في جو يفيض بالرومانسية وعبق العنفوان النسائي الذي تتصف به شاعرتنا سوزان كيالي، كنا هناك وكان هذه الكتابات

 

 

 

 

 

الأمسية الثانية للشاعرة سوزان كيالي في أثر الفراشة بتاريخ 4-11-2011

في جو يفيض بالرومانسية وعبق العنفوان النسائي الذي تتصف به شاعرتنا سوزان كيالي، كنا هناك وكان لنا هذه الكتابات:

 

 

ببهاءٍ أبيضٍ ملائكي، ذاك الذي لم يهبط من السماء، بل جاء من رحم القصيدة النثرية، قياساً بمنطق الفطرة، واعتماداً على القراءة الأولى، نجد أن كل كلمة تستقر في مكانها لتؤدي دورها في الانسياب الجارف إلى أعماق السامع، همساً وبوحاً، لتمارس تأثيرها الساحر، وبعفوية بالغة. فما تمتلكه"عشتار" من حدس قوي، يساعدها على قراءة شغاف القلوب، والنفاذ إلى أفئدتهم. 

تلك الإسقاطات المتضادة في جمالها الكلاسيكي غالباً، تتشكل في خطوط متقاطعة، وفي أبعاد متنوعة، ملونة بأبهى الصور، وأجملها حضوراً. نراها مليئةً بالمفارقات والرموز القابلة لقراءات متعددة، والتي تتوالد من الشعور واللاشعور. وتوالداً عكسياً آخر في طريقة تكوينها الدافئ الآتي من الوهج الفكري إلى ما بعد الأنوثة الشرقية المتمثلة واقعاً وحلماً. كل ما أقصده هي تلك الكلمات التي تحمل في طياتها عبقاً مكثفاً، للتراكمات الأنثوية الناعمة واختزالاً حسياً للحظات العابرة في ظل لغة فارس الأحلام، والشرائط الملونة. 

في كل أمسية نحضرها لا نخشى من أن تكرر نفسها، فدائماً نرى التجديد والجديد بحداثة اليوم، وذكريات البارحة، هذه المعادلة التي استطاعت أن تمسك بزمام طرفيها، وتلويها حبراً على ورق.
إذا وضعنا كتاباتها موضع النقد، ستتضارب جميع النظريات حول الأفكار والمفاهيم الجديدة التي جاءت بها، ولكن لابدّ أن نتفق على نقطة مشتركة، وهي وجود العنصر الإنساني الشفاف، والذي يتبدّى كطيف درامي يتماهى مع هيكل القصيدة. فلولا أني محكوم بعدد السطور في مقالتي، وخوفي أن أقوم بالإسراف في الثناء على المبدعة "عشتار"، فيصرفها التواضع عن مواصلة ما تقدمه من إرهاصات شعرية، تلك التي انتظرناها طويلاً، لأسهبت فيما أكتب من عدة سطور إلى صفحات. 

 

ونقدم لكم هذه الأشعار والومضات

 

هناك آلامٌ ثمينة
تسعدنا
امارس اليوم مثلا ترف المرض
وترف أن أراك بكل عيون قلبي
مقابل أن لا تنتبه حتى لوجودي
ترف أن أدعي أني عاشقة
وأعلم أن لا أحداً
غيري يصدق عشقي
ترف أن تلقي إليَّ كل حين لفتة
اسامر الأيام فيها
بأنواع التفاسير
ترمي إلي الساعات بدقائقها
وألملم ثواني
هي كل مقاديري

 

 

لولا القبل لما كانت ..الشفاه
فما حاجتي لشفاه
بعد اليوم…

 عدت اتكلم بعيني
لكي لا تسقط آخر قبلك عنها
وما حاجتي للكلام
ولم يعد لي من حديث
بنكهة صباحاتنا
وما حاجتي لصباحات
عيناك ليستا قناديلها
وما حاجتي للضياء
وقلبي يتحسس
طريق عتمتهُ
وما احسن العتمة
يختبىء فيها خوفي
فلا تعد لدنياي..!
ما وددت تضيع
كل تلك الكنوز
بقربك….

 

سأتراجع للمرة الألف
أزيح ال.hide.عن اسمك
أمتع عذابي كل يوم
وأتابع صهيل أصابعك
خيولك الجامحة
تعيدني للكتابة لك
عذرا حبيبي …!
ها أنا عدت أكتب لك …

 

هي رنّة صوتك
تطير الحجل
تعتق الفراشات
من فتحة قميصي
وأحب حتى صديقتي
الحقودة..!
ما هم لو احبني من أحب
ولم يفعل الباقون
انت اليوم توجتني
ملكة للفرح
رددت على اتصالي
فكيف اخفي كل تلك النعم
عندما أسال عن تورد الوجنات
ولمعة تلك اللؤلؤتين
كيف لا أرسم ألف حلم
بألف كرسي في الف حديقة
مع صديقتّي …يداك

 

تشعلها من نيران عينيك
ام من حرائق دمي
سيجارتك هذه..؟
أحسد احتراقها
وانهدم رمادا
وهي بين إصبعيك…

 

لا زلت انتظرك
متعبا ..تعود إلى
هيكل الحب..
تنشر بارجائه
ذرات فتنتك
ستحدث الصديقات
لترضي نعمة الطاووس
الذي يحملك
وتحدثني عنهن
الكثيرات
لكانت ماساتي
لو أنهن واحدة
ولكنك مأساتي وأنت
تعدني بأن تبكي على كتفي
إن جرحتك إحداهن
لأني الأثيرة والحنونة
والكبيرة…

 

 

زكريا محمود_ عالم نوح