الأندلس في عصر بني عيّاد للدكتور أحمد الطاهري
- مايو 24, 2011
- 0
توقيع كتاب “الأندلس في عصر بني عيّاد” عن دار إشبيلية للدراسات والنشر والتوزيع بدمشق صدر كتاب (الأندلس في عصر بني عباد) لمؤلفه الباحث المغربي الدكتور أحمد الطاهري، بطبعته الأولى 2009، ويقع في 511 صفحة من القطع الكبير.
حلب
ثقافة ـ جريدة الجماهير
الأربعاء17-6-2009
بيانكا ماضيّة
عن دار إشبيلية للدراسات والنشر والتوزيع بدمشق صدر كتاب (الأندلس في عصر بني عباد) لمؤلفه الباحث المغربي الدكتور أحمد الطاهري، بطبعته الأولى 2009، ويقع في 511 صفحة من القطع الكبير.
قدم للكتاب الأديب فاضل السباعي بمقدمة عنوانها (إنطاق التاريخ الجميل) قدم فيها لمحة تاريخية إلى دخول العرب الإسلام الأندلس، ومن ثم خروجهم منها جغرافياً وليس فكرياً، مشيراً إلى أن هذا الكتاب للدكتور الطاهري هو استنطاق للماضي وللتاريخ ورسم الأشكال والألوان بريشة كاتب بارع، إذ تجلّت الحياة الأندلسية واليوميات التفصيلية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فيه، مستحضراً عالماً متأبياً عن الاختفاء من ذاكرة العرب. بعد ذلك يبحر الأديب السباعي في حكايته مع هذا الكتاب والتقائه مؤلفه الطاهري في دمشق حيث وجده ممتلئاً معرفة بالشؤون الأندلسية ومسكوناً بحب المدن الأندلسية وأحيائها وقراها وجبالها و وهادها، ومزداناً بمعرفة ما مرّ فيها من حوادث الزمان وأحداث الدهر.
ثم يمضي الأديب السباعي في تحليل أقسام الكتاب ومكوناته.
وفي مقدمة المؤلف الدكتور الطاهري يشير إلى أقسام الكتاب، وما حفلت به من مواضيع تجلت فيها الحياة الأندلسية مستخلصاً العبر والطرائف والغرائب، ومستخرجاً مادته العلمية من العالم الاقتصادي الأندلسي، المتعدد الوجوه والمستويات، مشيراً إلى استعانته بالمنهج المقارن في تأليف كتابه الذي قطع عهداً على نفسه لإخراجه بفصوله (المرتبطة بتاريخ الصناعة والصناع، والتجارة و التجارة والتجار، والباعة من أهل الأسواق، وهو ما يندرج ضمن تاريخ العوام، الذين أفنوا أبدانهم، ومجامع طاقاتهم ومهاراتهم، في العمل على تحقيق العزّ الحضاري للإسلام بالأندلس، وقد تجردنا على مدار ربع قرن مضى، لدراسة ما خلفوه من بصمات. وهي الفصول المقرونة بدور أرباب التجارات والمعاملات والأموال، الذين يعود إليهم الفضل في صياغة معالم نظام التثمير التعاقدي، بواسطة مدخراتهم المالية وخبراتهم العملية). وقد قدم شكره في هذه المقدمة إلى الدكتورة المهندسة رحمها الله نجوى عثمان والأستاذ الأديب فاضل السباعي لما لهما من فضل في صدور هذا الكتاب في سورية. قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة وبابين، الأول بعنوان (المبادلات ونظم التثمير التجاري) وضمّنه ثمانية فصول تحدثت عن أرباب الأموال ونظم المشاركة والقراض، والتجار والباعة ونظم التسفير والتبضيع، وإشبيلية وشبكة المواصلات الأندلسية، ومسالك الرفاق إلى الآفاق، والمبادلات التجارية وأصناف البضائع، والأسعار والموازين والأكيال، والسكة والنظام النقدي، وانقطاع الطرق وانعزال الأندلس،. أما الباب الثاني المعنون ( الصنائع ونظم التثمير الحرفي) فتضمن تتمة الفصول وعددها سبعة، وقد تناول فيها الصنائع والصناع في الفكر العربي الإسلامي، والأصناف الحرفية ونظم الإنتاج الصناعي، والمناجم والثروات المعدنية، والحدادة والصفر وأعمال الصياغة والزجاج، والحياكة والصنائع النسيجية، والدباغة والنجارة وصنائع الفخار، والصنائع الغذائية. ثم ألحق الكتاب بفهارس متنوعة، وبقائمة المصادر والدراسات. الكتاب زاخر وغني بالموضوعات التي تهتم بالأسواق والعمال الذين أسهموا في تشييد أسس الحضارة الأندلسية، وهو كتاب فريد من نوعه في هذا الإطار، لما يتضمنه من موضوعات قلما تناولها أحد من المؤلفين قبله، وكانت فصوله محكمة الترتيب والتنسيق، تلك الفصول التي أنارت جوانب الحضارة العربية الأندلسية التي قارب بها أجدادنا العرب تلك الحضارة القائمة في عواصم الإمبراطورية العربية في مشرق الأرض.
بتنظيم من مديرية الثقافة، تم توقيع كتاب "الأندلس في عصر بني عبّاد" من قبل مقدّمه الكاتب فاضل السباعي مساء يوم الإثنين 23 أيار 2011 على مدرج مديرية الثقافة في حلب.
الدراسة التي كتبها الصحفي عبد الغفور الخطيب في جريدة البعث يوم الاثنين, 10 آب 2009 وقدمها المهندس جورج مراياتي أثناء حفل توقيع الكتاب.
الحديث عن الأندلس دائما يكون ذا شجون، وتاريخ العرب في شبه الجزيرة الإيبيرية الذي يمتد إلى ثمانية قرون ينقسم إلى مراحل متعددة من التأسيس إلى الاستقرار فالانحطاط، ثم الخاتمة الحزينة والخروج القاسي والنهائي من الأندلس، وتكاد مرحلة بني عباد تكون من انضر المراحل الأندلسية وأخصبها، لما فيها من تفاصيل مدهشة في السياسة والاقتصاد، وقبل ذلك في الفقه والأدب والثقافة، بدءا بمؤسسها إسماعيل ابن عباد ومرورا بابنه أبي عمر الذي تلقب بالمعتضد وانتهاء بالمعتمد بن عباد الذي انهارت في عهده الدولة العبادية وأفل نجمها، وعلى يد هذا الأخير ضحى العرب بأعظم معاقلهم في الأندلس، أي طليطلة التي سقطت سنة 478هـ حتى قال قائلهم:
حثّوا رواحلكم يا أهلَ أندلسٍ
فما المقامُ بها إلا منَ الغلط
الثّوبُ يُنسلُ من أطرافه، وأرى
ثوبَ الجزيرةِ منسولاً منَ الوسطِ
وتبقى للمعتمد بن عباد مأثرة شريفة يوم آثر جِمَالَ المرابطين على خنازير الفرنجة، ليموت في سجن أغمات حزينا على ما فات، يقول ابن عباد في سجنه:
فيما مضى كنتَ بالأعيادِ مسرورا
فساءكَ العيدُ في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمارِ جائعة
يغزلن للنّاس ما يملكن قطميرا
أما الداعي لهذا الحديث الأندلسي الحزين، فهو كتاب قيّم للدكتور المغربي أحمد الطاهري بعنوان: (الأندلس في عصر بني عباد، دراسة في سوسيولوجيا الثقافة والاقتصاد) تناول فيه التجارات والصنائع والمعاملات في الأندلس زمن بني عباد، كما تناول فيه التجارة والتجار، وعامة الباعة، وكذلك أهل الصناعة والحرف والمعاملات، وأرباب الأموال، وأهل السوق وما يرتبط بذلك من وسائل وتقنيات، وقوانين ونظم.
والكتاب يأتي استكمالا لمشروع بدأه الدكتور الطاهري في كتابة التاريخ الحضاري للأندلس، محاولا فيه سد ثلمة خطيرة في المكتبة العربية، تلك الثلمة التي تبحث في البناء الحضاري للأمة أيام كانت في أوج مجدها، ثم البحث في الأسباب التي أدت للانحدار إلى قاع الجهل والتخلف الذي ما زلنا نعيشه بمرارة، كمن يرى حلما مزعجا وطويلا جدا. ولاسيما أن الأندلس كانت نقطة بداية كبرى لما سمي لاحقا بالنهضة الأوروبية.
وقد كتب الطاهري عن الطب والفلاحة في الأندلس، وعن الفلاحة والعمران القروي بالأندلس خلال عصر بني عباد، وغيرها من الكتب التي تؤرخ لأندلس الحضارة.
وقد قُسِّم الكتاب إلى بابين اشتملا على خمسة عشر فصلا، أما الباب الأول فهو في المبادلات ونظم التثمير التجاري، وهو في ثمانية فصول، بدأه بفصل عن أرباب الأموال ونظم المشاركة والقراض، والفصل الثاني عن التجار والباعة ونظم التسفير والتبضيع، مرورا إلى الفصل السابع الذي تحدث فيه عن السكة والنظام النقدي، ومن فقر هذا الفصل: عبد الرحمن الناصر يؤسس النظام النقدي… وقد أنهى هذا الباب بالفصل الثامن الذي تحدث فيه عن انقطاع الطرق وانعزال الأندلس ومن فقره: أصول الصراع بين داري السلم والحرب، وفقدان الملاحة بين الأندلس والمشرق، والقرصنة البحرية من قبل أساطيل الفرنجة، وميلاد الرأسمالية التجارية بأوروبا الغربية، وفي آخر فقر هذا الفصل الذي حمل عنوان (من الأنوار إلى الردهات المظلمة، ومن الظلمات إلى الاستنارة) يقول الدكتور الطاهري: «واضح أن الأمر يتعلق بمسارين حضاريين معكوسي الاتجاه، وقد بوشر المسار فيهما بكلا الدارين انطلاقا من هذه النقطة التاريخية الفاصلة: الأول بالقهقرى من الأنوار نحو الردهات المظلمة، والثاني بالخروج من الظلمات نحو الاستنارة والعلا» ويدعو الدكتور الطاهري في حديثه عن هذا المفصل التاريخي الخطير، جل المفكرين والفلاسفة والمؤرخين وعلماء الاقتصاد وغيرهم إلى التأمل مليا في مكامن هذه النقطة الخطيرة «لعل في ذلك ما يساعد النخب العالمة على تجاوز الارتباك في التفسير والخلط في التعليل، وقد يساهم ذلك أيضا في جلاء النظر أمام عامة المهتمين لإدراك الأسباب التي كانت وراء فقدان دار الإسلام لأَزِمَّةِ المبادرة الحضارية، التي ما انفكت خيوطها تنتقل الواحدة تلو الأخرى إلى أيدي الآخرين بالضفاف المقابلة».
أما الباب الثاني فقد حمل عنوان: (الصنائع ونظم التثمير الحرفي) مستكملا فيه الفصول السابقة، فتحدث في الفصل التاسع الذي جاء بعنوان الصنائع والصناع في الفكر الإسلامي، عن الصنائع النبيلة والصنائع الفاعلة، وعن الضرورية والممتهنة الخسيسة.
أما الفصل العاشر فهو في الأصناف الحرفية ونظم الإنتاج الصناعي، وقد تكلم فيه عن أصناف شركات الصنائع، واستمرار أصحاب الأموال في التثمير بقطاع الصنائع، وأشار إلى الأصول التاريخية الأندلسية لشروط العمل وما يتعلق بهذا الأمر من قضايا كأوقات الدوام وأيام العطل والإجازات، نافيا بذلك مزاعم الأوربيين من أن شروط العمل ارتبطت بالثورة الصناعية في أوربا الغربية، و تحدث عن اتجاه الصنائع نحو الانغلاق بسبب ما طرأ على الأندلس من انغلاق وتشتت بين الكور والأقاليم، ما أدى إلى نضوب فرص العمل، وانسداد الآفاق في وجه أهل الحرف والصنائع، وبالتالي تفكك الجزء الأكبر من الصنائع المنتظمة الأسواق ولا سيما بإشبيلية العبادية.
ويرى الدكتور الطاهري أنه « انطلاقا من إشبيلية العبادية نحو مراكش المرابطية والموحدية، وعودة إلى فاس المرينية فغرناطة النصرية، ظل المسار الحضاري العام المرتبط بالصنائع والصناع يسير القهقرى، متأرجحا بين التألق والأفول. بينما تحجرت الحرف الموروثة عن زمن العافية ضمن دوائر مغلقة، فيما ظل إلى اليوم معروفا بالصنائع التقليدية. وفي المقابل انطلقت المسارات الفكرية والعلمية والاستكشافية التي مكنت الأمم الأوروبية من تملك الإرث الحضاري لدار الإسلام، والاستفراد بالمقود، والشروع في رسم آفاق الحداثة بدءا بتحريك دواليب الثورة الصناعية» وبهذا الرأي أنهى الدكتور أحمد الطاهري سفره الجليل.
وختاما يكاد الكتاب يستقصي كل تفاصيل نظم الحضارة الأندلسية وجزئياتها، متتبعا مسارات العلو والانحطاط، وكيف امتلك الغرب مفاتيح التقدم وكيف أضعنا نحن كل الحضارة، ولا شك أن طول صبر المؤلف وهو يدقق ويمحص ويحلل ويركب في الكثير من الوثائق والكتب والمخطوطات، هو الذي جعل من الكتاب سفرا مهما مفيدا، وتتجلى أهميته في كونه اختار نقطة مركزية في تاريخ الحضارة العربية، منها نهل الغرب علومه ومعارفه، فكانت بداية نهضته، حتى قال قائلهم: « الحقيقة ما قبل جبال البيرينيه، خطأ ما بعدها » ومن هذه النقطة المفصلية في تاريخ الحضارة الإنسانية انطلق الغرب في مغامرته الكبرى، التي أوصلته إلى الحداثة، في حين ذبنا نحن في جزئيات الجهل والتخلف والانحطاط. والدكتور الطاهري يعيد النظر في كل شيء ويعيدنا معه في رحلة مدهشة، لعل في إعادة النظر ما ينفع ويفيد.
وقد وضع الدكتور الطاهري لكتابه فهارس كثيرة ومتنوعة.
وقدم للكتاب الروائي السوري فاضل السباعي بمقدمة فيها الكثير من العذوبة والكثير من الشجن، بأسلوب ساحر حيث العبرة تسيل مع مداد الكلمات، لتذوب في الحروف وتتوارى ما بين السطور، أليس ((الحُبُّ في القلب، وعلى الشفاه الأغنيات)) إذاً لنا أن نردد بحسرة: ((لو أن أجدادهم لم يطردوا أجدادنا)) ما دام المرء يحارب نفسه وربما يقتل ذاته، وثمة من يقول: ((إن أصلها عربي بقدر ما هو لاتيني)) ولأنطونيو غالا بعدها الحق في أن يحتفل باللغة الإسبانية، فقد تيمته الأندلس بقدر ما تيمت كل عباقرتها العرب.
عبد الغفور الخطيب
وقد كان لنا عالم نوح هذه اللقائين:
1) الأستاذ فاضل السباعي ماذا تحدثنا عن كتاب " بني العبّاد" وهذه المشاركة بين الأدباء العرب لإخراج هذا الكتاب إلى النور؟
كتاب "بني العبّاد" يتحدث عن تراث قبيلة بني العبّاد, هذه القبيلة اليمنية, و يتناول الحقبة التي أمضتها القبيلة في الأندلس. وبالفعل، قد تم التعاون بين الأدباء العرب فنلاحظ أن الكاتب مغربي والناشر سوري والحقبة أندلسية* إبان بني عبّاد وهذا دليل على الوحدة العربية فنجد كاتباً من أقصى المغرب و كاتباً من أقصى المشرق العربي تعاونا على نشر كتاب عن أهمية الأندلس الرائعة التي يعتز بها الإسبان حتى الآن كما يعتزون بالآثار العربية الأندلسية ويعيشون من مواسم السياحة الأثرية وهذا الأمر أقرب ما يكون إلى طرفة أي اجتماع هذه العناصر مع بعضها البعض. من أهم ميزات هذا الكتاب أنه يتحدث عن الاقتصاد على خلاف الكتب التأريخية الأخرى التي تتحدث عن الحكّام والحوادث.
بالنسبة لتقديمك لهذا الكتاب هل استقيت تقديمك من المضمون؟
لا, في الواقع أنا أشرت إشارة ضئيلة إلى مضمون هذا الكتاب و بشكل عام تحدثت عن الأندلس من خلال اهتماماتي التي بدأت منذ أربعين عاماً.
هل يمكننا أن نصف الفترة العربية الأندلسية بالعولمة العربية؟
بصراحة لم يخطر ببالي هذه التسمية ولكن جلّ ما في الأمر أنّ الآثار العربية في الأندلس مدهشة إلى درجة أنها وجهة أساسية للسيّاح في العالم, وهناك وجهة نظر إسبانية تقول بأن اللذين بنوا هذه الآثار هم إسبانيون.. لأن الأندلسيين في غالبيتهم أصولهم إسبانية .. وهنا أود الإشارة بأن هذا الكلام؛ بالنسبة لأصولهم، صحيح ولكنهم لم يبنوا الحضارة اعتماداً على الدم الإسباني بل اعتمدوا على الثقافة الإسلامية العربية في الأندلس و دليل ذلك أنه لم تقم حضارة مماثلة في أماكن مسيحية في نفس الفترة ولو كان الأمر يعود إلى الدم الإسباني فلماذا لم يبنوا حضارة مماثلة في الجانب الآخر من إسبانيا !؟
2) المهندس جورج مراياتي
يتحدّث الكتاب عن الثقافة والاقتصاد , ما هي وجهة نظرك به كمهندس؟
لقد كان العنوان بمثابة كلمة مقتضبة لمحتوى الكتاب, فنجد أنه تناول الثقافة والاقتصاد ولم يتّبع تناول الأثر والبناء والحضارة المعمارية من قصور ودور موجودة في الأندلس, بمعنى آخر الكتاب تناول موضوعاً بعيداً عن هندسة الحجر ولكن قريباً من هندسة البشر حيث يتجلّى واضحاً إتّباع خطط عمل لدى العرب في الأندلس كدخول وخروج العمال إلى مكان العمل و وجود نظام إجازات , وهذا يعتبر سبق اقتصادي للعرب آنذاك.
هذا الكتاب يستحق أن يكون موجوداً في المناهج التدريسية سواءاً في المرحلة الثانوية أو في الجامعات.
الأستاذ جورج لقد قمت بقراءة دراسة عن الكتاب نشرت في صحيفة الجماهير, تحدثنا عن ذلك؟
كانت مداخلة الأستاذ عبد الغفور خطيب طيبة وصادقة حدّدت تسلسل الكتاب و توجيهه, وأيضاً قامت بمقاربة بين واقع الأندلس الماضي و الحالي, وأنا قمت بالاستنارة بها و بالتشديد على استخلاص العبر من حياة العرب القدماء, لأنهم أوجدوا خططاً ومفاهيم رائعة فحري بنا اليوم أن نسير على خطاهم.
* بني عباد
بنو عباد: سلالة عربية الأصل، من حكام الطوائف في الأندلس 1013-1091 م.
المقر: إشبيلية.
يرجع بهم النسب إلى قبيلة لخم اليمنية. كان أول ملوكهم أبو القاسم محمد بن عباد (1013-1042) قاضياً على إشبيلية عند أفول الخلافة بقرطبة – كانت الخلافة قد أصبحت إسمية و السلطة الفعلية بأيدي بني حمود العلويين – فاستولى على الحكم فيها. في عهد ابنه أبو عمر المعتمد (1042-1091) الذي كان من أهم رعاة الآداب و مشجعاً للعلوم، أصبحت إشبيلية مركزاً و عاصمة للثقافة الراقية بين كامل ممالك الطوائف كما كانت أيضاً من أقوى هذه الممالك، فدخلت العديد من المدن في سيادتها، كحويصة العام 1052، الجزيرة 1058 و قرطبة 1069 ثم 1078. بعد استيلاء النصارى على طليطلة 1085 أصبح مصير المعتمد آخر ملوك بني عباد مرهوناً بأيدي المرابطين الذين لجأ إليهم كآخر حل للإبقاء على ملكه، فبدأت مرحلة أخذ و رد على السلطة مع المرابطين 1089-1090 إلى حين بسط هؤلاء السيطرة الكاملة على الأندلس، فكان مصير المعتمد النفي، ثم توفى بعد ذلك في سجنه بأغمات بالمغرب.
المصدر:
– الفنون والهندسة الإسلامية (Islam: Kunst und Architektur) لـ"ماركوس هاتشتاين" (Markus Hattstein)
1 أبو القاسم محمد بن عباد، حكم من 1023 إلى 1042 / توفي سنة 1042
نسبه الكامل هو محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي، و قد كان قاضي إشبيلية آنذاك
2 أبو عمر عباد "المعتضد" بن محمد حكم من 1042 إلى 1069 ولد سنة 1016 توفي 1069
3 أبو القاسم محمد "المعتمد" بن عباد حكم من سنة 1069 لغاية 1091 / تولد سنة ؟ وتوفي سنة 1095 دخول المرابطين و نفي المعتمد إلى أغمات