الإسكندر المقدوني من المؤكد أنه ليس “ذي القرنين” إذن من هو ميغاس أليكساندروس الملقب بالإسكندر المقدوني. موضوع من اختيار و جمع جلال مولوي

 

 

 

الإسكندر المقدوني Μέγας Αλέξανδρος

ميغاس أليكساندروس (باليونانية)

 


تاريخ الميلاد والوفاة : 21 يوليو 365 ق.م. – 13 يونيو 323 ق.م.


نبذة عن حياته : ملك مقدونيا،واشتهر أيضًا باسم الإسكندر المقدوني Μέγας Αλέξανδρος ميغاس أليكساندروس باليونانية . وهو أحد كبار القادة العسكريين في التاريخ وكان قد فتح كثيرًا من بلاد العالم المتمدن المعروفة في ذلك الوقت، ونقل إليها الأفكار الإغريقية، والطرق التي كان الإغريق يتخذونها لصنع الأشياء. واستطاع هذا الفاتح أن ينشر الثقافة الإغريقية التي عرفت في ذلك الوقت بشكل واسع في البلاد التي فتحها.

ولد الإسكندر في" بلاّ" بمقدونيا، وهو ابن فيليب المقدوني الذي كان قائدًا ممتازًا وإداريًا بارعًا . أما أمه فكان اسمها أوليمبياس، وكانت أميرة إيبرَسْ. (Epirus). وكانت امرأة ذكية حادة الطباع. وورث الإسكندر أحسن ما لدى والديه من صفات ولكنه كان أكثر طموحًا من والده. وكان كثيرًا ما يبكي كلما سمع بفتوحات والده ويقول إن والده لن يترك له شيئًا عظيمًا ليقوم بإنجازه في المستقبل. وكانت أم الإسكندر تقول لابنها إنه من ذرية "أخيل" ذلك البطل اليوناني الشهير، وأن والده من أحفاد هرقل. وحفظ الإسكندر الإلياذة عن ظهر قلب وهي تلك القصيدة الإغريقية التي تتحدث عن بطولات الإغريق الأسطورية وما فعله أخيل. وكان يحمل معه نسخة من الإلياذه، كما كان أخيل مثله الأعلى.

 

 

كان الإسكندر في صباه شجاعًا لا يهاب، وقد استطاع أن يمتطي الجواد الجموح بيوكيفالفوس في صغره. وكان هذا الجواد هو الذي حمله في فتوحاته العظيمة عندما كبر حتى مات الحصان بالهند. وقد بنى الإسكندر مدينة على نهر هايداسبس سمّاها بيوكيفالا تخليدًا لذكرى هذا الحصان.

عندما بلغ الإسكندر الثالثة عشرة من عمره أصبح تلميذًا للفيلسوف اليوناني الكبير أرسطو (أرسطوطاليس).

واستطاع أرسطو أن يغرس في تلميذه حب الأدب، ونمط الحياة الإغريقية، والمثل العليا لليونانيين وحبهم للعلوم والمعارف. وكان الإسكندر يشارك في الألعاب الرياضية. وكان أرسطو يحدثه عن البلدان الأخرى وما فيها من مختلف الأجناس، حتى يزيد من اهتمامه بالعالم الخارجي وما فيه من أمم. وكان الإسكندر يرى بعض هؤلاء الناس سفراء في بلاط والده، فكان يتحدث معهم، ويعرف شيئًا عن أحوال بلادهم.

لما بلغ الإسكندر العشرين من عمره مات والده، وأصبح هو الملك على مقدونيا. وكانت بلاد الإغريق الأخرى قد ملّت الخضوع إلى والده. وكان الإسكندر مشغولاً في حرب مع بعض الإغريق فثارت على حكمه مدينة طيبة، فما كان منه إلا أن هاجمها ودمّرها عن آخرها عدا المعبد ومنزل الشاعر بندار. وباع 30,000 شخص من أهل المدينة رقيقًا. وهكذا حطم الإسكندر روح الثورة التي أظهرتها المدن الإغريقية.

فتح فارس واحتلالها. ثم أدار الملك الصغير طموحه إلى فتح إمبراطورية فارس عملاً بالخطة التي كان والده فيليب قد وضعها، وأعد لها العدة. وفي ربيع عام 334 ق.م، سار بجيشه المكون من 35,000 مقاتل نحو بلاد فارس، وهو يأمل في نصر مبكر .. إذ كانت أمواله قليلة. والتقى في أول مرة بالجيش الفارسي في معركة نهر جرانيكس، وتمكن من هزيمة الفرس، وفتحت أراضي آسيا الصغرى أمام جيشه. ولما رأى الملك داريوس الثالث هزيمة جيشه أعد جيشًا آخر لملاقاة الإسكندر. ولكن الإسكندر استطاع أن يهزم الجيش الفارسي، ويدخل معسكر الملك داريوس الثالث حيث أسر زوجته وأمه. وعاملهما أحسن معاملة، ثم ذهب إلى صور وحاصرها لمدة سبعة شهور، ثم فتحها عنوة، وقتل ثمانية آلاف من سكانها، وباع 35,000 شخص عبيدًا. ويعتبر انتصاره على صور من أعظم انتصاراته الحربية. ثم تقدم نحو غزة، ولاقت نفس المصير الذي لاقته صور. ثم سار نحو مصر، فلقيه أهلها بترحاب؛ إذ كانوا قد ذاقوا الأمرّيْن من الفرس. وبنى هناك ميناء الإسكندرية التي أصبحت من أهم مراكز العالم العلمية والتجارية. ومن هناك قرر الذهاب إلى معبد زيوس ـ أمون في الصحراء الليبية حيث دخل المعبد، وقيل له هناك ـ كما تزعم الروايات ـ إنه ابن الإله، وأنه سوف يفتح سائر أنحاء العالم.

 

معركة أرْبيلا. وفي عام 331 ق.م، التفت الإسكندر مرة أخرى إلى الجبهة الفارسية، إذ كان داريوس الثالث قد جمع جيشًا ضخمًا بالإضافة إلى الخيالة الثقيلة المشهورة، وكثيرًا من العربات الحربية ذات السكاكين البارزة من عجلاتها وأعد الفرس ميدانًا فسيحًا للمعركة وذلك بتعبيده وتسويته. وكان ذلك الميدان بالقرب من أربيلا. وفي تلك المعركة، استطاعت الخيالة الفارسية أن تلتف حول ميسرة الإسكندر، وأن تستولي على معسكره، ولكن الإسكندر قام بمبادرة هجومية تولاها بنفسه، واستطاع أن يتغلب على داريوس الثالث وأجبر الجيش الفارسي على التقهقر نحو الشرق.

استسلمت بعد ذلك مدينة بابل، وتبعتها مدن أخرى، واستولى على ما فيها من ذهب وفضة، وقتل كثيرًا من سكان هذه المدن أو باعهم رقيقًا، كما أحرق مدينة برسيبوليس انتقاماً من الفرس الذين أحرقوا مدينة أثينا سنة 480ق.م. ولما بلغ الجيش الإغريقي هذه المرحلة من الحرب، فقد الجنود شهيتهم لمواصلة القتال، وأرادوا أن يعودوا إلى أوطانهم.

عبر الإسكندر جبال زاغروس ودخل ميديا (Media)عام 330ق.م، وكان داريوس الثالث قد هرب إلى تلك الجهات . وقتله بعض نبلائه بعد ذلك بقليل، ووجد الإسكندر نفسه ملكًا على آسيا. ولم يصادف بعد ذلك حربًا قوية. فعين بعض نبلاء إيران حكامًا محليين على المناطق والأقاليم المختلفة التي فتحها.

ثم جند الإسكندر بعض الإيرانيين في جيشه، وتقدم نحو الأراضي الهندية فلما وصل الصغد تزوج روكسانا (Roxana) ابنة أحد النبلاء الصغديين أوكسيراتس (Oxyartes) هناك.

وفي الصغد، خرج الإسكندر عن طوره وقتل أحد أصدقائه المقربين، المدعو كليتسْ، في مشاجرة لعبت فيها الخمر برأسيهما. فغضب منه جنوده المقدونيون وحاولوا اغتياله . فما كان منه إلا أن أعدم عددًا من رجاله البارزين من إغريق ومقدونيين.

ألحق الإسكندر عددًا من الجنود الإيرانيين بجنوده، وزحف بهذا الجيش نحو الهند، حتى وصل إلى سهولها الغنية سنة 326ق.م. وكان يريد أن يتقدم في الأراضي الهندية لولا أن تمرد عليه جيشه. وكانت هناك عدة مؤامرات تستهدف حياته إلا أنه نجا منها.

ثم انشغل الإسكندر بعد ذلك بتنظيم البلاد التي فتحها وبإدارتها، وكان أقصى ما وصلت إليه أملاكه من البلاد التي فتحها امتدادها من البحر الأيوني إلى شمالي الهند. وكان يريد أن يجعل من آسيا وأوروبا قطرًا واحدًا، وأن يجمع أحسن ما في الشرق مع ما في الغرب. واختار بابل عاصمة له.

 

ولكي يحقق أهدافه، فقد كان الإسكندر يشجع رعاياه على الاختلاط بالزواج، وضرب لهم المثل على ذلك بنفسه حين تزوج أميرة فارسية. وعين جنودًا من مختلف الأجناس في جيشه. وصاغ عملة موحَّدة لكي تستعمل في كافة الأراضي الخاضعة له في الإمبراطورية، وساعد على ازدهار التجارة. وكان يشجع انتشار الأفكار والعادات اليونانية في آسيا واستعمال القوانين الإغريقية. وكان إذا رأى أحدًا من حكام الأقاليم لا يعدل في حكم رعيته فإنه كان يعزله.

كان الإسكندر ينوي ضم الجزيرة العربية. ولكنه أصيب بحمى الملاريا في بابل Babylon ، وانتهى به الأمر إلى أن مات في 13 يونيو سنة 323 ق.م. ووضع جثمانه في تابوت وحمل إلى ممفيس في مصر، ومن هناك إلى الإسكندرية حيث وضع في ضريح.

وهو على فراش الموت نطق بجملة لا أجد يعلم ماذا قصد بها حيث قال :

” إلى الأقوى To the strongest “

 

يخلط بعض الناس بين الإسكندر المقدوني المعروف في التاريخ الغربي وبين ذي القرنين الذي قص الله تعالى خبره في القرآن الكريم. فالإسكندر المقدوني حكم اليونان قبل المسيح عليه السلام بثلاثة قرون تقريبا، وكان على الديانة الوثنية، ووزيره أرسطو الفيلسوف المشهور، وكان أرسطو كما هو معروف من ملاحدة الفلاسفة، على عكس المشهور عن أستاذيه سقراط وأفلاطون فإنهما كانا يؤمنان بوجود الله، وأما أرسطو فينفي وجود خالق لهذا الكون. أما ذو القرنين فكان قبل المقدوني بقرون، وكان مؤمنا ويغلب على الظن أنه حكم في آسياوأفريقيا، ويرى كثير من المؤرخين العرب أن ذا القرنين كان ملكا عربياً.

لم يوص الإسكندر بالحكم من بعده لأحد، وقد ولد ابنه الوحيد بعد موته. وكان قواده قد اقتسموا إمبراطوريته، ولم يستطع أي منهم أن يجعل كل تلك الأراضي تحت حكمه. وكان ذلك في عام 311ق.م. 

أصبحت اللغة اليونانية القديمة واسعة الانتشار ومسيطرة على لغات العالم.

قامت هوليوود بإصدار فيلم ألكسندر «Alexander» عام 2004 عن حياة الإسكندر الكبير، من بطولة الممثل كولين فاريل

جمع و ترتيب : جلال مولوي – عالم نوح