نذير عقيل . . نجم من نجوم الاعلام في سورية, عرفناه معدا ومقدما للبرامج الاذاعية والتلفزيونية, وهو اول من ابتدأ فترة البث المباشر الاذاعية في اذاعة دمشق, ومنه انتقلت الى الاذاعات العربية الاخرى.
توفي رحمه الله في 10-4-2009

كنا قد التقينا بالراحل نذير عقيل مع الفنان غسان دهبي قبل وفاته بمدة بسيطة

نقرأ عنه في جريدة الثورة

نذير عقيل… نصف قرن من العمل الإعلامي … أول من ابتدع البث المباشر في الإذاعات العربية … رفضت العمل مع حكم الانفصال

ثقافة
الاثنين 15/8/2005
احمد بوبس

نذير عقيل . . نجم من نجوم الاعلام في سورية, عرفناه معدا ومقدما للبرامج الاذاعية والتلفزيونية,

وهو اول من ابتدأ فترة البث المباشر الاذاعية في اذاعة دمشق, ومنه انتقلت الى الاذاعات العربية الاخرى. خمسون عاما امضاها نذير عقيل في العمل الاعلامي, ذاق فيها الحلو والمر. رفض التعاون مع الانفصال الاسود, فذهب الى القاهرة. ولم يعد منها الا بعد قيام الحركة التصحيحية.‏

‏ هذه المسيرة الاعلامية الحافلة,ستكون مادة الحوار مع الاعلامي الكبير نذير عقيل.‏ 

*استاذ نذير.. كيف كان دخولك عالم الاعلام?‏

** بدأت مسيرتي الاعلامية في الصحافة بحلب عملت في صحيفة التربية السياسية ومجلة السنابل ومجلة البريد السوري وكنت مراسلا لصحيفة الرأي العام الدمشقية التي كان صاحبها ورئيس تحريرها احمد عسة وبعد ذلك توليت مهمة مدير مكتب جريدة الوحدة, ابان الوحدة بين سورية ومصر. وكان رئيس تحريرها جلال فاروق الشريف.‏

ورئيس مجلس الادارة راتب الحسامي. وطلبوا مني المجيء الى دمشق , وعملت محررا رئيسيا فيها وكونت مع صميم الشريف ثنائيا صحفيا. كنا نجري ريبورتاجات مثيرة لاهتمام القارئ.‏

*والعمل الاذاعي كيف بدأته?‏

** خلال عملي في الصحافة بحلب, افتتحت عام 1954 اذاعة حلب. وكانت تبث فترة يومية عبر موجات اذاعة دمشق,وكنت ا قدم من اذاعة حلب برنامجين اسبوعيين. وبعد ان انتقلت الى دمشق, حاولت دخول اذاعة دمشق. فتم رفضي. وقال لي الامير يحيى الشهابي: (هناك من هو ضد دخولك الى الاذاعة..لا تعذب نفسك).‏

* والتلفزيون.. كيف بدأت عملك فيه ?‏

** بعد عدة اشهر على بدء البث التلفزيوني عام ,1960 اعلنوا عن مسابقة لانتقاء محررين للتلفزيون وتقدمت وكنت بين ثلاثة ناجحين. وفي الحقيقة يعود الفضل في ذلك للدكتور صباح قباني.‏

وهو رجل اعلامي كبير, حاول ان يستقطب كل العناصر الجيدة في الاعلام وعملت في دائرة الاخبار التي كان رئيسها اسعد كامل الياس وتعلمت منه اشياء كثيرة وكلفوني باعداد مجلة التلفزيون مع عادل ابو شنب ومحيي الدين القابسي كنا نتناوب على اعدادها اسبوعيا وكان بيننا تنافس شديد كان ذلك اواخر عام .1960‏

كما عملت في دائرة اسمها دائرة بحوث المستمعين في التلفزيون, وكلفوني بالاشراف عليها كنا نجري استقراءات لآراء المشاهدين, ماذا يحبون من البرامج.. وماذا لا يحبون .‏

*بعد قيام الانفصال الاسود.. ذهبت الى القاهرة ورفضت التعامل مع حكمه.. كيف كان سفرك الى مصر ?‏

** الانفصال كان بالنسبة لي جريمة, حطم حلما جميلا لنا. كنا نعيش مدا قوميا, وانتصارات جمال عبد الناصر, وكيف تخطى حدود مصر الى الوطن العربي, احسست انني اعمل في جو غير سليم. كنا ثلاثة أشخاص انا ونزار شرابي وفواز الشعار . وكنت وقتها اعد مجلة الجندي, وكان عبد الهادي البكار قد غادر الى مصر قبل عدة اشهر.‏

طرحت على نزار شرابي وفواز شعار فكرة الذهاب الى القاهرة. سألاني كيف قلت لهم: نذهب الى السفارة المصرية في بيروت. وبالفعل ذهبنا الى بيروت, بعد ان احرقنا سفننا بدمشق تماما.اغلقنا بيوتنا وهربنا بعد ذلك علمنا ان المخابرات خلعوا ابواب بيوتنا وعبثوا فيها .‏

في السفارة المصرية ببيروت رحبوا بنا. وطلبوا منا صورا لاعداد جوازات سفر لنا وفي اليوم التالي غادرنا الى القاهرة.‏

وبثت اذاعة القراءة نبأ وصولنا. واستقبلنا الدكتور عبد القادر حاتم وعرض علينا ان نعمل ما نشاء فعملت اولا مذيعا في اذاعة صوت العرب . وقدمت في التلفزيون برنامجا اسمه (عشرون سؤال) وبعد فترة احسست ان عمل المذيع ليس فيه ابداع, لأن المذيع مجرد قارئ فتحولت الى الاخراج واخرجت عدة مسلسلات اذاعية.‏

ويبدو انني لفت نظرهم كمخرج. كان يوجد كاتب سوري كبير هو ظافر الصابوني. سمع اعمالي دون ان يعرف انني سوري وكان يتعامل مع مخرج اسمه اسلام فارس. وكانت مسلسلاته تاريخية فطلب من احمد سعيد- مدير اذاعة صوت العرب- ان يتعاون معي. فقال له احمد سعيد انني من بلده حلب ومن ذاك اليوم, اصبحت اخرج جميع الاعمال الاذاعية التي يكتبها ظافر الصابوني وايضا كان عندي عدة برامج اذاعية منها ضيوف القاهرة, سهرة الأحد.‏

* نفس البرنامج تقدمه الآن عبر أثير اذاعة دمشق?‏

** نفسه بالضبط.. وعندما قدمت فكرته لاذاعة دمشق, قلت لهم انني قدمته لمدة خمس وثلاثين سنة في اذاعة صوت العرب. وكان عندي ايضا هناك برنامج ادب وادباء يكتبه ظافر الصابوني.‏

* مع قيام ثورة الثامن من آذار.. كان لك عودة اولى الى دمشق كيف تم ذلك ?‏

** قيادة الثورة طلبت مني العودة فحضرت, الى ان حدثت بعد اشهر قليلة حركة الثامن عشر من تموز, التي قام بها جاسم علوان وآخرون. ويبدو ان ا سمي ادرج خطأ ضمن المطلوب القبض عليهم واعدامهم. الخطأ جرى بيني وبين تيسير عقيل الموسيقي.‏

فخفت وهربت الى بيروت سيرا على الاقدام. في ميسلون في قرية اسمها المزرعة اوصلوني الى النائب اللبناني شبلي العريان, وبدوره اوصلني الى السفارة المصرية في بيروت, ورجعت الى القاهرة واستمريت فيها حتى ما بعد قيام الحركة التصحيحية بأشهر قليلة .‏

*الآن جاءت عودتك الثانية الى دمشق, واقامتك الدائمة فيها حتى الآن .. كيف كانت عودتك هذه?‏

** بعثت رسالة الى الرئيس الراحل حافظ الاسد, مع شخص . وتم ابلاغي بعد نحو شهر بدعوتي للعودة الى سورية,وعدت فورا.‏

في دمشق .. فكرت ان اعمل شيئا الفت به النظر. فذهبت الى منزل رئيس الوزراء آنذاك عبد الرحمن خليفاوي وانتظرته على باب منزله حتى خرج, وسلمته رسالة. وقلت له: اذا اقتنعت بما فيها اطلبني, واذا لم تقتنع مزقها, وفي نفس اليوم مساء طلبني.‏

-سألني :خيرا,‏

-قلت له : اذا اعطيتني ساعة في اذاعة دمشق, سأجعل كل الناس يستمعون اليها .‏

-قالي لي: تريد ان تأخذ ساعة في الاذاعة.‏

-اجبته: نعم‏

-رد علي: هل يوجد لوثة في عقلك.‏

-اجبته: لا‏

-قال لي : ربما معك انفصام بالشخصية. انا يأتيني اناس كثيرون من هذا النوع . ثم تابع: اتركني افكر .‏

بعد اسبوع اتصل رئيس الوزراء بالمدير العام للاذاعة والتلفزيون احمد قرنه : سأله :‏

-جاء لعندي شخص اسمه نذير عقيل.. هل تعرفه?‏

-اجابه: هذا من مخرجي صوت العرب, وكان يعمل في التلفزيون.‏

– فأردف رئيس الوزراء : أليس مجنونا?‏

-اجابه المدير العام : لا‏

واخبره رئيس الوزراء انني ذهبت اليه. وطلبت منه ساعة بث في اذاعة دمشق . فقال له احمد قرنة:انا موافق مئة بالمئة.‏

سألني احمد قرنة ماذا سأفعل بساعة البث? قلت له انني اريد ان اقوم ببث مباشر.. وبدأنا..‏

في الايام الاولى كنا نقول ( البث المباشر من اذاعة دمشق) , ثم(على الاثير).واخيرا (استديو 26). وعندما بدأنا البث في الايام الاولى كان رئىس الوزراء عبد الرحمن خليفاوي اول من هنأنا.‏

*اتذكر فترة البث المباشر جيدا وكنت من مستمعيها.‏

** في الواقع اصبحت فترة البث المباشر- وهي صباحية- مسموعة من الاطفال وحتى الكهول وانتقلت الفكرة الى الاذاعات العربية فذهبت الى ابو ظبي ودربت العاملين في اذاعتها على البث المباشر.‏

وايضا الكويت وقطر. نفذنا فترة بث مباشر. وعرضوا علي في الكويت ان يتعاقدوا معي مقابل مبلغ سبعة آلاف دينار في تلك الايام شهريا, فرفضت, لأن الحب المحاط به في بلدي ليس له ثمن .‏

*ايضا كان لك نشاط في التلفزيون واتذكر جيدا برنامج دائرة الضوء الذي لاقى نجاحا كبيرا.‏

** نعم.. ففي تلك الفترة جاءتني فكرة برنامج ( دائرة الضوء).‏

واستضفت فيه كبار المشاهير منهم عمر ابو ريشه, بدوي الجبل, نزار قباني, د. صباح قباني, الشاعر القروي, الرحابنة, ونجح البرنامج.‏

فكان الناس يتصبحون ببرنامج ( استديو 26) ويتمسون ببرنامج (دائرة الضوء) ولا تزال حلقاته موجودة, وتذاع فقرات منها في برنامج( من ذاكرة التلفزيون) الذي يعده صميم الشريف.‏

في مطلع الثمانينات نفذت سهرات رأس السنة للتلفزيون لعدة سنوات لكن اهتمامي الرئيسي انصب في الاذاعة,مع انني استطيع ان اعمل في التلفزيون مخرجا ومعدا ومذيعا, لأنني قمت بعدة دورات في القاهرة.‏

بعد ذلك سافرت الى الخليج , جاءني في احد الايام محمد فائق وزير الاعلام في مصر بعد الدكتور عبد القادر حاتم. وكان معه الاعلامي محمد عروق ثاني شخصية في اذاعة صوت العرب بعد احمد سعيد وكان الاثنان مستشارين لدى امير الشارقة.‏

ورشحاني عنده لأتولى مهام مراقب عام في تلفزيون دبي. وعملت هناك لمدة سنتين . لكنني اصبت بتضخم في القلب. فعدت الى دمشق, واجريت عملية صمام . واجراها لي الدكتور طلال فارس في مشفى المواساة.‏

وبعد شفائي. طلب مني الدكتور محمد سلمان وزير الاعلام السفر الى حلب لانشاء مركز تلفزيوني فيها. وفعلا انشأنا المركز.‏

-هل التقيت الرئىس الراحل جمال عبد الناصر خلال وجودك في القاهرة?‏

ثلاث مرات… او ل مرة بعد عشرين يوما من وصولنا انا ونزار وفواز الى القاهرة اول مرة. استدعانا فذهبنا اليه.عبد الناصر انسان بسيط, محب. فاجأني عندما سألني: ( ازي فواز الشقي?) . وفواز ابني. ومرة ثانية التقينا بالمصادفة.كنت ساكنا في المعادي. وخرجت مساء لأتمشى على كورنيش المعادي وفيه يتواجد باعة البطيخ الاحمر يبيعون البطيخ (بالحز) مثل باعة الصبارة عندنا .كنت جالسا عند احد الباعة اتناول حزا من البطيخ توقفت سيارة, نزل منها جمال عبد الناصر. القى التحية فقلت له : احترامي سيدي الرئيس. قال : ( هو انت), واخبرني انه جاء ليتمشى بعد ارهاق العمل . المرة الثالثة طلبنا هو, ليطمئن عن اخبارنا .‏

في الحقيقة عوملنا في مصر معاملة ممتازة.كما كانوا يعاملون النجوم مثل جلال معوض, سعد زغلول نصار, احمد سعيد..‏

عندما توفي الرئيس جمال عبد الناصر, جلست في بيتي شهرين. وعشت حالة حزن . ارسلت اولادي وزوجتي الى دمشق, ووقتها زارني فنان سوري حملته رسالة الى الرئيس الراحل حافظ الأسد. وبعد ايام جاءني طلب بالعودة الى دمشق وعدت .‏

*الان ماذا تقدم في اذاعة دمشق?‏

**انا الآن متفرغ للاخراج الاذاعي وتقديم البرامج.‏

*لديك الان سهرة الاحد, تستضيف فيها شخصيات ادبية وفنية..‏

** نعم انا من خلال هذا البرنامج انظم ارشيفا لأهل الفكر والادب والفن والثقافة .فالارشفة مهمة.‏

* هل تنوي اصدارها في كتاب?‏

** اتمنى ذلك.‏

وفي اكتشف سورية حين توفاه الله

رحيل الإعلامي والمخرج الإذاعي نذير عقيل

 11 04

فقدت الأوساط الإعلامية الإعلامي والمخرج الإذاعي نذير عقيل عن عمرٍ يناهز السبعين عاماً، على إثر صراع مع المرض استمر أكثر من شهرين.

وكان الأستاذ نذير عقيل أول من بدأ البث المباشر في إذاعة دمشق ومنه انتقلت إلى الإذاعات العربية الأخرى، وهو من أوائل المخرجين السوريين في التلفزيون السوري.

بدأ مسيرته الإعلامية في الصحافة، ثمّ انتقل إلى إذاعة حلب، ومنها إلى دمشق، ثم التحق بالتلفزيون السوري فور افتتاحه، لينتقل بعد ذلك إلى القاهرة ويعمل في إذاعة «صوت العرب».

وخلال عمله في إذاعتي دمشق وحلب قدم أفضل برامج المنوعات منها «استديو 26» وقدم أجمل الأعمال التلفزيونية التي أظهرت وجه حلب المشرق.

كما أخرج عقيل العديد من الأعمال والبرامج والتمثيليات من أبرزها «معكم على الهواء» و«سهرة الأحد».

يشيع جثمان الراحل عقيل اليوم من مشفى الشامي بدمشق ويوارى الثرى في مقبرة الميدان حقلة.

حيث كان هذا النعي في موقع اتحاد حلب

بسم الله الرحمن الرحيم
رحل بعد ظهر اليوم الجمعه الموافق 10-نيسان 2009 الاعلامي والمخرج الاذاعي الكبير الاستاذ نذير عقيل عن عمر يناهز ال65 عاما بعد صراع المرض استمر اكثر من شهرين وكان الاستاذ الكبير نذير عقيل من اوائل المخرجين السوريين في التلفزيون السوري اوائل ظهوره معدا ومقدمات للبرنامج الاشهر ساعه صفا وبل اضافة الى العديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية وكان اخرها مسلسل العرس الحلبي رحم الله الاستاذ نذير عقيل والهم اهله الصبر والسلوان

وقد نعاه أيضاً موقع صوت الوطن

رثاء نذير عقيل.. وهدباء قباني بقلم: دريد نوايا
تاريخ النشر : 2009-04-15 في يوم واحد، أحزن القلب خبران على شريط الأخبار في تلفزيون الدنيا، رحيل هدباء نزار قباني، تلاه خبر رحيل الإعلامي المتميز نذير عقيل.
هدباء التي عاشت في ظل والدها الشاعر الكبير، وأسرة متميزة لها تاريخها، كان لي شرف لقائها في بيروت مرتين مع أحباء رحل بعضهم، وأرى البعض الآخر في نشرات أخبار لبنان يناضلون تحت شعار العروبة والكرامة، ولقاء ثالث في الكويت قبل أكثر من ربع قرن من الزمن، خلال تظاهرة ثقافية جمعتني مع عدد كبير من مثقفي الوطن العربي.
كان جيش الاحتلال الصهيوني خارجاً للتو من بيروت في اللقاء الأول، وكانت السيدة تتحدث عما جرى معها حين دخل جنود الاحتلال بيتها يسألون عن فلسطينيين. سألها الضابط إن كان هناك فلسطينيون يترددون على هذا البيت، فأجابته: هذا البيت بيت فلسطيني، فالشاعر محمود درويش صهرنا؟ وكان للضابط تعليق بقي عالقاً في ذهني، قال لها: لقد لاحظت يا مدام أن المرأة في بيروت شجاعة.. بما يفوق شجاعة الرجل. فكانت شهادة من ضابط غاصب لامرأة عربية من بلاد الشام، اختُصِرت فيها جميع النساء العربيات على امتداد الوطن الكبير.
أما نذير عقيل، فقد عرّفني به صديقي العزيز الباحث فراس السواح في العام 1995، ومن اللقاء الأول معه سألته سؤالاً بقي في ذهني منذ العام 1963، وكنت حينها في الرابعة عشرة، حول دوره في الانقلاب الناصري الفاشل يوم 18 تموز (يونيو) من ذلك العام، إذ كنت لا أزال أحفظ اسمه بين من أفرج عنهم (لعدم كفاية الأدلة)، في حين أُعدم سبعة وعشرون من العسكريين رمياً بالرصاص، أدينوا باستخدام السلاح ومحاولة تغيير النظام.
نذير عقيل كان أول من ابتكر برنامج "البث المباشر" من الإذاعة السورية، وأصاب شعبية واسعة، ثم أخذه عنه إعلاميون آخرون. ولا ننسى عمله كمخرج إذاعي في الكثير من الأعمال الإذاعية المتميزة، حتى استقر منذ بضعة عشر عاماً في حلب.
أذكر أنني كنت عريفاً لحفل استقبال لمجموعة من رجال الأعمال في اختصاص علمي معين، ألقيت فيه كلمة المؤسسة المضيفة، وقدمت المتكلمين واحداً تلو الآخر، حتى كان موعد العشاء في ميريديان دمشق، فأخذت مكاني بين المدعوين لأفاجأ بنذير عقيل على نفس الطاولة، فاعتذرت منه لعدم ملاحظتي لوجوده، إذ كان المدعوون بالمئات، فأثنى على تقديمي ولغتي وأدائي، وكانت تلك شهادة أعتز بها.
وفي حادثة طريفة، كنت على موعد معه ومع الصديق فراس السواح في حلب، فغادرت دمشق شمالاً، وأنا معروف بدقة حسابي للوقت، فوصلت إلى هناك على الموعد تماماً، الرابعة بعد الظهر. دخلت مكتبه الأنيق في حي السبيل الراقي، وكنت شديد الإعجاب بكل شيء فيه، وكأنه نادٍ. لم أكد أجلس حتى رن الهاتف، فرفع السماعة، ثم قال لي: هاتف لك. قلت بدهشة: هاتف لي؟ لا أحد يعلم أنني هنا، إذ لم تكن هناك هواتف خلوية في سورية بعد. أخذت السماعة فإذا بصوت زوجتي تقول لي: الحمد لله على السلامة. يبدو أنها سجلت رقم هاتفه من دفتر هواتفي، وكانت تلك الحادثة مادة للتعليق والضحك تلك الليلة.
آخر مرة التقيته حين فوجئت به أمام البناية التي أسكنها، منذ سنوات قليلة، سألته بدهشة: ماذا تفعل هنا؟ قال لي: مازالوا يعاملوننا كالعساكر، نقلوني مرة أخرى إلى دمشق.
رحم الله نذير عقيل الإعلامي المتميز.. ورحم الله هدباء نزار قباني المرأة العربية الشجاعة..
الأربعاء 15 نيسان (أبريل) 2009 دريد نوايا
www.duraidnawaya.com

وكتب عنه موقع esyria

الإعلامي "نذير عقيل"… أحب "حلب" فأعطاها الكثير..

"نذير عقيل" في عيون زملائه

منار عبد الرزاق

الجمعة 17 نيسان 2009

غيّب الموت بتاريخ 10/4/2009 الإعلامي الكبير "نذير عقيل" الذي يعتبر واحداً من المذيعين القلائل الذين تركوا بصمة واضحة في العمل الإذاعي السوري بشكل عام والحلبي على وجه الخصوص، طوال مايزيد على النصف قرن من الزمن قدم خلالها عشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية الناجحة..

eAleppo زار المركز الإذاعي والتلفزيوني بـ"حلب" الذي كان نقطة بدايته في عام ،1954 والتقى بعدد من زملاء الإعلامي الكبير"نذيرعقيل" بتاريخ 14/4/2009.

الأستاذ "عبد الخالق قلعه جي" مدير إذاعة " حلب " قال عن ذكرياته مع "نذيرعقيل" رحمه الله قائلا: «عرفت نذيرعقيل كمستمع ومشاهد ومن ثم عرفته عن قرب أكثر من خلال عملي في إذاعة "حلب" ومن خلال زيارات العمل التي كان يقوم بها إلى إذاعة "حلب" أحيانا 00 وكان آخر لقاء جمعني به يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 2006 حيث أجريت معه لقاءً مطولاً تجاوز السبعين دقيقة تحدث فيه كل شيء عن " نذير عقيل"» .

وفيما يخص تميز" نذير عقيل" إذاعيا وإعلاميا قال "قلعه جي":«الذي ميز نذيرعقيل جملة من المكونات الشخصية والمهنية والإنسانية التي جعلت منه "نذيرعقيل" 00 ذلك الباحث دوماً عن إبداع جديد 00 ذلك الحماس الدائم والنشاط المستمر 00 وتلك الثقة التي كانت تملأ عينيه معززة بالخبرة الطويلة والحرفية والمهنية العالية مظللة بالإرادة والحب والعطاء» .

وعن شعوره وهو يذيع خبر وفاة "نذيرعقيل" عبر الهواء قال الأستاذ "قلعه جي" :«نعم كان ذلك صعبا جدا تقديمي لخبر النعي مساء الجمعة 10/4/2009».

أما الكلمة التي أراد أن يوجهها لروح " نذير عقيل " فقد قال " قلعه جي " :«"نذيرعقيل"00 وداعاً 00 ودعنا معك واحداً من رواد الإعلام في الحبيبة سورية والوطن العربي الذين نذروا أنفسهم وحياتهم للعطاء والإبداع عبر رحلة امتدت أكثر من نصف قرن من الزمان مشكلاً باقات ملونة رائعة في ساحات العمل الإعلامي والتي ستبقى تضوع بشذاها موقعة ببصماتك : معداً 00 مقدماً00مخرجاً وإنسانا00 وذلك منذ اليوم الذي بدأت فيه مسيرتك الإعلامية من إذاعة "حلب" العريقة وحتى نعيك من خلالها قبل ايام00

وعن"
عبد الخالق قلعه جي
حلب " 00فهي تلك المعشوقة الأغلى الحاضرة أبدا عند " نذير عقيل 00" فكان منها وإليها العطاء، وهنا لابد إلا أن نذكر تلك الجهود الكبيرة التي بذلها عند تأسيس المركز التلفزيوني بـ " حلب " والذي قدم من خلاله وجه حلب المشرق فكراً 00 فناً 00 ثقافةً00 وعلما 00وكادر استطاع أن يستقطبه بروح الزمالة والمحبة مقدماً لهم يد العون والخبرة والحافز » .

وعن تكريمه من قبل الإذاعة ، قال" قلعه جي" : «وقد قمت في نفس اليوم بإعداد مادة موجزة عنه وإجراء لقاءات مع عدد من الفنانين والأدباء من "حلب" و"دمشق "ولقاء مع عائلة الراحل تخللها مقاطع بصوته من اللقاء المسجل المذكور الذي سنعيد بثه قريباً عبر إذاعة "حلب" 00 تكريماً ووفاءً ووداعاً نذير عقيل » .

أما المخرج " معاذ العي لي " الذي عاصر "نذير عقيل" مديرا لمركز "حلب "التلفزيوني وعمل معه فيقول :

«كان يجيد كلا النوعين من الإعلام : الإعلام المرئي والمسموع وكان له حضور مميز وهو صاحب فكرة البث عبر الهواء مباشرة من المركز، وكنت أنا أول من شارك معه على الهواء مباشرة في التلفزيون ،كان جريئا وله حنكة في الحوار وكان صاحب ابتسامة لا تغيب عن الشفاه، وكان عندما يحرك يده اليمنى على خده يعني أن هناك شيء ما يفهمه كروب العمل، كان دائما يدلي بالنصائح وكان له نصيحة دائما يرددها وهي :"الإشراك بالله ، ولا ضرر الناس" ومن طرائفه عندما كنا نستعد للهواء كان يقول " كوكو " وعندما تقف أما منا مشكلة يقول :" شو كيميا "».

أما عن كلمة العزاء التي يوجهها " العيلي" في وفاة "عقيل"، قال " العيلي" : «عزائي الوحيد وحزني كبير هو أن الإعلام "السوري" والعربي فقد
نذير عقيل في احدى الريبورتاجات التلفزيونية عن حلب
واحدا من أهم رجالات الإعلام في الوطن العربي الذي أثبت تفوقه تفوقه بالرغم من المرض والابتعاد وأتمنى من الجميع ألا ينساه» .

أما الأستاذ" فؤاد أزميرلي" مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني بـ " حلب " تحدث عن شخصية الإعلامي الكبير نذير عقيل قائلا : «كان صديق جدا للأشخاص الذين يحبون العمل فبمقدار محبة العمل تكون المحبة للعمل، وهو يحب من يعمل ولا يسمح للآخرين بإعاقة العمل» .

أما عن علاقة فؤاد بـ " نذير" قال " فؤاد" :«كانت علاقتي معه علاقة عمل، عندما كان مديرا للمركز كنت أنا في قسم الهندسة أعمل وبالتالي كان يحب "فؤاد ازميرلي" المهندس» .

أما أهم ما ميز الإعلامي "نذير" قال "أزميرلي ": «"نذير عقيل" ولد إعلاميا، وكان صاحب ثقافة على مستوى وكريزما مميزة، وأسلوب الحوار والموضوعات التي كان يقوم بانتقائها ومن خلال عمله في المركز أحب "حلب" فأعطاها الكثير» .

أما ماذا قدم " نذير" لـ " فؤاد " قال" فؤاد " :

«هو من أظهر عندي فن الإخراج ومنحني الثقة عندما جاء في إحدى البرامج على الهواء مع "دمشق " فلم يأتي المخرج والكادر الفني معه "فقال لي"فؤاد "تولى الإخراج، وكانت المرة الأولى التي أعمل في الإخراج، كانت لحظات عظيمة » .

وكان الإعلامي الكبير" نذير عقيل" قد انتقل إلى جوار ربه من صباح يوم الجمعة 10/4/2009 عن عمر يناهز السبعين عاما في مشفى الشامي بـ" دمشق " وشيع إلى مثواه الأخير في" دمشق" ووري الثرى في مقبرة "الميدان حقلة".

كان المرحوم الأستاذ " عقيل" من أوائل المخرجين السوريين في التلفزيون السوري وهو أول من بدأ البث المباشر في إذاعة "دمشق" ومنه انتقلت إلى الإذاعات العربية الأخرى . وبدأ "عقيل" مسيرته الإعلامية في الصحافة
فؤاد ازمرلي
ثم انتقل إلى إذاعة "حلب" ومنها إلى "دمشق" ثم التحق بالتلفزيون" السوري" فور افتتاحه لينتقل بعد ذلك إلى القاهرة ويعمل في إذاعة صوت العرب. وخلال عمله في إذاعتي "دمشق "و"حلب " قدم أفضل برامج المنوعات منها استديو 26، وقدم أجمل الأعمال التلفزيونية التي أظهرت وجه "حلب" المشرق أدبيا وفنيا وحضاريا . كما أخرج "عقيل" العديد من الأعمال والبرامج والتمثيليات من أبرزها " معكم على الهواء" و" سهرة الأحد"، والتقى بشخصيات أدبية كبيرة أمثال"عمر أبو ريشة " ،"نزار قباني" و"بدوي الجبل " من خلال برنامجه التلفزيوني "دائرة الضوء" وشخصيات سياسية كبيرة أمثال الرئيس الراحل"جمال عبد الناصر".