البيئة تخرج من المنزل
- مايو 19, 2013
- 0
ومن الموقع الصديق؛ دراسات خضراء، هذه المقالة: البيئة تخرج من البيت، للباحث عبد الحكيم محمد الميوني: يعرّف العلماء والباحثين علم البيئة بالعلم الذي يدرس العلاقات بين الكائنات الحية والبيئة التي تعيش فيها
ومن الموقع الصديق دراسات خضراء للدكتور مجد جرعتلي، هذه المقالة للباحث عبد الحكيم محمود الميوني:
Abdulhakim Mahmoud Almyoni
البيئة تخرج من المنزل
يعرّف العلماء والباحثين علم البيئة بالعلم الذي يدرس العلاقات بين الكائنات الحية والبيئة التي تعيش فيها وقد ظهر تعريف هذا العلم الذي أطلق عليه الايكولوجيا في أواخر القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني ارنست هيل الذي اشتق هذا الاصطلاح من من الكلمة اليونانية oikos والتي تعني (منزل الأسرة )
ووفقا لاشتقاق هيل هذا يبرز لنا المعنى العام لعلم البيئة الذي يتخذ من الخاص دلالته فهذا العلم الذي عرف اول الامر باعتباره علما يبحث في بيلوجيا عناصر كوكب الأرض والعلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية وبيئتها المحيطة كان قد اتخذ دلالته من تلك الكلمة التي تعني منزل الأسرة باعتبارها منزلنا نحن البشر.
واذا ما انتقلنا الى التعريف العام والاكثر انتشارا للبيئة فإننا نجد أيضا تجسدها بشكل او باخر في نفس السياق اذ ان التعريف العام للبيئة ينص على انها الاطار الذي يعيش فيه الإنسان ومنة يحصل على مقومات حياته ولاشك بان ذلك يعني التعريف الشامل الذي يعني ان الارض كوكبنا الذي نعيش نحن البشر وسائر الكائنات فية ومنة نحصل على مقومات حياتنا هي بيئتنا التي تضمنا جميعا ومن مواردها نحي.
على أن الأمر يتعدد في عدد من التعريفات التي تشكل بيئات متعددة تعبر عن المكان الذي يعيش فية الكائن الحي وفي مقدمتها الإنسان والإطار الحيوي الذي يتعامل معه. إذا إن هذا التنوع والتعدد في التعريفات البيئية يشمل فيما يشمل البيئة الزراعية والبيئة الساحلية وبيئات العمل والتجمعات البشرية المختلفة وغيرها من البيئات التي تطول القائمة في ذكرها.
ولاشك أن أول البيئات الخارجية التي يتعامل فيها الإنسان على هذا الكوكب هي بلاشك المنزل الذي وإن كان يشكّل إحدى مقومات الحياة التي يحصل عليها الإنسان من بيئته الشاملة كوكب الارض إلا أنها هي أول إطار بيئي يتعامل فية الانسان مع مخلفاته ومع الموارد الطبيعية التي يستهلكها بل ان فيها اشكال مختلفة من الأنشطة البشرية الأولى هذا بالإضافة الى البيئات الاخرى التي ينتمي لها الفرد في حياته ففي المناطق الريفية او الزراعية يتعامل الانسان هناك في شغله وفي تلبية مقومات حياته على البيئة الزراعية وهكذا بالنسبة للبيئة البحرية والساحلية او الصناعية وحتى الاجتماعية والثقافية والسياسية هذه وغيرها هي اوساط متعددة للتعامل البشري ويبقى المنزل هو البيئة الاولى للانسان.
من هنا كان للبيئة معنى ضيق ومحدود وقاصر يحصر البيئة ومشكلاتها في الاطار الذي يعرف يعرف بصحة البيئة ومنها قضايا ومشكلات النظافة والمتمثلة بالمخلفات المنزلية الصلبة (القمامة ) والسائلة (المجاري) ،
وعلى الرغم من ذلك يظل هذا المفهوم القاصر للبيئة ومشكلاتها هو اولى مظاهر العناية والاهتمام بالبيئة بانظمتها واطرها المتعددة وان لم تعني البيئة ومشكلاتها ذلك فحسب لكن بالقدر الذي يكون سلوك الانسان في نظافة منزلة وسلوكه في التخلص من مخلفاته وادراكة للاضرار الصحية المترتبه عليها بهذا القدر يكون ايضا اهتمامه بالبيئة الخارجية التي يتعامل معها وبالمثل يكون ايضا بالنسبة للتعامل مع الموارد الطبيعية في المنزل ففي كل هذة الاحول فان السلوك تجاه البيئة الاولى المنزل يكون له انعكاساتها في التعامل مع البيئات المتعددة خارج المنزل ابتداء من من الشارع والحي مرورا بموقع العمل وغيرها من بيئات الانسان الحياتية على كوكب الارض.
إذا لم يكن اتخاد العالم الألماني هيل اشتقاق كلمة البيئة من الكلمة اليونانية من فراغ فالأرض بيئة البشر والمنزل بيئة الفرد ومن هنا نجد أن البيئة المعنى والعلم قد خرجت من المنزل الى كوكب الحياة الارض