو أنَّ أثينا ليست اسماً إغريقياً، وكذلك الإلهة أثينا. إن أثينا مدينة باسمها لأجانب ».

ـ إذا كان الدكتور « كيتو » وهو أحد المتعصبين للحضارة الإغريقية ، قد جزم في كتابه « الإغريق » بأنَّ أثينا ليست اسماً إغريقياً ، وكذلك إلهة أثينا ، فلماذا سكت عن الإجابة ؟ .
ـ العرب الآراميون السوريون شيَّدوا أثينا وصفهم المستشرقون بالأجانب :

لنقرأ الإجابة من كتاب الدكتور « كيتو » في كتابه « الإغريق ». يقول عن حضارة اليونان: « كورنثا في أصلها مستعمرة أجنبية .. وأثينا ليست اسماً إغريقياً وكذلك الإلهة أثينا .. إنَّنا لانعرف شيئاً عن أفكارهم وتجاربهم إلا عن طريق الاستنتاج . وثانياً لأنَّنا لانعرف شيئاً مطلقاً عن أكثر هذه الدول . وبلاد الإغريق تضع مؤرخها على العكس في مركز غير ملائم . وحتى سجلاتنا عن القرن الخامس قبل الميلاد نادرة جداً .. وإسبارطة مدينة المتناقضات .. وتاريخها القديم مجهول والأساطير فيه أكثر من الحقائق ، وهذه الحقائق الظاهرية يرجع الكثير منها إلى صياغتها من جديد طبقاً لفروض الفلاسفة المتأخرين … ولا مفرَّ من أن يكون فهمنا للأساطير خاطئاً » . هكذا يكتبون التاريخ هرباً من مواجهة الحقيقة .
ـ العرب الآراميون السوريون شيدوا المدن اليونانية وسكنوها :
يقول أندريه إيمار وجانين أوبوايه ، في الموسوعة الفرنسية « تاريخ الحضارات العام » :
« فالشرق السامي ـ « السوري » ـ بعث إلى الغرب بجاليات أخذت تنتظم على شاكلة المدن الأم التي انشطرت عنها . وسيصبح الإله « حدد ـ بعل » في مدينة دوليخة ، شمال حلب الذي يختلط بالثور والفأس الإله « زوس ـ دوليخانوس » ليونانيي العهد الهيليني ثم الإله جوبتير دوليخانوس للرومان ، وبهذا الاسم ستمتد عبادته إلى كل المقاطعات . والإغريق غالباً ما أعطوا المثل وتبنوا بعض الآلهة الشرقيين « السورية » كـ « زفس » بنوع خاص الذي تمثلوه في كل بعل سوري …. سارت الأمور على خير ما يرام طيلة قرن ونصف » .

ـ وقال المؤرخ الأمريكي « ول ديورانت » في موسوعته الضخمة « قصة الحضارة » وحسب مصادره ، قال : « تبدو أثينا أيام مجدها شرقية أكثر منها أوربية في أخلاق أهلها وفي حروفها الهجائية ، ومقاييسها وموازينها ونفوذها وسكنها وملابسها وموسيقاها وطقوسها . وجاءت من هيرابوليس ـ { منبج : من أعمال حلب } ـ الإلهة أترجاتس« عشتار » المعروفة عند الرومان بالإلهة السورية ، وجاء منها « أزيز Aziz عزيز » المعروف بـ « زيوس دلوكي » وغيره من الأرباب العجيبة . ونشر التجار السوريون عبادة هذه الآلهة … حتى اعتلى العرش آخر الأمر شاب من كهنة « بعل » السوري وتسمى باسم « إلجبالس » عابد إله الشمس » .

ـ الألعاب الأولمبية نشأت كطقس ديني لبعل حلب حدد إله المطر :

إن الألعاب الرياضية الحلبية « حلب » وفي الهجاء الغربي « ألب » أقيمت أول مرة في التاريخ كطقس ديني لـ « بعل حلب » وهو « حدد » إله البرق والرعد والمطر ، وكان للألعاب الرياضية في جانب من جوانبها معنى غير ديني ، قد يكون مرتبطاً بشكل أو بآخر بالاستعداد لأي معركة ، ولاسيما أن الرياضة ضرورية للحرب التي تعتمد على القوة والمهارة في غابر الزمان .

ـ بداية لابد من تعريف الإله « زوس » بأنه عربي آرامي سوري ، من حلب :
يُعد « هيرودوت » أول مؤرخ في التاريخ وصلنا كتابه ، وهو أول من تحدث عن آلهة الإغريق وأشار في كتابه « تاريخ هيرودوت » بأن آلهة اليونان وافدة عن طريق العرب ، حيث قال : « الإله زوس في دينهم هو السموات والعوالم ، وهم يعبدون الشمس والقمر .. وبَلغتهم « أفروديت » التي انتقلت إليهم عن طريق العرب . وهي « اللات » عند العرب . أمَّا أصل الآلهة وقدمها . فلم تكن لتخطر للإغريق ببال ».

ـ لقد أشار « هيرودوت » صراحة إلى أن الإله « زوس » والإلهة « أفروديت » التي هي « اللات » عند العرب الآراميين . وقد انتقلت هذه الآلهة إلى اليونان عن طريق العرب .

ـ الأدلة التاريخية لبداية الألعاب الأولمبية ؟ :

تُجمع المصادر التاريخية بأنَّ الألعاب الأولمبية بدأت في أثينا سنة 776 ق.م .
سوف أقتبس من مرجع هام تحدث عن تاريخ الألعاب الأولمبية وهو كتاب « تاريخ العلم » للعلامة الشهير جورج سارتون ، وحسب مصادره فقد اعتبر أن الألعاب الأولمبية تعود إلى زمن بعيد ، دون أن يحدده ، وقال : « ترجع الألعاب الأولمبية إلى زمن بعيد ، لكن الألعاب التي عدت الأولى سنة « 776 ق.م » هي التي انتصر فيها ، كوروبيوس ، من إليس في سباق المشي عام 776 ق.م ، وكانت الأعياد الأولمبية في الشهر الثاني من تقويم إليس وهو يوافق الشهر الثاني في التقويم الأتيكي « أثينا وما حولها » وهو شهر « يوليو ، أغسطس/تموز ، آب » ولذا أصبحت السنة الأولى من الأولمبياد الأولى تمتد من شهر يوليو « تموز » أو أغسطس « آب » عام 776 ق.م ، إلى شهر يوليو عام 775 ق.م . وألغيت الألعاب الأولمبية عام 393م ، بأمر من الإمبرطور الروماني الكبير ثيودوسيوس « 378ـ 395م » .

ـ التعقيب المضاد على العلامة جورج سارتون :

1ـ إن الألعاب الأولمبية بدأت أولاً في جزيرة كريت في القرن السابع عشر نقلها العرب الأموريون السوريون، وبعد الاحتلال الفارسي لشمال سورية في القرن الخامس قبل الميلاد شيد العرب الآراميون السوريون « السريان » مدينة « أثينا » ونقلوا ألعابهم الدينية الحلبية إليها. وإن كلمة « أثينا » عربية آرامية معناها « أتون » الشمس ، وهي « اللات » . حيث قال الدكتور « كيتو » المتخصص في الحضارة الإغريقية ، في كتابه « الإغريق » : « إن أثينا ليست اسماً إغريقياً ، وكذلك الإلهة أثينا .. وإن أثينا مدينة باسمها لأجانب » .

2ـ يعد الألماني « هاينرخ شليمان » أول من اكتشف حضارة كريت في اليونان ، فقد عاش متيماً بـ « ملحمة الإلياذة » حتى صار موقناً بصحة ما جاء فيها وتلاه باحثون آخرون أشهرهم الإنكليزي « آرثر إيفنز » الذي رفع اللثام عن مدينة باهرة مقرها كريت .

ـ يقول المؤرخ الأمريكي « ول ديورانت » في موسوعته « قصة الحضارة » :
« في عام 1893م ، اشترى الدكتور « آرثر إيفنز » عالم الآثار البريطاني من امرأة في أثينا عدداً من الحجارة البيضاء كانت تمائم ، وقد أدهشه ما كان محفوراً عليها من كتابة أثرية لم يكن في وسع عالم من العلماء أن يقرأها . وما زال يتقصّى مصدر هذه الحجارة حتى عرف أنها من جزيرة كريت اليونانية . وفي عام 1895م ، اشترى جزءاً من الموقع الذي كان « شليمان » والمدرسة الفرنسية يعتقدان أنه موقع قصر كنوسوس في جزيرة كريت اليونانية ، وبعد أن قضى تسعة أسابيع من عام 1895م ، يحفر في الموقع مستعيناً بخمسين رجلاً ، أماط اللثام عن أعظم ما أسفرت عنه البحوث التاريخية الحديثة من كنوز ، وهو قصر « مينوس ـ المينوتور » أو قصر « كنوسوس » . وكأنما شاءت الأقدار أن تؤيد ما أوحت به قريحة « آرثر إيفنز » إليه ، فعثر على آلاف من الأختام وألواح الصلصال عليها رموز تشبه الرموز التي جاءت إلى كريت . وظل « آرثر إيفنز » يعمل في كنوسوس سنين طوالاً ، وأتمّ في عام 1936م ، تقريره الرائع المسمّى قصر « مينوس » في أربعة مجلدات .

3ـ لايستطيع أي إنسان معرفة قيمة حضارة آلالاخ وعاصمتها حلب ، أكثر من عالم الآثار الإنكليزي « ليونارد ووللي » الذي كشف عن أنقاضها في الأعوام 1936 ـ 1949م ، ولنتذكر أنه في عام 1936م ، كان عالم الآثار « آرثر إيفنز » قد أنهى اكتشافه لقصر « كنوسوس » أو قصر مينوس بن عُربة ، في جزيرة كريت اليونانية ، وعثر على آلاف من الأختام وألواح الصلصال وقال بأنها جاءت إلى كريت . وفي عام 1936 ، وضع تقريره الرائع المسمّى قصر مينوس ، في أربعة مجلدات .

4ـ أما عالم الآثار الإنكليزي « ليونارد ووللي » مكتشف آلالاخ وعاصمتها حلب فقال : « إنَّ التزيينات المعمارية لقصر آلالاخ الحلبي لابدَّ أنه الأصل والأقدم للتزيينات المعمارية للقصر المينيسي القديم في كريت « قصر مينوس بن عُربة » فقد تبيَّن أنَّ عناصر بناء قصر آلالاخ ، قد تكررت ، ونقل كثير منها إلى قصر كنوسوس وأهمها : البناء الحجري المصقول ، والزينة النباتية في قاعة العرش وتقنية الرسوم الجدارية ، وظهر مثلها في قصر مينوس فجأة ، واختفى بعدها العصر المينوي وبقيت عناصر بناء آلالاخ حتى القرن السابع ق.م ، ويعد قصر ياريم ليم « القرن الثامن عشر ق.م » أسبق بقرن من الزمان من قصر كريت ، وما من شك أنَّ دروس العمارة والرسم الأولى قد تلقاها الكريتيون من قصر آلالاخ .. لقد استطاع عالم الآثار « ليونارد ووللي » أنْ يثبت مقدار الاستعارة والدَّين الكبيرين اللذين تدين بهما لهذه المدينة السورية العتيقة » .

5ـ أما المؤرخ الأمريكي « ول ديورانت » فقال في موسوعته « قصة الحضارة 6/2 ، 42 : « ومن بلاد آسيا جاءت ثقافة مينيسي . وكنوسوس « كريت » فيها كان الناس يعبدون الأعمدة والثور » .

6ـ قبل عرض الأدلة الأثرية التي تؤكد بشكل قاطع جازم أن الألعاب الأولمبية نشأة وإبداعاً وانتشاراً نقلها العرب الأموريون السوريون إلى جزيرة كريت في القرن السابع عشر قبل الميلاد ، لابد من شرح بعض الكلمات المتعلقة بشكل مباشر بالألعاب الأولمبية ، والكلمة الأكثر أهمية هي « ألب » مصدر تسمية الألعاب الأولمبية .

ـ جبل حلبAlp « القلعة »= أصل تسمية جبل « ألب » في أوربا :

لقد حار المستشرقون في معنى جبل « ألب » في أوربا ، وهو نسبة إلى جبل « حلب Alp = القلعة » حيث معبد الإله حَدَد « زوس » ، { حلب Alp } ثلاثة حروف بدون صوتيات « Aleppo » . ولعدم وجود حرف الحاء الحلقي في الهجاء الغربي لُفظت « ألب » وجادت قرائح المستشرقين بتفسيرات عجيبة غريبة في معاجمهم ، لمعنى « ألب Alp » فقالوا :

Alpe = مرعى جبلي شاهق « مذكر أو مؤنث »
Alpestre = صفة استعملت عام 1555م للدلالة على من ينتمي إلى جبال الألب
Alpage = كلمة استعملت في القرن التاسع عشر « مذكر » مرعى جبلي
Alpenstock : استعملت في ألمانيا 1866 « مذكر » عصا يستعان بها لصعود الجبال
Alpin = نفس الصفة استعملت في القرن الثالث عشر ألبيّ
رياضة تسلق جبال الألب ، كلمة مذكرة استعملت منذ عام 1888 Alpinisme =
Alpiniste =الرياضي الذي يتسلق جبال الألب « مذكر »
Alpique =صفة ألبيّ
Alpes = en latin في اللغة اللاتينية

ـ جبل حلب :

إن جبل « حلب » يضم معبد الإله العالمي « حدد » وهو إله المطر ، وهو المعبد الأقدم في سورية وما حولها ، حسب عالم الآثار الألماني « كوهلماير » رئيس بعثة التنقيب عن معبد إله الطقس في قلعة حلب منذ عام 1996م . ففي عام 1997 ، أثبت عالم الآثار الفرنسي جان ماري ديوران ، في متحف حلب ، في دراسة جديدة مدعمة بنصوص ورسائل من حلب وماري : « أنَّ النظام العالمي آنذاك يتعلق بإله حلب « حَدَد » وحده ! وما من ملك يجرؤ على مخالفة رغباته … وإنَّ أصول ملحمة صراع إله الرعد والبرق « حَدَد » مع إله البحر « يم » تعود في أصولها إلى الأدب الأموري الشفوي الذي نرى بقايا ذكره في رسائل MARI 714 وهذا يدعم فكرة أنَّ حلب كانت مركزاً ثقافياً تجمَّع فيه التراث الشفوي الأموري القديم ، ذلك التراث الذي انتشر في كل أرجاء المشرق ، ومنه إلى اليونان القديمة » . وقال عالم الآثار السوري الدكتور فيصل عبد الله ، قارىء نصوص ماري : « ظهر في نصوص ماري أنَّ إله البحر حَدَد وكان معبده في حلب قبلة الباحثين عن النبوءة والوعد من الملوك العراقيين والسوريين على حد سواء » .

7ـ كتب محررو تاريخ الحضارات العام « أندريه إيمار وجانين أوبوايه » :
« إنَّما المقصود هنا الألعاب الموروثة فكرتها دونما ريب عن الكريتيين .. نحن نجهل كل شيء عن كيفية تكوّن هذه الفكرة وهذه المشاعر … فإنَّ أشهرها وأقدمها على الإطلاق ، مباريات أولمبيا التي جرت كل أربع سنوات إكراماً لزوس الأولمبي … سباق الركض ثم سباق القوى الأخرى ، ثم سباق العربات . وقد وضع مثل هذا البرنامج المتنوع إكراماً لأبولون في جزيرة ديلوس الصغيرة … وإنَّ أبولون الذي جاء من آسيا ـ « لاحظوا تغييب كلمة حلب من قبل الموسوعة الفرنسية » ـ ثم يقول أندريه إيمار وجانين أوبوايه : « وسيصبح الإله « حَدَد ـ بعل » الذي يختلط بالثور والفأس الإله « زوس ـ دوليخانوس » ليونانيي العهد الهيليني، ثم الإله جوبتير دوليخانوس للرومان ، وبهذا الاسم ستمتد عبادته إلى كل المقاطعات …. والإغريق غالباً ما أعطوا المثل وتبنّوا بعض الآلهة الشرقيين أو حاولوا أنْ يستكشفوا فيهم مظاهر بعض آلهتهم كـ « زوس » الذي تمثّلوه في كل بعل سوري .. فالإلهة السورية عشتار … وبعل هليوبوليس .. الذين انتشرت عبادتهم في أوربا إنَّما خرجوا من سورية … وأدونيس وعشتار السوريين .. بين هذه الأعياد أحيطت أعياد ديونيسوس التي تميزت بالتمثيل المسرحي … لاريب في أنَّ المسرح إنتاج أدبي » . هذه أدلة على أن المسرح نشأة وإبداعاً وانتشاراً عربي أموري وعربي آرامي سوري . ويقول عالم الآثار الفرنسي رنيه دوسو ، في كتابه الديانات السورية ، ص 18 : « الإله السوري حَدَد الذي سيطر على مناطق سورية الشمالية كلها ، وقد نُقلت عبادته إلى العالم الروماني كله على يد السوريين » . ويقول المؤرخ الأمريكي « ول ديورانت » في قصة الحضارة : « جاءت من هيرابوليس { من أعمال حلب } الإلهة أترجاتس « عشتار » المعروفة عند الرومان بالإلهة السورية ، كما جاء منها أيضاً « أزيز Aziz عزيز » المعروف بزيوس » .

8 ـ المؤرخ الأمريكي « ول ديورانت » في موسوعته « قصة الحضارة » زعم بأنَّه يجهل اسم الدولة التي صدَّرَتْ الأختام إلى جزيرة كريت اليونانية واكتفى بالقول : « عثرَ آرثر إيفنز » في جزيرة كريت اليونانية .. على آلاف من الأختام وألواح الصلصال … والذي يزيد من حيرتنا في أمر هذه الرموز أنَّها « ليست كريتية بل أجنبية » وربما كان هذا القرص قد نقل إلى كريت من أحد البلاد الشرقية » .
ـ هل تأملتم ما قاله « ديورانت » :
« الأختام جاءت إلى كريت اليونانية من بلد شرقي » . وذلك لتغييب نشأة الألعاب الأولمبية بأنها سورية الأصل .
ـ إذا كان « ول ديورانت » تعمد تغييب اسم البلد الشرقي ، وهو « مدينة حلب السورية » ، فإنَّ المكتشفات الأثرية تُثبت أنَّها من حلب . تقول الدكتورة دومينيك كولن ، أمينة في متحف لندن قسم آثار الشرق الأدنى القديم في دراساتها « الأختام الأسطوانية في آلالاخ » التي تعود إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد ، وآلالاخ عاصمتها حلب :
« إنَّ الأختام الأسطوانية « الرُّقم الطينية » المكتشفة في آلالاخ تثبت بأنَّه كان يوجد ورشة لصنع الأختام الأسطوانية المزخرفة بدقة متناهية في مدينة حلب . وقد ظهر في بعض الأختام صورة الملك وإلى جانبه « إلهة المدينة بلباسها السوري » . وأكدت « دومينيك » بأنَّ حلب أوَّل من استخدم المثقب في التاريخ حيث ظهر على بعض الأختام أنَّ بداية استعماله كانت في حلب كأول نموذج يتم العثور عليه في القرن التاسع عشر قبل الميلاد .. وإنَّ لاعبي السيرك الجمباز ، والقفز فوق الثيران حيث يُظهر اللاعبون خفّتهم ومهارتهم الرياضية رغم خطورة بعض الألعاب ، وهي نوع من المهارات القتالية وسباق الثيران والخيل ، والملاكمة والمصارعة ، والجري ، والرمي بالقوس ، وقذف القرص والحربة ، والفروسية ، والذبائح ….. ولعبة الثيران التي تمارس في احتفالات ثانوية في شوارع أسبانيا أصلها من حلب » . وقالت أيضاً : « إنَّ الأختام الأسطوانية المكتشفة في آلالاخ وعاصمتها حلب ، تؤكد انتقال ألعاب القوى من حلب إلى اليونان « جيمنازيوم » وإنَّ الثور الطائر الذي ظهر فيما بعد في اليونان أصله من حلب ، ونراه على ظهر الأختام … وإنَّ جميع الألعاب الرياضية انطلقت من حلب إلى كريت ومصر في القرن الثامن عشر ق.م ، ثم إلى اليونان وأسبانيا حسب الأختام الأسطوانية » . وقالت : « ظهر تمثال في كريت نشاهد عليه رياضياً يقفز على ظهر الثور وعلى رأسه ، كما ظهر تمثال آخر في مصر ، إنَّ أصله من حلب »


9ـ أما المؤرخ الشهير « جيمس هنري بريستد » ، فقال :
« كانت كريت من أوَّل عهدها في الرتبة الأولى حضارة بين جميع جزر بحر إيجه … كأنَّها جزء من الشرق . وإنَّ اليونان كانوا عرضة لنفس المؤثرات الشرقية التي كان لها فعل كبير في الحضارة الإيجية » .
ـ وأنا أسأل « جيمس بريستد » من هو هذا الشرق في علم الآثار . إن الشرق لاحدود له ويمتد حتى الصين . ولكن الهدف طمس وتغييب الحقيقة عمداً ، فقد صعبت عليهم أن يقولوا بأنها حضارة عربية آرامية سورية من مدينة حلب .
ـ فهل بقي مجال للشك بأنَّ حلب مهد الألعاب الأولمبية وفقاً للمكتشفات الأثرية ؟ وهل بقي مجال للشك بأن المسرح نشأة وإبداعاً وانتشاراً من حلب وهذا ما تؤكده المكتشفات الأثرية . يقول بابليون فرجيل : « إنَّ المسرح هو جزء من هيكل الربة عشتار أينما وجد في الأرض السورية الأم ، أمْ في مواقع الانتشار » .
ـ وقال عالم الآثار الألماني « إدمون فريزول » من جامعة العلوم الإنسانية في ستراسبورغ » : « لقد عُدت دوماً صروح العرض ، وخاصة المسارح ، من بين المنشآت المدنية المحبذة لدى السوريين ، وقد أقاموا العديد منها في بعض المدن السورية وفي المدن المجاورة لها . ما زالت آثار تلك الصروح رغم حالاتها الراهنة ، تشهد اليوم بتميّزها . إنَّ المسارح التي ما زالت شبه سليمة في سورية ، لا تضم في الواقع أي عنصر هيلليني . وفي الشرق السوري لا يظهر أي من المسارح ، سواء في بنيته أو في موقعه أي تأثير هلليني محدد … وإنَّ المسرح جزء من التقليد الديني والهدف منه إقامة الشعائر والاحتفالات في باحة المعبد … لذلك فالمسرح في سورية ليس مسرحاً هللينياً »