الأمسية القصصية للجمعية العربية
- فبراير 25, 2014
- 0
مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون
قدمت يوم السبت 22-2-2014 أمسية قصصية
شارك في كل من السادة: عبد الغني مخللاتي ـ وعد بركات ـ عبد القادر بدور
مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون
قدمت يوم السبت 22-2-2014 أمسية قصصية
شارك في كل من السادة: عبد الغني مخللاتي ـ وعد بركات ـ عبد القادر بدور
وقد قام بالتقديم أ. مهنّد ميري
وشارك عزفا في القاء الأستاذ عبد الغني مخللاتي العازف الشاب أسامة بدوي و الأداء المسرحي عبد الرحمن كراكشة.
وقد حضر الأمسية الأستاذ أحمد محسن معاون مدير الثقافة ولفيف من الأدباء والمهتمين
عبد الغني مخللاتي
الليل ….
يأخذ طابعاً آخر في الشتاء، ينقلب دجاه إلى حالة تسكن كلّ الأشياء، و كأن الأثاث و الكتب يبثون العتمة، فيزداد بها الليل حلكةً، و في النهار تبقى ظلال العتمة عليها حتى يعود الليل فتعود لألقها المعتم.
نسينا الكهرباء، و تذكرنا دائماً أهم ما تفعله ( إضاءة الليل ) أيام طويلة و المدينة تشعّ سواداً قاتلاً في الليل.
في كلّ يومٍ أبحث عن قاتل للعتمة …
النور، يوجد الكثير من القتلة الجاهزين لإردائه، أما العتمة فلا قاتل لها.
أحياناً ألجأ إلى كتاب جديد، أفرح لشرائه، و أعود به إلى شموعي القلية لعلّي أنتصر و لو لليلةٍ على الظلام.
كان صوت الرصاص يكمل مشهد البؤس، أحياناً أقنع نفسي بأنه صوت ارتطام حبّات المطر بأسقف البيوت، لكن المطر ينتهي، أما صوت الرصاص فلا.
لابدّ أن المحارب يتمنى لحظة الموت، لكي يتركه صوت الرصاص، و لابدّ أن قاتله يحسده لأنه ارتاح قبله من هذا الصوت، و لأن القاتل عليه أن يسمع المزيد من زخّات الرصاص قبل أن يأتي دوره.
في تلك الليلة، كان الليل أشدّ عتمةً من أن يحتمل، و لم تعد شمعتي الوحيدة و كتابي الجديد يستطيعان أن يبددا السواد و أن ينسياني صوت الرصاص.
سمعت باب جارتي اللصيقة، تلك العجوز التي بقيت وحيدةً في هذه الأيام، سمعت صوت قرع على بابها، و تناهى إليّ صوت محادثة على الباب، الملل و الظلام دفعاني للاتجاه نحو باب بيتي، لأصغي جيداً لما يقال، بررت لنفسي بأني خائف على جارتي من طارق الليل، الحق أني أبحث عن شيء جديد.
– كيف حالك يا أبا ربيع ؟
– الحمد لله، و أنت يا خالة ؟
– بخير، كيف حال أمك ؟
– بخير، تسلم عليك، و أرسلت لك هذا الطحين و بعض الشموع، أيلزمك شيء ؟ الوقت متأخّر، يجب أن أسرع إلى أمّي.
– الله يرضى عليك، سلّم على أمّك.
– وصل، السلام عليكم.
الاسم كان نفسه، و الصوت كان نفسه ( أبا ربيع )، في تلك الأيام كان كل بيتٍ بأمس الحاجة لأمرين أساسيين، و بشكل يومي، الشموع و الطحين.
لم يعد من السهل تأمين الخبز لأسابيع عديدة، و كثير من الناس اشتروه بما يعادل أجر عامل ليوم كامل، كذلك الشموع، صارت نادرة لكثرة انقطاع الكهرباء، و لا شكّ أن حصار المدينة كان قد أخذ ينشر ألمه في كلّ أرجائها.
تكررت الحادثة عدّة مرات و في أيام غير متباعدة، مرّة طحين، و أخرى شموع، و أخرى لحم، و مرّات بعض الخضروات ، و كانت جارتي دائماً تختم الحديث بجملة كدت أحفظها و أكررها معها ( سلّم على أمّك يا أبا ربيع ).
استهوتني القصة، و صارت زيارات أبي ربيع سبباً للتسلية، أصغي السمع، و انتظر دقته الخفيفة للباب، لم أكن أرّ أبا ربيع في تلك الفترة، بسطته التي اعتادها الناس لتنوع المواد التي يبيعها، كانت بعيدة عن طرقي اليومية، و علي أن أقصده حتى أتقابل معه، غاب عنّي فترة، لكنّي كنت أسمع صوته مرّات عديدة كلَّ أٍسبوع، قد تكون العتمة أو الخوف أو عدم الرغبة في كشف الأوراق هي التي منعتني من مفاجأة الاثنين بفتح الباب و دعوة أبي ربيع إلى فنجان قهوة مغلي على الحطب.
مرّ شهران قبل أن تعود الكهرباء تدريجياً إلى الحي، و قبل أن نعود لسماع أصوات باعة الخبز، و هم يعرضون أرغفتهم التي توفّرت بكميات كبيرة في المرحلة التالية، و إن كان السعر قد تضاعف عشر مرّات.
عندما ذهبت إلى أبي ربيع بعد شهرين، كان جالساً إلى بسطته، سألته :
– أليس عيباً يا أبا ربيع أن تأتي إلى حيي، و إلى بنائي، و إلى طابقي و لا تدقّ باب بيتي زائراً؟
– متى .. ؟
– كل يومين أو ثلاثة.
ابتسم أبو ربيع :
– لا أعرف كيف أخبّئ صوتي، دائماً يفضحني، في المرّة القادمة سأشرب القهوة عندك.
عندما هممت بالذهاب سألته :
– كيف حال أمك ؟ .. أجاب :
– أمّي … لقد ماتت منذ أربع سنين، رحمها الله، و أطال بعمر أمك.
وقفت ذاهلاً أمام أبي ربيع …
كان طوال الشتاء يمرّ على تلك المرأة ليساعدها بحجّة أمّه، مع أن أمّه ماتت منذ سنين …
الحصار الذي خنق المدينة، لم يستطع خنق الحياة و العطاء في قلب ذلك الإنسان البسيط.
وعديات: وعد بركات
سوريةُ
اسوارة بإيد الحسان
الحلم الأبيض والأمان
سهام بعين العدو
تخلي الحمام يغني
بسلام
سلام نشوة الأرض بالمطر
بعد الظلام
عيوننا ما رح تنام
إلا وأرضك
لابسة توبا الأبيض
ويزغردلا الحمام
* * *
• دفتري :
صَفَحاتي بَيضاءٌ كَنفسي
صِغتُها مِنْ نَفسي
لتكونَ مرآتي التي أرى بها وتراني
تَرقُصُ كلماتي وحُروفي فَوقَه مَرَحاً
عَلَّها تَملأُ دُنياه وينتهي .
* * *
• فراشة :
أُغنّي كالحلمِ أَطيرُ كالفراشَةِ
فَراشةٌ بِلَونِ الرَبيعِ
قالوا لا تقتربي مِنَ الضوءِ
كُلّما اقتربتُ من الشمسِ زادتني ألَقاً ومَرَحاً
وعندما اقترَبتُ من ضَوءِ البَشَرِ
احترقتُ ألَمَاً .
* * *
• أفكاري:
يتَقاتلون
يتَصارعون
بَلْ يَرقُصون .. يَتَزَاحمَون
في رأسي كي يولدوا .
* * *
• بحث :
يَبحثُ عنها…
تَبحثُ عنه…
التقيا…
عندما دَقتْ الساعَةُ
السِتينَ مِنَ العُمرِ .
* * *
• ابنتي رند :
نَسَمَاتُ رقصِها…خَفَقانُ قَلبي
تُداعِبُ جوارِحي
تُناشِدُ أناملي
كِبرياؤها قَصدي
نَشوتُها فؤادي
دَلَعُها أمنيتي
عِطرُها رندي .
وتستمر الحياة : قصّة قصيرة عبد القادر بدّور
جميلٌ أن يكونَ للفرحِ زاويةٌ أو مكانٌ في ساحاتِ الحربِ والحزنِ اللاتي تعيشُها البلادُ منذُ مدةٍ , صحيحٌ أن هناكَ من يموتُ وهناك من يُقتلُ , وهناك من يَستشهدُ في سبيلِ الكرامةِ والوطن , إلاّ أن هناك من يتزوّجُ وينجبُ فيرممُ ما أهدرتْه الحربُ وما غيّبَه الرحيلُ من البشر , رغمَ تلكَ الظروفِ التي تعصِفُ بنا كزوبعةٍ تجذبُنا إلى الأسفلِ , دُعينا لحضورِ حَفلِ خطوبةِ أحدِ الأصدقاءِ المقرّبينَ جداً لنكونَ له بمثابةِ الأخِ , فالظروفُ جعلتْ حلقةَ المدعوينَ ضيقةً جداً جداً , وتمَّ تحديدُ الساعةِ الرابعةِ مِنْ بعدِ ظهرِ يومِ الجمعةِ موعداً لبدِء حَفلِ الخطوبةِ كي ينتهي طبعاً في وقتٍ مبكرٍ لم يكن موعدَ بدايةِ حفلٍ في ما سبق .
أنا وزوجتي وكعادتِنا و لظروفنا التي لازمتنا حياتَنا وصلنا بعدَ الخامسةِ فكنا آخرَ الواصلينَ لتبدأ مراسمُ الحفلِ بأخذِ الصورِ التذكاريةِ مع الخطيبين والتي كانت بالعادةِ تُؤخذُ في آخرِ الحفلِ , الخطيبُ لديه أخٌ متزوجٌ ويعيشُ في دبي منذُ زمنٍ طويلٍ ووالدَتُه انتقلتْ لتعيشَ مع أخيه المغتربِ بعدَ أن توفى الله زوجَها منذُ عام واشتدتْ الأزمةُ لتصلَ إلى حلبَ , أما الخطيبةُ فهي تعيشُ في كنفِ أبويها ولديها أخٌ مغتربٌ هو الآخرُ , فالاغترابُ صارَ سمةَ مواطني هذه البلادِ وهم كثر .
المنزلُ ذو قاعاتٍ كبيرةٍ ومفتوحةٍ ومتصلةٍ ببعضها تنيرُها ثريّاتٌ كالأشجارِ جذورُها إلى الأعلى , جُزآنِ من القاعاتِ متصلان بشرفةٍ تطُلُّ على سماءِ حلبَ الشهباءِ التي يشوبها منذُ فترةٍ بعضُ الغيومِ السوداء , الجوُّ ربيعيٌّ وما أحلى الربيعَ في بلادنا فكنا نراه في تلكَ الشرفةِ من نباتاتٍ تمَّ الاعتناءُ بها اعتناءَ عاشقٍ , مكبراتُ الصوتِ تُسمعنُا أحلى الأغاني والتي كِدنا أن ننسى بعضاً منها أو حتى أغلبَها , بدتْ لنا بعضُ سُللِ الزهورِ المرتفعةِ في زاويةٍ أو اثنتين ليظهرَ الجدرانُ وباقي الزوايا لا يحجبُها زهورٌ أو زينةٌ اعتدنا رؤيتَها في هذه المناسبات , فلم يعدْ للزهورِ معنى أو حتى سوقٌ في هذه الأيامِ وقلَّ من يشتريها .
بعدَ التقاطِ الصورةِ التذكاريةِ أشارَ الخطيبُ لنا أن نُلقي التحيةَ والسلامَ على والدتِه وأخيه مُشيراً إلى شاشةِ حاسوبٍ صَغيرةٍ وُضعتْ قربَ مكانِ التقاطِ الصورِ فوجدنا شاشةً يَطلُّ منها والدةُ الخطيبِ وأخوه المغتربُ وقد جلسا في منزلهِما في دبي إلى شاشةٍ مقابلةٍ يحضران حَفلَ الخطوبةِ وتفاصيلِها الدقيقةِ وكأنهما معنا في نفسِ القاعةِ نكلّمُهما ويكلّمانا نَسمعْهُما ويسمعانا ولكننا لا نشعرُ بهما قطّ , التفتنا باتجاهٍ آخرَ فوجدنا شاشةً ثانيةً يَطلُّ منها شابٌّ عرفنا أنه أخو الخطيبةِ يحضرُ الحفلَ في بقعةٍ من بقاعِ الأرضِ , اتجهنا أنا وزوجتي لنأخذَ المكانين المتبقيين في إحدى القاعاتِ , جلسنا نحاولُ الدخولَ في هذا العالمِ الذي مضى علينا زمنٌ لم نحضرْ مثلَه وكأننا نحضرُ حَدَثاً … بثاً … مباشراً من وراءِ شاشةٍ , بدأنا نتلقى التحياتَ من بعضِ الحاضرينَ اللذين عرفناهم,…, وجوه الحاضرينَ غرَبتْ شموسُها وليستْ كما ألِفناها في هكذا أمسيّات , يتنهدُ بعضُهم وكأنه صعدَ إلى منزله في بناءٍ مِصعدُه مُعطّلٌ , طفتْ على الأحاديثِ الجانبيةِ بينَ الحاضرينَ عباراتٌ غريبةٌ ومِنْ غيرِ المألوفِ أن تُردّدُ في سهراتٍ أو حفلاتٍ : حاجزٌ أمني .ممرٌ آمن . مناطق مطهّرة. حدود . بني زيد . حلب القديمة . كهرباء .ماء . هاتف مقطوع. اغتراب . راحل. مفقود . دراسةٌ على الشموع .
بدأتْ مكبراتُ الصوتِ تَصدحُ بالأغاني التي تباركُ للخطيبينِ بالخطوبةِ وقامَ الخطيبانِ بتقطيعِ الكاتو ثم قامتْ سيدةُ المنزلِ والدةُ الخطيبةِ بدعوتِنا إلى طاولةِ الطعام وقد غطتْها مما صنعتْ يداها ليوم الخطوبةِ من ألذِّ المأكولاتِ والتي تنوعتْ بين المطبخِ الحلبي والشرقي والغربي حتى تنالَ إعجابَ كلِّ الأذواقِ ولم تنسَ الحلوى من شرقيةٍ وهلاميةٍ بالفاكهةِ و الكاتو أيضاً , بدأ المدعوون يقترِبونَ مِنْ تلكَ الطاولةِ الكبيرةِ ويلتفّونَ حَولها وكأنهم يلتفونَ حولَ فنانٍ قديرٍ أو زعيمٍ سياسي , وصارَ كلُّ من شَرَعَ بالطعامِ ينغَمُ بلذَّتِه كمَنْ يستمعُ لأمِّ كلثومٍ في إحدى سهراتِ الخميس , تلكَ الطاولةُ الكبيرةُ بقيتْ صامدةً رغم كلِّ ما دارَ حولها من أحداثٍ , فبيوتُ العِزّ تزدادُ عِزّاً وكرماً كلما فتحَتْ أبوابَها للأحبّة والأصدقاءِ والضيوف ,كلُّ ذلك جعلَ تلكَ العباراتِ الغريبةَ التي كانت تطفو على سطحِ الأحاديثِ تتلاشى , وبدأ الحضورُ يدخُلُ عالماً ألِفَه من قبلُ وبدأتْ ألوانُ الوجوه تتغيرُ كالسماء التي تنسحبُ الغيومُ عنها فنرى كم هي صافيةً وجميلةً , ولم نعدْ نسمعُ تلك التنهّداتِ الغريبةَ , وها هي كاميراتُ التصويرِ تجوبُ أرجاءَ المنزلِ حيثُ انتشرَ المدعوونَ في قاعاتِه الواسعةِ تلتقطُ الصورَ وتسجلُ ما يحدثُ ويَدورُ وما سيصبحُ بعدَ حينٍ ذكرى , وهناكَ من أمسَكَ بجهازِه المحمولِ وقامَ بنقلٍ حَيّ ومباشرٍ لكلِّ ما يجري إلى أناسٍ افتراضيينَ يعيشونَ وراءَ البحارِ وصَارَ يتحدّثُ معَهم كالطفلِ الذي يحدثُ العابَه .
عادتْ مكبراتُ الصوتِ تصدحُ بأغاني تدعو الحضورَ لمشاركةِ الخطيبينِ الفرحةَ بالرقصِ فكنا نرقصُ ونرى من يراقبُنا من خلالِ الشاشاتِ عبرَ الأقمارِ الاصطناعيةِ نلوّحُ لهم ويستجيبونَ لنا وكأننا في عالمِ حُلم , كانَ مِنَ الحضورِ مَنْ يرقصُ ويستريحُ ومنهم من يهلِّلُ ويزغردُ وبعضُ النسوةِ تهنهِنُ بتلكَ الهنهوناتِ السورية المختلفةِ الطريفةِ التي اعتدنا سماعَها في تلكَ المناسباتِ , كلُّ ذلكَ جعلنا لا نسمعُ أو نشعرُ بما يجري خارجَ المنزل وسادَ فينا شعورُ الفرحِ والسعادةِ التي اجتاحَتْ عقولَنا وأجسادَنا معاً , كما يجتاحُ موجُ البحرِ شواطِئَه الذهبيةَ ويطرّي ويركّنُ ما ثارَ فيها مِنْ رمال .
اقتربتْ الساعةُ من الثامنةِ مساءً وقد بدأ الظلامُ يحلُّ فنراه من شرفةٍ اتصلتْ بإحدى القاعاتِ التي نجلسُ فيها وكان كلّما حلّ أكثر بدتْ أنوارُ المنزل أكثرَ قوةً , وشَرَعَ الحضورُ يباركُ للخطيبين ويغادرُ الحفلَ كما تتساقطُ أوراقُ الشجرِ عندما يُعلِنُ الخريفُ قدومَه , هذه الثلاثيةُ الساعةُ والظلامُ والخريفُ لم تكنْ يوماً من الأيامْ ذاتَ علاقةٍ حتميةٍ ببعضها البعضِ ولم تكنْ يوماً من الأيامِ ذاتَ فاعليةٍ في صيرورةِ حدثٍ من الأحداثِ التي تَتصلُ بنا , فلقد كنا قادرينَ على التحكمِ بكلِّ الحيثياتِ التي تنظّمُ لنا حياتَنا ولم نُقيّدْ بساعةٍ أو تَوقيتٍ قَطّ , لقد تغيّرتْ كلُّ المعاييرِ وحتى المسلّماتِ ليَثبُتَ أنه لا يوجدُ في الحياةِ قاعدةٌ ثابتةٌ كما تعلّمنا في العلومِ والرياضيّات , هكذا تفعلُ الحروبُ ببلادِ العزّ ..والحضارةِ .. والفرح .
نحنُ بدورنا وكي لا نجدَ أنفسَنا آخرَ ورقتين في هذه الشجرةِ , قمنا لنباركَ للخطيبينِ ولذوي كلٍّ منهما وجهاً لوجهٍ وعبرَ الانترنِت مِنْ خلالِ شاشاتِ ما يسمى بالسكايب وتمنّينا لهما وللأهلِ أن يسودَ الوئامُ فيما بينهما وأن يعودَ الوئامُ بينَ الناسِ في البلادِ كما كان , ودعونا الله أن يجعلَ ديارَهم عامرةً بالعزِّ والفرحِ والأمانِ كما كانت سوريةُ بلدَ العزِّ والفرحِ والأمانِ وستعود .
غادرنا ذلكَ المنزلَ الجميلَ بكلِّ مكوناتِه وزواياه وأحداثِه وحضورِه , غادرنا ذلكَ العالمَ الذي قضينا فيه سويعاتٍ كانتْ ربيعاً حقيقياً كربيعِ بلادي المزهرِ الفريدِ , لنجدَ أن سُلّمَ البناءِ وقد أنارتْه المصابيحُ التي تعملُ على البطاريةِ , وعندما غادرْنا البناءَ وجدنا أنَّ تلكَ الكهرباءَ التي كنا ننعمُ بها في ذلكَ المنزلِ كانت من جهازِ توليدِ الكهرباء .
حلب 8/6/2013
* * *