الإعلام السوري .. تحديات و آفاق 29-5-2012
- مايو 30, 2012
- 0
وكما عودتنا الجمعية العربية للآداب والفنون بتقديم كل ما هو جدير بالاحترام والمتابعة منذ تأسيسها عام 1959 وحتى اليوم، قدمت مساء الثلاثاء هذه الندوة المليئة بهموم اليوم و تطلعات الغد.
مديرية الثقافة في حلب
بالتعاون مع
الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون
قدمتا
الإعلام السوري .. تحديات و آفاق
بمشاركة السادة
عبد الخالق قلعه جي مازن البني
مدير إذاعة حلب مدير قناة حلب الفضائية
أدار الندوة : د. حسام خلاصي
وكان ذلك على الساعة /7/ مساء من يوم الثلاثاء 29 أيام 2012
على مدرج مديرية الثقافة في حلب ـ السبع بحرات
تقرير عمر تسقية
" الإعــلام تحــديات وآفــاق "
وكما عودتنا الجمعية العربية للآداب والفنون بتقديم كل ما هو جدير بالاحترام والمتابعة منذ تأسيسها عام 1959 وحتى اليوم، قدمت مساء الثلاثاء هذه الندوة المليئة بهموم اليوم و تطلعات الغد الإعلامية والثقافية.
ويذكر أن الجمعية استضافت لهذه الندوة :
الإعلامي الإذاعي الأستاذ "عبد الخالق قلعه جي " مدير إذاعة حلب.
والممثل المسرحي في جمعية المهندسين المتحدين من عشرين عاما ومدير قناة حلب الفضائية الأستاذ " مازن بني " الذي أظهر جرأة كبيرة جدا في الحديث عن واقع أصبح بحاجة لتغيير.
وأدار الندوة الدكتور " حسام الدين خلاصي ".
بدء" د.حسام " بالترحيب بالضيفين، ثم طلب منهما الحديث عن كل من إذاعة حلب وقناة حلب الفضائية سابقا والآن.
فقال الأستاذ "عبد الخالق" : إذاعة حلب من أقدم الإذاعات السورية فقد تأسست في نهاية الأربعينيات، وكانت تبث بثلاث ترددات مختلفة على الموجة العامة، ابتدأت بساعتين .. وبعد هذه السنين لا تبث إلا ست ساعات فقط.
وقال الأستاذ "مازن" : حلب اسم كبير على الساحة السورية وتمثيلها إعلاميا شرف كبير لي، فقناة حلب سابقا كانت قناة لا تمتلك المهنية والمصداقية فكانت تسيء لذاك الاسم العريق، على سبيل المثال كانت تسوق لمشعوذ فكان هدف القناة ماديا فقط.
إلا أني بدأت بخطوات ملموسة وحققت شيئا من النجاح في خلق تغيير جذري لمنافسة قناة "حلب اليوم" القناة التي تبث من جنوب إفريقيا، ولاتمتلك المصداقية أيضا، فهي أيضا تعتمد على الرسائل التي تصلها عبر البريد الالكتروني، والآن أنا أعمل بكل جهدي لإنجاح هذا العمل الإعلامي والارتقاء رغم الصعوبات الكثيرة.
أنتم تمتلكون ثقة كبيرة لدى الجمهور فلماذا لا تكون إذاعة حلب مركزا لبث الأخبار بمصداقية وسرعة ؟ هكذا سأل الدكتور"خلاصي" الأستاذ"عبد الخالق" فأجاب:
عندما يطلب منا تحقيق مثل ذلك الأمر في نقل الأحداث والأخبار بسرعة ومصداقية ودقة يجب أن يكون لدينا شبكة من المراسلين وللأسف لا نملك مثل هذا الكادر، بل بعض المتطوعين الذين يعملون لفترة وجيزة وهذا لا يليق بمؤسسة إذاعية حكومية.
ثم تقدم الدكتور "حسام" بسؤال للأستاذ "مازن" قائلا : لماذا لم تتطرق إلى موضوع السياسة في قناة حلب؟ وهل لديك نية للتطرق لهذا الموضوع؟
فقال : نحن نسير في سياسة واضحة وهي عدم الدخول في موضوع السياسة والدين فلكل معتقداته وآرائه السياسية ونحن نريد البقاء على الحياد، معللاً ذلك بسببين الأول: غياب الثقافة الأمنية.. فالمواطن لا يثق بالمعلومة التي تطرحها وسيلة الإعلام مع أنها قد تكون صحيحة تماما.. على حد تعبيره ، والسبب الثاني : الصعوبات الكثيرة التي واجهتُها عندما اقتربت من الدخول في موضوع الساسية، فمثلا في إحدى اللقاءات مع الدكتور سعيد رمضان البوطي الذي تحدث عن شيوخ الفتنة والقتل أجد نفسي في اليوم التالي في العناية المشددة في المشفى بعد أن تلقيت ثلاث رصاصات في بطني.
وعند عرضي برنامج "الشعب يريد" وهو برنامج يتناول المشكلات التي تواجه المواطنين، يسارع رؤساء الأفرع الأمنية والمسؤولين إلى الاتصال بي وطلب عدم الحديث عنهم.
وأوضح أن الحديث عن السياسة يحتاج إلى الدعم وهو غير موجود محملا الجهات االمختصة مهمة حماية وسائل الإعلام والقائمين عليها.
مقدما موازنة بين قنوات التحريض الإعلامي كـ"الجزيرة والعربية .." وقنوات الإعلام في سوريا، فقنوات التحريض تمتلك المهنية والسرعة والأجهزة الحديثة معتمدةً على الدعم التي تقدمه الدولة مع غياب المصداقية وأغلب الكفاءات التي تعمل فيها هي سورية الأصل، ونحن نملك المصداقية إلى حد بعيد لكن نفتقر إلى الأدوات والسرعة اللازمة.
ثم سأل "خلاصي"عن الأزمة التي تعانيها سوريا في هذا الوقت، فقال : ما هو دور كل من قناة حلب الفضائية وإذاعة حلب خلال الأزمة ؟
فأجاب "قلعه جي" : لإذاعة حلب دور كبير في إيصال صوت الجماهير إلى الجهات المعنية في زمن الإصلاح، والأخبار الصحيحة التي نبثها كان لها دور ايجابي كبير بين المواطنين.
من جانبه قال"بني" : الأزمة سياسية ، ولم نتطرق إلى موضوع السياسة كما أسلفت سايقا ، لكننا كنا نتفاعل مع الحدث الذي يحزن جميع المواطنين، فكتا نضع القرآن الكريم وبعض الأناشيد الدينية عند حصول مثل هذه الحوادث.
فقال "خلاصي" شكلت الأزمة الكثير من العوائق أمام المواطنين، فهل رأيتم تراجعا في المستوى الخدمي من قبل المسؤولين بعد الأزمة؟؟
فرد "قلعه جي" قبل الأزمة كان المسؤولين متعاونين جدا معنا، ويحلون مشاكل المواطنين، ولم يتغير شيء بعد الأزمة بل بقي الجميع على نفس النهج.
وقال"بني" : عندما أجد نفسي يحاجة إلى أحد المسؤولين لخدمة المواطن أجدهم يعطون الأولوية للظرف الذي تمر به البلاد معتبرينه أهم من خدمة المواطن.
ثم توجه "خلاصي"بسؤال الأستاذ "مازن" قائلا : هل تفكر بترك الإعلام والعودة إلى التمثل؟؟
فأجاب : بالنسبة إلي، المهم هو الاستمرارية .. أنا لن أتوقف .. لكني أحتاج الدعم الكافي من الجهات المسؤولة.
ولم يلبث الدكتور"خلاصي" حتى سئل الأستاذ "قلعه جي" عن قانون الإعلام، هل هو بحاجة إلى تغيير؟ وهل يجب أن يطلب من مجلس الشعب تعديل قانون الإعلام وجعله قانونا يأخذ آراء الأستاذ مازن ومن يعانون في المؤسسة الإعلامية؛ أم يأخذوا رأي السيد الوزير فقط ومعاونه ؟؟
فأجاب : قانون الإعلام قانون جيد، وأي قانون أيا كان إن لم يعمل بروحه ولم يطبق فإن هذا القانون لن يسفر عن تغيير.
ثم انتقل الحديث إلى الجمهور.. فبدء الصحفي المتقاعد وموفد وكالة سانا سابقا الأستاذ "عبد الخالق الشهابي" الذي أشار إلى البذور الإعلامية الصادقة التي يملكها الأستاذ "مازن بني"، ونوه إلى أن الإعلام لا يمكن أن يكون جديا وذو مصداقية إلا بتوفر عاملين أولهما: إعداد الإنسان الإعلامي إعدادا جيدا بحيث يملك المصداقية والمهنية والحرية والحب الصادق للوطن. وثانيها: الأجهزة المتطورة التي يمكن لهذا الإعلامي المُعَد إعداداً جيدا أن يعمل عليها.
وقدم الأستاذ "الشهابي" مثالا عن الفساد الإعلامي في قصة صحفي انكليزي؛ كان في إحدى الحفلات فجاءه إحدى رجال الأعمال الأثرياء وأعطاه مبلغا كبيرا من المال ثم التقى به بعد ستة أشهر وقال له : أنت صاحب صحيفة كبيرة في لندن وقد وصلك المال فلماذا لم تكتب عني؟؟
فأجاب : هذا المال هو ثمن سكوتي عن الكتابة عنك،لأني لو كتبت عنك لكنت الآن في السجن.
وكرر الأستاذ "الشهابي" في ختام حديثه مسألة عدم امتلاك وزير الإعلام حرية القرار والجرأة في اتخاذه.
ثم انتقل الحديث إلى الأستاذ "توفيق عنداني" الذي أشار إلى أن عدم التخصص في الإعلام خلق الكثير من المشاكل على الساحة الإعلامية.
و أكد الأستاذ"عمر حوري"على أهمية وجود الخبرة التي تخلق الحنكة فتساهم في إيجاد الحلول لهموم الإعلام بالتعاون مع مجلس الشعب من خلال محاسبة المخطئين.
وتحدث الأستاذ"حوري"عن الوظيفتين الأساسيتين للإعلام:
أولا: الوظيفة الإستراتيجية الأساسية التي تتعلق ببناء المجتمع وبناء الإنسان والطفل ولذلك يجب اختيار ذوي الكفاءات.
ثانيا :الوظيفة التكتيكية المرحلية.
ثم توجه المهندس"طالب يازجي" بشكر الضيفين وشكر القائمين على هذه الندوة معبرا عنها بأنها أكبر من العنوان وأكبر من جغرافيا المكان، إلا أنه قد أحبط بالحديث عن إعلام الغد على حد تعبيره.
وعقب المهندس"يازجي" على كلام الأستاذ "مازن" قائلا في عام 1613م كرر تأكيد القرار ( 1585) التركي الصادر من الباب العالي في الأستانة على أنه يحق للمطبوعات أن تتكلم بكل شي عدا الدين والسياسة والمرأة وفي عام 1901م رخص لرجل حلبي طابعة وأعطي له الحق بكتابة أي شي عدا الدين والسياسة والمرأة والأستاذ مازن ذكرهم وكررهم.
فنوه إلى أننا إن بقينا نعيش في هاجس الثقافة الأمنية فإننا سنبقى في زمن العثمانين الأتراك.
فرد الأستاذ "بني" : نحن لا نقترب من موضوع السياسية والدين لأننا لا نجد الدعم اللازم، فنحن نبتعد عن هذه الأمور لأننا لا نريد مواجهة المواطن، فقد عملنا برنامجا للأكراد والأرمن وننقل صلاة الجمعة وننقل الصلاة من الكنيسة يوم الأحد، ولا نقترب من الأمور التي تخص المرأة لأننا نعيش في مجتمع حلبي صعب.
وبفكاهية جميلة قال الأستاذ "سمير كيالي" إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وكل ما لدي هو لوم وعتب لذا قررت السكوت.
ثم توجه الدكتور "خلاصي" بالشكر للأستاذ "نوح عمار حمامي" على عمله الذي يتقنه فلربما هو الوحيد في المدينة الذي يتفانى كل هذا التفاني في عمله.
والجدير بالذكر أن الأستاذ "نوح عمار حمامي" صاحب موقع عالم نوح ،من مواليد حلب عام 1959م يعمل في التصوير الضوئي والفوتوغرافي وشارك في العديد من المعارض، وهو إلى الآن يبذل قصار جهده لنشر الثقافة لجميع عناصر المجتمع، ولم نذكره لأنه صاحب الموقع بل لأنه يستحق ذلك وذكره الدكتور"خلاصي".
وبدوره نوه الأستاذ "نوح حمامي" إلى بارقة الأمل في الشباب، وتطرق إلى دورة إعداد معدي البرامج والمذيعين الذي كان الأستاذ "عبد الخالق قلعه جي " أحد المشرفين عليها والمحاضرين فيها، وهي من تنظيم وإشراف الإعلامي الأستاذ محمد القاضي.
الأستاذ "قلعه جي" : هي إحدى الدورات التي أقامها مجلس مدينة حلب بالتعاون مع إذاعة حلب، وتم انتقاء المشاركين بشكل نوعي؛ تحت هدف الارتقاء والوصول إلى إعلاميين بكافة أنماط العمل الإعلامي التلفزيوني والإذاعي.
وأشاد "قلعه جي" إلى أن الإصرار والإرادة والمحبة والعمل يوصل المتعلم إلى الهدف المنشود مهما كان بعيدا.
وأشار إلى أن الأمور الحساسة كالزواج والطلاق يجب طرحها ولكن بحذر شديد وبشفافية وعلمية.
قال الأستاذ "عبد القادر بدور" مدير الجمعية : نحن نعمل في الجمعية على أساس مقولة ( لا رقابة على الفكر سوى الضمير ).
ووجه سؤالين للأستاذ " عبد الخالق قلعه جي" والأستاذ "مازن بني"، الأول الجهات الإعلامية التلفزيونية والإذاعية الخاصة يجب أن تقدم لها الدولة الدعم أو تكون داعمة للدولة مع الاحتفاظ بالخطة الخاصة لهذه الجهة؟ ، أما الثاني: ضمن هذه القيود التي نوه لها الأستاذ "مازن" على الإعلام هل نقف عن العمل الإعلامي ؟
فرد الأستاذ "مازن بني" بالنسبة للسؤال الأول يجب أن نكمل بعضنا فالدولة هي المستفيد الأول، من خلال التسهيلات وسرعة التراخيص، وأتمنى أن تدعمنا الدولة وتقدم لنا التسهيلات الازمة ، أما السؤال الثاني فنحن سنتقدم ولن نتوقف وسوف نرد بطريقتنا ونعطي أكثر.
وأكدت الصحفية "غيداء قاصر" على ضرورة الشجاعة في مواجهة الأحداث فنحن إن لم نواجهها فشباب سيذهبون للعالم الغربي لمشاهدتها واستمداد الثقافة منها، وأشار إلى ضرورة الوعي حتى نعيد بناء الوطن من جديد.
فرد الأستاذ "عبد الخالق" هناك الكثير من الحلول نحن أوجدناها وأنا من ذاتي انطلقت من ست ساعات للبث بنفس الكادر والإمكانات المادية لبث المعلومة الصحيحة وتطوير المجتمع، لكننا بحاجة إلى الانطلاق بقاعدة ( الشخص المناسب في المكان المناسب).
وشكر الأستاذ "مازن بني" الجميع واعتبر وجود جمعية تستضيف أصحاب الفكر مكسباً كبيرا، متمنيا عودة الأمان إلى بلدنا، وراجيا من الجميع تقديم النصح والعون للارتقاء بقناة إعلامية تعكس واقع الشارع السوري عموما والحلبي خصوصا.
وتمنى الدكتور "حسام خلاصي"من الأستاذ"مازن بني" أن تتابع قناة حلب مسيرتها وأن يسلمها إلى أصحاب الأمانة والكفاءات وقال: لطالما كان الإعلام رسالة ومع تلك الصعوبات نرى اندفاعا وأملا ما فقدناه أملا زرعه الأستاذ "نوح".
وختم الدكتور "حسام خلاصي" قائلاً : أعتقد أننا نسير على الطريق الصحيح فسوف يولد جيل لا يبذل كل هذا الجهد لأننا سنكون الجسر الذي يعبرون عليه ليملكوا عقلية رائعة وأخلاقيات الشعب السـوري ..
لموقع عالم نوح الصحفي : عمر تسقيه
– البريد الالكتروني : omar.tskia@hotmail.com
وللصور بقية